شهر كامل مرَّ على الهجوم الدموي المروع الذي استهدف المركز التجاري الترفيهي «كروكوس»، قرب العاصمة الروسية موسكو، ولم يستفق بعدُ الجزء الأعظم من الروس من الصدمة.
استغرقت العملية نحو ربع ساعة فقط، منذ أن ترجل أربعة مسلحين من سيارة «رينو» بيضاء، واقتحموا البوابات بسهولة، وفتحوا نيراناً كثيفةً من أسلحة آلية على كل من وقع في طريقهم نحو قاعة احتفالات موسيقية. هجوم رُسمت تفاصيله بدقة، ولكن أيضاً ببساطة مذهلة.
الرواية الرسمية الروسية وجّهت أصابع الاتهام إلى أوكرانيا، لكن سرعان ما تبين أن المهاجمين الأربعة من طاجيكستان وينتمون إلى تنظيم «داعش - خراسان». فتح الهجوم إلى الواجهة فزاعةَ «الإرهاب الإسلامي» الذي عاشت معه روسيا سنوات صعبة، كما فتح التساؤلات حول ملف العمالة الوافدة للبلاد. وبذلك، بات ملايين المسلمين الذين قادتهم أحوالهم المعيشية القاسية للهجرة من أوطانهم، في قفص اتهام كبير، حتى وصل الأمر إلى أن تصفهم تعليقات في وسائل إعلام حكومية بأنهم «قنبلة موقوتة» تهدد روسيا.