ربع قرن في الكرملين: جبهة داخلية متماسكة و«أعداء» يطوقون البلاد

انتخابات «هادئة» رغم ضجيج الحرب في الجوار... وتفويض جديد لبوتين

خلال التصويت في الانتخابات الرئاسية الروسية بمركز اقتراع بموسكو... روسيا 15 مارس 2024 (أ.ف.ب)
خلال التصويت في الانتخابات الرئاسية الروسية بمركز اقتراع بموسكو... روسيا 15 مارس 2024 (أ.ف.ب)
TT

ربع قرن في الكرملين: جبهة داخلية متماسكة و«أعداء» يطوقون البلاد

خلال التصويت في الانتخابات الرئاسية الروسية بمركز اقتراع بموسكو... روسيا 15 مارس 2024 (أ.ف.ب)
خلال التصويت في الانتخابات الرئاسية الروسية بمركز اقتراع بموسكو... روسيا 15 مارس 2024 (أ.ف.ب)

مع إغلاق صناديق الاقتراع في روسيا مساء الأحد، ينتظر الروس الإعلان رسمياً عن النتائج الأولية للاستحقاق الانتخابي. لا مفاجآت متوقعة يمكن أن تعكر صفو النصر الكبير. والرئيس فلاديمير بوتين سوف يدشن ولاية رئاسية جديدة بشبه إجماع وطني تحدثت عنه سلفاً استطلاعات الرأي. وينتظر أن تثبته على مقعد الرئاسة في الكرملين حتى عام 2030 على الأقل. ليدخل بذلك في عداد الزعماء والقياصرة الروس الذين تربعوا على عرش الكرملين لسنوات طويلة، شهدت خلالها البلاد تقلبات ومراحل هبوط وصعود. وواجهت أعقد التحديات الخارجية والداخلية. ومع تجاوزه هذا الاستحقاق، يكون بوتين الذي تسلم زمام السلطة بروسيا في عام 1999 أطول الحكام عمراً على العرش، منذ عهد الإمبراطورة يكاترينا الثانية في القرن الثامن عشر.

انتخابات «هادئة»

مر الاستحقاق الانتخابي بهدوء لا يتناسب مع حجم المصاعب التي تحيط بالبلاد، وسط أجواء غابت عنها المنافسة. لكنه في الوقت ذاته، شهد حملات إعلامية وسياسية قوية لإظهار دعم المجتمع للرئيس وقراراته المصيرية، وعلى رأسها الهجوم على أوكرانيا قبل عامين ونيف.

حتى المظاهر الاحتجاجية المحدودة التي شهدتها بعض مراكز الاقتراع، مثل سكب سائل أخضر على الصناديق أو محاولة إثارة سجالات خلال عمليات التصويت، لم تجد تغطيات واسعة، ولا ردود فعل في المجتمع. أثبت الاستحقاق مجدداً صحة رهان الكرملين على هامشية المعارضة، وضعف تأثيرها في الشارع. ودعوات المعارض أليكسي نافالني قبل موته في السجن بأسبوعين، لتحويل مراكز الاقتراع إلى مواقع تجمع لأنصاره، لم تلقَ تفاعلاً كبيراً.

المرشح الرئاسي ليونيد سلوتسكي يتحدث للصحافة السبت (إ.ب.أ)

في الشارع، لا مظاهر خاصة تشي بأن البلاد تعبر استحقاقاً مهماً للغاية. غابت اليافطات الدعائية وصور المرشحين، إلا في حالات محدودة للغاية برزت فيها صور عملاقة لبوتين. وكان هذا أمراً متوقعاً سلفاً، وحتى داخل المقار الانتخابية لـ«المنافسين» الثلاثة لبوتين، لم تبرز دعاية انتخابية توحي بأنه يمكن أن يقدم حلولاً مبتكرة أو رؤى مختلفة عن تلك «الواثقة والمجربة» التي قدمها بوتين على مدى ربع قرن.

وجه الخلاف في الخطاب السياسي للمرشحين يكاد لا يكون ملحوظاً. في السياسة الخارجية، الكل يدعم نهج بوتين ويرى فيه الطريق الوحيدة الصحيحة لروسيا المعاصرة. أما داخلياً، فمن يهتم اليوم في روسيا بعودة تطبيق خطط اقتصادية تحمل نكهة سوفياتية بعض الشيء، كما يعلن نيكولاي خارتينوف مرشح الحزب الشيوعي، في وقت تسير فيه كل البلاد نحو اقتصاد موجه، يحمل أكثر صفات العسكرة، وحشد كل إمكانات البلاد في خدمة الجبهة؟

والإصلاحات المحدودة «الليبرالية» إلى حد ما، التي رفع شعارها المرشح الشاب فلاديسلاف دافانكوف (حزب الناس الجدد)، من يهتم بها حالياً؟ وكيف يمكن أن تنقذ 30 في المائة يقبعون تحت خط الفقر من العائلات كبيرة العدد (3 أطفال وأكثر)؟

أما القومي ليونيد سلوتسكي (الحزب القومي الليبرالي)، فقد كان سباقاً لإعلان دعمه سياسات الكرملين في «مساعدة المناطق الروسية الجديدة» وضرورة دمجها وتأهيلها في الاقتصاد الروسي. وجعل هذا المدخل عنواناً لنشاطه الانتخابي.

كل منافسي بوتين في هذه الانتخابات لم يقدموا أي شيء يمكن أن ينافس سياساته أو يشكك حتى لو بجزء بسيط في صوابها. وحتى لم يطرح أي منهم أسئلة صعبة تحير الروس أو تثير لديهم بعض القلق أحياناً.

في هذه الأجواء، بدا المشهد الانتخابي أقرب إلى ديكور، رسمت ملامحه بدقة، وشغل الحيز الأكبر في مركزه الزعيم الوحيد الذي تراهن غالبية طبقات المجتمع على تقديمه حلولاً لكل مشكلات البلاد.

بوتين الزعيم الأوحد

لم يكن من قبيل الصدفة أن يحدد الكرملين قبل أسبوعين من حلول موعد «الانتخابات الحاسمة»، الخيار المطروح أمام الشعب الروسي. عندما قال الناطق باسمه دميتري بيسكوف، إنه «لا يرى بديلاً للرئيس الحالي». هذه كانت روح الانتخابات وجوهرها.

والروس، وهم يُقبلون بشيء من الكسل، وأحياناً عدم المبالاة، على مراكز الاقتراع، كانت تحوم في ذاكرة الجيل الأكبر سناً منهم مشاهد وصول الرئيس الجديد إلى السلطة قبل ربع قرن. كيف تغيرت روسيا خلال 25 سنة!

ناخبة تدلي بصوتها بمكتب اقتراع في لينينغراد السبت (إ.ب.أ)

كانت البلاد محطمة وتعاني قروح الانهيار والتبعية للغرب، وتواجه حرباً انفصالية مفتوحة في خاصرتها الهشة في القوقاز، وحروباً انفصالية أخرى مستترة وغير مفتوحة في عدد من مناطقها، مثل تتارستان التي كانت تدير سياساتها الداخلية والخارجية بمعزل عن قرار الكرملين وتحكم المركز الفيدرالي. وهذا الأمر ينسحب على كل المناطق الفيدرالية تقريباً التي انعزلت عن قرارات الكرملين، وباتت تتحكم بمواردها، ما تسبب في ظهور طبقة من الأثرياء الجدد عملت على ترتيب آليات سيطرتها على الموارد، مع ثلة من «حيتان المال» الذين سيطروا على القرار الاقتصادي والسياسي.

وكان المجتمع الروسي يواجه الفقر المدقع، وتخلف القطاعات الصحية، والتعليمية، وكل مرافق الخدمات. ويزداد تخبط إدارة الحكم. وكانت روسيا تفقد سنوياً نحو مليون نسمة، وتبدو مقبلة على كارثة ديموغرافية كاملة. يكفي القول إن دراسات دلت على أن واحداً فقط من كل 3 مواليد جدد في منتصف تسعينات القرن الماضي، كان يعيش ليكمل عامه الأول.

انعكس ذلك، في بروز نزعات النازية الجديدة في المجتمع والحركات القومية المتشددة بين الشباب، الذين سعوا عبر شعارات يمينية متطرفة للثأر ورد الاعتبار لوطنهم. أما على المستوى الدولي، فلم يكن لروسيا حضور جدي في أي ملف إقليمي أو عالمي.

في تلك الظروف برز اسم ضابط المخابرات السابق فلاديمير بوتين. كان التوافق على توليه السلطة بمثابة إنقاذ للحكم المتردد والضعيف. ورغم أن حقيقة كونه قادماً من جهاز الـ«كي جي بي» لم تلعب دوراً رئيسياً في سياساته لاحقاً، بقدر ما كانت جزءاً من حملة إعلامية ودعائية رافقت صنع هالة الزعيم القوي، وهو أمر أقر به بوتين ذات مرة عندما قال إنه لم يلعب دوراً مهماً في الجهاز الرهيب، لكن تلك الهالة رافقته لاحقاً في كل مراحل إدارته للبلاد.

بوتين يلقي خطاباً في قاعة «ألكساندر» بالكرملين في ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)

سريعاً، عمل بوتين على ترتيب أركان حكمه، وفي العام شكل فريقاً قوياً من المخلصين الذين كانوا معه في حكومة سان بطرسبرغ، والذين رافقوه لاحقاً ولم يتخلَّ عن أي منهم رغم كل التقلبات التي شهدتها روسيا.

لكن الرئيس القوي الذي سحق بقسوة التمرد في الشيشان ونفذ سلسلة إجراءات لفرض سيطرة مطلقة في الأقاليم، عبر تعيين ممثلين شخصيين له فيها، لم يتسرع في إطاحة حكم «حيتان المال» خلال ولايته الرئاسية الأولى، التزاماً بعهد قطعه للرئيس السابق بوريس يلتسن. وانتظر انتهاء المدة (4 سنوات) ليبدأ بتطهير روسيا من نفوذهم. في ذلك الوقت، فرض معادلة على رجال الأعمال المتحكمين بثروات البلاد ومصائرها تقوم على الاختيار بين أعمالهم التي ستقع بالتنسيق مع الدولة أو السياسة وأمور الحكم. ومن اختار الطريق الثانية وجد نفسه منفياً؛ مثل بوريس بيريزوفسكي وثلة كاملة من الأثرياء اليهود الذي لجأوا إلى إسرائيل والغرب، أو في السجن مثل ميخائيل خودوركوفسكي ومجموعة كبيرة من «الفاسدين» و«اللصوص».

في الداخل الروسي، بقي من ارتضى الترتيب الجديد لعلاقة الدولة مع طبقة الأوليغارشية. وفي الوقت ذاته، نظم بوتين العلاقة مع القطاعات الاقتصادية عبر تأسيس شركات احتكارية وطنية كبرى، سيطرت على كل القطاعات الحيوية وثروات البلاد، ووضع على رأس كل منها مسؤولاً مقرباً منه. هكذا ظهرت «غازبروم» وغيرها من الشركات النفطية العملاقة، وشركات التعدين، وكثير من المؤسسات التي تولت القطاعات المختلفة.

«الثأر من الغرب»

مع حلول عام 2007، وقرب انتهاء ولايته الثانية والأخيرة، كان بوتين مستعداً داخلياً لإطلاق عملية الثأر من الغرب. وهو ما عبر عنه بوضوح خلال مؤتمر الأمن بميونيخ في خطاب حاد اللهجة ألقاه على مسامع كبار الشخصيات الغربية. عندها اتهم بوتين حلف شمال الأطلسي بتهديد روسيا من خلال التوسع، وانتقد الولايات المتحدة، لأنها تنسب لنفسها «سيادة مطلقة» في العالم. وهي المبررات نفسها التي استخدمها لغزو أوكرانيا.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلقي كلمة عبر الفيديو أمام المشاركين في «منتدى الجيش 2023» أغسطس 2023 (إ.ب.أ)

كانت المرحلة الجديدة قد بدأت. ومع توليه رئاسة الوزراء لفترة محدودة، نقل خلالها كل فريقه معه وترك مشرفين مخلصين يمثلونه في كل إدارات السياسة والاقتصاد في الكرملين. دشن بوتين بذلك المرحلة الثانية لحكمه، عبر إعلان التمرد الكامل على الغرب، وجاء اقتطاع أجزاء من جورجيا صيف عام 2008، ليشكل بالون اختبار لمدى قدرة الغرب على مواجهة تمدده اللاحق؛ بأوكرانيا في 2014، وسوريا في العام اللاحق.

وشكل الحدثان نقطة التحول الكبرى، فروسيا «لم تعد لاعباً إقليمياً كبيراً»، كما كان يحلو للرئيس الأميركي باراك أوباما أن يردد. وهي عبارة أغضبت الكرملين جداً. بل بدأت تستعيد قدرات الدولة العظمى ومستوى تأثيرها في كل الملفات الإقليمية والدولية. وبدأ الكرملين يستعيد العبارة السوفياتية: لا حل لأي مشكلة من دون موسكو.

أوكرانيا... المرحلة الثالثة

سيبقى قرار إطلاق الحرب في أوكرانيا أحد أخطر وأصعب القرارات التي اتخذها بوتين. وأظهرت تسريبات ومعطيات أن القرار تم اتخاذه بشكل فردي وبمشاورات مع ثلة محدودة جداً في محيطه، وشكل مفاجأة للجزء الأعظم من النخب السياسية والاقتصادية، فضلاً عن الشعب الروسي.

جنود أوكرانيون في الجبهة الأمامية يطلقون قذائف باتجاه القوات الروسية (أرشيفية - الجيش الأوكراني عبر تلغرام)

ومهما بدت النتائج اللاحقة للقرار متباينة ومتناقضة أحياناً مع الخطط التي رسمها الكرملين لمسار الحرب، فالأكيد أن اتخاذ القرار في توقيته ومضمونه دل على ثقة بوتين بتماسك الوضع الداخلي، وقدرته على إدارة المعركة من أن يشعر بضعف أو هزات تعرقل مساعيه.

وأثبتت التطورات صحة هذا المنطق. فالهزات الكبرى التي كان يمكن أن تقوض الاقتصاد بفعل رزم العقوبات غير المسبوقة، وبسبب تردي الوضع المعيشي جزئياً، لم تسفر عن انهيارات كان الغرب يتوقعها. ولم تشهد روسيا انشقاقات كبرى يمكن أن تؤثر على الوضع العام رغم المعطيات التي تتحدث عن نزوح نحو مليون روسي، بينهم جزء مهم من رجال المال والأعمال ومن العقول النابغة في مجالات مختلفة.

وبعد فشل الهجوم المضاد الأوكراني في صيف 2023، شعر بوتين بأنه يتمتع بهامش مناورة أكبر، مع انقسام الغربيين بشأن استمرار المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

ولكن على الرغم من قوته، فإن الرئيس الروسي ما زال يواجه تحديات. فهو بعيد كل البعد عن الانتصار في أوكرانيا. وقدرة الروس والنخبة والاقتصاد على الصمود في هذا النزاع مع مرور الوقت تظل سؤالاً مطروحاً.

سكان في رستوف على دبابة في بداية تمرد «فاغنر» الصيف الماضي (أ.ب)

لقد شكل تمرد مجموعة «فاغنر» بقيادة يفغيني بريغوجين، أحد أكبر التحديات الداخلية، لكن المسألة حسمت سريعاً، ولم تترك تأثيرات كبرى على الجبهة التي بقيت متماسكة إلى حد كبير. كما أن موت المعارض أليكسي نافالني في سجنه، ومهما كانت أسبابه، من دون أن يثير هزات كبرى، دل أيضاً على أن بوتين نجح في تعزيز الوضع الداخلي بشكل يفتح أمامه هوامش واسعة للمناورات الخارجية.

الأكيد أن الكرملين، لم يُخفِ يوماً أنه لن يتساهل مع أي معارضة. والرموز المعارضة باتت موزعة بين المنفى أو القبر، مع ذلك، يظل بوتين، في نظر الغالبية من مواطنيه، الشخص الذي أعاد لروسيا عزتها بعدما قوّضها الفقر والفساد والتبعية للغرب.

مع القوة الكبيرة التي يشعر بها بوتين وهو يعبر استحقاق الانتخابات الحالية، لا يمكن تجاهل أن البلد الذي كان منهكاً ومفككاً قبل ربع قرن تجاوز أزمته الكبرى، لكن هذا لا يعني أنه يواجه تحديات حالياً أقل شأناً وخطورة.

توسع «الأطلسي»

لقد توسع حلف الأطلسي خلال ربع قرن من حكم بوتين، عدة مرات، وباتت قواته تقف على الحدود الروسية. والسجالات التي كانت في السابق تدور حول الضمانات الأمنية لروسيا بعدم نشر قوات أو أسلحة، أو بعدم ضم أوكرانيا أو جورجيا إلى الحلف، باتت تتخذ مسارات أكثر صعوبة حالياً. ويحمل تحول بحر البلطيق إلى بحيرة أطلسية مغلقة تقريباً في وجه الروس تداعيات مستقبلية خطرة، ظهر بعضها في تلويح سياسيين أطلسيين بقدرة الحلف على الانقضاض بسهولة على جيب كاليننغراد الروسي المعزول في هذه المنطقة. فضلاً عن أن الحديث يدور حالياً حول نشر مزيد من القوات والأسلحة على كل خطوط التماس الحدودية مع أوروبا، من بولندا إلى فنلندا العضو الأطلسي الجديد الذي يتمتع بقدرات مهمة باتت تعد لصالح الغرب وضد روسيا بعدما ظلت مع السويد «محايدة» لعقود طويلة.

جنود من فرنسا وبولندا يشاركون في مناورة عسكرية مشتركة مع جنود من كثير من دول «الناتو» على نهر فيستولا في كورزينيو ببولندا 4 مارس 2024 (د.ب.أ)

في المحيط الأقرب، تحولت جورجيا وأوكرانيا ومولدوفا إلى خصوم للكرملين، والأخيرة قد تشهد قريباً امتدادات معركة أوكرانيا في منطقة بريدنوستروفيه الانفصالية، التي ترى فيها أوساط روسية «دونباس الجديدة».

وباقي الجمهوريات السوفياتية المتحالفة مع روسيا بدأت تنفض عنه شيئاً فشيئاً. وجمدت أرمينيا مشاركتها في تحالف «منظمة الأمن الجماعي»، وهي تلوح بمغادرتها. بينما تنشغل أذربيجان بترتيب الوضع الجديد في جنوب القوقاز بالتعاون مع تركيا. وفي آسيا الوسطى، يتمتع الكرملين حالياً بأقل قدر من التأثير منذ عهود طويلة.

يدخل فلاديمير بوتين ولايته الرئاسية الجديدة منتصراً داخلياً، بجبهة متماسكة وصلبة إلى حد بعيد. ويمسك أسلحة قوية في مواجهة الضغوط الغربية. لكنه في الوقت ذاته يقف أمام تحديات على الصعيد الخارجي، لا تقل خطورة عن تلك التي واجهها القياصرة الكبار الذين عمروا طويلاً مثله على عرش الكرملين.


مقالات ذات صلة

شولتس مرشح حزبه للانتخابات المبكرة في ألمانيا

أوروبا أولاف شولتس يتحدث بعد اختياره مرشحاً للانتخابات المبكرة في برلين الاثنين (رويترز)

شولتس مرشح حزبه للانتخابات المبكرة في ألمانيا

قرر الاشتراكيون الديمقراطيون دعم أولاف شولتس رغم عدم تحسن حظوظ الحزب، الذي تظهر استطلاعات الرأي حصوله على نحو 15 في المائة فقط من نوايا التصويت.

«الشرق الأوسط» (برلين)
المشرق العربي الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الجديدة للبرلمان الأردني (رويترز)

جدل «الإخوان» في الأردن يعود من بوابة البرلمان

مع بدء الدورة العشرين لمجلس النواب الأردني، الذي انتخب في العاشر من سبتمبر (أيلول) الماضي، بدأ الشحن الداخلي في معادلة الصراع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

محمد خير الرواشدة (عمّان)
شمال افريقيا ممثلو دول أوروبية داخل مركز العدّ والإحصاء التابع لمفوضية الانتخابات الليبية (المفوضية)

ليبيا: إجراء الانتخابات المحلية ينعش الآمال بعقد «الرئاسية» المؤجلة

قال محمد المنفي رئيس «المجلس الرئاسي» إن إجراء الانتخابات المحلية «مؤشر على قدرة الشعب على الوصول لدولة مستقرة عبر الاستفتاءات والانتخابات العامة».

جمال جوهر (القاهرة)
الولايات المتحدة​ الملياردير إيلون ماسك (رويترز)

هل يمكن أن يصبح إيلون ماسك رئيساً للولايات المتحدة في المستقبل؟

مع دخوله عالم السياسة، تساءل كثيرون عن طموح الملياردير إيلون ماسك وما إذا كان باستطاعته أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا وزير الداخلية جيرالد دارمانان (اليمين) متحدثاً إلى الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي (رويترز)

زلزال سياسي - قضائي في فرنسا يهدد بإخراج مرشحة اليمين المتطرف من السباق الرئاسي

زلزال سياسي - قضائي في فرنسا يهدد بإخراج مرشحة اليمين المتطرف من السباق الرئاسي، إلا أن البديل جاهز بشخص رئيس «حزب التجمع الوطني» جوردان بارديلا.

ميشال أبونجم (باريس)

«مجموعة السبع» لـ«حل دبلوماسي» في لبنان

وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني في مؤتمر صحافي بختام أعمال اجتماع وزراء «مجموعة السبع» في فيوجي الثلاثاء (أ.ف.ب)
وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني في مؤتمر صحافي بختام أعمال اجتماع وزراء «مجموعة السبع» في فيوجي الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

«مجموعة السبع» لـ«حل دبلوماسي» في لبنان

وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني في مؤتمر صحافي بختام أعمال اجتماع وزراء «مجموعة السبع» في فيوجي الثلاثاء (أ.ف.ب)
وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني في مؤتمر صحافي بختام أعمال اجتماع وزراء «مجموعة السبع» في فيوجي الثلاثاء (أ.ف.ب)

انشغل وزراء خارجية «مجموعة السبع»، في اجتماعهم في فيوجي بإيطاليا، بأوضاع لبنان وروسيا وغزة وبمذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأعرب الوزراء في بيان ختامي، الثلاثاء، عن دعمهم «لوقف فوري لإطلاق النار» في لبنان، مؤكدين أن «الوقت حان للتوصل إلى حل دبلوماسي».

وقالوا: «ندعم المفاوضات الجارية من أجل وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل و(حزب الله)». وأضافوا: «حان الوقت للتوصل إلى حل دبلوماسي، ونرحب بالجهود الدبلوماسية المبذولة في هذا الاتجاه».

روسيا

أدان الوزراء «بأشد العبارات الخطاب النووي غير المسؤول والتهديدي لروسيا، وكذلك موقفها القائم على الترهيب الاستراتيجي»، مشيرين إلى أن «دعمهم وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها سيبقى ثابتاً».

واستخدمت روسيا على الأراضي الأوكرانية صاروخاً باليستياً متوسط المدى (يصل إلى 5500 كيلومتر)، صُمّم ليحمل رأساً نووياً، وأدانت كييف إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات.

وجاء ذلك في أعقاب ضربتين نفذتهما أوكرانيا على الأراضي الروسية بصواريخ «أتاكمز» الأميركية، وصواريخ «ستورم شادو» البريطانية، وهي أسلحة يصل مداها إلى نحو 300 كيلومتر.

نتنياهو وغزة

أعلن وزراء الخارجية أن دول المجموعة ستفي بالتزاماتها «الخاصة» فيما يتعلق بمذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية بحق نتنياهو.

وزراء خارجية «مجموعة السبع» خلال اجتماعهم في فيوجي الثلاثاء (إ.ب.أ)

وقالوا في البيان الختامي: «نؤكد مجدداً التزامنا بالقانون الإنساني الدولي، وسنفي بالتزاماتنا الخاصة. ونؤكد أنه لا يمكن أن يكون هناك تكافؤ بين حركة (حماس) الإرهابية ودولة إسرائيل».

وحثوا الحكومة الإسرائيلية «على احترام التزاماتها الدولية والوفاء بمسؤوليتها لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية الشاملة والسريعة والآمنة ودون عوائق»، إلى قطاع غزّة، الذي «يشهد عدداً مأساوياً ومستمراً بالارتفاع للقتلى».

وورد في البيان الختامي أن «الوضع في غزّة قد أدى إلى بلوغ مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي؛ ما أثر في جزء كبير من السكان، خصوصاً في الشمال».

وشدد البيان على أن «ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني، يمثل أولوية، إلى جانب ضمان الأمن أيضاً»، وذلك «بشكل يتم فيه تسليم المساعدات فعلياً إلى الفئات الأكثر ضعفًا».

وقال الوزراء: «نستنكر بشدة تصاعد أعمال العنف التي يمارسها المستوطنون المتطرفون ضد الفلسطينيين؛ ما يقوض الأمن والاستقرار في الضفة الغربية، ويهدد آفاق السلام الدائم».

وأعربوا عن دعمهم «الأونروا» لأداء مهمتها بفاعلية، وأكدوا الدور الحيوي الذي تلعبه.

السعودية تدعو المجتمع الدولي للتحرك

كانت السعودية قد أكدت، الاثنين، أهمية تعزيز الشراكات المتعددة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، مشددة في الجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول «مجموعة السبع» (G7) مع نظرائهم من بعض الدول العربية، على ضرورة تحمُّل المجتمع الدولي مسؤولياته، والتحرك من أجل وقف فوري لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات دون قيود والعمل على تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة عبر حل الدولتين.

جاء الموقف السعودي في كلمة لوزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان تطرق خلالها للمستجدات في غزة ولبنان خلال مشاركته في الجلسة الموسعة للاجتماع، مؤكداً في الوقت نفسه، ضرورة خفض التصعيد في لبنان واحترام سيادته، بالإضافة إلى الحاجة الملحة للتوصل لحل دائم للأزمة في السودان، وإنهاء المعاناة الإنسانية فيه.

وعُقدت الجلسة التي حملت عنوان «معاً لاستقرار الشرق الأوسط»، بمشاركة الأردن، والإمارات، وقطر، ومصر، وأحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية. بينما بحث الأمير فيصل بن فرحان مع أنطونيو تاياني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالي، في لقاء ثنائي على هامش مشاركته في الجلسة الموسعة للاجتماع الوزاري، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ولاحقاً، بحث وزير الخارجية السعودي مع نظيرته الكندية ميلاني جولي العلاقات الثنائية بين البلدين، وناقشا آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها.

حضر اللقاءين الأمير فيصل بن سطام بن عبد العزيز سفير السعودية لدى إيطاليا.