بعد أكثر من خمس سنوات من الهجوم الإرهابي على سوق عيد الميلاد في مدينة ستراسبورغ في شمال شرق فرنسا، تبدأ محاكمة أربعة مشتبه بهم في تقديم المساعدة للمنفذ أمام محكمة محلفين في باريس ابتداءً من الخميس.
وقُتل خمسة أشخاص وأصيب 11 آخرون في الهجوم. ويقال إن المتهمين ساعدوا في توفير الأسلحة.
وهاجم الإسلاموي شريف شيكات (29 عاماً) أشخاصاً بسلاح ناري وسكين كبير في أزقة وساحات المدينة في صخب وضجيج ما قبل عيد الميلاد مساء يوم 11 ديسمبر (كانون الأول) 2018.
وتمكّن شيكات في البداية من الفرار في سيارة أجرة. وبعد يومين، وبعد مطاردة في منطقة الحدود الفرنسية - الألمانية، قُتل في تبادل لإطلاق النار مع ضباط في حي نيودورف في ستراسبورغ.
وأعلن تنظيم «داعش» في وقت لاحق مسؤوليته عن الهجوم. وكان شيكات قد أقسم بالولاء للتنظيم في تسجيل مصور. وتم العثور على التسجيل على وحدة تخزين (يو إس بي) في شقته.
وكان شيكات الذي وُلد ونشأ في المدينة، قد فتح النار بمسدس في وسط المدينة التاريخي. وعلى مدار 10 دقائق، هاجم شيكات المارة بمسدس وسكين في ثلاثة مواقع مختلفة في ظل كاتدرائية المدينة، حيث يجذب سوق عيد الميلاد ملايين الزوار كل عام.
وكان شيكات، الذي يتمتع بسجل إجرامي طويل مع أكثر من 20 إدانة بالسرقة والعنف، قد أمضى فترات عدة في السجن وكان على قائمة مراقبة السجناء السابقين المتطرفين. وبعد الهجوم، استقل سيارة أجرة إلى جنوب المدينة. وبعد مطاردة استمرت 48 ساعة، قُتل في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.
ومن المقرر أن تستمر المحاكمة في باريس حتى 5 أبريل (نيسان). ويواجه المتهمون أحكاماً بالسجن لمدد طويلة. ويفترض الادعاء أن ثلاثة منهم لم يعرفوا شيئاً عن خطط الإرهابي.
ومن المقرر أن يمثُل أربعة رجال فرنسيين، تتراوح أعمارهم بين 34 و43 عاماً، للمحاكمة في باريس متهمون بالتورط من خلال المساعدة في شراء الأسلحة. وتواجه واحدة فقط من المتهمين، وهي أودري موندجيهي كبانهوي (43 عاماً)، وهي زميلة سابقة لشيكات، اتهامات بالإرهاب وقد تواجه السجن مدى الحياة.
ولن يمثل رجل خامس يبلغ من العمر 84 عاماً لأسباب صحية، ومن المرجح أن تتم محاكمته بشكل منفصل في وقت لاحق. وستستمع المحاكمة إلى روايات الناجين وعائلات القتلى، بما في ذلك الأب الذي فرّ من أفغانستان وكان يزور السوق مع أطفاله، بالإضافة إلى سائح تايلاندي، بحسب «الغارديان» البريطانية. وقد تعرض العشرات من الناجين لإصابات غيرت حياتهم وصدمات نفسية. وقالت إحدى الناجيات، التي تعمل الآن معلمة في باريس، كيف غيّر الهجوم حياتها إلى الأبد بعد إطلاق النار على اثنتين من صديقاتها أمامها.
ووصفت المرأة التي في الثلاثينات من عمرها، والتي طلبت عدم الكشف عن اسمها، كيف أنها سلّمت أطروحتها للدكتوراه وكانت تعمل طالبة صحافية في محطة إذاعية في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ عندما وقع الهجوم الإرهابي.