بايدن: فشل الكونغرس في تمرير المساعدات لأوكرانيا «أقرب إلى الإهمال الإجرامي»

شولتس: كلفة سقوط أوكرانيا تقزّم أي استثمارات نقوم بها لدعمها الآن

الرئيس جو بايدن يلتقي المستشار الألماني أولاف شولتس في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (أ.ب)
الرئيس جو بايدن يلتقي المستشار الألماني أولاف شولتس في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (أ.ب)
TT

بايدن: فشل الكونغرس في تمرير المساعدات لأوكرانيا «أقرب إلى الإهمال الإجرامي»

الرئيس جو بايدن يلتقي المستشار الألماني أولاف شولتس في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (أ.ب)
الرئيس جو بايدن يلتقي المستشار الألماني أولاف شولتس في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (أ.ب)

عدّ الرئيس الأميركي جو بايدن فشل الكونغرس في تقديم المساعدات لأوكرانيا، «أقرب إلى الإهمال الإجرامي»، في تصعيد لضغوط إدارته على الجمهوريين، الذين ما زالوا يعارضون تمرير هذه المساعدات، رابطين تقديمها بإفشال جهود بايدن في تحقيق نصر سياسي في قضية أمن الحدود. وعبر بايدن بشكل صريح عن الجمود في إقرار المساعدات قائلاً: «إن فشل الكونغرس الأميركي، إذا حدث، في عدم دعم أوكرانيا، يقترب من الإهمال الإجرامي». «إنه أمر مَشين».

المستشار الألماني أولاف شولتس يتحدث إلى وسائل الإعلام بعد اجتماع ثنائي مع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض (أ.ب)

وأكد بايدن خلال اجتماعه، الجمعة، بالمستشار الألماني أولاف شولتس، في البيت الأبيض، دعمهما لأوكرانيا. واستخدم بايدن الاجتماع للضغط على المشرعين من الحزب الجمهوري، داعياً الكونغرس إلى تمرير حزمة إنفاق للأمن القومي؛ لمساعدة أوكرانيا.

من جهته، قال شولتس: «آمل أن يتبعك الكونغرس، ومجلس النواب، ويتخذا قراراً بشأن تقديم الدعم اللازم؛ لأنه من دون دعم الولايات المتحدة ودون دعم الدول الأوروبية، لن تتاح لأوكرانيا فرصة للدفاع عن نفسها». وقبيل اجتماعه ببايدن، حذر شولتس من أن تكاليف السماح لأوكرانيا بالسقوط «ستقزم أي استثمارات نقوم بها الآن».

بايدن (إ.ب.أ)

مخاوف على القارة الأوروبية

وعدّ الضغط المشترك لبايدن وشولتس، بمثابة مناورة أخرى في معركة عالية الأخطار، حول تمويل أوكرانيا التي تحاول الصمود في وجه روسيا، والتي يمكن أن تساعد في نهاية المطاف في تحديد مسار الحرب والأمن في جميع أنحاء القارة الأوروبية، وهو ما يثير مخاوف كثير من قادتها.

ويبحث المشرعون في مجلسي الشيوخ والنواب، بشكل يائس، عن طرق بديلة لتمرير المساعدات إلى أوكرانيا وإسرائيل، بعد انهيار مشروع قانون مجلس النواب بشأن إسرائيل وحزمة الأمن القومي في مجلس الشيوخ. وقال بايدن إن أعضاء مجلس النواب مترددون في تضمين التمويل لأوكرانيا، «ومساعدتها على الاستمرار في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الوحشي لروسيا». ورغم ذلك، بدت حماسة بايدن نفسها متراجعة، مع إعراب المزيد من الأميركيين، وخصوصاً الجمهوريين، عن معارضتهم استمرار تقديم المساعدات. لكنه قال إن الابتعاد عن الصراع هو بالضبط ما يريده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً إنه «لا يمكننا الانسحاب الآن».

وتزايدت المخاوف بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي من أنه إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من تأمين تمويل إضافي، فقد تواجه أوكرانيا الهزيمة على يد القوات الروسية في الأشهر المقبلة.

أوكرانيا لن تسقط فوراً

ويرى محللون أن أوكرانيا لن تخسر الحرب على الفور في حال لم تحصل على المساعدة الأميركية، لكنها ستخسر على الأرجح مخزونات الأسلحة والذخيرة التي اعتمدت عليها. وقدمت الولايات المتحدة نحو نصف المساعدات العسكرية الأجنبية لأوكرانيا حتى الآن، أي ما يقرب من 47 مليار دولار.

رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون (أ.ب)

وقال شولتس للصحافيين في البيت الأبيض بعد الاجتماع مع بايدن: «لهذا السبب نحن على قناعة راسخة بأن هذا يجب أن يحدث الآن، ولكننا واثقون أيضاً من أن الكونغرس الأميركي سيوافق في النهاية على التمويل». «وهذه أيضاً هي الرسالة الصحيحة للرئيس الروسي، بأن أمله يذهب سدى في أن يضطر ببساطة إلى الانتظار لفترة كافية» حتى يفقد حلفاء أوكرانيا حماسهم لمواصلة دعمها.

ومرر الاتحاد الأوروبي مساعدات بقيمة 54 مليار دولار في وقت سابق من هذا الشهر، تغطي معاشات التقاعد والمدفوعات للنازحين بسبب الحرب والنفقات الروتينية مثل رواتب المعلمين والأطباء في أوكرانيا.

يذكر أن ألمانيا كانت شككت في البداية بشأن الأدلة التي قدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا في أوائل عام 2022، حول نيات روسيا بغزو أوكرانيا. لكنها تحولت إلى أحد أبرز المساهمين الماليين في المجهود الحربي في أوكرانيا، وفي جهود إعادة البناء الناشئة، وقطعت إمدادات الغاز من موسكو وفرضت عقوبات عليها.

جو بايدن (يمين) ومنافسه المحتمل للرئاسة مجدداً دونالد ترمب (رويترز)

وتعرض شولتس لخسائر سياسية كبيرة، جراء تراجع الأداء الاقتصادي، بعدما انكمش اقتصاد ألمانيا، العام الماضي، ويرجح أن يواصل تراجعه هذا العام أيضاً. وسببت تكلفة الحرب الأوكرانية والصعوبات الاقتصادية التي تواجهها الصين، ضرراً كبيراً بصناعاتها، وخصوصاً قطاع السيارات.

وهو ما تسبب في انخفاض معدلات تأييد شولتس، حيث يتوقع أن تحقق أحزاب اليمين المتشدد تقدماً ملحوظاً في الانتخابات التي ستجري نهاية العام الحالي. ورغم محاولته خفض الحديث عن الإنفاق العسكري لبلاده، سواء لدعم أوكرانيا، أو لإعادة بناء القوات المسلحة الألمانية، لكنه أكد أنه لن يتراجع عمّا سماه «نقطة تحول» بالنسبة لألمانيا بعد غزو روسيا لأوكرانيا.


مقالات ذات صلة

الكرملين يعترف بأزمة ديموغرافية «كارثية» ويدعو لزيادة المواليد

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (قناة الكرملين عبر «تلغرام»)

الكرملين يعترف بأزمة ديموغرافية «كارثية» ويدعو لزيادة المواليد

لفت الكرملين النظر إلى أن الحالة الديموغرافية «كارثية على مستقبل الأمة»، في حين عجزت السياسات المختلفة المنفّذة في روسيا منذ ربع قرن عن زيادة معدل المواليد.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أوراق نقدية من فئة 20 و50 يورو (د.ب.أ)

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أعلن الاتحاد الأوروبي تأمين 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) لدعم أوكرانيا، وهي أول دفعة من الأموال المكتسبة من الأرباح على الأصول الروسية المجمدة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين يدعو إلى «معاقبة» الساعين لـ«تقسيم» روسيا

شجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المحققين الروس على التصدي لأي خطر يتسبب بانقسام المجتمع في روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا وزير خارجية الصين يمد يده لمصافحة نظيرة الروسي في عاصمة لاوس فينتيان الخميس (أ.ف.ب)

الكرملين يؤكد الاستعداد للتفاوض مع كييف لـ«تحقيق أهدافنا»

أكدت روسيا انفتاحها بشكل عام على عملية التفاوض مع أوكرانيا مع حاجتها لفهم ما إذا كان الجانب الأوكراني مستعداً لذلك.

سعيد عبد الرازق (أنقرة) «الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا روسيا استخدمت طائرات مسيرة هجومية من طراز «شاهد-131/136» (أرشيفية - رويترز)

أوكرانيا تسقط 25 من 38 مسيرة أطلقتها روسيا ليلا

قال قائد القوات الجوية الأوكرانية، اليوم (الخميس)، إن القوات الجوية دمرت 25 من 38 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا أثناء الليل.

«الشرق الأوسط» (كييف )

فنلندا تشتبه باختراق سفينة روسية مياهها الإقليمية

سفينة تتبع حرس الحدود الفنلندي (صفحته على «فيسبوك»)
سفينة تتبع حرس الحدود الفنلندي (صفحته على «فيسبوك»)
TT

فنلندا تشتبه باختراق سفينة روسية مياهها الإقليمية

سفينة تتبع حرس الحدود الفنلندي (صفحته على «فيسبوك»)
سفينة تتبع حرس الحدود الفنلندي (صفحته على «فيسبوك»)

قالت فنلندا، الجمعة، إنها تشتبه باختراق سفينة روسية مياهها الإقليمية، في خضم توترات متصاعدة بين البلدين الجارين على خلفية انضمام هلسنكي إلى حلف شمال الأطلسي.

في الواقعة التي تندرج في إطار حوادث حدودية عدة، يشتبه بدخول السفينة المياه الإقليمية الفنلندية في شرق خليج فنلندا عصر الجمعة، وفق ما جاء في بيان مقتضب لوزارة الدفاع الفنلندية. ولم يحدد البيان، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، اسم السفينة ولا نوعها.

وتدهورت العلاقات بين البلدين اللذين يتشاركان حدوداً بطول 1340 كيلومتراً، بعد انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) العام الماضي عقب غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022.

الاختراق المؤكد السابق كان للمجال الجوي لفنلندا، ويعود إلى 10 يونيو (حزيران) حين دخلت طائرة رسمية روسية المجال الجوي الفنلندي قبالة الساحل الشرقي لهلسنكي.

وقالت وزارة الدفاع الفنلندية حينها إن الطائرة ظلت دقيقتين تقريباً في المجال الجوي الفنلندي قبالة مدينة لوفييزا الجنوبية بعمق نحو 2.5 كيلومتر داخل الأراضي الفنلندية.

ويُجري جهاز خفر السواحل الفنلندي تحقيقاً في واقعة الجمعة، وسيعلن ما يخلص إليه، وفق البيان.