الاتحاد الأوروبي في زمن العواصف... بين حلم «المؤسسين» وواقع «السيادة»

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لايين (رويترز)
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لايين (رويترز)
TT

الاتحاد الأوروبي في زمن العواصف... بين حلم «المؤسسين» وواقع «السيادة»

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لايين (رويترز)
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لايين (رويترز)

في خطاب ألقته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لايين، عن حال الاتحاد الأوروبي في سبتمبر (أيلول) 2023، عبّرت السيدة الألمانية التي تولت عدداً من المناصب الوزارية في عهد المستشارة أنغيلا ميركل آخرها منصب وزيرة الدفاع (2013 – 2019)، عن أملها في أن تكون الانتخابات البرلمانية الأوروبية في يونيو (حزيران) المقبل «الوقت المناسب لاتخاذ القرار بشأن المستقبل الذي يتمناه الناخبون وأوروبا التي يريدونها». وأكدت أن «اتحادنا اليوم يعكس رؤية أولئك الذين حلموا بمستقبل أفضل بعد الحرب العالمية الثانية»...

لا جدال في شأن الحلم الأوروبي - الذي بدأ مع المؤسسين - بمستقبل آمن وسلام دائم وازدهار وافر بعد حربين عالميتين قاسيتين وما سبقهما من حروب على مدى قرون في قارة فسيفسائية معقدة. أما قول فون در لايين إن الاتحاد الأوروبي يعكس تلك الرؤية اليوم ففيه الكثير من المبالغة والقليل من الواقع. ويكفي هنا أن نتذكر حرب البوسنة التي خلخلت استقرار منطقة البلقان وأوروبا كلها، وحرب أوكرانيا وروسيا التي ستكمل بعد أقل من شهر عامها الثاني من دون أن يكون في الأفق ما يشير إلى خط النهاية فيها. وإذا كان صحيحاً أن هاتين الحربين لا تدخلان ضمن النطاق الجغرافي للاتحاد الأوروبي، فإن الصحيح أيضاً أنهما طالتاه بتداعياتهما العميقة، والأصح أنهما أثبتتا عجز التكتل عن التعامل معهما استباقياً بمعنى الحؤول دون وقوعهما، واستلحاقياً بواقع العجز عن إنهائهما.

واليوم يقف الاتحاد الأوروبي بدوله السبع والعشرين وسط لجج متلاطمة، أولاها جيوسياسي وآخرها اقتصادي، مع سلسلة متنوعة من المشكلات الممتدة بينهما.

جنود أوكرانيون قرب الحدود مع بيلاروسيا (أ.ف.ب)

 

معضلة دعم أوكرانيا

يقول كارل بيلدت، رئيس الوزراء السويدي سابقاً (1991 – 1994)، إن العام 2024 مليء بالتحديات للاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها حكماً الحرب في أوكرانيا حيث «سيطيل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النزاع لأطول فترة ممكنة»، على حد تعبيره.

ولا شك في أن أوروبا كلها تتلظى بين نارين هنا، نار انقطاع الغاز الروسي عنها بقرار من الاتحاد نفسه مدفوعاً بضغط أميركي، مع ما يرتبه ذلك من أكلاف باهظة على موازنات الدول وجيوب الأفراد، ونار استمرار الدعم العسكري لكييف الذي استنزف مليارات اليوروهات من خزائن عواصم الاتحاد ومخازن أسلحة جيوشها.

وعلى الرغم من الخلافات بين الدول الأعضاء على حجم المساعدة المطلوبة لأوكرانيا، فإنها كلها منضوية تحت لواء استمرار الدعم، مدركةً أن الرئيس الروسي صار قادراً أكثر على خوض حرب طويلة المدى، مراهناً على التعب الأوروبي من الاستنزاف الاقتصادي، وكذلك على الاحتمال الكبير لفوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تقام الخريف المقبل وبالتالي تراجع دعم واشنطن لكييف كون ترمب يؤكد مراراً وتكراراً أنه لو كان رئيساً لما اندلعت هذه الحرب...

في ظل هذا الواقع، لا يجد الأوروبيون «الاتحاديون» مفراً من مواصلة ما غرقوا فيه: دعم أوكرانيا. وهنا يقول كارل بيلدت: «لإنهاء الحرب، يجب على الأوروبيين أن يثبتوا لبوتين أن تصميمهم ثابت وأن يتخذوا خطوات واضحة لإعداد أوكرانيا لمستقبل من السلام، بغض النظر عما يحدث في واشنطن».

وقد رأينا وزير الخارجية الفرنسي الجديد ستيفان سيجورنيه يجزم من كييف قبل أيام بأن فرنسا ستواصل الدعم العسكري لأوكرانيا، واعداً أيضاً بتشجيع شركات فرنسية على الاستثمار في الدولة الغارقة في الحرب.

لكن لب المشكلة يبقى في كلفة الدعم ومدته، وكيف ستستطيع أوروبا أن تتعامل مع واقع ما بعد الحرب من حيث مصير أوكرانيا بنظامها وجغرافيتها، والأهم من حيث العلاقة مع روسيا.

مقاتلة بريطانية من طراز «تايفون» في قاعدة أكروتيري بقبرص قبل إقلاعها لضرب أهداف للحوثيين (أ.ب)

غزة والشرق الأوسط

قبل أيام، حض وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي إسرائيل على القبول بحل الدولتين مع الفلسطينيين بعد الحرب في غزة.

هذه الحرب أغرقت الشرق الأوسط في اضطرابات جديدة وأثارت مخاوف من صراع أوسع نطاقاً، ولا حاجة هنا إلى سرد ما يحصل في لبنان والعراق وبالطبع البحر الأحمر.

مرة جديدة، يجد الاتحاد الأوروبي نفسه أمام معضلة التأييد «الطبيعي» لما يعتبره «حق إسرائيل في الدفاع عن النفس» وفي الوقت نفسه حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وبالتالي في العيش ضمن حدود دولة مستقلة.

والواقع المرّ أن بروكسل لا تستطيع الدفع في اتجاه سلام حقيقي لأن المفتاح لذلك موجود في مكان آخر. وبالتالي تجد الحكومات الأوروبية أنفسها ملزمة بمواصلة دعم الموقف الإسرائيلي، في موازاة استهوال ما يحصل من مجازر بحق الفلسطينيين في غزة، والاكتفاء بدور الداعم المالي الأكبر للشعب القابع تحت الاحتلال والقيام بحراك دبلوماسي لا يسمن ولا يغني من جوع.

والحال الأوروبي لا يختلف حيال ما يجري في البحر الأحمر من تصعيد يقوده الحوثيون. ويبدو موقف بروكسل شبيهاً بموقف المراقب. وها هو فالديس دومبروفسكيس، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، الذي يراقب اقتصاد التكتل، يقول إن حركة الشحن عبر البحر الأحمر انخفضت 22% في شهر واحد بسبب هجمات الحوثيين المدعومين مع إيران. ويضيف: «لم يكن هناك تأثير يذكر على أسعار الطاقة أو تأثير بشكل عام على أسعار السلع حتى الآن. لكننا نرى تأثيرا على أسعار النقل التي ارتفعت... إنه بالتأكيد عامل خطر». ويلاحظ السياسي اللاتفي أن «التأثير الاقتصادي الأوسع على أسعار المستهلكين واقتصاد الاتحاد الأوروبي بوجه عام سيعتمد بدرجة كبيرة على مدة هذه الأزمة... وبالتالي، من الضروري اتخاذ إجراء سريع».

لكن ما هو هذا الإجراء؟

تحدث مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي عن الاتفاق «من حيث المبدأ» على تشكيل «مهمة بحرية لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر»... وفي انتظار عمل ملموس، يأتي الرد الميداني من الولايات المتحدة وبريطانيا التي خرجت من الاتحاد في 31 يناير (كانون الثاني) 2020.

مقاتلة «ج 15» صينية تقلع من حاملة الطائرات «شاندونغ» خلال تدريب في بحر الصين الجنوبي (أ.ب)

شرق آسيا

لا يستطيع الاتحاد الأوروبي عدم التفاعل مع ما يجري في محيط الصين.

«لدينا مصلحة عميقة في تحقيق الاستقرار في شرق آسيا أيضاً. وفي ما يتعلق بمسألة مستقبل تايوان، فإن كل كلمة لها أهميتها، ويظل الحذر هو السياسة الأكثر حكمة. يجب على تايبيه وبكين تشكيل علاقتهما المستقبلية مع مرور الوقت في سلام ودون أي نوع من الإكراه. إن الصراع حول مستقبل تايوان سرعان ما قد يتحول إلى صراع بين الولايات المتحدة والصين، وستكون له عواقب عالمية عميقة»، كما يقول كارل بيلدت.

أما جوزيب بوريل فيقول: «آسيا هي المنطقة الأكثر ديناميكية في العالم، والأزمات الدولية الرئيسية تؤثر في جنوب شرق آسيا. وبالتالي على الاتحاد الأوروبي أن يكون أكثر حضوراً وانخراطاً في هذه المنطقة المحورية. والعمل مع رابطة آسيان وتعميق شراكتنا الاستراتيجية أمر أساسي للقيام بذلك».

تتألف رابطة آسيان من الدول الآتية: بروناي، بورما (ميانمار)، كمبوديا، إندونيسيا، لاوس، ماليزيا، الفلبين، سنغافورة، تايلاند، فيتنام. وتضم الدول العشر 647 مليون نسمة مع ناتج محلي إجمالي يبلغ 2.9 تريليون دولار.

لا عجب أن تواجه منطقة تشهد نمواً اقتصادياً مطّرداً، ديناميكيات جيوسياسية كبيرة، خصوصاً في ظل التنافس المتعاظم بين الولايات المتحدة والصين. وفي الوقت نفسه، تتصاعد التوترات الأمنية في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، حيث تؤدي المطالبات الإقليمية المتداخلة، وإجراء التدريبات البحرية إلى توترات بين الجيران. وتتفاوض رابطة «آسيان» والصين على مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي، لكن يبدو من غير المرجح أن تنتهي هذه المحادثات في وقت قريب. وبالتوازي مع ذلك، أصبحت الولايات المتحدة أكثر نشاطا في المنطقة، مع التمسك بمبدأ حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي.

للدلالة على أهمية هذه المنطقة بالنسبة إلى بروكسل، أن الاتحاد الأوروبي هو ثالث أكبر شريك تجاري لـ«آسيان» بعد الصين والولايات المتحدة، وبلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين 280.6 مليار دولار أميركي عام 2019. منذ عام 1998، تسجل منطقة «آسيان» فائضاً تجارياً مع الاتحاد الأوروبي، بلغ ذروته عند 54.6 مليار دولار عام 2017. وكان الاتحاد الأوروبي أيضًا ثالث أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقة عام 2019 بتدفقات بلغت 16.2 مليار دولار، وهو ما يمثل 10.1في المائة من الاستثمار الأجنبي المباشر هناك.

يلتقي وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي نظراءهم من دول «آسيان» في الثاني من فبراير (شباط) المقبل في بروكسل، ويرأس الاجتماع جوزيب بوريل. وسيتركز البحث على تعزيز «الشراكة الاستراتيجية» التي أطلقاها عام 2020، والاتفاق على عقد مؤتمرات قمة منتظمة على مستوى القادة.

هذا يقود إلى السؤال عن مدى التاثير «الميداني» للاتحاد الأوروبي هناك، والجواب أنه شبه معدوم في ظل تصادم العملاقين الأميركي والصيني، صاحبي الاقتصادين الأول والثاني عالمياً.

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (رويترز)

العائلة الاتحادية

هذه التحديات الجيوسياسية والجيو – اقتصادية الكبرى وسواها، تنعكس بقوة على داخل العائلة الأوروبية. ولئن كان الاتحاد الأوروبي قد نجح بعض الأحيان في تجنب العواصف التي تحملها أزمات كبيرة، فإنه يبدو مشوباً بكثير من الهشاشة هذه المرة.

ولعل أول التحديات المقبلة المتأثرة بكل ما سبق مسألة توسيع الاتحاد ليشمل دولاً مثل أوكرانيا ومولدوفا، وأخرى في غرب البلقان مثل ألبانيا ومقدونيا الشمالية ومونتينيغرو وكوسوفو.

لكن المسألة ليست بهذه البساطة، ففي زمن الحروب نرى الدول تعود إلى لغة السيادة الوطنية وكذلك التدابير الحمائية للاقتصاد، وهو ما يناقض فلسفة الاتحاد الأوروبي. لذلك نرى تصاعد الاتجاهات السيادية المشككة في صواب توسيع الاتحاد وتحقيق مزيد من الاندماج بين أعضائه. وهي لغة تعلو أصواتها في هولندا والمجر وبولندا وسلوفاكيا مع القوى الحاكمة، وفي صفوف الأحزاب المعارضة في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وفنلندا...

لكن المشكلة الكبرى تكمن في الأمن، فكل أعضاء الاتحاد الأوروبي من الاندماجيين والمتحفظين والمشككين يحتاجون إلى الغطاء الأمني الذي يوفره حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وبالتالي لا يبدو المستقبل الأوروبي متعلقاً بديناميكيات الاتحاد بمقدار تعلقه بما سيجري على الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي بعد أشهر...

 


مقالات ذات صلة

رئيس الصين: مستعدون للعمل مع الاتحاد الأوروبي لعقد مؤتمر سلام بشأن غزة

العالم الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)

رئيس الصين: مستعدون للعمل مع الاتحاد الأوروبي لعقد مؤتمر سلام بشأن غزة

قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، (اليوم) الاثنين، إن بكين مستعدة للعمل مع الاتحاد الأوروبي لدعم مؤتمر سلام دولي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل خلال اجتماع بغرناطة بإسبانيا في 6 أكتوبر 2023 (رويترز)

بوريل: أمر الإخلاء الإسرائيلي لسكان رفح «ينذر بالأسوأ»

رأى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، دعوة الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين لإخلاء شرق مدينة رفح «غير مقبولة».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
إعلام تييري بريتون (رويترز)

مخاوف أوروبية من «إضرار» منصات التواصل بالعملية الانتخابية

جدد إعلان المفوضية الأوروبية عن فتح تحقيق في تعاطي شركة «ميتا» مع الدعاية الانتخابية عبر منصتي «فيسبوك» و«إنستغرام»، المخاوف بشأن تأثير منصات التواصل الاجتماعي

فتحية الدخاخني (القاهرة)
أوروبا «كاسبرسكي»: من المحتمل أن يشهد العام المقبل ارتفاع أعداد الهجمات السيبرانية المدعومة من دول (رويترز)

إدانات غربية للهجمات السيبرانية في أوروبا واتهامات لروسيا بتدبيرها

وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى روسيا في سلسلة من الهجمات السيبرانية «الخبيثة» على دول أوروبية من بينها ألمانيا وجمهورية التشيك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بروكسل - برلين)
خاص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً حول أوروبا بجامعة السوربون في باريس 25 أبريل 2024 (رويترز)

خاص ماكرون يطرح تدخلاً عسكرياً بأوكرانيا... مخاوف أمنية أوروبية وأهداف داخلية فرنسية

شدّد رئيس فرنسا ماكرون على أنّ طرحه مجدداً احتمال إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، تُحرِّكه مخاوف كبيرة على أمن أوروبا في حال تحقيق روسيا انتصاراً في أوكرانيا.

شادي عبد الساتر (بيروت)

فرنسا تجدد معارضتها للهجوم على رفح وتهجير المدنيين قسرياً

فرنسا تعارض الهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح الفلسطينية (إ.ب.أ)
فرنسا تعارض الهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح الفلسطينية (إ.ب.أ)
TT

فرنسا تجدد معارضتها للهجوم على رفح وتهجير المدنيين قسرياً

فرنسا تعارض الهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح الفلسطينية (إ.ب.أ)
فرنسا تعارض الهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح الفلسطينية (إ.ب.أ)

جددت فرنسا اليوم (الاثنين) معارضتها القوية للهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح الفلسطينية.

وبحسب «رويترز»، قالت وزارة الخارجية في باريس في بيان: «فرنسا تؤكد مجدداً أيضاً أن أي تهجير قسري للمدنيين يمثل جريمة حرب بموجب القانون الدولي».


ماكرون لشي: التنسيق مع الصين بشأن أوكرانيا والشرق الأوسط أمر «حاسم»

ماكرون مستقبلاً شي في قصر الإليزيه اليوم (أ.ب)
ماكرون مستقبلاً شي في قصر الإليزيه اليوم (أ.ب)
TT

ماكرون لشي: التنسيق مع الصين بشأن أوكرانيا والشرق الأوسط أمر «حاسم»

ماكرون مستقبلاً شي في قصر الإليزيه اليوم (أ.ب)
ماكرون مستقبلاً شي في قصر الإليزيه اليوم (أ.ب)

وصل الرئيس الصيني شي جينبينغ، اليوم الاثنين، إلى قصر الإليزيه، في مطلع زيارة دولة لفرنسا تستمر يومين، بمناسبة الذكرى الستين لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، حيث كان في استقباله الرئيس إيمانويل ماكرون.

وشدد ماكرون، خلال اللقاء، على أهمية اعتماد «قواعد عادلة للجميع» في مجال المبادلات التجارية بين بكين ودول الاتحاد الأوروبي. وقال ماكرون: «مستقبل قارتنا سيعتمد بوضوح على قدرتنا على مواصلة تطوير علاقاتنا مع الصين بطريقة متوازنة».

كما أكد الرئيس الفرنسي أن «التنسيق» مع الصين بشأن «الأزمات الكبرى» في أوكرانيا والشرق الأوسط هو أمر «حاسم تماماً».

من جهته، دعا الرئيس الصيني إلى تعزيز «التعاون الاستراتيجي» بين بلده والاتحاد الأوروبي والحفاظ على «شراكتهما». وقال شي: «كقوتين عالميتين رئيسيتين، على الصين والاتحاد الأوروبي أن يبقيا شريكين، ويواصلا الحوار والتعاون، ويعمّقا التواصل الاستراتيجي، ويعزّزا الثقة الاستراتيجية المتبادلة».

ومن المقرر أن يُجري الرئيسان أول جلسة مباحثات، بحضور رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ستتطرق خصوصاً إلى خلافات تجارية عدة مع بكين.

ويصادف عام 2024 الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين باريس وبكين، حيث كانت فرنسا السباقة، غربياً، في الاعتراف بالصين الشعبية قبل أن تلحق بها، بعد سنوات، دول غربية أخرى آخِرها الولايات المتحدة الأميركية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين في عام 1978.

وجاء شي جينبينغ إلى فرنسا عام 2014 في الذكرى الخمسين للعلاقات مع فرنسا، وعاد إليها مرة أخرى عام 2019 في الذكرى الخامسة والخمسين للمناسبة نفسها. وتُعدّ هذه الزيارة ثاني مرة يستقبل فيها الرئيس إيمانويل ماكرون نظيره الصيني، منذ وصوله إلى قصر الإليزيه ربيع عام 2017.


6 قتلى و35 جريحاً في هجوم بمُسيرات على بيلغورود الروسية

رجال الإطفاء يقومون بإطفاء السيارات المحترقة بعد القصف في بيلغورود ديسمبر الماضي (أرشيفية - أ.ب)
رجال الإطفاء يقومون بإطفاء السيارات المحترقة بعد القصف في بيلغورود ديسمبر الماضي (أرشيفية - أ.ب)
TT

6 قتلى و35 جريحاً في هجوم بمُسيرات على بيلغورود الروسية

رجال الإطفاء يقومون بإطفاء السيارات المحترقة بعد القصف في بيلغورود ديسمبر الماضي (أرشيفية - أ.ب)
رجال الإطفاء يقومون بإطفاء السيارات المحترقة بعد القصف في بيلغورود ديسمبر الماضي (أرشيفية - أ.ب)

قُتل 6 أشخاص على الأقل، وأُصيب 35 آخرون، صباح اليوم الاثنين، في هجوم بطائرات مُسيّرة متفجرة في منطقة بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا، والمستهدَفة بانتظامٍ بضربات من كييف، وفق ما قال الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف.

وقال غلادكوف، على «تلغرام»: «هُوجمت شاحنتان صغيرتان كانتا تُقلّان موظفين نحو مكان عملهم وسيارة، من قِبل الجيش الأوكراني بواسطة مُسيّرات انتحارية»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضاف: «تُوفي 6 أشخاص، وأُصيب 35 شخصاً؛ بينهم رجل في وضع صعب»، في حين أصيب الجرحى الآخرون «بجروح خطيرة نوعاً ما بسبب الشظايا، ونقَلَهم مسعفون إلى مراكز طبية في المنطقة».

ونوّه بأن «طفلَين يعانيان جروحاً سطحية».

وأشار إلى أن الهجوم حدث قرب قرية بيريوزوفكا، القريبة من الحدود الأوكرانية.

ولفتت السلطات المحلية إلى أن المركبات المستهدفة كانت لشركة محلية لإنتاج اللحوم، وكانت تُقلّ موظفين.

وفتحت لجنة التحقيق الروسية، المسؤولة عن التحقيقات الكبيرة في البلد، تحقيقاً في الهجوم.

من جانبها، قالت القوات الجوية الأوكرانية، اليوم، إن أنظمة دفاعاتها الجوية دمرت 12، من 13 طائرة مُسيرة هجومية أطلقتها روسيا. وأضافت القوات الجوية، عبر تطبيق «تلغرام»، أنه جرى تدمير الطائرات المُسيرة فوق منطقة سومي بشمال شرقي أوكرانيا. ولم يتضح بعدُ مصير الطائرة التي لم يجرِ إسقاطها، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

يأتي هذا الهجوم الأوكراني عشية تنصيب فلاديمير بوتين، الذي سيبدأ رسمياً ولايته الرئاسية الخامسة، غداً الثلاثاء، وقبل ثلاثة أيام من احتفالات التاسع من مايو (أيار) بانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

وألغت السلطات جزءاً من الاحتفالات التي تستقطب بالعادة حشوداً كبيرة في جميع أنحاء البلاد؛ لأسباب أمنية متعلقة خصوصاً بالحرب في أوكرانيا.

وتؤكد أوكرانيا أنها تواجه، كل ليلة، تقريباً هجمات جوية بعشرات الصواريخ والمُسيرات تستهدف بصورة خاصة المدن.

وتردُّ القوات الأوكرانية، منذ أشهر، على الضربات الروسية بشن هجمات بالمُسيّرات والصواريخ داخل الأراضي الروسية مُوقعة قتلى بين المدنيين. وتستهدف هذه الهجمات بصورة خاصة منطقة بيلغورود الروسية الحدودية.

في 30 ديسمبر (كانون الأول)، تعرضت بيلغورود لهجوم أوكراني أسفر عن مقتل 25 شخصاً، وإصابة أكثر من مائة. وجاء هذا الهجوم، الذي يُعدّ الأعنف على الأراضي الروسية منذ بدء الحرب عام 2022، رداً على قصف روسي مكثف طال مدناً أوكرانية.


بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية رداً على «تهديدات» غربية

قاذفات صواريخ باليستية روسية خلال تمرين العرض العسكري ليوم النصر بالساحة الحمراء في موسكو أمس (أ.ب)
قاذفات صواريخ باليستية روسية خلال تمرين العرض العسكري ليوم النصر بالساحة الحمراء في موسكو أمس (أ.ب)
TT

بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية رداً على «تهديدات» غربية

قاذفات صواريخ باليستية روسية خلال تمرين العرض العسكري ليوم النصر بالساحة الحمراء في موسكو أمس (أ.ب)
قاذفات صواريخ باليستية روسية خلال تمرين العرض العسكري ليوم النصر بالساحة الحمراء في موسكو أمس (أ.ب)

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإجراء مناورات نووية «في المستقبل القريب» تشارك فيها على وجه الخصوص قوات منتشرة قرب أوكرانيا، وذلك رداً على «تهديدات» قادة غربيين لموسكو، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الاثنين.

وأكدت الوزارة في بيان على «تلغرام» أنه «خلال المناورات، سيتم اتخاذ سلسلة من الإجراءات للاستعداد ولاستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية»، مشيرة إلى أن التمرين يهدف إلى «الإبقاء على جاهزية» الجيش في أعقاب «تصريحات مستفزة وتهديدات بعض المسؤولين الغربيين حيال روسيا»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وستشمل المناورات القوات الجوية والبحرية وقوات المنطقة العسكرية الجنوبية ومقرها قرب الحدود مع أوكرانيا، ويشمل نطاق عملها المناطق الأوكرانية التي تحتلها موسكو وأعلنت ضمّها في أعقاب الغزو.

التدريبات ستختبر مدى استعداد القوات النووية غير الاستراتيجية لأداء مهام قتالية (أرشيفية-رويترز)

ولم تحدد وزارة الدفاع الروسية موعد هذه المناورات أو مكانها. وكانت روسيا أعلنت في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أن بوتين أشرف على إطلاق صواريخ باليستية خلال مناورات عسكرية تحاكي «ضربة نووية ضخمة» انتقامية من قبل موسكو. وأتى الكشف عن إجراء تلك المناورات في اليوم ذاته من مصادقة مجلس الاتحاد، وهو الغرفة العليا للبرلمان الروسي، على قرار الانسحاب من معاهدة منع التجارب النووية. ومنذ بدء غزو أوكرانيا، ألمح بوتين مرارا إلى احتمال اللجوء إلى السلاح النووي. ونشرت موسكو خلال صيف 2023، أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس. وتلحظ العقيدة النووية الروسية استخداما «دفاعيا حصرا» للسلاح النووي في حال تعرض البلاد لهجمات بأسلحة دمار شامل أو في حال الاعتداء عليها باستخدام أسلحة تقليدية «تهدد وجود الدولة».


أوكرانيا تتصدر مباحثات شي وماكرون في باريس


الرئيسان ماكرون وشي خلال الزيارة التي قام بها الأول إلى الصين في أبريل 2023 (أ.ف.ب)
الرئيسان ماكرون وشي خلال الزيارة التي قام بها الأول إلى الصين في أبريل 2023 (أ.ف.ب)
TT

أوكرانيا تتصدر مباحثات شي وماكرون في باريس


الرئيسان ماكرون وشي خلال الزيارة التي قام بها الأول إلى الصين في أبريل 2023 (أ.ف.ب)
الرئيسان ماكرون وشي خلال الزيارة التي قام بها الأول إلى الصين في أبريل 2023 (أ.ف.ب)

وصل الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى باريس أمس (الأحد)، حيث يتوقع أن تتصدر حرب أوكرانيا وقضايا التجارة مباحثاته مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وفي زيارته الأولى إلى أوروبا منذ عام 2019، اختار الرئيس الصيني اعتماد التوازن الدبلوماسي في محطاته؛ فبعد زيارة الدولة إلى فرنسا التي تدعوه منذ زهاء عام إلى «حمل روسيا على تحكيم العقل» بشأن الحرب في أوكرانيا، يتوجه شي إلى صربيا والمجر القريبتين من موسكو.

ويأمل ماكرون أن تساعد زيارة شي، والمحادثات التي ستحصل بينهما، على «زحزحة» الصين عن السياسة التي تنتهجها إزاء روسيا والحرب في أوكرانيا.

وبحسب مصادر الإليزيه، فإن ماكرون «سيسعى لتشجيع شي على الضغط على موسكو حتى تُغيّر حساباتها (في أوكرانيا)، ولتسهم الصين في إيجاد حلول لهذه الحرب».

ويعقد شي، اليوم (الاثنين)، خلال الزيارة التي تتزامن مع ذكرى مرور 60 عاماً على إقامة علاقات دبلوماسية فرنسية - صينية، سلسلة اجتماعات مع ماكرون، الذي استبق زيارته بمشاورات مع المستشار الألماني أولاف شولتس.

وصباح اليوم، تنضم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى الرئيسين في قصر الإليزيه في جلسة يُتوقع أن تثار خلالها النزاعات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي والمخاوف من «حمائية الصين».


ماكرون للتركيز على البُعد الأوروبي في محادثاته مع الرئيس الصيني

الرئيسان ماكرون وجينبينغ خلال الزيارة التي قام بها الأول إلى الصين في أبريل 2023 (أ.ف.ب)
الرئيسان ماكرون وجينبينغ خلال الزيارة التي قام بها الأول إلى الصين في أبريل 2023 (أ.ف.ب)
TT

ماكرون للتركيز على البُعد الأوروبي في محادثاته مع الرئيس الصيني

الرئيسان ماكرون وجينبينغ خلال الزيارة التي قام بها الأول إلى الصين في أبريل 2023 (أ.ف.ب)
الرئيسان ماكرون وجينبينغ خلال الزيارة التي قام بها الأول إلى الصين في أبريل 2023 (أ.ف.ب)

للمرة الثالثة في 10 سنوات، تفرش باريس السجاد الأحمر تحت قدمي الزعيم الصيني شي جينبينغ الذي يقوم بزيارة دولة من يومين لفرنسا، في إطار جولة أوروبية ستقوده لاحقاً إلى صربيا والمجر. وليس اختيار الرئيس الصيني عام 2024 لزيارة فرنسا من باب الصدفة. والسبب أنه يصادف الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين باريس وبكين، حيث كانت فرنسا السباقة، غربياً، في الاعتراف بالصين الشعبية قبل أن تلحق بها، بعد سنوات، دول غربية أخرى آخرها الولايات المتحدة الأميركية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين في عام 1978.

وجاء شي جينبينغ إلى فرنسا في عام 2014 في الذكرى الخمسين للعلاقات مع فرنسا، وعاد إليها مرة أخرى في عام 2019 في الذكرى الخامسة والخمسين للمناسبة نفسها. وتعدّ هذه الزيارة ثاني مرة يستقبل فيها الرئيس إيمانويل ماكرون نظيره الصيني، منذ وصوله إلى قصر الإليزيه ربيع عام 2017 .

تنسيق أوروبي

قبل أن تحط طائرة جينبينغ في مطار أورلي، جنوب العاصمة باريس، قام ماكرون بسلسلة اتصالات مع عدد من نظرائه الأوروبيين لتنسيق المواقف، ولإبراز جبهة موحدة بخصوص الملفات الخلافية بين الاتحاد الأوروبي والصين. وأهم من تواصل معهم كان المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي دعاه إلى عشاء عمل في قصر الإليزيه مساء الخميس الماضي وطلب منه الانضمام إليه في المحادثات مع جينبينغ، على غرار ما فعله في عام 2019 مع المستشارة السابقة أنجيلا ميركل. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن «مصدر مطلع» أن شولتس اعتذر عن المشاركة بسبب زيارة مقررة له إلى لاتفيا وليتوانيا.

المستشار الألماني أولاف شولتس اعتذر عن المشاركة في محادثات الإليزيه بين ماكرون وجينبينغ (إ.ب.أ)

وكان شولتس قد قام بزيارة رسمية إلى بكين منتصف الشهر الماضي. وبحسب المصدر المذكور، فإن ماكرون أراد إضفاء طابع «خاص» على العشاء مع شولتس مساء الخميس، لذا تم برفقة زوجتيهما، في مطعم «لا روتوند» الباريسي الشهير الواقع في الدائرة السادسة في العاصمة، الذي يرتاده إيمانويل ماكرون بانتظام. ودرج المسؤولان على التشاور لدى كل استحقاق أو اجتماع مهم.

وقبل زيارة شولتس لبكين، تشاور مع ماكرون عبر الفيديو. ونُقل عن الناطق باسم المستشارية الألمانية أن «المشاورات المسبقة بين ألمانيا وفرنسا دائماً ما تكون وثيقة جداً»، واصفاً إياها بـ«الممارسة الجيدة، وسنواصل هذا التعاون الفرنسي - الألماني في هذا المجال، لا سيما فيما يتعلق بموضوع الأمن».

ويرى الإليزيه أن هذا النوع من المشاورات سيتيح للرئيس الفرنسي «التحادث مع شي جينبينغ من منظور أوروبي». وفي أي حال، فإن الاتحاد الأوروبي سيكون مُمثّلاً برئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، التي ستشارك في جانب من محادثات يوم الاثنين، حيث يتوقع أن تُثار خلالها النزاعات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي، فيما العلاقات الثنائية الفرنسية - الصينية ستكون مقصورة على ماكرون وجينبينغ.

برنامج حافل

لن تتوانى باريس عن العمل بأعلى المراسم البروتوكولية لتكريم ضيفها الكبير، حيث يستقبله رئيس الحكومة غبريال أتال لدى نزوله من الطائرة في مطار أورلي بعد ظهر الأحد، فيما الاستقبال الرسمي سيتم الاثنين في «قصر الأنفاليد» بحضور الرئيس ماكرون.

جانب من استقبال شي لنظيره الفرنسي في بكين أبريل 2023 (أ.ب)

ووفق البرنامج الذي وزّعه قصر الإليزيه، فإن ماكرون سيكون الثلاثاء في استقبال جينبينغ في مطار مدينة «تارب» الواقعة في منطقة البيرينيه (جنوب فرنسا)؛ حرصاً منه على إضفاء طابع «شخصي» على هذا الشق من الزيارة. وقبلها، سيُقام على شرف الزعيم الصيني «عشاء دولة» في قصر الإليزيه عقب عدة جلسات متلاحقة من المحادثات الثنائية، وبحضور فون دير لاين في جانب منها.

كذلك، حضّر الإليزيه برنامجاً خاصاً لعقيلة الرئيس الصيني، وإحدى محطاته زيارة متحف «أورسي» المعروف المطل على نهر السين. وبحسب الرئاسة، فإن التنظيم دخل في التفاصيل، ومنها التعرف على اللوحات وأقسام المتحف التي تود عقيلة جينبينغ زيارته.

رهان خاسر

ومنذ وصوله إلى قصر الإليزيه، دأب ماكرون على نهج السعي لبناء علاقات شخصية وخاصة مع عدد من زعماء العالم. إلّا أن نتائجه جاءت دوماً ضعيفة. فقد مارس هذا النهج مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي دعاه ليكون ضيف الشرف في احتفالات العيد الوطني في يوليو (تموز) عام 2017، إلا أن ذلك لم يمنع ترمب من انتهاج سياسة عدائية، إلى حد ما، إزاء الاتحاد الأوروبي والتنديد بشركاء بلاده في الحلف الأطلسي بسبب ضعف مساهمتهم المالية في الحلف، وتنفيذ سياسات اقتصادية وتجارية حمائية أضرّت بالاقتصاد الفرنسي والأوروبي.

كذلك، جرّب الخطة نفسها مع الرئيس فلاديمير بوتين الذي خصّه بدعوة لزيارة شخصية مميزة إلى منتجعه الصيفي في حصن «بريغونسون» المطل على مياه المتوسط، في أغسطس (آب) 2019. وسعى، بالتوازي، إلى إقناع «مجموعة السبع» بإعادة روسيا إليها بعد أن أصر الرئيس الأسبق باراك أوباما على استبعادها، بعد ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014. وكانت النتيجة أن بوتين أغدق الوعود على ماكرون، ومنها أنه لن يغزو أوكرانيا، وذلك خلال زيارة سبقت بأيام انطلاق «العملية العسكرية الخاصة»، وهو الاسم الذي تطلقه موسكو على حربها على أوكرانيا.

أوكرانيا أوّلاً

يأمل ماكرون أن تساعد زيارة جينبينغ والمحادثات الرسمية والخاصة التي ستحصل بينهما على «زحزحة» بكين عن السياسة التي تنتهجها إزاء روسيا والحرب في أوكرانيا. والقناعة الغربية المترسخة تعد أن بكين هي الطرف الوحيد القادر على التأثير على بوتين، نظراً لحاجة الأخير إليها سياسياً واقتصادياً وتجارياً وعسكرياً.

وبحسب مصادر الإليزيه، فإن ماكرون «سيسعى لتشجيع جينبينغ على استخدام هذه الأوراق للضغط على موسكو حتى تُغيّر حساباتها (في أوكرانيا)، ولتسهم الصين في إيجاد حلول لهذه الحرب». وسبق لماكرون خلال زيارته لبكين، في أبريل (نيسان) من العام الماضي، أن دعا الرئيس الصيني «لحثّ روسيا على تحكيم العقل»، و«الدفع باتّجاه لمّ الجميع حول طاولة المفاوضات».

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال في بكين ديسمبر 2023 (د.ب.أ)

وبحسب المصادر الفرنسية، فإن الصين تُقدّم دعماً عسكرياً أساسياً مكّن روسيا من تعزيز صناعاتها العسكرية، من خلال تزويدها بالآلات الدقيقة للصناعات الدفاعية والرقائق الإلكترونية وبالمحركات المستخدمة في تصنيع المسيرات. وتضيف هذه المصادر أن «لا إثباتات» تفيد بأن الصين تقدم منظومات من الأسلحة لروسيا.

كذلك، فإن ماكرون سوف يشجع الصين على المشاركة في المؤتمر الواسع للسلام في أوكرانيا الذي ستستضيفه سويسرا. لكن المرجح أن تتغيب عنه بكين بسبب عدم دعوة روسيا إليه. ثم إن استجابة الصين للرغبات الغربية ليس أمراً مضموناً، إذ سبق لكثير من الزعماء الغربيين أن دعوها لذلك، ولا نتيجة حتى اليوم؛ نظراً للحسابات الاستراتيجية الصينية.

الحمائية الصينية

صباح الاثنين، تنضمّ فون دير لاين إلى ماكرون وجينبينغ في قصر الإليزيه في جلسة ذات طابع اقتصادي، في ظل خلافات صينية - أوروبية حول السياسة الحمائية التي تتبعها بكين من جهة، والمساعدات الحكومية التي تقدمها لشركاتها من جهة أخرى، الأمر الذي من شأنه، وفق النظرة الأوروبية، نسف «المنافسة الشريفة» بين الشركات لدى الجانبين. لكن يوجد تمايز في مواقف الدول الأوروبية بشأن السياسة المشتركة الواجب اتباعها، وقد أقر بذلك الرئيس ماكرون في المقابلة المطولة التي نشرتها له صحيفتا «لا تريبون دو ديمانش»، و«لا بروفانس» صباح الأحد، وفيها أشار إلى «غياب الإجماع» بين الأوروبيين بشأن الاستراتيجية الواجب اتباعها.

وقال ماكرون إن «بعض الأطراف لا يزالون يرون الصين كأنها سوق للبيع»، في حين أنها «تقوم بالتصدير بشكل هائل نحو أوروبا». كذلك لا يريد الرئيس الفرنسي أن تنتهج أوروبا «سياسة التبعية» للولايات المتحدة، مُصراً على وصفها شريكاً. ويريد ماكرون، كما جاء في المقابلة نفسها، العمل على توفير «حماية أفضل لأمننا القومي»، والتمتع «بواقعية أكبر بكثير في دفاعنا عن مصالحنا»، و«نيل المعاملة بالمثل» في عمليات التبادل مع الصين.

ضباط شرطة ينزعون لافتة نصبها نشطاء «التبت الحرة» أمام قوس النصر في باريس للاحتجاج على زيارة شي 4 مايو (أ.ب)

ولتأكيد الأهمية التي توليها باريس لعلاقتها الاقتصادية والتجارية مع الصين، فإن منتدى اقتصادياً موسعاً سيلتئم الاثنين بمشاركة كثير من رؤساء الشركات من الجانبين، على هامش زيارة جينبينغ. وما يهم فرنسا بالدرجة الأولى، اجتذاب الاستثمارات الصينية في عدد من القطاعات المهمة، وعلى رأسها إنتاج البطاريات الكهربائية، وذلك في إطار السياسة الهادفة إلى اعتماد السيارات الكهربائية والتخلي تدريجياً عن استخدام المشتقات النفطية والغاز. وسبق للصين أن أقامت مصنعاً مشابهاً في صربيا، وقد بدأ بالإنتاج.

يبقى أن زيارة جينبينغ لن تمر من غير حركات احتجاجية من منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، التي ترى أن بكين تدوس عليها في تعاطيها مع مسلمي «الأويغور» والتبتيين وسكان هونغ كونغ. وسيكون لتايوان حصّة في المحادثات، وللأوضاع في بحر الصين، ونزاعات بكين مع كثير من دول تلك المنطقة. لكن فرنسا تريد السعي للتركيز على ما يجمع ويقرب بين الصين والأوروبيين بشكل عام.


فرنسا تفتح تحقيقاً بحق «توتال إنرجي» بعد هجوم إرهابي في موزمبيق

فرنسا تفتح تحقيقاً بحق «توتال إنرجي» بعد هجوم إرهابي في موزمبيق
TT

فرنسا تفتح تحقيقاً بحق «توتال إنرجي» بعد هجوم إرهابي في موزمبيق

فرنسا تفتح تحقيقاً بحق «توتال إنرجي» بعد هجوم إرهابي في موزمبيق

أعلنت النيابة العامة في نانتير قرب باريس، السبت، فتح تحقيق بتهمة القتل غير العمد ضدّ مجموعة «توتال إنرجي» على خلفية هجوم إرهابي دامٍ في مدينة بالما في موزمبيق في مارس (آذار) 2021 خلّف مئات القتلى وتبناه تنظيم «داعش».

ويأتي إعلان فتح التحقيق بعد شكوى تقدمّ بها ناجون وعائلات ضحايا يتهمون فيها المجموعة الفرنسية التي كانت تعمل على مشروع كبير للغاز المسال في المنطقة بأنها لم توفر الحماية لمقاوليها، حسبما قال ممثلو الادّعاء لوكالة الصحافة الفرنسية.

جنود من قوات الأمن الرواندية بالقرب من موقع «إنرجي» للغاز الطبيعي بموزمبيق في 22 سبتمبر 2021 (رويترز)

ويقول المدّعون إن «توتال إنرجي» لم توفر أيضاً الوقود اللازم لتتمكّن مروحيات من إجلاء مدنيين بعدما أدّى الهجوم الذي بدأ في 24 مارس 2021 في مدينة بالما الساحلية بموزمبيق إلى مقتل المئات.

واستمر الهجوم في محافظة كابو ديلغادو أياماً عدة وأسفر عن فرار الآلاف من منازلهم، بينما قُطعت رؤوس بعض الضحايا.

وفي اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، ذكّر ناطق باسم «توتال إنرجي» بما قالته المجموعة عندما رُفعت الشكوى ضدها في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مؤكداً أن العملاق الفرنسي «يرفض بشكل قاطع الاتهامات».

وأوضح أن فرق المجموعة في موزمبيق قدّمت مساعدات عاجلة وأوجدت سبلاً لإجلاء 2500 شخص بينهم مدنيون وموظفون ومقاولون، من موقع «أفونجي» على بعد نحو عشرة كيلومترات من وسط بالما.

وقال ممثلو الادّعاء إن التحقيق الفرنسي يسعى أيضاً إلى تحديد ما إذا كانت «توتال إنرجي» مذنبة بعدم إسعاف الأشخاص المعرّضين للخطر.

ويتهم سبعة أشخاص من بريطانيا وجنوب أفريقيا، هم ثلاثة ناجين وأربعة من أقارب الضحايا، الشركة الفرنسية بعدم اتخاذ خطوات لضمان سلامة المقاولين حتى قبل الهجوم.

وكانت «مجموعة الشباب» الإرهابية غير المرتبطة بالمجموعة الصومالية التي تحمل الاسم نفسه والتي قد نفذت الهجوم في مارس 2021، تنشط في محافظة كابو ديلغادو منذ 2017 وتقترب من مدينة بالما.

وقال محامي المدّعين هنري تولييز في 2023 عندما رُفعت الشكوى إن «الخطر كان معروفاً» حتى قبل الهجوم.

وأشار ممثلو الادّعاء إلى أنه بناء على نتيجة التحقيق الأولي، سيتم إمّا إسقاط الشكوى أو تكثيف التحقيق بهدف توجيه اتهامات محتملة.

«خطوة إيجابية»

ورحّب ناجون وعائلات ضحايا بقرار القضاء الفرنسي. وعدّ الناجي الجنوب أفريقي نيكولاس ألكسندر القرار «خطوة إيجابية». وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «توتال إنرجي» تتحمّل «جزءاً من المسؤولية» في المأساة.

من جهتها، قالت الناشطة في منظمة «أصدقاء الأرض» في موزمبيق أنابيلا ليموس لوكالة الصحافة الفرنسية إن «التأثيرات السلبية» لعمليات الشركة في موزمبيق تتجاوز هجوم مارس 2021 بسبب «الدمار» البيئي و«الوفيات» الناجمة عن مشاريعها في البلد.

وعُلّق المشروع البالغة قيمته 20 مليار دولار والهادف لتطوير حقل غاز كبير في شبه جزيرة أفونجي بعد هجوم عام 2021، لكن رئيس مجلس إدارة المجموعة الفرنسية باتريك بويان قال مذاك الحين إنه يأمل في إحيائه.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بعثت مجموعة مؤلفة من 124 منظمة غير حكومية برسالة مفتوحة لـ28 مؤسسة مالية، بينها مصارف أوروبية ويابانية وجنوب أفريقية؛ بغية حثّها على الانسحاب من المشروع.

وقالت المنظمات بينها «رابطة حقوق الإنسان» و«أويل تشينج إنترناشونال» و«غرينبيس فرنسا» للمؤسسات المالية إنها ستتحمل «مسؤولية مباشرة وكبيرة» عن تأثير المشروع ما لم تنسحب منه.

وشددت المنظمات في الرسالة على أن «المخاطر الإنسانية والأمنية، إضافة إلى كون العمليات في مناطق النزاعات معقّدة» تمت الاستهانة بها، عادّةً أن مواصلة المشاريع تنمّ عن «تهوّر».

ولفتت إلى أن المشروع يهدد النظم البيئية المحلية والمناخ العالمي ولا يفيد المجتمعات المحلية. وعلّقت موزمبيق آمالاً كبيرة على رواسب الغاز الطبيعي التي اكتُشفت في الولاية الشمالية في 2010 وتعد أكبر رواسب يتم اكتشافها في جنوب الصحراء الكبرى.

وإذا تمّت الاستفادة من جميع الرواسب، فيمكن أن تصبح موزمبيق من بين أكبر 10 بلدان مصدّرة للغاز، بحسب التقديرات.

لكن المنطقة شهدت مذاك تمرّداً لمجموعات مرتبطة بتنظيم «داعش»؛ ما يثير الشكوك حيال الخطة.


أوكرانيا: قوات موسكو تواصل التقدم على الجبهة الشرقية

أوكرانيون يشاركون في الاحتفال بعيد الفصح في تشيرنيهيف (رويترز)
أوكرانيون يشاركون في الاحتفال بعيد الفصح في تشيرنيهيف (رويترز)
TT

أوكرانيا: قوات موسكو تواصل التقدم على الجبهة الشرقية

أوكرانيون يشاركون في الاحتفال بعيد الفصح في تشيرنيهيف (رويترز)
أوكرانيون يشاركون في الاحتفال بعيد الفصح في تشيرنيهيف (رويترز)

واصلت روسيا تحقيق مكاسب ميدانية على خطوط الجبهة الشرقية، وأعلنت الأحد السيطرة على قرية أوتشريتين الواقعة في منطقة دونيتسك الأوكرانية.

في غضون ذلك، أسفرت عدّة ضربات روسية عن سقوط قتيلين وإصابة 16 شخصاً آخرين في شرق وشمال شرقي أوكرانيا، خصوصاً في خاركيف، ثاني كبرى مدن البلاد، والتي تُستهدف باستمرار، وفق ما نقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن السلطات المحلية الأحد. وتأتي الهجمات، بينما كان يحتفل المسيحيون الأرثوذكس في أوكرانيا وروسيا بعيد الفصح. وقال الحاكم الأوكراني لمنطقة دونيتسك، فاديم فيلاشكين، عبر تطبيق «تلغرام»: «في بوكروفسك، أدّى سقوط صواريخ إلى مقتل شخصين، وإلحاق أضرار بمنزل». وتقع هذه البلدة على مسافة نحو 60 كلم شمال غربي مدينة دونيتسك، عاصمة المنطقة التي تحتلها روسيا، وأعلنت ضمّها إلى أراضيها في أعقاب الغزو. وفي خاركيف، أدى قصف روسي إلى إصابة عشرة أشخاص على الأقل، بحسب حاكم المنطقة الشمالية الشرقية أوليغ سينيغوبوف. وقال سينيغوبوف على «تلغرام» إن قوات موسكو قصفت وسط المدينة بـ«قنبلة جوية موجهة». ويُكثّف الجيش الروسي استخدام القنابل الموجهة التي يتم إسقاطها بالطائرات، وهي ذات قوة تدميرية كبيرة. وأدى هجوم آخر خلال الليل إلى إصابة ستة أشخاص، من بينهم فتاة صغيرة ولدت في عام 2015، حسبما أشار أوليغ سينيغوبوف في وقت سابق. إلى ذلك، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن الجيش الروسي أطلق 24 مسيّرة إيرانية الصنع من طراز «شاهد» خلال ليل السبت الأحد، مؤكدة أنها أسقطت 23 منها.

تقدّم ميداني روسي

من جانبه، أعلن الجيش الروسي السيطرة على قرية أوتشريتين الواقعة في منطقة دونيتسك. وفي الأشهر الأخيرة، تعلن موسكو بانتظام سيطرتها على بلدات صغيرة في المنطقة. ويظل الجيش الأوكراني في موقف دفاعي منذ فشل هجومه المضاد الكبير الصيف الماضي.

بمناسبة الفصح، نشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رسالة فيديو من أمام كاتدرائية القديسة صوفيا وسط كييف. وبينما اعتبر أن بلاده تحظى بـ«دعم إلهي في مواجهة الغزو الروسي»، أشار إلى أنه «مع حليف كهذا، ستنتصر الحياة على الموت حتماً». وداخل الكاتدرائية، أقيم معرض لأيقونات دينية رسمت على بقايا ذخائر. أما في روسيا، فلم يتطرّق الرئيس فلاديمير بوتين بشكل مباشر في رسالة الفصح إلى الحرب التي دخلت عامها الثالث، وتعتبرها موسكو «عملية عسكرية خاصة». وفي رسالة إلى رأس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية المؤيد للحرب في أوكرانيا، شكر بوتين البطريرك كيريل على «تعاونه المثمر في الفترة الصعبة الراهنة، في حين من المهم بالنسبة إلينا أن نوحد جهودنا في ظل النمو الدائم وتعزيز قوة الوطن».

«تجنيد إجباري»

أفاد تقييم استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا، الأحد، بأن المرسوم الذي وقّعه حاكم منطقة زابوريجيا الموالي لروسيا، في 17 من أبريل (نيسان) الماضي، ينصّ على أن روسيا تقوم بتجهيز البنية التحتية والإجراءات اللازمة من أجل التجنيد العسكري في المناطق التي تسيطر عليها روسيا في زابوريجيا، كما نقلت وكالة «الأنباء الألمانية». وأشار التقييم الاستخباراتي اليومي المنشور على منصة «إكس»، إلى أنها ستكون أول حملة تجنيد إجباري تشهدها هذه المنطقة المحتلة بصورة مؤقتة، منذ ضمها غير القانوني من جانب روسيا في سبتمبر (أيلول) 2022. وترى موسكو على الأرجح أن هذا الإجراء هو وسيلة لتلبية احتياج القوات المسلحة الروسية إلى أفراد إضافيين من أجل دعم مجهودها الحربي، بحسب ما ورد في التقييم. وأضاف التقييم أنه من المرجح أن يكون تأثير المرسوم محدوداً، بسبب رحيل نسبة كبيرة من سكان زابوريجيا. وتنشر وزارة الدفاع البريطانية تحديثاً يومياً بشأن الحرب في أوكرانيا، منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 من فبراير (شباط) 2022. وتتّهم موسكو لندن بشن حملة تضليل بشأن الحرب.


مسؤولة أممية تدعو ألمانيا للعدول عن قرار منع طبيب فلسطيني بريطاني من دخول أوروبا

الدكتور الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة يتحدث في «مركز الدراسات الفلسطينية» في بيروت ديسمبر الماضي (أرشيفية - أ.ب)
الدكتور الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة يتحدث في «مركز الدراسات الفلسطينية» في بيروت ديسمبر الماضي (أرشيفية - أ.ب)
TT

مسؤولة أممية تدعو ألمانيا للعدول عن قرار منع طبيب فلسطيني بريطاني من دخول أوروبا

الدكتور الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة يتحدث في «مركز الدراسات الفلسطينية» في بيروت ديسمبر الماضي (أرشيفية - أ.ب)
الدكتور الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة يتحدث في «مركز الدراسات الفلسطينية» في بيروت ديسمبر الماضي (أرشيفية - أ.ب)

دعت فرانشسيكا ألبانيز، المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، ألمانيا، اليوم (الأحد)، إلى العدول عن قرار منع طبيب بريطاني فلسطيني شهد حرب غزة من دخول أوروبا.

وقالت عبر منصة «إكس»: «بوصفي أوروبية أعتذر للدكتور غسان أبو ستة عن حظر دخوله دولاً أوروبية الذي قررته ألمانيا، التي هبطت إلى مستوى جديد في الدفاع عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، والتي كان الطبيب أبو ستة شاهداً عليها مباشرة».

وحثت المقررة الأممية دول أوروبا على الاعتراض على قرار ألمانيا حظر دخول أبو ستة منطقة شنغن، وقالت: «يجب السماح للدكتور أبو ستة بالإدلاء بشهادته الثمينة في كل مكان، وأن يُستقبل بالاحتفاء الذي يستحقه شخص شجاع وصاحب مبادئ»، حسبما نقلت «وكالة أنباء العالم العربي».

كان أبو ستة، وهو رئيس جامعة غلاسغو، كتب على حسابه على منصة «إكس» أمس السبت: «أنا في مطار شارل ديغول ويمنعونني من دخول فرنسا. من المفترض أن أتحدث أمام مجلس الشيوخ الفرنسي اليوم. يقولون إن الألمان فرضوا حظراً على دخولي أوروبا لمدة عام».

وعمل أبو ستة لمدة 43 يوماً في «مجمع الشفاء» بغزة خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع المستمرة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وكان من المفترض أن يشارك في جلسة مجلس الشيوخ الفرنسي بدعوة من عضو المجلس ريموند بونسيه مونغ.

خلال شهري أكتوبر ونوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، التي أدت منذ ذلك الحين إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، عمل أبو ستة من «مستشفى الشفاء» و«الأهلي المعمداني» في غزة. وخلال أيامه الـ43، تحدث عن مشاهدته «مذبحة» في غزة واستخدام ذخائر الفسفور الأبيض، وهو ما نفته إسرائيل. 

وفي أبريل (نيسان) الماضي منعت ألمانيا أبو ستة ووزير المال اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس من دخولها، حيث كان يفترض أن يشاركا في «المؤتمر الفلسطيني» في برلين، الذي أوقفته الشرطة عقب انطلاقه بساعة واحدة.


بوتين يحضر قداس عيد القيامة في موسكو

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إ.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إ.ب.أ)
TT

بوتين يحضر قداس عيد القيامة في موسكو

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إ.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إ.ب.أ)

حضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعشرات آخرون في موسكو قداس عيد القيامة، اليوم (الأحد) الذي أقيم بقيادة رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل، وهو مؤيد قوي للزعيم الروسي والحرب في أوكرانيا.

وأظهر مقطع فيديو للقداس بوتين وهو يقف في الكنيسة الرئيسية بالعاصمة، وهي كاتدرائية «المسيح المخلص»، إلى جانب رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين، وكل منهما يحمل شمعة حمراء مضاءة.

الرئيس الروسي ورئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين خلال القداس (إ.ب.أ)

وأشار الرئيس الروسي برسم علامة الصليب على صدره عدة مرات، خلال القداس الذي بدأ في وقت متأخر من مساء أمس (السبت) واستمر حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد. ولم يُدلِ بوتين بأي كلمات أو تعليقات خلال القداس، سوى متابعة القداس والصلاة.

جانب من قداس عيد الفصح الأرثوذكسي في كاتدرائية «المسيح المخلص» في موسكو (رويترز)

وقد دعم البطريرك كيريل بقوة الحرب في أوكرانيا التي دخلت الآن عامها الثالث. وقُتل عشرات الآلاف ونزح الملايين من منازلهم، منذ أمر بوتين بالغزو في فبراير (شباط) 2022.

رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل (رويترز)

وذكرت وكالة «تاس» للأنباء أن البطريرك صلى خلال القداس من أجل حماية «الحدود المقدسة» لروسيا، وعبَّر عن أمله في أن يوقف الله «الصراع الداخلي» بين روسيا وأوكرانيا.