أحدثت وفاة الطفل البالغ سنتين برونسون باترسبي، الذي تُرك لأيام بجوار جثة والده، صدمة في بريطانيا، مثيرة تساؤلات حول إخفاقات محتملة من جانب الشرطة أو الخدمات الاجتماعية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
عُثر على جثة الطفل في 9 يناير (كانون الثاني) بجانب جثة والده كينيث (60 عاماً) في شقتهما في منطقة سكيغنيس الساحلية في شمال إنجلترا. وكان قد شاهده آخر مرة قبل أسبوعين أحد جيرانه.
وبحسب الصحف البريطانية، توفي كينيث باترسبي بنوبة قلبية بعد أيام قليلة من عيد الميلاد، ووجد الطفل الصغير نفسه وحيداً، من دون ماء أو طعام.
وقالت سارة بيسي، والدة الطفل الأشقر الذي انتشرت صورته في وسائل الإعلام، إن ابنها توفي بسبب الجوع، ملقية باللائمة على الخدمات الاجتماعية في مقاطعة لينكولنشر.
وصرّحت الوالدة، في مقابلة مع صحيفة بريطانية: «لو قاموا بعملهم، لكان برونسون لا يزال على قيد الحياة»، مضيفة أن كينيث باترسبي توفي بحدود 29 ديسمبر (كانون الأول) تقريباً.
وقالت والدة الطفل، التي لم تكن تعيش معه ولم تره منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، إنها «مسكونة» بفكرة بحث ابنها اليائس عن الطعام بعد وفاة «كيني»، شريكها السابق الذي انفصلت عنه وأنجبت منه طفلين آخرين.
وكان الطفل برونسون ووالده قيد المتابعة من الخدمات الاجتماعية المحلية، وكان آخر اتصال للأم بطليقها في 27 ديسمبر.
وقالت مديرة الخدمات الاجتماعية في مقاطعة لينكولنشر هيذر ساندي: «إننا ندرس القضية حالياً مع شركائنا من أجل فهم الظروف بشكل أفضل، وننتظر أيضاً نتائج التحقيق» الذي تجريه المحاكم.
ظروف «مروعة»
توضح الخدمات الاجتماعية إنها أخطرت الشرطة مرتين: الأولى في الثاني من يناير، عندما ذهبت مساعدة اجتماعية إلى منزل باترسبي لتحديد موعد لكنها لم تتلقَّ أي رد.
وبعد «البحث عن عناوين أخرى يمكن أن يكون فيها الطفل»، عادت المساعدة الاجتماعية إلى عنوان الطفل ووالده الأساسي بعد يومين وقدمت بلاغاً جديداً إلى الشرطة، بسبب عدم تلقيها أي رد أو ملاحظة أي حركة في المكان.
وبعد خمسة أيام، قيل إنها حصلت أخيراً على مفتاح من صاحب الشقة، فدخلتها وعثرت على الجثتين. هذه المساعدة الاجتماعية التي ستخضع ردة فعلها للتقويم، أخذت إجازة بعد هذه «التجربة المؤلمة».
وقد أحيلت القضية إلى الشرطة البريطانية التي أكدت، الخميس، أنها تجري تحقيقاً في الإخفاقات المحتملة من جانب عناصرها في لينكولنشر.
وقال القائد الإقليمي للشرطة ديريك كامبل إن «الظروف المروعة التي توفي فيها كينيث وبرونسون أقل ما يقال عنها إنها صادمة»، مضيفاً: «سنرى ما إذا كانت الشرطة قد فوّتت أي فرصة للتحقق من حالة باترسبي (الأب) وبرونسون (الطفل) في وقت سابق».
وعلّق مات وارمان، النائب المحافظ عن مدينة سكيغنيس، قائلاً: «تسلط هذه المأساة الضوء على أهمية دور الجيران. سكيغنيس مكان تسود فيه روح مجتمعية حقيقية وأعرف مدى الحزن الذي يشعر به السكان».
وحاولت ميلاني باترسبي، أخت برونسون غير الشقيقة، تهدئة الأمور، الجمعة، قائلة إن عناصر الشرطة والخدمات الاجتماعية «فعلوا ما في وسعهم»، وليسوا مسؤولين عن المأساة.
وأفادت في مقابلة مع «بي بي سي» بأنها «راضية» عن إجراء السلطات المحلية تحقيقاً داخلياً «لتقويم ما إذا كان هناك أي تقصير أو إخفاقات» قبل وفاة برونسون.
وقالت ميلاني باترسبي (37 عاماً) إن والدها كينيث أصيب بالفعل بنوبة قلبية قبل أشهر قليلة من وفاته. وأضافت أن الأخير «كان يعشق» برونسون، و«بذل قصارى جهده من أجل هذا الطفل الصغير حتى أنفاسه الأخيرة».