ألقت قوات الأمن التركية القبض على 36 شخصاً يُشتبه في انتمائهم إلى تنظيمي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيَّيْن، بعمليات متزامنة في 11 ولاية بأنحاء البلاد.
وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، عبر حسابه في «إكس» الخميس، إنه استمراراً لملاحقة العناصر الإرهابية حفاظاً على وحدة البلاد وسلامتها واستقرارها، تم القبض على 36 مشتبهاً به في عمليات أمنية استهدفت تنظيمي «داعش» و«القاعدة» الإرهابيَّيْن في 11 ولاية.
وذكر أن قوات الأمن تواصل منذ 3 أيام تنفيذ عملية ضد عناصر يُشتبه بانتمائهم إلى تنظيمي «داعش» و«القاعدة» في ولايات إسطنبول، وأنطاليا، ودوزجه، وإلازيغ، وكونيا، ومرسين، وأوردو، وريزا، وسكاريا، وسيواس، وطرابزون، وأسفرت الحملة عن القبض على 36 مشتبهاً.
وأضاف أن قوات الأمن عثرت خلال مداهماتها لأماكن إقامة العناصر المشتبه بها على أموال بالليرة التركية والعملات الأجنبية، ومواد رقمية، ووثائق تنظيمية.
وأكد وزير الداخلية التركي أن أجهزة الأمن ستواصل مكافحة التنظيمات الإرهابية حتى القضاء على آخر عناصرها.
كان تنظيم «القاعدة» الإرهابي نفَّذ هجمات في إسطنبول، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2003، استهدفت بنك «إتش إس بي سي» والقنصلية البريطانية ومعبدين يهوديين؛ ما أسفر عن مقتل 57 شخصاً وإصابة نحو 700 آخرين عبر هجومين بأربع شاحنات مفخخة.
وفي الهجوم الأول، في 15 نوفمبر 2003، انفجرت شاحنتان مفخختان أمام معبدين يهوديين في إسطنبول؛ ما أدى إلى تدميرهما ومقتل 27 شخصاً، أغلبهم من الأتراك، وإصابة ما لا يقل عن 300 آخرين.
وأعلنت جماعة تركية متطرفة سمَّت نفسها «فرسان الشرق الإسلامي الأكبر» مسؤوليتها عن التفجير، لكن السلطات التركية شككت في هذا الأمر.
وبعد 5 أيام من التفجير الأول، انفجرت في 20 نوفمبر شاحنتان مفخختان أخريان أمام مقر بنك «إتش إس بي سي» والقنصلية البريطانية، في منطقة تقسيم، بحي باي أوغلو في إسطنبول؛ ما أسفر عن مقتل 30 شخصاً وإصابة 400 آخرين.
وقتل عدد من البريطانيين، منهم القنصل العام البريطاني روجر شورت، لكن أغلب الضحايا كانوا من الأتراك أيضاً.
وأكدت التحقيقات مسؤولية تنظيم «القاعدة» عن التفجيرين. وشنَّت السلطات التركية بعدهما حملات على عناصره، ولا تزال تطاردهم عبر الاعتقالات وتجميد الأصول والأموال.
أما تنظيم «داعش» الذي أعلن مسؤوليته أو نُسِب إليه تنفيذ هجمات إرهابية تسببت في مقتل نحو 300 شخص وإصابة العشرات، فأدرجته تركيا على لائحة الإرهاب في عام 2013.
وأطلقت السلطات سلسلة من العمليات المستمرة ضد عناصر «داعش» وخلاياه، منذ مطلع عام 2017، حيث قتل أحد المنتمين إليه 39 شخصاً، وأصاب 79 آخرين داخل نادي «رينا» الليلي في إسطنبول.
وفي هذا الإطار، أُلقي القبض على آلاف من عناصر التنظيم، ورُحّل المئات، ومُنع آلاف من دخول البلاد منذ بداية عام 2017، كما استهدفت تركيا التنظيم ضمن عملية «درع الفرات» العسكرية في شمال سوريا في عام 2016 إلى جانب استهدافها عناصر «وحدات حماية الشعب الكردية»، التي تعدّها امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» في سوريا، والتي تشكل المكوّن الأكبر لـ«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» المتحالفة مع أميركا في الحرب على «داعش».