مثل كل سنة، توجّه مؤسسة «المنتدى الاقتصادي العالمي» الدعوات إلى قادة الدول والحكومات، ومئات من أثرى أثرياء العالم، للاجتماع في منتجع دافوس السويسري، وتتقاسم أعباء الأمن والتنظيم مع الحكومة الفيدرالية السويسرية والحكومات المحلية.
وقدّرت الحكومة السويسرية التكلفة الإضافية لتأمين الاجتماع السنوي هذا العام، بنحو 9 ملايين فرنك سويسري، أي ما يعادل أكثر من 10.5 مليون دولار، بينما تبلغ تكلفة نشر القوات المسلحة في إطار الموازنة السنوية الاعتيادية التي حددتها الحكومة، في الفترة الممتدة بين 2022 و2024، 32 مليون فرنك سويسري، أي ما يعادل 37.5 مليون دولار. وأوضحت سوزان ميسيكا، وهي متحدثة باسم الحكومة السويسرية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن تكلفة نشر القوات لتأمين الاجتماع السنوي تُعادل تكلفة تدريب عسكري روتيني لنفس هذه القوات.
وينتشر 5 آلاف جندي في دافوس وحولها، فضلاً عن عدد كبير من عناصر الأمن والشرطة السويسريين من مختلف الأقاليم.
وفي ظل هذه الإجراءات الأمنية المشدّدة، تصبح دافوس أشبه بالقلعة الحصينة، حيث تنتشر نقاط التفتيش في مداخلها، وتحيط الأسلاك الشائكة بمقرات المنتدى ومداخل الفنادق، ويُغلَق مجالها الجوي أمام الطيران التجاري، ويعتلي قناصون أسطح المباني.
رغم ذلك، تُبقي البلدة المعروفة بسياحتها الشتوية أبوابها مفتوحة أمام السياح والمتزلجين، بيد أن غالبيتهم يفضّلون تفاديها في فترة المنتدى بسبب الإجراءات الأمنية الخانقة، وارتفاع الأسعار عدة أضعاف، واستحالة إيجاد غرف فندقية، بالإضافة إلى منع المرور في الشوارع الرئيسية.