الكرملين: لا سلام في أوكرانيا دون الحوار مع موسكو

هجوم صاروخي أوكراني على كورسك... وحديث روسي عن تراجع قدرات كييف الدفاعية

جنود أوكرانيون يعدّون مدفعاً من عيار ثقيل لقصف مواقع روسية الأحد (رويترز)
جنود أوكرانيون يعدّون مدفعاً من عيار ثقيل لقصف مواقع روسية الأحد (رويترز)
TT

الكرملين: لا سلام في أوكرانيا دون الحوار مع موسكو

جنود أوكرانيون يعدّون مدفعاً من عيار ثقيل لقصف مواقع روسية الأحد (رويترز)
جنود أوكرانيون يعدّون مدفعاً من عيار ثقيل لقصف مواقع روسية الأحد (رويترز)

قلل الكرملين، الاثنين، من أهمية عقد اجتماعات دولية لمناقشة خطة التسوية، التي اقترحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأكد أن «أي مناقشات تجري من دون حضور روسيا، حول ما يسمى بصيغة السلام التي اقترحتها كييف لا يمكن أن تسفر عن نتائج ملموسة».

وكان ممثلون من 63 بلدا اجتمعوا الأحد في «دافوس»، على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي السنوي، في إطار جولة جديدة من المناقشات الدولية حول الأفكار التي اقترحها زيلينسكي لتسوية الصراع في بلاده. وأعلنت موسكو مرات عدة في السابق معارضتها الخطة الأوكرانية التي حملت تسمية «صيغة السلام»، ورأت أنها «غير واقعية ولا تتعامل مع المتغيرات على الأرض». لكن موسكو لم تدع إلى اللقاءات التي ركزت على بحث آليات تنفيذ هذه الصيغة.

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، للصحافيين: «من دون مشاركتنا، بالطبع، يمكن إجراء بعض المناقشات، لكنها ستظل عديمة الجدوى، وتخلو من احتمالات التوصل إلى أي نتيجة».

ورأى أن اجتماع «دافوس» حول أوكرانيا «حديث من أجل الحديث فقط».

وزير الخارجية السويسري إغنازيو كاسيس يلقي كلمة خلال اجتماع مستشاري الأمن القومي بشأن أوكرانيا في «دافوس» الأحد (أ.ف.ب)

وشدّد الناطق الرئاسي على أن موسكو «ترى أن من الأفضل التوصل إلى حلول تراعي المتطلبات الأمنية الروسية من خلال الوسائل الدبلوماسية، ولكن في ظروف رفض الدول الغربية وأوكرانيا أخذ المطالب الأمنية الروسية بالاعتبار، ستواصل روسيا تنفيذ عمليتها العسكرية الخاصة».

ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا مستعدة للدخول في مناقشات دولية على غرار اجتماع «دافوس»، إذا تلقت الدعوة المناسبة، قال بيسكوف: «قبل كل شيء، لا ينبغي أن ننسى هنا أن كييف قامت بنفسها بفرض حظر رسمي على أي مفاوضات مع موسكو. ربما يكون من الأفضل فهم عبثية الموقف من خلال تذكر هذا الحظر. لذلك، أكد الرئيس فلاديمير بوتين موقفنا مرات كثيرة: نحن نفضل تحقيق أهدافنا وحل مشاكلنا الأمنية بالوسائل السلمية والدبلوماسية، ولكن في ظروف الاستحالة المطلقة لتحقيق ذلك، وبسبب رفض دول الغرب الجماعي، وإحجام أوكرانيا عن مراعاة المتطلبات الأمنية، سنواصل تنفيذ العملية العسكرية الخاصة، ونتيجتها سوف نحقق أهدافنا».

صورة من الجو للدمار الناجم عن المعارك العنيفة في مدينة باخموت الأوكرانية السبت الماضي (رويترز)

وكانت وكالة «بلومبرغ» قالت إنه قبيل انطلاق أعمال المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس، تم عقد اجتماع حول «صيغة السلام» و«لم يتمكن المشاركون فيها من التوصل إلى موقف مشترك». وأضافت «انتهى اجتماع مستشاري الأمن القومي في (دافوس) قبل أن يصل الرئيس الأوكراني، من دون صياغة أي مسار واضح للتقدم في النقاشات».

وأفاد مصدر في الاتحاد الأوروبي بأن المشاركين في الاجتماع حول المبادرة الأوكرانية في «دافوس» لديهم توجهات مختلفة. وفي حين أعرب الشركاء الغربيون عن «دعمهم غير المشروط» لكييف، أشارت بعض دول الجنوب العالمي «إلى الحاجة إلى أخذ مخاوف روسيا في الاعتبار».

وكانت كييف أعربت عن أملها في أن تنضم الصين الحليف الأكبر لموسكو إلى هذه المناقشات، وقالت الرئاسة الأوكرانية إن كييف «تواصل توجيه الدعوة لبكين وتأمل في أنها ستشارك في حوار يهدف إلى إحلال السلام».

جندي أوكراني يحمل قذيفة مدفع قرب خط الجبهة الأحد (رويترز)

في المقابل، أفادت الخارجية الصينية في بيان بأن «بكين قد تنشر لاحقاً، المعلومات المتعلقة باقتراح كييف حول الانضمام إلى الاجتماعات التي تبحث صيغة السلام». وأضافت «سنواصل التفاعل مع المجتمع الدولي، ولعب دور بناء في التسوية السياسية للصراع... بكين تحافظ باستمرار على اتصالات بشأن هذه القضية مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك مع سلطات كييف». وشددت على أن «الأمر الرئيسي المهم في هذا المجال هو تسهيل بدء مفاوضات السلام».

في السياق ذاته، قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إنه يتعين على الدول الغربية المهتمة بالتفاوض على تسوية النزاع في أوكرانيا أن تتوقف عن تسليح كييف أولا.

وعلقت في حديث لصحيفة «إزفيستيا» الروسية على اقتراح وزير الخارجية السويسري إينياتسيو كاسيس إشراك روسيا في مناقشات التسوية السلمية في أوكرانيا، بالقول: «يتعين عليهم التوقف عن إمداد أوكرانيا بالأسلحة، وعدم فرض عقوبات ضد روسيا، وعدم الإدلاء بتصريحات معادية للروس».

وكان كاسيس تحدث عن ضرورة إيجاد طريقة لإشراك روسيا في عملية السلام في أوكرانيا؛ لأنه لن يكون هناك سلام دون أن تقول روسيا كلمتها.

طائرة تجسس روسية من طراز «بيريف إيه - 50» (أرشيفية: أ.ب)

تطورات ميدانية

ميدانياً، أعلنت موسكو، الاثنين، أن قواتها صدت هجوماً صاروخياً قوياً على منطقة كورسك المحاذية للحدود مع أوكرانيا وبيلاروسيا (شمال شرقي خطوط التماس) وقالت وزارة الدفاع في بيان إن منظومات الدفاع الجوي دمرت فوق أراضي مقاطعة كورسك، ثلاثة صواريخ من طراز «توشكا - يو» أطلقتها القوات الأوكرانية.

وجاء في بيان الوزارة: «تم في الليلة الماضية، التصدي لمحاولة من قبل نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي على أهداف على الأراضي الروسية باستخدام صواريخ من طراز (توشكا - يو). وتمكنت وسائل الدفاع الجوية الروسية المناوبة في المنطقة من تدمير هذه الصواريخ».

ويعد الهجوم الأقوى خلال الأيام الماضية بعد سلسلة هجمات استهدفت مدينة بيلغورود الحدودية الأسبوع الماضي، وأسفرت عن وقوع خسائر بشرية ومادية.

وترافق إطلاق الصواريخ وفقا لمصادر عسكرية مع هجوم شنته مسيرات جوية أوكرانية، على بلدة تيتكينو في منطقة غلوشكوفسكي بمقاطعة كورسك، ما أدى بحسب مصادر روسية إلى إصابة شخص.

ونقلت وكالة «نوفوستي» الرسمية عن مصادر عسكرية أن قدرات الدفاع الجوي الأوكراني تراجعت بنسبة كبيرة خلال الفترة الأخيرة. ودللت المصادر على ذلك بتقلص إمكانات الدفاعات في التصدي للضربات الصاروخية ونشاط المسيرات الروسية التي استهدفت في الأسابيع الأخيرة بشكل نشط مواقع البنى التحتية في كييف ومدن أوكرانية أخرى. ورأت أن الوضع يظهر أكثر وأكثر فقدان كييف القدرة على التصدي لهجمات.

تدمير طائرة تجسس ومركز قيادة محمول جواً

في المقابل، أعلنت كييف، الاثنين، أنها دمرت طائرة تجسس روسية من طراز «بيريف إيه - 50» ومركز قيادة محمول جوا من طراز «إليوشن ‭ ‭ll‬‬-22» في منطقة بحر آزوف، ما يمثل ضربة للعمليات العسكرية الروسية في جنوب أوكرانيا.

وكتب فاليري زالوغني، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية على تطبيق «تلغرام» للتراسل: «دمرت القوات الجوية الأوكرانية طائرة معادية للكشف عن الرادار بعيدة المدى من (طراز إيه - 50) وطائرة مراقبة جوي للعدو من (طراز ‭‭ll‬‬-22)».

وقدرت وزارة الدفاع الأوكرانية قيمة الطائرة «إيه - 50» بمبلغ 330 مليون دولار. ولم توضح تصريحات كييف كيف تم تدمير الطائرات.

ودخلت الطائرة «إيه - 50» الخدمة لأول مرة قرب نهاية الحقبة السوفياتية، وهي وحدة كبيرة للإنذار المبكر والتحكم محمولة جوا ويمكنها مسح منطقة لعدة مئات من الكيلومترات بحثا عن طائرات وسفن وصواريخ العدو.

وقال بعض المدونين العسكريين الروس إن إسقاط الطائرة سيشكل خسارة فادحة للقوات الجوية الروسية، نظرا لوجود عدد محدود من الطائرات في الخدمة.


مقالات ذات صلة

هل ستُضطر بريطانيا إلى إرسال قوات إلى أوكرانيا رغم تهديدات بوتين النووية؟

أوروبا منظومة «باتريوت» المضادة للطيران التي زُوِّدت بها أوكرانيا لتعطيل فاعلية الطيران الروسي (د.ب.أ)

هل ستُضطر بريطانيا إلى إرسال قوات إلى أوكرانيا رغم تهديدات بوتين النووية؟

مراراً وتكراراً، تبنت بريطانيا مبادرة تزويد أوكرانيا بأنظمة أسلحة مثل الصواريخ طويلة المدى والدبابات القتالية الرئيسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا عدد من سكان قرية فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية ينتظرون حافلة لتنقلهم إلى مكان آمن (رويترز)

روسيا تعلن السيطرة على ست قرى في شرق أوكرانيا

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، أن قواتها سيطرت على ست قرى في شرق أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا مدنيون ينتظرون إجلاءهم من بلدة فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية (رويترز)

فرار المئات من القتال في منطقة خاركيف الأوكرانية

تمّ إجلاء مئات الأشخاص من المناطق المحاذية للحدود الروسية في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا 
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)

روسيا تسعى إلى منطقة عازلة في خاركيف

أعلن مسؤولون أوكرانيون أمس (الجمعة) أن روسيا أطلقت هجوماً برياً عبر الحدود في منطقة خاركيف بشمال شرقي البلاد. وبينما أفيد بأن القوات الروسية حققت تقدماً ميدانيا

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا متطوعون أوكرانيون يساعدون سكاناً محليين على إخلاء بيوتهم في مناطق تقع شمال مدينة خاركيف (أ.ف.ب)

زيلينسكي يتحدث عن «معارك عنيفة» على الجبهة

تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، عن «معارك عنيفة» على «طول خط الجبهة»، فيما أكدت واشنطن ثقتها بالجيش الأوكراني.

«الشرق الأوسط» (كييف - واشنطن)

هل ستُضطر بريطانيا إلى إرسال قوات إلى أوكرانيا رغم تهديدات بوتين النووية؟

القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية ببروكسل مساء الأربعاء (رويترز)
القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية ببروكسل مساء الأربعاء (رويترز)
TT

هل ستُضطر بريطانيا إلى إرسال قوات إلى أوكرانيا رغم تهديدات بوتين النووية؟

القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية ببروكسل مساء الأربعاء (رويترز)
القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية ببروكسل مساء الأربعاء (رويترز)

رد الكرملين بتصرف متوقع على تصريحات وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، التي قال فيها إن أوكرانيا حرة في استخدام الأسلحة التي تزودها بها بريطانيا لشن هجمات داخل روسيا.

ويقول الكاتب البريطاني كير جايلز، الباحث البارز في برنامج «روسيا وأوراسيا» بالمعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني (تشاتام هاوس) إن هذا التصرف كان دبلوماسياً، حيث جرى استدعاء السفير البريطاني لمقر وزارة الخارجية في موسكو، يوم الاثنين الماضي، لتوجيه تحذير بالانتقام، كما كان له صلة بالأسلحة النووية، حيث أعلنت موسكو أنها ستجري تدريبات تشمل الأسلحة النووية التكتيكية في المستقبل القريب لتذكير العالم مرة أخرى بأنها تمتلك تلك الأسلحة.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال استقباله وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في كييف الجمعة (إ.ب.أ)

وأشار جايلز في تقرير نشره «تشاتام هاوس» إلى أن الموقف البريطاني يتناقض تماماً مع موقف الولايات المتحدة، التي منعت أوكرانيا دوماً من استخدام الأسلحة التي تزودها بها لشن هجمات داخل روسيا. كما أن الولايات المتحدة حثت كييف على عدم القيام بذلك حتى باستخدام إمكاناتها الداخلية.

ومراراً وتكراراً، تبنت بريطانيا مبادرة تزويد أوكرانيا بأنظمة أسلحة مثل الصواريخ طويلة المدى أو الدبابات القتالية الرئيسية. وأوضحت أن المخاوف من «التصعيد» في واشنطن وبرلين ناجمة عن خدعة روسية ذكية ناجحة جداً.

كاميرون مع نظيره الأوكراني كوليبا في كييف (إ.ب.أ)

ويضيف جايلز، كما جاء في تقرير الوكالة الألمانية، أن السلطة الأخلاقية لدى بريطانيا اهتزت خلال الشهور الأخيرة، من خلال ترددها في إعادة تجهيز قواتها المسلحة بالطريقة التي تحث بها الدول الأوروبية الأخرى على أن تتبعها؛ فقد اتضح من خلال تفتيش أكثر دقة أن ما جرى الإعلان عنه بدرجة كبيرة بشأن الاستثمارات في مجال الدفاع لم يكن ملائماً. كما ألمح كاميرون إلى أن التزام بريطانيا طويل المدى فيما يتعلق بدعم أوكرانيا سيكون الآن مالياً إلى حد كبير. ومن المؤسف أنه على الفور قوض حتى تأثير ذلك الالتزام باستبعاده مرة أخرى وجود قوات غربية في أوكرانيا.

ماكرون خلال إلقاء خطابه بجامعة السوربون التاريخية حيث دعا لبناء دفاع أوروبي قوي في 25 أبريل (إ.ب.أ)

ومن ناحية أخرى، كثيراً ما حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن القوات الأوروبية قد تضطر للتدخل إذا عجزت أوكرانيا عن وقف العدوان الروسي. ومن المهم أن تفهم روسيا ذلك، لأن آخر شيء تريده موسكو هو اندلاع صدام عسكري مباشر مع دول حلف شمال الأطلسي (ناتو). ومع ذلك، اتسم رد فعل قادة أوروبيين آخرين بالفزع إزاء هذا التلميح.

وقال كاميرون في نهاية زيارته لأوكرانيا: «أعتقد أنه من قبيل الصواب قيام جنود (الناتو) بقتل جنود روس». وقد يكون ذلك أمراً حقيقياً اليوم، ولكن بعد أن أصبحت طموحات روسيا أكثر وضوحاً، فإن ذلك يذكر بأن هدف «الناتو» ينبغي أن يكون وقف الجنود الروس من أن يكونوا موجودين في مكان ليس لهم حق الظهور فيه.

أوكراني يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)

وبأية حال من الأحوال، فإن القيام علانية باستبعاد أي وجود للقوات الغربية في أوكرانيا ليس له أي معنى، سواء كان اقتراحاً واقعياً أم لا بالنسبة لبعض دول «الناتو». إن مجرد احتمال حدوث ذلك يمثل أحد أكبر مخاوف الكرملين.

وعندما حظر كاميرون وغيره علانية ذلك الخيار، فإن كل ما أسفر عنه ذلك هو إعادة طمأنة بوتين بأنه يستطيع مواصلة الحرب في ظل قدر أقل من القلق بالنسبة للعواقب المحتملة.

ويرى جايلز أنه بدلاً من ذلك، يتعين على بعض القادة الأوروبيين - وبريطانيا - أن يحذوا حذو ماكرون، وأن يحافظوا على «الغموض الاستراتيجي» (الذي يتمثل في عدم إبلاغ عدوك بما لن تفعله).

واشنطن زوّدت كييف بصواريخ «أتاكمس» طويلة المدى (رويترز)

وأضاف أن أوروبا خلال الأسبوعين الماضيين شهدت حملة التخريب والاضطراب التي تشنها روسيا في القارة الأوروبية. ولا شك أنه من الممكن أن تزيد موسكو ما تقوم به. وحرب موسكو ضد الغرب مستترة تقريباً الآن، وما دام لن يكون هناك رد فعل من الغرب، فلن يكون هناك ما يدعو روسيا إلى عدم مواصلة حملتها.

إن تبني بريطانيا الصريح لشن هجمات داخل روسيا كان يمكن تقديمه أيضاً على أنه نتيجة لهجمات روسيا ضد أوروبا، مع وعد بأنه سيكون هناك مزيد من جانب بريطانيا. والأهم من ذلك هو أن السماح لأوكرانيا بمهاجمة روسيا بالأسلحة البريطانية، وبأسلحتها، يوفر فرصاً أخرى لاستهداف قدرة روسيا على خوض الحرب.

لقد هاجمت أوكرانيا بالفعل مواقع روسية يجري فيها تخزين المسيرات والصواريخ التي تُستخدم لقتل المدنيين الأبرياء. كما هاجمت منشآت روسية خاصة بالطاقة. وهذه الهجمات المحدودة لا تتلاءم مع حملة روسيا المطولة من قصف المدن الأوكرانية دون تمييز. ومن الممكن أن يساعد قيام أوكرانيا بمزيد من الهجمات أوروبا، بدلاً من أن تساعد أوروبا أوكرانيا. وليس بوسع الدول الأوروبية عمل الكثير بالنسبة للمنشآت الروسية الخاصة بالحرب الإلكترونية التي تمثل خطراً شديداً على الحركة الجوية والبحرية الأوروبية. ولكن باستطاعة أوكرانيا القيام بعمل ما، إذ إن ردع ومنع التشويش في مصلحة الجميع. واختتم جايلز تقريره بالقول إنه عند بحث إلى أي مدى يجب أن يكون التعاون مع كييف، لا يزال السؤال الأساسي كالمعتاد: وهو ما إذا كانت أوروبا ترغب في وقف روسيا في أوكرانيا، أو السماح بأن توقع حرب إعادة الغزو التي تشنها موسكو مزيداً من الضحايا في الغرب.


«من النهر إلى البحر»... برنامج في متحف إسباني يثير غضب إسرائيل

متظاهر يحمل لافتة بينما يدعو الناس إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال مسيرة لإحياء ذكرى يوم النكبة في مدريد - إسبانيا (رويترز)
متظاهر يحمل لافتة بينما يدعو الناس إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال مسيرة لإحياء ذكرى يوم النكبة في مدريد - إسبانيا (رويترز)
TT

«من النهر إلى البحر»... برنامج في متحف إسباني يثير غضب إسرائيل

متظاهر يحمل لافتة بينما يدعو الناس إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال مسيرة لإحياء ذكرى يوم النكبة في مدريد - إسبانيا (رويترز)
متظاهر يحمل لافتة بينما يدعو الناس إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال مسيرة لإحياء ذكرى يوم النكبة في مدريد - إسبانيا (رويترز)

نددت السفارة الإسرائيلية والجالية اليهودية في إسبانيا، الجمعة، بسلسلة أنشطة سمتها «مؤيدة للفلسطينيين»، مدرجة ضمن برامج متحف الملكة صوفيا في مدريد، قائلين إن هذه الأنشطة تنادي بـ«إزالة إسرائيل».

وكتبت السفارة على منصة «إكس» غداة إطلاق برنامج بعنوان «من النهر إلى البحر» في المتحف الواقع في العاصمة مدريد، وهو من الأكثر استقطاباً للزائرين في إسبانيا، أن «متحف رينا صوفيا يستضيف دورة من الأنشطة الداعية إلى إزالة إسرائيل».

ويتضمن البرنامج المذكور سلسلة محاضرات وجلسات حوارية ولقاءات مع فنانين فلسطينيين، بالإضافة إلى تركيبين فنيين، بهدف مشترك يتمثل في المطالبة «بإنهاء الحرب في غزة»، على ما أورد المتحف عبر موقعه الإلكتروني.

ويشير شعار «من النهر إلى البحر» إلى الحدود الفلسطينية في فترة الانتداب البريطاني، والتي امتدت من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948. وينظر البعض إلى العبارة على أنها دعوة للقضاء على إسرائيل، فيما يراها آخرون دعوة للمساواة في الحقوق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

أما المتحف الإسباني فوصفه بأنه «شعار شاعري يُستخدم منذ الستينات للمطالبة بالحرية والحقوق المتساوية للفلسطينيين»، لافتاً إلى أنه «لا يشير بأي حال من الأحوال إلى زوال دولة إسرائيل».

لكن اتحاد الجاليات اليهودية في إسبانيا استنكر الشعار الذي تردد كثيراً خلال المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين «من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة»، والذي يعني وفقاً له «القضاء على إسرائيل».

وأوضح الاتحاد، في بيان، أن «هذا الشعار، الذي يعدّه مجلس النواب الأميركي معادياً للسامية، يتحدث عن القضاء على إسرائيل وسكانها. ويمكن أيضاً قراءته على الخرائط التي أزيلت منها إسرائيل، والتي يتم التلويح بها خلال المسيرات».

وقالت المنظمة إن متحف «رينا صوفيا» أدرج ضمن برمجته نشاطاً «بهدف مفترض هو إظهار التضامن مع غزة، على أساس فرضية أن إسرائيل تمارس الإبادة الجماعية والمذبحة والتطهير العرقي».

وقد بدأت الحرب الأكثر دموية في قطاع غزة الفلسطيني في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل، وأسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لإحصاء لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية. وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 128 منهم محتجزين في غزة؛ توفي 37 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.

رداً على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس»، وتنفذ مذاك حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة تسببت بسقوط 34 ألفاً و943 قتيلاً، غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».


روسيا تعلن السيطرة على ست قرى في شرق أوكرانيا

عدد من سكان قرية فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية ينتظرون حافلة لتنقلهم إلى مكان آمن (رويترز)
عدد من سكان قرية فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية ينتظرون حافلة لتنقلهم إلى مكان آمن (رويترز)
TT

روسيا تعلن السيطرة على ست قرى في شرق أوكرانيا

عدد من سكان قرية فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية ينتظرون حافلة لتنقلهم إلى مكان آمن (رويترز)
عدد من سكان قرية فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية ينتظرون حافلة لتنقلهم إلى مكان آمن (رويترز)

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، أن قواتها سيطرت على ست قرى في شرق أوكرانيا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الوزارة قولها على تلغرام إن قواتها «حررت» قرى بوريسيفكا وأوغيرتسيف وبليتينيفكا وبيلنا وستريليتشا في منطقة خاركيف قرب الحدود مع روسيا، وكذلك قرية كيراميك في منطقة دونيتسك.

وأضاف البيان: «بالإضافة إلى ذلك، استهدفت المجموعة (المهاجمة) القوة البشرية والعتاد لأربعة ألوية أوكرانية ومفرزة من حرس الحدود في مناطق فولشانسك وفيسيلي وغلوبوكوي ونيسكوشني وكراسني. وبلغت خسائر العدو ما يصل إلى 170 عسكريا وثلاث عربات قتالية مدرعة وأربع سيارات»، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية.


فرار المئات من القتال في منطقة خاركيف الأوكرانية

مدنيون ينتظرون إجلاءهم من بلدة فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية (رويترز)
مدنيون ينتظرون إجلاءهم من بلدة فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية (رويترز)
TT

فرار المئات من القتال في منطقة خاركيف الأوكرانية

مدنيون ينتظرون إجلاءهم من بلدة فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية (رويترز)
مدنيون ينتظرون إجلاءهم من بلدة فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية (رويترز)

تمّ إجلاء مئات الأشخاص من المناطق المحاذية للحدود الروسية في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا، حسبما أفاد الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف اليوم السبت، غداة شن موسكو هجوماً برّياً فيها.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سينيغوبوف قوله عبر منصات التواصل الاجتماعي: «تمّ إجلاء ما مجموعه 1775 شخصاً»، مشيرا الى أن هجمات بالمدفعية وقذائف الهاون طالت 30 بلدة في المنطقة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وفي السياق، قال مسؤول عسكري أوكراني كبير إنّ القوات الروسية تقدّمت كيلومتراً واحداً داخل أوكرانيا حيث تحاول «إنشاء منطقة عازلة» في خاركيف وفي منطقة سومي المجاورة لمنع شنّ هجمات على الأراضي الروسية.

وكان مسؤولون في كييف يحذرون منذ أسابيع من أنّ موسكو قد تحاول شنّ هجوم على المناطق الحدودية الشمالية الشرقية، مشيرين إلى تفوّقها في وقت تعاني أوكرانيا من تأخّر وصول المساعدات الغربية ونقص الجنود.

إطفائيون يعملون على إخماد النار بعد قصف روسي لمنطقة خاركيف (رويترز)

وقال الجيش الأوكراني إنّه نشر المزيد من الجنود، بينما أشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي مساء الجمعة إلى أنّ قواته تستخدم المدفعية والمسيّرات لمواجهة التقدّم الروسي. وأضاف أنّه «تمّ نشر وحدات الاحتياط لتعزيز الدفاع في هذه المنطقة الواقعة على الجبهة».

في السياق، قال الجنرال أوليسكندر بافليوك قائد القوات البرية الأوكرانية إنه يتوقع أن تدخل الحرب المستمرة مع روسيا منذ 26 شهرا مرحلة حاسمة خلال الشهرين المقبلين مع محاولة موسكو استغلال التأخير في توريد إمدادات الأسلحة إلى كييف.

وأضاف في مقابلة مع مجلة «إيكونوميست» البريطانية: «روسيا تعلم أننا إذا تلقينا ما يكفي من الأسلحة في غضون شهر أو شهرين، فإن الوضع قد ينقلب ضدها».

وتباطأت إمدادات الأسلحة الأميركية لعدة أشهر بينما تعطلت حزمة المساعدات التي اقترحها الرئيس جو بايدن بسبب اختلافات حولها داخل الكونغرس قبل إقرار هذا الإجراء أواخر الشهر الماضي.وقال بافليوك إن أوكرانيا لا تزال بحاجة إلى مزيد من الدفاعات الجوية وإن من المتوقع أن تتسلم مجموعة من طائرات «إف-16» المقاتلة.

من جهته، قال معهد دراسة الحرب الجمعة إنّ روسيا حقّقت «مكاسب كبيرة من الناحية التكتيكية».

وأضاف المعهد الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا، أنّ الهدف الرئيسي للعملية هو «استدراج القوة البشرية الأوكرانية والعتاد من قطاعات مهمة على الجبهة في شرق أوكرانيا»، مشيرا الى أنّها لا تبدو «هجوماً واسع النطاق لتطويق خاركيف والاستيلاء عليها».


«الصحة العالمية»: محادثات دون اتفاق حول معاهدة الأوبئة... وبريطانيا لن توقع

عامل بالقطاع الصحي يحمل جرعة من لقاح كورونا في سوريا (أ.ف.ب)
عامل بالقطاع الصحي يحمل جرعة من لقاح كورونا في سوريا (أ.ف.ب)
TT

«الصحة العالمية»: محادثات دون اتفاق حول معاهدة الأوبئة... وبريطانيا لن توقع

عامل بالقطاع الصحي يحمل جرعة من لقاح كورونا في سوريا (أ.ف.ب)
عامل بالقطاع الصحي يحمل جرعة من لقاح كورونا في سوريا (أ.ف.ب)

قالت منظمة الصحة العالمية أمس (الجمعة) إن محادثات تستهدف صياغة ميثاق عالمي للمساعدة في مكافحة الأوبئة في المستقبل انتهت دون التوصل إلى مسودة اتفاق بحلول الموعد النهائي المتوقع، لكن تم إحراز بعض التقدم.

وكان المفاوضون من أعضاء منظمة الصحة العالمية البالغ عددهم 194 دولة يأملون في التوصل إلى مسودة اتفاق نهائية بحلول نهاية أمس الجمعة على أمل اعتماد نص ملزم قانوناً في الجمعية العامة للمنظمة في وقت لاحق من هذا الشهر.

وقالت المنظمة التي تستضيف المفاوضات التي تقودها الدول الأعضاء في بيان مساء أمس الجمعة إن الدول لم تفلح في الوفاء بالموعد النهائي، وستواصل الآن المفاوضات في الأسابيع المقبلة قبل انعقاد الجمعية العامة.

وقال بريشيس ماتسوسو، الرئيس المشارك لهيئة التفاوض الحكومية الدولية التي تقود المحادثات «هذه ليست مناورة بسيطة... إنجاز هذا يعني فعله على النحو الصحيح».

والهدف من الوثيقة إلى جانب سلسلة من التعديلات للقواعد القائمة للتعامل مع الأوبئة هو دعم دفاعات العالم ضد مسببات الأمراض الجديدة بعد أن قتلت جائحة كوفيد - 19 مليون شخصاً.

لكن الخبراء قالوا إن عملية التفاوض على امتدادها اعترضتها خلافات عميقة، خاصة فيما يتعلق بالمساواة، كما أن الجدول الزمني للتوصل إلى اتفاق كان طموحاً دائماً. وكان للاتفاق طابع سياسي عند بعض الدول.

* مشاركة اللقاحات

وأرجئت بالفعل بعض النقاط الأكثر إثارة للجدل في المعاهدة، بما في ذلك التفاصيل عن «إمكانية التصدي لمسببات الأمراض ونظام الاستفادة»، لمناقشتها في وقت لاحق، مع تحديد عامين كموعد نهائي. ويستهدف النظام وضع قواعد لمشاركة المعلومات التي يحتمل أن تتعلق بالأوبئة، مثل المعلومات عن الفيروسات، أو السلالات الجديدة، وضمان الاستفادة العادلة لجميع البلدان من اللقاحات، والعقاقير، والاختبارات التي يتم تطويرها نتيجة لذلك.

وتتضمن مسودة الاتفاق الحالية بنداً يطلب من منتجي العقاقير تخصيص 10 في المائة من العقاقير للتبرع بها لمنظمة الصحة العالمية، و10 في المائة تخصص للمنظمة لشرائها بأسعار ميسورة لتوزيعها في البلدان الفقيرة أثناء حالات الطوارئ الصحية.

وذكر تقرير في وقت سابق من هذا الأسبوع نشرته صحيفة «التليغراف» البريطانية أن المملكة المتحدة لن توقع على معاهدة تقول إنها ستجبرها على التخلي عن نحو 20 في المائة من لقاحاتها.

وقال مسؤول مشارك في المحادثات إن معظم الدول تدعم الالتزام بتوزيع أكثر عدالة للقاحات، لكن لم يتم حسم نسبة ثابتة.

ويتضمن اتفاق حالي يتعلق بوباء الأنفلونزا أيضاً بنداً يتعلق ببيع اللقاحات بأسعار معقولة أو التبرع بها لمنظمة الصحة العالمية. ويسمح البند بنسبة تتراوح بين خمسة و20 في المائة لكلا الخيارين لإتاحة المرونة في التفاوض مع الشركات المنتجة.

ويمكن تفعيل إطار العمل هذا إذا أصبحت سلالة إتش5إن1 من أنفلونزا الطيور قابلة للانتقال بسهولة بين البشر. وأثارت هذه السلالة الانزعاج بعد أن اكتشفت في الأبقار في الولايات المتحدة، وبين حيوانات وطيور أخرى.

ويشير تقييم المنظمة الحالي إلى أن هذا التهديد منخفض، لأنه لا يوجد دليل على انتشار المرض من إنسان إلى آخر.

وقال خبراء إن فقدان الزخم السياسي لاتفاق يتعلق بالأوبئة يمثل خطراً إذا حدث تأخير طويل، خاصة في عام انتخابات في كثير من الدول. لكنهم قالوا إن الأمر ما زال يستحق النضال.


روسيا تسعى إلى منطقة عازلة في خاركيف


الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)
TT

روسيا تسعى إلى منطقة عازلة في خاركيف


الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)

أعلن مسؤولون أوكرانيون أمس (الجمعة) أن روسيا أطلقت هجوماً برياً عبر الحدود في منطقة خاركيف بشمال شرقي البلاد. وبينما أفيد بأن القوات الروسية حققت تقدماً ميدانياً محدوداً في جبهة خاركيف الجديدة، بدأت أوكرانيا إجلاء المدنيين إلى مناطق أكثر أمناً.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي: «أطلقت روسيا موجة جديدة من التحركات الهجومية المضادة في هذه المنطقة. واجهتهم أوكرانيا هناك بقواتنا وألويتنا ومدفعيتنا... والآن تدور معركة شرسة في هذا الاتجاه».

ويواجه الجيش الأوكراني صعوبات على الجبهة، حيث أضعفه نقص المجندين والتأخير في تسليم المساعدات الغربية، ما أدى إلى تراجع مخزونه من الذخائر. في المقابل، حققت القوات الروسية مكاسب ميدانية محدودة، خاصة في الشرق، من دون تحقيق اختراق حقيقي. وأفاد مصدر عسكري أوكراني رفيع المستوى بأن القوات الروسية تحاول إقامة «منطقة عازلة» في منطقة خاركيف بهدف منع القوات الأوكرانية من قصف الأراضي الروسية. وقال مصدر عسكري أوكراني، طلب عدم كشف هويته، إن القوات الروسية تستهدف التقدم لمسافة تصل إلى عشرة كيلومترات من الحدود الروسية، وإن قوات كييف تقاتل لمنع هذا التقدم.

في غضون ذلك، تتوقع كييف تسلّم أول دفعة من مقاتلات «إف-16» الأميركية الصنع خلال أسابيع (بين يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز)، وهو ما سيمكنها من توجيه ضربات أكثر دقة للقوات الروسية. وأعلن البيت الأبيض في بيان أمس تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار.


زيلينسكي يتحدث عن «معارك عنيفة» على الجبهة... وواشنطن تثق بالجيش الأوكراني

متطوعون أوكرانيون يساعدون سكاناً محليين على إخلاء بيوتهم في مناطق تقع شمال مدينة خاركيف (أ.ف.ب)
متطوعون أوكرانيون يساعدون سكاناً محليين على إخلاء بيوتهم في مناطق تقع شمال مدينة خاركيف (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي يتحدث عن «معارك عنيفة» على الجبهة... وواشنطن تثق بالجيش الأوكراني

متطوعون أوكرانيون يساعدون سكاناً محليين على إخلاء بيوتهم في مناطق تقع شمال مدينة خاركيف (أ.ف.ب)
متطوعون أوكرانيون يساعدون سكاناً محليين على إخلاء بيوتهم في مناطق تقع شمال مدينة خاركيف (أ.ف.ب)

تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، عن «معارك عنيفة» على «طول خط الجبهة»، في وقت باشرت موسكو هجومًا بريًا في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا.

وقال زيلينسكي في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي بناء على معلومات تلقاها من القائد الأعلى للقوات الأوكرانية المسلحة: «تدور معارك عنيفة على طول خط الجبهة»، مضيفًا «ناقشنا الإجراءات الدفاعية وتعزيز مواقعنا في منطقة خاركيف».

وترددت أصداء الوضع الميداني الأوكراني في واشنطن، حيث توقعت إدارة جو بايدن أن تصعد روسيا هجومها الجديد، لكنها ابدت ثقتها بالجيش الأوكراني وشككت في إمكان أن تحرز موسكو تقدما كبيرا.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: «قد تحرز روسيا مزيدا من التقدم في الاسابيع المقبلة، لكننا لا نتوقع اي اختراقات كبيرة، ومع الوقت ستتمكن اوكرانيا بفضل تدفق المساعدة الاميركية من الصمود في وجه هذه الهجمات خلال العام 2024»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

 

 


أوكرانيا تتوقع تسلم أول دفعة من مقاتلات «إف - 16» قريباً

الرئيس الأوكراني يجلس في مقاتلة «إف - 16» خلال زيارة للدنمارك أغسطس الماضي (رويترز)
الرئيس الأوكراني يجلس في مقاتلة «إف - 16» خلال زيارة للدنمارك أغسطس الماضي (رويترز)
TT

أوكرانيا تتوقع تسلم أول دفعة من مقاتلات «إف - 16» قريباً

الرئيس الأوكراني يجلس في مقاتلة «إف - 16» خلال زيارة للدنمارك أغسطس الماضي (رويترز)
الرئيس الأوكراني يجلس في مقاتلة «إف - 16» خلال زيارة للدنمارك أغسطس الماضي (رويترز)

تتوقع كييف تسلم أول دفعة مقاتلات من طراز «إف-16» خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إذ تسعى أوكرانيا للحصول على هذه المقاتلات الأميركية الصنع لمساعدتها في مجابهة تفوق روسيا الجوي خلال الحرب التي اندلعت منذ أكثر من عامين، لكنَّ المصادر العسكرية الأوكرانية، التي صرَّحت لوسائل الإعلام (الجمعة) لم تُفصح عن الجهة التي ستزوّدها بتلك الطائرات، كون هذه المقاتلات المتقدمة يستخدمها عديد من الدول الغربية وأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)

ويواجه الجيش الأوكراني صعوبات على الجبهة، حيث أضعفه نقص المجندين والتأخير في تسليم المساعدات الغربية، مما أدى إلى تراجع مخزونه من الذخائر. في المقابل، حققت القوات الروسية مكاسب ميدانية محدودة، خصوصاً في الشرق، من دون تحقيق اختراق حقيقي.

وتزامنت هذه الأخبار فيما بدأت روسيا هجوماً برياً في منطقة خاركيف بشمال شرقي أوكرانيا، حيث تدور معارك بينها وبين القوات الأوكرانية، إذ أعلن مسؤول محلي في المنطقة الأوكرانية (الجمعة) أنه تجري عمليات إجلاء للسكان في بلداتها، من بينها فوفشانسك التي يبلغ عدد سكانها 3000 نسمة بعد تعرضها لـ«قصف مكثف».

يُعَدّ قرار الرئيس جو بايدن السماح بتدريب الطيارين الأوكرانيين على الطائرة «إف - 16» تحوّلاً مهماً (أ.ف.ب)

قال مصدر عسكري أوكراني كبير إن القوات الروسية شنَّت هجوماً برياً بالمدرعات في وقت مبكر من يوم الجمعة على منطقة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا، وتقدمت كيلومتراً واحداً قرب بلدة فوفشانسك التي تقع على الحدود. وأفاد مصدر عسكري أوكراني رفيع المستوى أن القوات الروسية تحاول إقامة «منطقة عازلة» في منطقة خاركيف بشمال أوكرانيا لمنع القوات الأوكرانية من قصف الأراضي الروسية.

قوات الطوارئ الأوكرانية تعمل على إخماد النيران في خاركيف (أ.ف.ب)

وقال حاكم الإقليم أوليغ سينيغوبوف إن شخصين على الأقل قُتلا في قصف روسي على المنطقة، الجمعة. وكتب على «تلغرام»: «قصف العدو بمختلف أنواع الأسلحة اشتدَّ في منطقة خاركيف في الاتجاه الشمالي خلال اليوم الأخير». وأضاف: «في منطقة خاركيف، تم تطوير طرق الإخلاء منذ عام 2022، ونظام توزيع المساعدات الإنسانية وإعادة التوطين المؤقت». من جهته، أكد حاكم المنطقة الذي عيّنه الروس فيتالي غانتشيف، وقوع قتال قرب الحدود وحثّ المدنيين على الاحتماء. وقال غانتشيف عبر «تلغرام»: «هناك قتال في عدة أجزاء من خط التماس، بما في ذلك مناطق حدودية في منطقة خاركيف». وأضاف: «في هذا الصدد، أرجو من السكان القاطنين في هذه المناطق توخي الحذر وعدم مغادرة الملاجئ إلا للحاجة القصوى».

ويفتح الهجوم جبهة جديدة للقتال بعد مرور أكثر من عامين على الغزو الروسي الشامل. وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن القتال في المناطق الحدودية بخاركيف مستمر، وإن كييف أرسلت مزيداً من القوات إلى المنطقة لتعزيز قدراتها.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، إن القوات الأوكرانية تأهبت لهجوم روسي برّي جديد على حدود منطقة خاركيف شمال شرقي البلاد. وأضاف في مؤتمر صحافي: «أوكرانيا استقبلتهم هناك بقوات... بكتائب ومدفعية». وذكر أن روسيا قد ترسل مزيداً من القوات لدعم محاولتها التقدم.

وأضافت الوزارة: «عند الساعة الخامسة صباحاً تقريباً، حاول العدو اختراق خطنا الدفاعي محتمياً بالمدرعات... وحتى الآن، نتصدى لهذه الهجمات، وتستمر المعارك باختلاف حدتها». وقال مصدر عسكري أوكراني، طلب عدم الكشف عن هويته، إن القوات الروسية تستهدف التقدم لمسافة تصل إلى عشرة كيلومترات من الحدود الروسية، وإن قوات كييف تقاتل للحيلولة دون تقدم موسكو.

مدفع أوكراني ذاتيّ الحركة يطلق قذيفة باتجاه مواقع روسية (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية: «نفَّذ العدو، خلال اليوم الماضي، غارات جوية في قطاع فوفشانسك» المتاخم لمنطقة بيلغورود الروسية، بقنابل جوية موجَّهة. وأضافت أنه «في الصباح حاول العدو اختراق خط دفاعنا بالمركبات المدرّعة»، من دون أن تحدد مكان الهجمات. وأكدت الوزارة، كما نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية، أنه جرى «صد» هذه الهجمات، لكنّ القتال مستمر، ونُشرت «وحدات احتياطية» بهدف «تعزيز الدفاع» في المنطقة.

ومنطقة خاركيف احتُلت في بداية الغزو الروسي ثم حُررت عام 2022. وتعرضت المنطقة الحدودية وعاصمتها التي تحمل الاسم نفسه، وهي ثاني أكبر مدينة في البلاد، للقصف بشكل متكرر في الأشهر الأخيرة.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتفقد التحصينات الجديدة للجنود الأوكرانيين في منطقة خاركيف يوم 9 أبريل (رويترز)

وتقع مدينة فوفشانسك على الحدود الروسية على مسافة نحو 40 كيلومتراً شمال شرقي خاركيف. وقالت تقارير إعلامية إن حقيقة نشر الخبر من جانب وزارة الدفاع بدلاً من هيئة الأركان العامة، كما جرت العادة، يدل على خطورة الوضع. وذكرت الوزارة أنه «تمت الاستعانة بقوات احتياط لتعزيز الدفاعات على طول هذا القطاع من الجبهة». وكانت الطائرات الروسية قد شنت، الخميس، هجوماً على الجبهة القريبة من فوفشانسك بقنابل انزلاقية (يمكنها تدمير الأهداف رغم وجود رادارات)، وقصفت المدفعية الروسية خلال الليل مواقع أوكرانية. وقال المدون العسكري الروسي ريبار، إن الهدف الأوَّلي للهجوم كان توسيع منطقة القتال وتحديد المواقع الدفاعية الأوكرانية.

يأتي ذلك بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على قريتين على الأقل في المنطقة هذا الأسبوع، لتعزز تفوق قواتها في مواجهة القوات الأوكرانية التي تعاني نقصاً في التسليح والقوات.

وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مارس (آذار)، أنه يفكر في إنشاء منطقة عازلة في الأراضي الأوكرانية المتاخمة لمنطقة بيلغورود الروسية التي تتعرض بشكل متكرر للقصف الأوكراني. وأدى القصف الأوكراني على قرى حدودية روسية إلى مقتل شخصين على الأقل، الخميس، وفق ما قال حاكما منطقتي بيلغورود وكورسك الحدوديتين. كما أعلنت ميليشيات موالية لأوكرانيا في وقت سابق هذا العام تنفيذ سلسلة هجمات برية داخل روسيا، انطلاقاً من الأراضي الأوكرانية، وهو ما أحرج الكرملين.

وعلى صعيد حرب المُسيَّرات، ذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلاً عن مصادر في خدمات الطوارئ أن هجوماً شنَّته أوكرانيا بطائرة مُسيرة أضرم حريقاً في مصفاة لتكرير النفط بمنطقة كالوجا في روسيا. وقال فلاديسلاف شابشا، حاكم منطقة كالوجا، المتاخمة لحدود منطقة موسكو، عبر تطبيق «تلغرام» إن الحريق تم إخماده سريعاً. ولم يذكر أي مصفاة هي التي استهدفها الهجوم. وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن ثلاث حاويات ديزل وحاوية لزيت الوقود التهمتها النيران بمصفاة بيرفي زافود في كالوجا. وذكر شابشا أن الهجوم لم يسفر عن وقوع مصابين. ولم يصدر تعليق بعد من كييف.

وزادت وتيرة هجمات الطائرات المُسيرة على منشآت للطاقة داخل الأراضي الروسية في الأشهر القليلة الماضية. وتقول أوكرانيا إن هجماتها لا تستهدف المدنيين لكن تدمير البنية التحتية العسكرية ومنشآت النقل والطاقة يقوّض المجهود الحربي لموسكو بشكل عام.


بقيمة 400 مليون دولار... البيت الأبيض يعلن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا

رجال الإطفاء يعملون في موقع ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا (رويترز)
رجال الإطفاء يعملون في موقع ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا (رويترز)
TT

بقيمة 400 مليون دولار... البيت الأبيض يعلن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا

رجال الإطفاء يعملون في موقع ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا (رويترز)
رجال الإطفاء يعملون في موقع ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا (رويترز)

أعلن البيت الأبيض اليوم (الجمعة) في بيان، مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار على شكل معدّات ومساعدات تدريبية تهدف إلى «تقديم الدعم» لكييف، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويأتي الكشف عن الحزمة الجديدة في وقت شنّت روسيا هجوماً برياً في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا لمحاولة «اختراق خطوط الدفاع» وفق وزارة الدفاع الأوكرانية.

وتحاول واشنطن تعويض الأشهر التي ضاعت بسبب عرقلة الكونغرس للمساعدات لأوكرانيا وهي فترة توقّف خلالها تدفّق الأسلحة والذخائر التي أرسلتها الولايات المتحدة.

وتكون واشنطن بإعلانها (الجمعة) قد كشفت عن ثالث حزمة مساعدات لأوكرانيا في أقلّ من ثلاثة أسابيع.

وأوضح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان أن الحزمة تشتمل على «قدرات مطلوبة بشكل عاجل» بما فيها ذخائر للدفاع الجوي وقذائف مدفعية وأسلحة مضادة للدبابات ومركبات مدرّعة وذخائر لأسلحة صغيرة.

وقال بلينكن «ستواصل الولايات المتحدة مع التحالف الدولي الذي شكّلناه الوقوف إلى جانب أوكرانيا في دفاعها عن حريتها».

وفي نهاية أبريل (نيسان)، كشفت واشنطن عن حزمتَي مساعدات بقيمة إجمالية تصل إلى سبعة مليارات دولار.

وتُعدّ واشنطن الداعم العسكري الأكبر لأوكرانيا وقد التزمت بأكثر من 44 مليار دولار منذ اندلاع الحرب مع روسيا في فبراير (شباط) 2022.

وبعد مناقشات طويلة وصعبة، صوّت مجلس النواب الأميركي ثم مجلس الشيوخ في نهاية أبريل (نيسان) على حزمة إضافية بقيمة 61 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا عسكرياً واقتصادياً، بناء على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن.

وستُسحب المساعدات التي تم الإعلان عنها (الجمعة)، من احتياطيات وزارة الدفاع الأميركية ما يعني أنها ستكون تقريباً متاحة على الفور مثل حزمة المليار دولار التي كشفت عنها واشنطن بعد تصويت الكونغرس مباشرة.

وأعلنت واشنطن كذلك في أبريل (نيسان) مساعدات بقيمة أكبر تصل إلى ستة مليارات دولار على شكل طلبيات من قطاع الدفاع.


بوتين يعيد تعيين ميشوستين رئيساً للحكومة الروسية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

بوتين يعيد تعيين ميشوستين رئيساً للحكومة الروسية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

أعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعيين ميخائيل ميشوستين رئيساً للحكومة اليوم (الجمعة)، بعد أسابيع من التكهنات بشأن تعديل وزاري محتمل في موسكو، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويتعيّن على بوتين دستورياً تسمية أو إعادة تعيين وزراء حكومته، بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية في مارس (آذار)، بغياب تمثيل فعلي للمعارضة.

وقال بوتين لميشوستين الجمعة: «تمّ إنجاز الكثير في ظلّ ظروف صعبة، ويبدو لي أنه سيكون من المناسب لنا أن نواصل العمل معاً». وأضاف: «أعتقد أننا على الطريق الصحيحة».

ووافق المشرّعون الروس في وقت لاحق شكلياً على إعادة تعيينه.

وعُيّن ميشوستين الذي كان يرأس مصلحة الضرائب في البلاد، في منصب رئاسة الحكومة للمرة الأولى في 2020.

وقال ميشوستين لبوتين: «سنبذل كل ما في وسعنا لتطوير اقتصادنا وتبرير ثقة شعبنا بنا، وأنا واثق بأننا سننجز تحت قيادتكم كلّ المهام التي تم تحديدها».

ومن المتوقع أن تُطرح أسماء وزراء في الأسابيع المقبلة للتشكيلة الحكومية الجديدة.

ويتحدث محللون سياسيون روس منذ أسابيع، عن احتمال قيام بوتين بإجراء تغييرات في صفوف الحكومة، بعد أكثر من عامين على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أدّى إلى إعادة تشكيل اقتصاد روسيا.

ولطالما اعتمد بوتين على كوكبة من الموالين والحلفاء مع سعيه إلى ضمان عدم تمكّن أي كان من اكتساب قدر كافٍ من القوة أو الشعبية يؤهله ليكون منافساً محتملاً.