تقدم في مفاوضات الحدود ومساعدة أوكرانيا بين الجمهوريين والديمقراطيين

وسط معارضة لبايدن من حزبه

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسط جنوده في منطقة خاركيف (الرئاسة الأوكرانية - أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسط جنوده في منطقة خاركيف (الرئاسة الأوكرانية - أ.ب)
TT

تقدم في مفاوضات الحدود ومساعدة أوكرانيا بين الجمهوريين والديمقراطيين

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسط جنوده في منطقة خاركيف (الرئاسة الأوكرانية - أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسط جنوده في منطقة خاركيف (الرئاسة الأوكرانية - أ.ب)

تقترب المفاوضات الجارية بين الجمهوريين والديمقراطيين، بمشاركة حثيثة من البيت الأبيض، من التوصل إلى اتفاق على قضية أمن الحدود، التي ربطها الجمهوريون كشرط، للموافقة على طلب التمويل الإضافي الطارئ، لمساعدة أوكرانيا وإسرائيل وتايوان، بقيمة 111 مليار دولار. وتعزز هذا التفاؤل، بعد إقرار مجلس الشيوخ يوم الأربعاء، بأغلبية كبيرة موازنة وزارة الدفاع، التي تخللها تقديم ضمانات من قبل الحزبين، بأن المفاوضات الجارية لتسوية أمن الحدود والمساعدة لأوكرانيا، تسير قدما.

الرئيس الأميركي جو بايدن متحدثاً في البيت الأبيض (رويترز)

 

مكاسب جمهورية

وروج الجمهوريون، بقيادة العضو البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، السيناتور روجر ويكر، لبند يتطلب من البنتاغون وضع خطة لما يجب فعله بالأموال غير المستخدمة لبناء الجدار الحدودي، الذي كان الرئيس السابق دونالد ترمب، قد تعهد ببنائه مع المكسيك.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يناقش العمليات العسكرية مع القادة العسكريين وتأثير نقص السلاح على المعركة مع روسيا (أ.ب)

كما حصل المشككون الجمهوريون بتقديم المساعدة لأوكرانيا، الذين جادلوا بأن إدارة بايدن لا تجري رقابة كافية على الأسلحة والمعدات المرسلة إليها، على فوز أيضا، حيث وافق المفاوضون على إنشاء مفتش عام خاص لعملية «الحل الأطلسي»، وهو الاسم الرسمي لعملية الرد الأميركي على الغزو الروسي لأوكرانيا.

زيلينسكي يتوسط زعيم الأكثرية في الشيوخ الديمقراطي تشاك شومر (يسار) وزعيم الأقلية الجمهوري ميتش ماكونيل (أ.ب)

وعلى الجانب الديمقراطي، قال السيناتور مايكل بينيت، إنه تلقى تأكيدات من زعماء مجلس الشيوخ بأن المحادثات حول قضية الحدود تتقدم، الأمر الذي سمح له بالتراجع عن طلبه بتأجيل التصويت النهائي على موازنة وزارة الدفاع يوم الأربعاء.

ونقلت وسائل إعلام أميركية عدة، عن مسؤولين في البيت الأبيض، قولهم إنهم يقتربون من التوصل إلى اتفاق مع الجمهوريين في مجلس الشيوخ، للموافقة على مزيد من المساعدات لأوكرانيا مقابل إصلاحات كبيرة لسياسات إنفاذ الحدود الأميركية.

 

تنازلات مؤلمة للديمقراطيين

لكن التنازلات التي تستعد إدارة بايدن لتقديمها في قضية أمن الحدود، تثير حفيظة كثير من الديمقراطيين، بسبب الثمن الباهظ الذي سيدفعونه، للحصول على موافقة الجمهوريين لتقديم المساعدات لأوكرانيا. ومن بين تلك الأثمان المتوقعة، رفع المعيار الذي ينبغي توفره لمنح طالبي اللجوء الحق في الحصول على الحماية، لإظهار أن لديهم «خوفاً حقيقيا» من التعرض للاضطهاد في أوطانهم. وكذلك العودة إلى تطبيق المادة 42 التي استخدمها الرئيس السابق دونالد ترمب خلال جائحة «كورونا»، التي سمحت بطرد سريع للمهاجرين، إذا وصلت المعابر الحدودية إلى مستويات عالية من الازدحام.

الرئيس السابق دونالد ترمب متحدثاً في مهرجان انتخابي لحملته الرئاسية لعام 2024 (أ.ف.ب)

وتثير هاتان القضيتان قلقا بالغا لدى الديمقراطيين، معتبرين أنها تعيد قواعد ترمب الصارمة لأمن الحدود. وقال السيناتور الديمقراطي، بوب مينينديز، إنه «لا يستطيع أن يفهم أن بايدن بدا مستعدا لتبني أكثر الاقتراحات الترمبية المناهضة للمهاجرين التي كان الرئيس ترمب نفسه يحلم بتحقيقها».

وانتقدت النائبة نانيت باراغان، كبيرة الديمقراطيين في لجنة الشؤون الإنسانية في مجلس النواب، ومشرعون لاتينيون آخرين، البيت الأبيض لإشارته إلى الانفتاح على سياسات حدودية أكثر صرامة. وقالت إن اللجنة مُنعت من الاجتماع مع رئيس أركان البيت الأبيض جيف زينتس، متهمة الجمهوريين بالعمل على ما سمته «تحريض الفئات الضعيفة ضد بعضهم البعض، من خلال سياسات اليد القوية التي من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الفوضى على الحدود الجنوبية».

ورغم ذلك، واصل الثلاثي المفاوض المكون من السيناتور المستقلة، كيرستن سينيما، والسيناتور الديمقراطي كريس مورفي، والسيناتور الجمهوري، جيمس لانكفورد، لقاءاته بقادة البيت الأبيض ووزارة الأمن الداخلي، ووسعها لتشمل قادة مجلس الشيوخ من الحزبين.

كما يتواصل ديمقراطيون آخرون أيضا مع كبار الجمهوريين، وأبدى بعضهم تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق. وقال السيناتور الديمقراطي مايكل بينيت، وهو مؤيد قوي للمساعدات لأوكرانيا: «نحن أقرب اليوم مما كنا عليه بالأمس». وأضاف «آمل أن نتفاوض على نتيجة جيدة للشعب الأميركي... هذا ما يتعين علينا القيام به».


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ بايدن ونائبته المرشحة للرئاسة كامالا هاريس (أرشيفية - أ.ب)

بايدن يتقدم خطوة نادرة إلى الأمام دعماً لهاريس والديمقراطيين

توجه إلى ولايتي بنسلفانيا وويسكونسن المتأرجحتين للحديث عن إنجازات عهده، فيما بدا أيضاً أنه محاولة لتعزيز فرص نائبته كامالا هاريس.

علي بردى (واشنطن)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية/ رويترز)

بايدن صرخ في وجه نتنياهو ووصفه بـ«كذاب لعين»

وصف الرئيس الأميركي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنه «كذاب لعين»، بعد دخول القوات الإسرائيلية إلى رفح بقطاع غزة.

«الشرق الأوسط»
الولايات المتحدة​ صورة مركبة لهاريس وترمب (أ.ب)

نجاح دعوات هاريس إلى «التغيير» يثمر تقدماً على ترمب وطنياً

تقدمت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس على غريمها الجمهوري دونالد ترمب، بمعدل 3 نقاط مئوية في وقت صار الناخبون فيه أكثر ميلاً لمنحها الأفضلية في إحداث التغيير.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة مدمجة تظهر المرشحيْن الرئاسييْن دونالد ترمب وكامالا هاريس (أ.ب)

لمن سيصوّت الناخبون السود بأميركا بين هاريس وترمب وفق استطلاعات الرأي؟

ينظر الناخبون السود المسجلون بإيجابية للغاية لنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، لكن آراءهم حول الرئيس السابق دونالد ترمب سلبية للغاية، وفق استطلاع جديد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ألمانيا: توجيه الاتهامات لـ 4 مراهقين بالتحضير لعمليات إرهابية

استنفار للشرطة الألمانية تحسباً لهجوم إرهابي (غيتي)
استنفار للشرطة الألمانية تحسباً لهجوم إرهابي (غيتي)
TT

ألمانيا: توجيه الاتهامات لـ 4 مراهقين بالتحضير لعمليات إرهابية

استنفار للشرطة الألمانية تحسباً لهجوم إرهابي (غيتي)
استنفار للشرطة الألمانية تحسباً لهجوم إرهابي (غيتي)

وسط تزايد مخاوف الخبراء الأمنيين من «متطرفي التيك توك» وهي ظاهرة تزايد تطرف من هم في سن المراهقة عبر الإنترنت، وجهت السلطات الألمانية اتهامات إلى 4 مراهقين تتراوح أعمارهم بين 15 و16عاماً، تتعلق بالتخطيط لارتكاب أعمال إرهابية. واعتقل المراهقون الأربعة وهم ألمان وأحدهم ألماني - مغربي، في أبريل (نيسان) الماضي، بعد ضبط محادثات لهم على تطبيق «تلغرام» ناقشوا فيها تنفيذ اعتداءات إرهابية تستهدف كنائس ومعابد يهودية ومحطات قطارات ومراكز شرطة في غرب ألمانيا.

استنفار للشرطة الألمانية بعد هجوم إرهابي (متداولة)

ووجه الادعاء العام في مدينة شتوتغارت حيث يحاكم واحد من المتهمين الأربعة اتهامات للمراهق المتحدر من مدينة أوستفيلدرن بالتحضير لهجوم إرهابي والمشاركة في «قتل وحرق متعمد يؤدي إلى قتل أشخاص إضافة إلى التحضير لجريمة عنيفة تهدد الدولة».

أما المراهقون الثلاثة الآخرون فهم يحاكمون بشكل منفصل وقد وجه إليهم المدعي العام في مدينة دوسلدورف اتهامات بالتخطيط لهجوم إرهابي. ومن بين الثلاثة فتاتان واحدة من دوسلدورف وهي ألمانية - مغربية والثانية من إيزرلون. وقبضت الشرطة على الخلية من المراهقين الأربعة بعد أن تنبهت إلى محادثة أجرتها الفتاة من إيزرلون عبر تطبيق «تلغرام» وكانت تسأل فيها المراهقة من دوسلدورف عن كيف يمكنها السفر إلى مناطق سيطرة «داعش» للانضمام إلى التنظيم الإرهابي.

وأثناء تفحص عناصر من الشرطة لهاتفها، عثروا على محادثات أخرى تتعلق بالتحضير للهجمات مع مجموعة أخرى من المراهقين. وبعد تفتيش منازل المتهمين الأربعة، عثر المحققون على ساطور وخنجر في منزل الفتاة من دوسلدورف، ولكن قد يكون السلاحان لوالدها الذي كان أيضاً تحت مراقبة الشرطة ويخضع للتحقيق للاشتباه بجمعه تبرعات لصالح تنظيم «داعش».

استنفار للشرطة الألمانية تحسباً لهجوم إرهابي (غيتي)

وليست هذه الحالة الوحيدة لمراهقين يتهمون بالتحضير لعمليات إرهابية. فالأسبوع الماضي، اعتقلت الشرطة في دوسلدورف الأسبوع الماضي مراهقاً يبلغ من العمر 15 عاماً بعد الاشتباه بتطرفه وتصنيف الشرطة له على أنه يشكل تهديداً. وبحسب صحيفة «دير شبيغل» فإن المراهق كان على تواصل مع متطرفين في الخارج عبر أحد التطبيقات، وكان يتلقى تعليمات بتنفيذ عملية طعن بالسكاكين. وبحسب المجلة، فإن المراهق كان قد تبادل معلومات مع الذين كان يتحدث معهم حول أهداف ومواقع محتملة مثل مهرجانات وتجمعات لليهود.

ويبدو أن المراهق نشر فيديوهات على تطبيق «تيك توك» تظهر فيها أعلام «داعش». واعتقل المراهق بعد مخاوف بأنه قد يكون يعد لعملية إرهابية قريبة.

سيارة شرطة تقف أمام كنيس أولدنبورغ اليهودي في شمال ألمانيا (د.ب.أ)

وجاء هذا بعد اعتداء زولنغن في مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث نفذ لاجئ سوري يبلغ من العمر 26 عاماً عملية طعن جماعية أدت إلى مقتل 3 وإصابة 8 بجروح خطيرة، في حفل غنائي في المدينة.

ودفع الاعتداء الذي شكل صدمة في ألمانيا وزارة الداخلية إلى اعتماد قوانين أكثر تشدداً لحمل السكاكين وأخرى تتعلق بتسريع ترحيل اللاجئين المرفوضة طلباتهم وحتى ترحيل المجرمين إلى أفغانستان وفتح الباب أمام الترحيل إلى سوريا رغم أن الخارجية الألمانية تصنف الدولتين غير آمنتين للترحيل إليهما. وكان اللاجئ السوري الذي ارتكب جرائمه رفض طلب إقامته وصدر بحقه قرار ترحيل إلى بلغاريا، وهي الدولة الأوروبية الأولى التي دخلها ويتعين بحسب اتفاقية دبلن أن يبقى فيها.

وتتزايد المخاوف في ألمانيا منذ عام، بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول)، من تزايد التطرف والمخاوف من عمليات إرهابية تستهدف خاصة مرافق يهودية في ألمانيا. وأكثر ما يقلق الخبراء الأمنيين تزايد تطرف من هم في سنّ المراهقة في ظاهرة يعيدونها إلى تأثير تطبيق «تيك توك» الذي يحظى بشعبية واسعة لدى هذه الفئة. وبحسب الخبير في قضايا التطرف بيتر نويمان من جامعة «كينغز كولدج» في لندن، فإن من أصل 6٠ متطرفاً إسلامياً اعتقلوا في غرب أوروبا في الأشهر الـ١١ الماضية بسبب تحضيرات لاعتداءات إرهابية، أكثر من ثلثي هؤلاء من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13عاماً و19 عاماً، مضيفاً أن هناك إشارات واضحة بأن عملية تطرفهم حصلت على الإنترنت بشكل أساسي، وبأن تعريف هؤلاء بات «مجاهدي التيك توك».