كييف تتهم موسكو بقتل جنود أوكرانيين بعد استسلامهم

أشخاص يزيلون شظايا الزجاج من نوافذ المكسورة لمبنى يضم صالون تجميل بعد قصف روسي في دونيستيك الأحد (رويترز)
أشخاص يزيلون شظايا الزجاج من نوافذ المكسورة لمبنى يضم صالون تجميل بعد قصف روسي في دونيستيك الأحد (رويترز)
TT
20

كييف تتهم موسكو بقتل جنود أوكرانيين بعد استسلامهم

أشخاص يزيلون شظايا الزجاج من نوافذ المكسورة لمبنى يضم صالون تجميل بعد قصف روسي في دونيستيك الأحد (رويترز)
أشخاص يزيلون شظايا الزجاج من نوافذ المكسورة لمبنى يضم صالون تجميل بعد قصف روسي في دونيستيك الأحد (رويترز)

اتهمت كييف موسكو بارتكاب جريمة حرب، عبر إعدام جنود أوكرانيين أبدوا نيتهم الاستسلام، بعدما انتشرت على شبكات التواصل لقطات تُظهر ذلك لم يتسنّ التأكد من صحتها.

وأظهر مقطع فيديو قصير نُشر على تطبيق «تلغرام» رجلين يخرجان من ملجأ؛ أحدهما يضع يديه فوق رأسه، قبل أن يلقيا بنفسيهما أرضاً إلى جانب مجموعة أخرى من الجنود. ويلي ذلك ما يبدو أنه إطلاق نار وانبعاث دخان، قبل أن ينقطع الفيديو غير المؤرَّخ، بشكل مفاجئ.

وأشار مكتب المدعي العام في دونيتسك، الأحد، إلى أن اللقطات صُوّرت قرب قرية ستيبوفي، على مقربة من مدينة أفدييفكا (شرق)، حيث يحتدم القتال بين القوات الروسية والأوكرانية، مؤكداً أن ذلك يأتي بناء على «معلومات أولية». ونوّه على «تلغرام» بأن اللقطات تُظهر «مجموعة من الأشخاص الذين يرتدون الزي (العسكري) الروسي»، وهم يطلقون النار على جنديين أوكرانيين «غير مسلّحين» سلّما نفسَيهما. وأعلن فتح «تحقيق» في الوقائع، مذكّراً بأن «إعدام أسرى الحرب» يشكّل «جريمة دولية خطيرة». ولم يتسن التأكد من موقع تصوير الفيديو أو صحَّته.

وعدّ مركز العلاقات الاستراتيجية بالجيش الأوكراني السبت أن «روسيا انتهكت مرة أخرى قوانين الحرب وأعرافها، فضلاً عن قواعد القانون الدولي»، ذاكراً «فيديو يُظهر عملية إعدام».

وأكّد الجيش الأوكراني أنه يستند إلى «معلومات مؤكدة» تشير إلى أن الجيش الروسي «أطلق النار مرة أخرى بطريقة غادرة على جنود غير مسلّحين».

وندَّد أمين المظالم لحقوق الإنسان في أوكرانيا دميترو لوبينيتس بما عدّه «جريمة حرب». وكتب على «تلغرام»: «اليوم ظهر على الإنترنت مقطع فيديو لإعدام جنود أوكرانيين مستسلمين كأسرى على أيدي جنود روس. إنه انتهاك آخر لاتفاقيات جنيف وعدم احترام لـ(القانون الإنساني الدولي)»، مضيفاً: «الجانب الروسي يظهر وجهه الإرهابي مجدداً».

ولفت لوبينيتس إلى أن الجنود الأوكرانيين «جُردوا من سلاحهم وكانوا رافعين أيديهم (...) ولم يشكلوا أي تهديد، وكان على الجانب الروسي اعتقالهم وعدّهم أسرى حرب».

من جهته، ندد رئيس البرلمان الأوكراني رسلان ستيفانتشوك الأحد بـ«جريمة جديدة» يرتكبها الجيش الروسي. ودعت القوات الأوكرانية المجتمع الدولي إلى «إدانة تصرفات روسيا».

وفي مارس (آذار)، انتشر مقطع فيديو آخر على الإنترنت يظهر قتل جندي أوكراني بالرصاص بعد هتافه: «المجد لأوكرانيا». وفي ذلك الوقت، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن مكتبه وثَّق كثيراً من انتهاكات القانون الإنساني الدولي ضد أسرى الحرب. وشمل ذلك «العديد من عمليات الإعدام من دون محاكمات والهجمات التي تستهدف المدنيين» من جانب القوات الروسية والميليشيات التابعة لها، مثل «فاغنر»، إضافة إلى «621 حالة اختفاء قسري واحتجاز تعسفي».


مقالات ذات صلة

تساؤلات ومخاوف أوروبية حول ما يخبِّئه ترمب للقارة القديمة

أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يصافح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لدى وصوله إلى اجتماع في قصر الإليزيه بباريس خلال احتفالات إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام 7 ديسمبر 2024 (رويترز)

تساؤلات ومخاوف أوروبية حول ما يخبِّئه ترمب للقارة القديمة

تساؤلات ومخاوف أوروبية حول ما يخبّئه دونالد ترمب للقارة القديمة ومصير ملفات رئيسية مثل: الرسوم وحرب أوكرانيا ومستقبل الحلف الأطلسي والتدخل في الحياة السياسية.

ميشال أبونجم (باريس)
تحليل إخباري الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وزوجته ميلانيا خلال حضورهما قداساً بالكنيسة في إطار مراسم يوم التنصيب الاثنين (رويترز)

تحليل إخباري قواعد جديدة جيوسياسيّة في العالم

يقول الخبراء إن مبدأ المعادلة الصفريّة (Zero Sum) برز مع الثورة الزراعيّة منذ أكثر من 15 ألف سنة مضت.

المحلل العسكري
تحليل إخباري الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال زيارة لبروكسل 25 مايو 2017 (رويترز)

تحليل إخباري ​أوروبا تحبس أنفاسها على أعتاب ولاية ترمب الثانية

لم تعد المؤسسات الأوروبية الكبرى تخفي قلقها من تداعيات الرياح الأميركية الجديدة التي بدأت تهب على العالم حتى قبل جلوس دونالد ترمب في المكتب البيضوي.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس الذي يغادر منصبه بعد الانتخابات القادمة في 23 فبراير المقبل (د.ب.أ)

برلين تترقب عهد ترمب بقلق

يزداد القلق في ألمانيا من تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة في عهد ترمب بشكل كبير، خصوصاً بعد تسريب وثيقة سرّية للسفير الألماني في واشنطن تنتقد ترمب.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا زيلينسكي يمنح وساماً لجندي خلال حفل في كييف وسط الغزو الروسي لأوكرانيا المستمر منذ 3 سنوات (أ.ف.ب)

زيلينسكي يدعو الغرب إلى إمداد بلاده بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي

جدد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يوم الأحد، دعوته الحلفاء الغربيين إلى تزويد بلاده بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي الأميركية من طراز «باتريوت».

«الشرق الأوسط» (كييف - موسكو)

شي لبوتين: الصين تتطلع لـ«مستويات جديدة» في العلاقة مع روسيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة الفيديو مع نظيره الصيني شي جينبينغ (إ.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة الفيديو مع نظيره الصيني شي جينبينغ (إ.ب.أ)
TT
20

شي لبوتين: الصين تتطلع لـ«مستويات جديدة» في العلاقة مع روسيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة الفيديو مع نظيره الصيني شي جينبينغ (إ.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة الفيديو مع نظيره الصيني شي جينبينغ (إ.ب.أ)

أعرب الرئيس الصيني شي جينبينغ لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، عن الأمل في رفع العلاقات بين البلدين إلى «مستويات جديدة» هذا العام، حسبما أفاد التلفزيون الرسمي الصيني.

وقال شي في اتصال عبر الفيديو مع فلاديمير بوتين إن «استقرار ومرونة العلاقات بين الصين وروسيا سيساعدان في التغلب على الشكوك الخارجية وتعزيز تنمية البلدين، ودعم العدالة والإنصاف الدوليين»، وذلك غداة تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، وفقا للمصدر نفسه.

من جانبه، وصف بوتين الرئيس شي بأنه «صديقه العزيز»، وقال إنه يريد وضع «خطط جديدة لتطوير الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين روسيا والصين».

وقال بوتين لشي، حسبما جاء في مقطع مصور للاجتماع بثه الكرملين، «أتفق معك في أن التعاون بين موسكو وبكين قائم على قواسم كبيرة مشتركة في المصالح الوطنية وتقارب وجهات النظر بشأن ما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين القوى الكبرى».

وأضاف «نبني علاقاتنا على أساس الصداقة والثقة المتبادلة والدعم والمساواة والمنفعة المتبادلة. وهذه العلاقات تتمتع بالاكتفاء الذاتي، ومستقلة عن العوامل السياسية الداخلية والوضع العالمي الحالي».

وسَعَت الصين إلى تصوير نفسها على أنها طرف محايد منذ بدأت روسيا غزوها لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، لكنها ما زالت شريكاً سياسياً واقتصادياً مقرباً من موسكو، ولم تُدِن الحرب إطلاقاً، مما دفع بعض أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى القول إنها داعمة للحرب.

وسبق لشي أن وصف الرئيس الروسي بأنه «صديقه المفضل»، بينما أشاد بوتين في المقابل بشي ووصفه بأنه «شريك يمكن الاعتماد عليه».

وفي رسالة إلى بوتين بمناسبة العام الجديد، الشهر الماضي، تعهّد شي بدعم «السلام في العالم والتنمية».

ونقلت الشبكة عن شي قوله: «في مواجهة التغيرات المتسارعة التي لم نشهد لها مثيلاً منذ قرن، والوضع الدولي المضطرب، تحركت الصين وروسيا بشكل ثابت إلى الأمام يداً بيد على الطريق الصحيح القائم على عدم الانحياز، وعدم المواجهة وعدم استهداف أي طرف ثالث».

وتوعد ترمب باتخاذ موقف صارم من الصين، وبالتحدث إلى بوتين بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال للصحافيين بعد تنصيبه، إن على بوتين التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، لأنها «تدمر» روسيا.