كرواتيا تسجل ارتفاعاً كبيراً في الهجرة غير الشرعية

انضمت كرواتيا إلى فضاء شنغن في 2023 حيث يمكن لأكثر من 400 مليون شخص السفر بحرية (أ.ف.ب)
انضمت كرواتيا إلى فضاء شنغن في 2023 حيث يمكن لأكثر من 400 مليون شخص السفر بحرية (أ.ف.ب)
TT

كرواتيا تسجل ارتفاعاً كبيراً في الهجرة غير الشرعية

انضمت كرواتيا إلى فضاء شنغن في 2023 حيث يمكن لأكثر من 400 مليون شخص السفر بحرية (أ.ف.ب)
انضمت كرواتيا إلى فضاء شنغن في 2023 حيث يمكن لأكثر من 400 مليون شخص السفر بحرية (أ.ف.ب)

أعلن قائد شرطة الحدود زوران نيسينو الخميس أن كرواتيا سجلت زيادة بنسبة 140 في المائة بالهجرة غير الشرعية مقارنة بالعام الماضي، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال نيسينو إن أكثر من 54500 شخص عبروا الحدود الكرواتية بشكل غير قانوني، مضيفاً «لقد تقدموا جميعا بطلب لجوء مما يثبت أن المهربين والمهاجرين على دراية بالنظام الأوروبي ويعرفون أنهم قادرون على التنقل بحرية».

حقائق

أكثر من 54 ألف شخص

عبروا الحدود الكرواتية بشكل غير قانوني

وانضمت كرواتيا التي تعد 3.8 مليون نسمة إلى فضاء شنغن في عام 2023؛ حيث يمكن لأكثر من 400 مليون شخص السفر داخله بحرية من دون ضوابط حدودية داخلية.

وكانت البلاد أحد الممرات على طريق البلقان الذي سلكه آلاف الرجال والنساء والأطفال الفارين من الحروب بين عامي 2015 و2016.

وبعد عشر سنوات لا تزال أعداد أقل من المهاجرين تسلكه وتصل إلى كرواتيا من البوسنة أو صربيا.

وفي سلوفينيا على الجانب الآخر من الحدود، تضاعف عدد المهاجرين ثلاث مرات في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.

وأشار وزير الداخلية السلوفيني بوستيان بوكلوكار إلى أنه من غير الوارد حاليا إعادة فرض رقابة على الحدود، لكن عدد الدوريات ازداد «في الأماكن الأكثر أهمية».

الطرد غير القانوني

وحذرت عدة جمعيات من عمليات الطرد غير القانوني للمهاجرين في كرواتيا - بمن فيهم الأطفال - ومن عدم توافر أماكن لاستقبال طالبي اللجوء.

وتم توثيق أكثر من 1700 حالة طرد غير قانوني هذا العام، ويقول أكثر من نصف المهاجرين الذين شملهم استطلاع إنهم تعرضوا «للعنف الجسدي أو الإهانة أو السرقة» وفقا لمركز دراسات السلام، وهي منظمة محلية.

وتتهم المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام كرواتيا بانتظام بإبعاد المهاجرين بعنف عند الحدود.

ولطالما نفت زغرب ذلك، رغم تأكيد شرطيين ابتداء من عام 2021، هذه الاتهامات في الصحافة.


مقالات ذات صلة

ترحيل المهاجرين ضمن مهام ترمب في أول أيامه الرئاسية

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترحيل المهاجرين ضمن مهام ترمب في أول أيامه الرئاسية

قالت ثلاثة مصادر مطلعة لـ«رويترز» إنه من المتوقع أن يتخذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عدة إجراءات تنفيذية في أول أيام رئاسته لإنفاذ قوانين الهجرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب: لن يكون أمامنا خيار سوى تنفيذ «ترحيل جماعي» للمهاجرين غير الشرعيين

قال الرئيس الأميركي المنتخب إن قضية الحدود تعد إحدى أولوياته القصوى، وإن إدارته لن يكون أمامها خيار سوى تنفيذ عمليات «ترحيل جماعي» للمهاجرين غير الشرعيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مهاجرون يستمعون إلى التوجيهات قبل عبور الحدود من المكسيك إلى إل باسو بولاية تكساس الأميركية (أ.ف.ب)

الهجرة غير الشرعية تتراجع مع ارتفاع حدة الخطاب الانتخابي الأميركي

تبدو ضفاف نهر يفصل بين المكسيك وأميركا شبه مهجورة، وغدت ملاجئ مخصصة للمهاجرين شبه خاوية، بعد أن كانت مكتظة سابقاً، نتيجة سياسات أميركية للهجرة باتت أكثر صرامة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا السويد تعزز المساعدات للدول القريبة من مناطق النزاع في محاولة لخفض تدفق المهاجرين (إ.ب.أ)

الحكومة السويدية تخصص مساعدات إنمائية للدول التي يتدفق منها المهاجرون

أعلنت السويد أنها ستعزز المساعدات للدول القريبة من مناطق النزاع وعلى طرق الهجرة، في أول بادرة من نوعها تربط بين المساعدات الإنمائية ومحاولة خفض تدفق المهاجرين.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
أوروبا مبنى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (رويترز)

القضاء الأوروبي يدين قبرص لإعادتها لاجئيْن سورييْن إلى لبنان

دانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، الثلاثاء، قبرص لاعتراضها في البحر لاجئيْن سورييْن وإعادتهما إلى لبنان، دون النظر في طلب اللجوء الخاص بهما.

«الشرق الأوسط» (ستراسبورغ)

بعد 1000 يوم من حرب روسيا وأوكرانيا... كم بلغت الخسائر البشرية والمادية؟

عمّال الإنقاذ أمام مبنى سكني أصيب بضربة صاروخية روسية في أوديسا الأوكرانية (رويترز)
عمّال الإنقاذ أمام مبنى سكني أصيب بضربة صاروخية روسية في أوديسا الأوكرانية (رويترز)
TT

بعد 1000 يوم من حرب روسيا وأوكرانيا... كم بلغت الخسائر البشرية والمادية؟

عمّال الإنقاذ أمام مبنى سكني أصيب بضربة صاروخية روسية في أوديسا الأوكرانية (رويترز)
عمّال الإنقاذ أمام مبنى سكني أصيب بضربة صاروخية روسية في أوديسا الأوكرانية (رويترز)

يصادف الحرب الروسية على أوكرانيا، الثلاثاء، يومه الألف ليبلغ مرحلة قاتمة في أكثر صراع يسقط فيه قتلى وجرحى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وما زالت الخسائر البشرية والمادية تزداد، مما يجعل أوكرانيا أكثر هشاشة من أي وقت مضى منذ أيام الحرب الأولى. وفيما يلي ملخص للخسائر التي تكبدتها أوكرانيا منذ الغزو.

الخسائر البشرية

رصدت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا حتى 31 أغسطس (آب) 2024 مقتل 11 ألفاً و743 مدنياً وإصابة 24 ألفاً و614 آخرين في أوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية.

ويقول مسؤولون من الأمم المتحدة وأوكرانيا إن الأرقام الفعلية ربما تكون أعلى كثيراً نظراً لصعوبة تقصي الوفيات والإصابات، وخاصة في مناطق مثل مدينة ماريوبول الساحلية المدمرة التي أصبحت الآن في أيدي روسيا.

وقال ممثلو ادعاء أوكرانيون إن 589 طفلاً أوكرانيا قُتلوا حتى 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

وعانى المدنيون بشدة من ويلات الحرب، لكن الغالبية العظمى من القتلى جنود. فهذه حرب تقليدية شاملة نادرة خاضها جيشان حديثان متماثلا التجهيز تقريباً، ومن ثم تمخّض عنها عدد كبير للغاية من القتلى. ففي معارك حامية على خطوط أمامية منيعة التحصين، لقي آلاف الأشخاص حتفهم بنيران مدفعية لا تنقطع من هجمات على الخنادق شنتها دبابات ومركبات مدرعة وقوات مشاة.

ويحرص كلا الجانبين على إبقاء سجلات خسائره العسكرية أسرار أمن قومي، وتتفاوت كثيراً التقديرات العامة التي تقدمها الدول الغربية استناداً إلى تقارير مخابراتية إلى حد بعيد، لكن أغلب التقديرات تشير إلى سقوط مئات الألوف من الجرحى والقتلى في الجانبين.

وتعتقد دول غربية أن روسيا تكبدت خسائر بشرية أكبر كثيراً من أوكرانيا لأنها خسرت في بعض الأحيان أكثر من ألف جندي في اليوم الواحد في فترات القتال الضاري في الشرق. لكن أوكرانيا التي يقطنها نحو ثلث عدد سكان روسيا تواجه على الأرجح نقصاً أشد في القوى العاملة نتيجة لمعارك الاستنزاف.

وفي إشارة نادرة من أوكرانيا إلى حصيلة القتلى العسكريين، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في فبراير (شباط) 2024 إن 31 ألف جندي أوكراني قُتلوا. ولم يقدم أي أرقام عن عدد الجرحى أو المفقودين.

وبخلاف الخسائر المباشرة، رفعت الحرب معدلات الوفيات لأسباب مختلفة في أنحاء أوكرانيا، وتسببت في انهيار معدلات المواليد بنحو الثلث، وأرغمت أكثر من 6 ملايين أوكراني على الفرار إلى أوروبا، وجعلت من نحو 4 ملايين شخصاً نازحين. وقالت الأمم المتحدة إن عدد سكان أوكرانيا انخفض زهاء 10 ملايين نسمة، أي نحو الربع، منذ بدء الغزو.

الأراضي

تحتل روسيا الآن نحو خُمس مساحة أوكرانيا وتطالب بالسيادة عليها.

وفي أوائل عام 2022، اقتحمت قوات موسكو شمال أوكرانيا وشرقها وجنوبها، ووصلت إلى مشارف كييف في الشمال وعبرت نهر دنيبرو في الجنوب. وتمكّن الجيش الأوكراني من صدها طوال العام الأول من الحرب، لكن روسيا لا تزال تحتفظ بمساحات من الأراضي في الجنوب والشرق، بالإضافة إلى الأراضي التي استولت عليها هي ووكلاؤها بالفعل في عام 2014. واستولت موسكو الآن على كامل منطقة دونباس تقريباً في شرق أوكرانيا، وساحل بحر آزوف بالكامل في الجنوب.

وأصاب الدمار مدناً كثيرة استولت عليها موسكو في منطقة خط المواجهة، ومن أكبرها ماريوبول الساحلية المطلة على بحر آزوف، والتي كان عدد سكانها قبل الحرب يقارب نصف مليون نسمة. ووسعت روسيا العام الماضي سيطرتها ببطء عبر قتال مكثف، وخاصة في دونباس. وشنت أوكرانيا في المقابل أول هجوم واسع النطاق على الأراضي الروسية في أغسطس (آب) واستولت على جزء من منطقة كورسك في غرب روسيا.

اقتصاد مدمر

قالت يوليا سفيريدنكو، النائبة الأولى لرئيس الوزراء الأوكراني ووزيرة الاقتصاد، لوكالة «رويترز» إن اقتصاد أوكرانيا انكمش نحو الثلث في عام 2022. وعلى الرغم من نمو الاقتصاد في عام 2023 وحتى الآن هذا العام، فما زال يمثل 78 في المائة فقط من حجمه قبل الغزو.

وأظهر أحدث تقييم متاح من البنك الدولي والمفوضية الأوروبية والأمم المتحدة والحكومة الأوكرانية أن الأضرار المباشرة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا وصلت إلى 152 مليار دولار اعتباراً من ديسمبر (كانون الأول) 2023، وكان الإسكان والنقل والتجارة والصناعة والطاقة والزراعة هي أشد القطاعات تضرراً.

وقالت الحكومة الأوكرانية والبنك الدولي إن التكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار والتعافي تبلغ نحو 486 مليار دولار حتى نهاية ديسمبر من العام الماضي. وجاء في بيانات لوزارة الاقتصاد أن هذا الرقم أعلى 2.8 مرة من الناتج المحلي الإجمالي الاسمي لأوكرانيا في عام 2023.

وتضرر قطاع الطاقة في أوكرانيا بشدة بشكل خاص، في ظل استهداف روسيا البنية التحتية بانتظام في هجمات بعيدة المدى.

وتُعد أوكرانيا من المصادر الرئيسية للحبوب في العالم، وأدى انقطاع صادراتها في وقت مبكر من الحرب إلى تفاقم أزمة الغذاء العالمية. وانتعشت الصادرات إلى حد بعيد منذ ذلك الحين بعد أن وجدت أوكرانيا سبلاً للالتفاف على الحصار الروسي الفعلي.

وتنفق أوكرانيا معظم عائدات الدولة على تمويل الدفاع، وتعتمد على المساعدات المالية من الشركاء الغربيين لدفع معاشات التقاعد وأجور القطاع العام وأوجه الإنفاق الاجتماعية الأخرى.

وقالت روكسولانا بيدلاسا، رئيسة لجنة الميزانية في البرلمان، إن كل يوم من القتال يكلف كييف نحو 140 مليون دولار.

وتتوقع مسودة ميزانية 2025 أن يلتهم الدفاع نحو 26 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا، أي 2.2 تريليون هريفنيا (53.3 مليار دولار). وتلقّت أوكرانيا بالفعل مساعدات مالية من شركائها الغربيين زادت على 100 مليار دولار.