أوكرانيا تُسقط 30 مسيرة وسط هجوم روسي جنوب البلاد

القوات الأوكرانية تصد هجمات على الجبهة الشرقية

عناصر من الجيش الأوكراني يقصفون مواقع للقوات الروسية وسط استمرار الغزو (رويترز)
عناصر من الجيش الأوكراني يقصفون مواقع للقوات الروسية وسط استمرار الغزو (رويترز)
TT

أوكرانيا تُسقط 30 مسيرة وسط هجوم روسي جنوب البلاد

عناصر من الجيش الأوكراني يقصفون مواقع للقوات الروسية وسط استمرار الغزو (رويترز)
عناصر من الجيش الأوكراني يقصفون مواقع للقوات الروسية وسط استمرار الغزو (رويترز)

أعلن الجيش الأوكراني، اليوم (الخميس)، أن دفاعاته الجوية دمرت أكثر من 30 طائرة مسيرة ليلاً خلال هجوم روسي على منطقتي أوديسا وميكولاييف جنوب البلاد، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأوضحت المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية الأوكرانية ناتاليا غومينوك، أنه تم اعتراض طائرات دون طيار فوق مناطق ساحلية على البحر الأسود وكذلك في مناطق داخلية.

وأضافت على منصة «تلغرام» أن روسيا «لا تتوقف عن الضغط والبحث عن تكتيكات جديدة: أي استخدام هجمات كبيرة».

وتابعت: «الليلة، أُطلقت مجموعات من الطائرات المسيّرة... عملت الدفاعات الجوية على طول الناحية الجنوبية كلها تقريباً في منطقتي أوديسا وميكولاييف. وأيضاً إلى الشمال، استهدفت هجمات العدو وسط أوكرانيا».

وأكدت أنه «يتم الآن توضيح تداعيات الهجوم، لأنه كان هجوماً كبيراً بالفعل... ومع ذلك، كان عمل الدفاعات الجوية فعالاً جداً. وتم تدمير أكثر من 30 طائرة دون طيار».

منذ يوليو (تموز)، عندما انسحبت موسكو من اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة يتيح شحن الحبوب بشكل آمن عبر البحر الأسود، كثّفت روسيا هجماتها على البنية التحتية لتصدير الحبوب في أوكرانيا في منطقتي أوديسا وميكولاييف جنوب البلاد.

القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية في دونيتسك (رويترز)

وأكد مسؤولون بالجيش الأوكراني أن قواتهم صدت هجمات قوية، أمس (الأربعاء)، شنتها القوات الروسية التي حاولت استعادة مواقع خسرتها على الجبهة الشرقية، بينما أشار محللون إلى أن القوات الأوكرانية تحرز تقدماً أيضاً على الجبهة الجنوبية، وفقاً لوكالة «رويترز».

وبدأ الجيش الأوكراني هجومه المضاد في يونيو (حزيران) بهدف استعادة الأراضي في الشرق، وأعلن في الأسبوعين الماضيين السيطرة على قريتين مهمتين هما أندرييفكا وكليشيفكا بالقرب من مدينة باخموت المدمرة.

وتحاول القوات أيضاً التقدم جنوباً نحو بحر آزوف لقطع الجسر البري الذي أقامته روسيا بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها والمواقع التي تسيطر عليها في الشرق.

وقال إيليا يفلاش، المتحدث باسم مجموعة القوات الشرقية الأوكرانية، للتلفزيون المحلي: «نواصل صد هجمات العدو المكثفة بالقرب من كليشيفكا وأندرييفكا».

وأضاف: «العدو لا يزال يقتحم هذه المواقع على أمل استعادة المواقع التي فقدها، لكنه لم ينجح».

وقال يفلاش إن آخر 24 ساعة شهدت 544 حادث قصف روسي في المنطقة، منها 7 اشتباكات قتالية و4 هجمات جوية.

وأشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي بشكل مقتضب إلى «تقدمنا في قطاع دونيتسك» بالشرق، لكنه لم يقدم تفاصيل.

جنديان أوكرانيان يجلسان على متن آلية عسكرية في دونيتسك (أ.ف.ب)

وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية وقوع ضربات جوية على 4 أماكن في المنطقة، وقالت إن 15 بلدة وقرية تعرضت لهجمات بالمدفعية وقذائف «المورتر».

وفي روايتها عن النشاط العسكري، أفادت وزارة الدفاع الروسية أيضاً بوقوع قتال عنيف في المنطقة، قائلة إن قواتها صدت 10 هجمات شنتها القوات الأوكرانية بالقرب من كليشيفكا وجنوباً بالقرب من قرية نيفيلسكي.

وتحدث مسؤولون أوكرانيون عن مكاسب تحققت في التقدم جنوباً، إذ قال الجنرال أولكسندر تارنافسكي قائد القوات في الجنوب لشبكة «سي إن إن» الأسبوع الماضي، إنه تم تحقيق «اختراق»، في حين أشار إلى أن التقدم كان أبطأ مما كان مأمولاً.

وأفاد زيلينسكي ومسؤولون آخرون بأن الهجوم المضاد سيستغرق وقتاً، ورفضوا انتقادات غربية قالت إن التقدم بطيء للغاية وشابته أخطاء استراتيجية.

وأشار تارنافسكي إلى قرية فيربوف التي قال مسؤولون آخرون إن القوات الأوكرانية تستعد للاستيلاء عليها. وتستهدف القوات الأوكرانية عدة قرى أخرى خلال تقدمها عبر منطقة زابوريجيا باتجاه بلدة توكماك المهمة.

وأوضح المحلل العسكري رومان سفيتان لراديو «إن في»: «مجموعتنا الهجومية وقادتنا الذين ينفذون مهامّ تكتيكية في هذه المنطقة قاموا بعمل شاق ودؤوب جعل الروس أمام مشاكل خطيرة للغاية».

وأضاف: «لن أتحدث عن اختراق حتى نصل إلى توكماك».


مقالات ذات صلة

رئيس بيلاروسيا يعفو عن 37 سجيناً أُدينوا بـ«التطرف»

أوروبا رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو (أرشيفية - أ.ب)

رئيس بيلاروسيا يعفو عن 37 سجيناً أُدينوا بـ«التطرف»

أصدر رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو، الاثنين، عفواً عن 37 شخصاً سُجنوا بتهمة «التطرف»، حسبما أعلنت الرئاسة، وهو مصطلح يستخدم عادة لوصف المعارضين.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا يقف جندي روسي بجوار مركبة عسكرية أوكرانية متضررة في منطقة الحدود الروسية الأوكرانية في منطقة كورسك (أ.ب)

روسيا تأمر بإخلاء قرى على الحدود مع أوكرانيا في منطقة كورسك

أمر حاكم منطقة كورسك الروسية التي تشهد هجوماً أوكرانياً منذ مطلع أغسطس (آب)، الاثنين، السكان بإخلاء القرى الواقعة على مسافة أقل من 15 كيلومتراً من أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 16 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

بوتين يأمر بزيادة عديد الجيش الروسي إلى 1.5 مليون جندي

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، بزيادة عدد أفراد الجيش الروسي بواقع 180 ألف جندي ليصل العدد الإجمالي للقوات إلى 1.5 مليون جندي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا جندي روسي يقوم بإطلاق قذيفة في منطقة كورسك (أ.ب)

كييف تدعو الأمم المتحدة لزيارة كورسك... وموسكو تندد بـ«استفزاز» أوكراني

قالت أوكرانيا الاثنين إنها طلبت من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر زيارة الجزء الذي تحتله القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

الرئيس الأوكراني: نعاني من خسائر كبيرة بسبب بطء توريد الأسلحة

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» اليوم إن القوات الأوكرانية تعاني من خسائر كبيرة نظراً للبطء الشديد في وصول الأسلحة.

«الشرق الأوسط» (كييف)

رئيس الحكومة الفرنسية المعين يجهد في التوفيق بين الأحزاب المتناقضة والاستجابة لشهية الاستيزار

ماكرون وبارنييه في صورة تعود لعام 2019 (أ.ف.ب)
ماكرون وبارنييه في صورة تعود لعام 2019 (أ.ف.ب)
TT

رئيس الحكومة الفرنسية المعين يجهد في التوفيق بين الأحزاب المتناقضة والاستجابة لشهية الاستيزار

ماكرون وبارنييه في صورة تعود لعام 2019 (أ.ف.ب)
ماكرون وبارنييه في صورة تعود لعام 2019 (أ.ف.ب)

بعد مرور 12 يوماً على تسميته، ما زال ميشال بارنييه، رئيس الحكومة المعين، يشاور قادة الأحزاب الذين قبلوا الانضمام إلى الحكومة العتيدة وسط تصاعد شهية الاستيزار من جهة، ومن جهة أخرى، تكاثر «الخطوط الحمراء» التي ترفع بوجهه والضغوط التي يتعرض لها من جميع الأطراف لا بل التهديد بدفعه إلى الاستقالة في أقرب مناسبة إن لم يتجاوب مع ما هو مرتقب منه. وفي الوقت نفسه، انفجر الخلاف بين تييري بروتون، المفوض الأوروبي المكلف بحقيبة «السوق الداخلية» الرئيسية وممثل بلاده في المفوضية مع رئيستها التي تعمل في الوقت الحاضر على تشكيل المفوضية بعد الانتخابات الأوروبية التي حصلت في يونيو (حزيران) الماضي وإعادة انتخاب فون دير لاين لولاية ثانية.

قبل سبعين يوماً، عُرفت نتائج الانتخابات البرلمانية الفرنسية، ومنذ 63 يوماً ما زالت حكومة مستقيلة تدير شؤون البلاد ما يعكس الصعوبات السياسية التي تعاني منها البلاد بسبب تشكيلة البرلمان الجديد وغياب الأكثرية إن المطلقة أو النسبية. من هنا، فإن بارنييه الذي ينتمي إلى اليمين التقليدي ما زال يطرق الأبواب في محاولة منه لجمع الأضداد في حكومة يقال عنها مسبقاً إنها «انتقالية» وبانتظار أن يمر عام كامل على حل مجلس النواب حتى يتاح لرئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون حله من جديد.

جيرالد دارمانان وزير الداخلية المستقيل يطمح لتسلم حقيبة وزارة الخارجية في الحكومة التي يسعى رئيسها ميشال بارنييه لتشكيلها (أ.ف.ب)

وتتمثل الصعوبة الأولى في كيفية توزيع الحقائب في ظل رفض اليسار والخضر المشاركة في حكومة يتولى أمرها رئيس ينتمي إلى حزب حل في المرتبة الرابعة في الانتخابات الأخيرة ولا يتمثل إلا بـ44 نائباً. ورغم ذلك، فإن الحزب المذكور «اليمين الجمهوري» يريد قطعة كبيرة من جبنة الحكومة ما يثير حفيظة ما تسمى «الكتلة المركزية» المشكلة من ثلاثة أحزاب والتي تدعم ماكرون. ويريد اليمين إحدى الحقائب السيادية وهي أربع: الخارجية والدفاع والاقتصاد والداخلية فيما يذكر معسكر ماكرون بالقاعدة التي يتعين على بارنييه الاهتداء بوحيها وعنوانها ضرورة أن يتماشى التوزير بالحجم النيابي للأحزاب المعنية وبالتالي يتوجب على اليمين أن يخفف من طلباته. والاثنين بعد الظهر، اجتمع بارنييه بقادة اليمين في ثاني لقاء من نوعه. وأكثر من ذلك، يطالب اليمين بأن ينهج بارنييه «خطاً يمينياً» في المسائل الرئيسية مثل التشدد في ملف الهجرات ورفض فرض ضرائب جديدة وتوفير الأمن الداخلي... والحال أن نهجاً كهذا لا يناسب الكتلة الرئيسية التي نشأت على أساس فلسفة ماكرون الداعية إلى تخطي الأحزاب يميناً ويساراً.

رفض الثقة لبارنييه

أكثر ما يخشاه بارنييه أن يعمد اليمين المتطرف ممثلاً بحزب «التجمع الوطني» الذي تتزعمه المرشحة الرئاسية السابقة مارين لوبن إلى رفض منحه الثقة بعد أن يعرض برنامج الحكومة العتيدة في أول جلسة للبرلمان. ويريد اليمين المتطرف الذي يرى أن بارنييه قريب، في عدد من المسائل، من مواقفه مثل الهجرة والأمن فضلاً عن أنه مستعد للنظر في مطلب تبني قانون انتخابي قائم على النسبية، ضمانات راسخة من الأخير ليتيح له ممارسة الحكم. ورغم أن ماكرون حصل من لوبن على «ضوء أخضر» ضمني بامتناع نواب حزبها عن إسقاط الحكومة، أقله في المرحلة الأولى، إلا أن ذلك لا يبدو كافياً إذ إن جوردان بارديلا، رئيسه، أكد الأسبوع الماضي أن بارنييه سيكون «تحت الرقابة» وفي حال عدم استجابته لمطالب اليمين المتطرف، فإن الأخير لن يتردد في طرح الثقة به. والحال أن أمراً كهذا يعني حكماً سقوطه لأن أحزاب اليسار والخضر لن تتردد في التصويت ضد بارنييه رغم الخلافات السياسية والآيديولوجية مع اليمين المتطرف. وحسابياً، يكفي الجمع بين نواب الطرفين لتوفير أكثرية ساحقة من 316 نائباً فيما الأكثرية المطلقة تتألف من 289 نائباً. وفي أفضل الحالات، فإن حكومة بارنييه لا تستطيع التعويل على أكثر من 235 ما يعني أنه ينقصها 54 نائباً لتنجو من السقوط.

يبدو المشهد السياسي الفرنسي بالغ التعقيد. فالمنطق يفترض أن يتبنى معسكر ماكرون وخصوصاً حزبه الخاص «معاً من أجل الجمهورية المسمى سابقاً النهضة» مواقف داعمة لرئيس الجمهورية الذي يتعين عليه أن «يتعايش» مع رئيس للحكومة لا ينتمي إلى معسكره. وبالتوازي، فإن فرنسوا بايرو، رئيس حزب «الحركة الديمقراطية»، يدعو إلى تجديد التشكيلة الوزارية بتعيين وزراء جدد «ليشعر المواطنون بالتغيير».

تييري بروتون مفوض شؤون السوق المستقيل وأورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية التي طلبت من رئيس الجمهورية الفرنسية اقتراح بديل عنه (أ.ف.ب)

جيرالد دارمانان وزيراً للخارجية

لكن عدداً من الوزراء، ومنهم من يشغل حقيبة حكومية منذ سبع سنوات، يمنّون النفس بالبقاء في «جنة الحكم». وعلى سبيل المثال، فإن جيرالد دارمانان، وزير الداخلية، يرنو للحصول على حقيبة الخارجية. ويبدو أن الطريق أصبحت سالكة أمامه إذ إن ماكرون رشح ستيفان سيجورنيه، الوزير الحالي «المستقيل» ليشغل حقيبة رئيسية في المفوضية الأوروبية الجديدة بعد أن قدم تييري بروتون، الذي يمثل فرنسا في المجلس التنفيذي الأوروبي منذ خمس سنوات، استقالته بسبب خلافاته مع فون دير لاين التي اتهمها بـ«سوء الإدارة» والتي طلبت من ماكرون اقتراح شخص آخر مكانه. وأفادت تقارير صحافية بأن بروتون قد يعين وزيراً للاقتصاد وهو قريب من بارنييه. كذلك يرجح بقاء سيباستيان لوكورنو، وزير الدفاع الراهن، في منصبه لقربه من رئيس الجمهورية.

وفي أي حال، فإن اليسار المتشدد واليمين المتطرف انتقدا ماكرون، الاثنين، بقوة لاقتراحه سيجورنيه. وكتبت مانون أوبري، النائبة الأوروبية المنتمية إلى حزب «فرنسا الأبية» اليساري المتشدد أن رئيس الجمهورية «اختار سيجورنيه من غير أن يأخذ بعين الاعتبار نتائج تصويت الفرنسيين» في الانتخابات الأوروبية والبرلمانية. ومن جانبه، اعتبر بنجامين لوكاس، عضو مجلس الشيوخ، أن ماكرون دأب على «تفضيل العشيرة وهذه ثابتة في الماكرونية» في إشارة إلى أن سيجورنيه مقرب جداً من ماكرون فيما كتب نظيره الشيوعي إيان بروسات على موقع «إكس»: «لقد أصبحت ديمقراطيتنا لعبة كراسي موسيقية بين الخاسرين والخاسرات».

ستيفان سيجورنيه وزير الخارجية المستقيل لم يمض وقتاً طويلاً على رأس الدبلوماسية الفرنسية (أ.ف.ب)

وندد النائب في البرلمان الأوروبي تييري مارياني، المنتمي إلى «التجمع الوطني» بـ«جمهورية المحاسيب». إلا أن قصر الإليزيه دافع بقوة عن خيار ماكرون معتبرا أن سيجورنيه الذي ما زال يشغل، إلى جانب حقيبة الخارجية، الأمانة العامة للحزب الرئاسي، وانتخب مؤخراً نائباً في البرلمان الفرنسي بعد أن كان نائباً أوروبياً طوال خمس سنوات، معتبراً أنه «يستوفي جميع المعايير المطلوبة» وأن «التزامه الأوروبي سيمكنه من تنفيذ الأجندة السيادية التي يدعو إليها ماكرون في قطاعات الاقتصاد والصناعة والدفاع بشكل كامل».