ماكرون التقى ميلوني في روما لمناقشة معضلة الهجرة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يصافح رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني قبل اجتماعهما في روما يوم 26 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يصافح رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني قبل اجتماعهما في روما يوم 26 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)
TT

ماكرون التقى ميلوني في روما لمناقشة معضلة الهجرة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يصافح رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني قبل اجتماعهما في روما يوم 26 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يصافح رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني قبل اجتماعهما في روما يوم 26 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

أجرى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، محادثات مع رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، في روما، في خضم النقاش الأوروبي حول قضايا الهجرة، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

وشارك الرئيس الفرنسي، صباح الثلاثاء، في جنازة الرئيس الإيطالي السابق جورجيو نابوليتانو (2006-2015) الذي رحل عن 98 عاماً.

ووصل ماكرون وميلوني معاً إلى قصر «تشيغي» حيث مقر رئاسة الوزراء في العاصمة الإيطالية، وفق ما أفاد به مصور وكالة الصحافة الفرنسية.

ودعا المسؤولان في تصريحات كثيرة مؤخراً، إلى التهدئة، وأكدا الرغبة في العمل معاً لإدارة تدفق المهاجرين بعد وصول آلاف الأشخاص في غضون أيام قليلة في منتصف سبتمبر (أيلول) الحالي إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية الصغيرة، الواقعة على مسافة 150 كيلومتراً من الساحل التونسي في البحر الأبيض المتوسط.

وقال ماكرون مساء الأحد عبر التلفزيون: «لا يمكننا أن نترك الإيطاليين بمفردهم».

وردّت ميلوني على الفور مؤكدةً ترحيبها بذاك التصريح وإيلاء «اهتمام كبير» به.

وسيجتمع الزعيمان مجدداً الجمعة في مالطا بمناسبة القمة العاشرة لدول جنوب الاتحاد الأوروبي.

ويرتفع عدد الوافدين إلى إيطاليا على متن قوارب من شمال أفريقيا، حيث سجلت وزارة الداخلية وصول أكثر من 133 ألف شخص هذه السنة، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022 حين بلغ عدد الوافدين 70 ألفاً.

لكن الأرقام لم تتجاوز بعد تلك المُسجّلة في عام 2016 عندما وصل إلى إيطاليا أكثر من 181 ألف شخص بينهم كثير من السوريين الفارين من الحرب.

وتوترت العلاقات بين روما وباريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 بعدما رفضت إيطاليا استقبال السفينة الإنسانية «أوشن فايكينغ» و230 مهاجراً على متنها، مما دفع فرنسا إلى السماح لها بالرسوّ في موانئها مندّدة في الوقت نفسه بسلوك روما «غير المقبول».

وتنتقد ميلوني الدول الأوروبية لعدم تحركها وعدم المبادرة إلى استقبال مهاجرين، في حين تقف إيطاليا على خط المواجهة.


مقالات ذات صلة

مباحثات تعيين رئيس جديد للوزراء في فرنسا تدخل مراحلها النهائية

أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

مباحثات تعيين رئيس جديد للوزراء في فرنسا تدخل مراحلها النهائية

بعد نحو شهرين على الانتخابات التشريعية، تدخل المشاورات بشأن تعيين رئيس جديد للوزراء في فرنسا مراحلها النهائية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (د.ب.أ)

ماكرون يواصل مباحثاته بشأن تعيين رئيس جديد للوزراء

يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الاشتراكي السابق برنار كازنوف والقيادي في حزب الجمهوريين (يمين) كزافييه برتران، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

حزب «فرنسا الأبية» يسعى إلى تأمين دعم برلماني لعزل ماكرون

طلب حزب «فرنسا الأبية» اليساري من المجموعات البرلمانية الأخرى دعم محاولته، التي يبدو أنها بعيدة المنال، لعزل الرئيس إيمانويل ماكرون بسبب «إخفاقات خطيرة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا سرب من طائرات رافال لسلاح البحرية الفرنسي فوق العاصمة الفرنسية بمناسبة العيد الوطني للبلاد (أ.ف.ب)

ماكرون يروج لصفقة دفاعية فرنسية إلى صربيا ويكثف البحث عن رئيس للحكومة الجديدة

الرئيس الفرنسي يدافع عن خيار تسليح صربيا بصفقة طائرات رافال قيمتها 3 مليارات يورو ويجهد في البحث عن شخصية يكلفها تشكيل حكومة جديدة.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحافي في بلغراد (أ.ب)

ماكرون يدافع عن قرار منح مؤسس «تلغرام» الجنسية الفرنسية

دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، عن قرار منح الجنسية الفرنسية لمؤسس تطبيق «تلغرام» بافيل دوروف الذي أوقف في فرنسا نهاية الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (بلغراد)

مع تقدم القوات الروسية... لماذا تشكل مدينة بوكروفسك الأوكرانية أهمية استراتيجية؟

جندي روسي يطلق طائرة مُسيرة للمراقبة قرب خطوط القتال في أوكرانيا (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)
جندي روسي يطلق طائرة مُسيرة للمراقبة قرب خطوط القتال في أوكرانيا (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)
TT

مع تقدم القوات الروسية... لماذا تشكل مدينة بوكروفسك الأوكرانية أهمية استراتيجية؟

جندي روسي يطلق طائرة مُسيرة للمراقبة قرب خطوط القتال في أوكرانيا (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)
جندي روسي يطلق طائرة مُسيرة للمراقبة قرب خطوط القتال في أوكرانيا (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

ذكرت تقديرات وزارة الدفاع البريطانية أن القوات الروسية تتقدم بسرعة نحو مدينة بوكروفسك ذات الأهمية الاستراتيجية في منطقة دونيتسك الشرقية بأوكرانيا.

وأشار تقدير وزارة الدفاع البريطانية، الأحد، إلى أن القوات الروسية على بُعد 10 كيلومترات من أطراف المدينة. فلماذا تسعى روسيا للاستيلاء على هذه المدينة؟ وما أهميتها الاستراتيجية في معارك شرق أوكرانيا؟

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن اليوم الاثنين إن القوات الروسية تتقدم في شرق أوكرانيا بوتيرة أسرع مما كانت تفعل قبل فترة طويلة وتسيطر على عدة كيلومترات مربعة يوميا في الوقت الذي تحاول فيه اختراق خط دفاعي أوكراني رئيسي.

أقارب يدعون بعضهم البعض بجانب قطار إجلاء إلى غرب أوكرانيا في محطة للقطارات بمدينة بوكروفسك (رويترز)

ما أهمية بوكروفسك؟

تُعدّ مدينة بوكروفسك مركزاً للطرق والسكك الحديدية التي تصل مدن شرق أوكرانيا بوسطها، وهي ممر حيوي لإرسال الإمدادات إلى مدن الشرق التي ما زالت تحت السيطرة الأوكرانية، مثل كراماتورسك وكونستانتينوفكا وتشاسيف يار، وكان يبلغ تعداد سكانها، قبل الهجوم الروسي في فبراير (شباط) 2022، نحو 60 ألف نسمة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال قائد الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، الأحد، إن الوضع «صعب» في مواجهة الهجوم الروسي الرئيسي، لكن جرى اتخاذ جميع القرارات اللازمة.

وأوضح سيرسكي، عبر «تلغرام»: «الوضع صعب في مواجهة الهجوم الرئيسي للعدو، لكن يجري اتخاذ جميع القرارات اللازمة على كل المستويات دون تأخير»، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.

خريطة لتقدم القوات الروسية باتجاه بوكروفسك (معهد دراسات الحرب الأميركي)

ولم يُشِر سيرسكي بشكل محدد إلى موقع الهجوم الروسي الرئيسي، لكن، في وقت سابق قال هو والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية تستهدف مدينة بوكروفسك ذات الأهمية الاستراتيجية.

وصرّح سيرسكي، الأسبوع الماضي، بأنه أمضى عدة أيام على الجبهة الشرقية بالقرب من بوكروفسك، ووصف القتال هناك بأنه «صعب جداً».

لماذا تريد روسيا السيطرة على بوكروفسك؟

تُعدّ مدينة بوكروفسك «بوابة دونتيسك»، وهي المنطقة التي أعلنت روسيا ضمها إلى أراضيها. والسيطرة على بوكروفسك ستسمح للقوات الروسية بقطع خط إمدادات أوكرانيا لقواتها التي تُقاتل على الجبهة الشرقية، ما قد يعطي دفعة قوية لسعي روسيا للسيطرة على مدينة تشاسيف يار، التي تقع على مرتفع ويمكنها كشف عدة مناطق حولها.

كذلك يعني قطع طريق الإمدادات الأوكراني أو الضغط عليه بالنيران إضعاف القوات الأوكرانية، ما قد يسمح لروسيا بالتقدم أكثر.

وبدأت أوكرانيا حملة عسكرية مفاجئة، وهاجمت الأراضي الروسية في منطقة كورسك، خلال الأسبوع الأول من شهر أغسطس (آب)، واستطاعت التقدم سريعاً، وسيطرت على عدد من البلدات الروسية، فيما وُصف بأنه أكبر هجوم يستهدف الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.

وهدفت أوكرانيا من هجومها على الأراضي الروسية إلى إجبار موسكو على نقل قوات من الجبهة شرق أوكرانيا، لتخفيف القتال قرب مدن مثل بوكروفسك، إلا أن قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي صرّح، الأسبوع الماضي، بأن «موسكو فهمت الهدف من عملية كورسك، واستمرت في التقدم نحو بوكروفسك».

وذكر تقرير لمعهد دراسات الحرب، نقل عنه موقع «فايننشيال تايمز»، أن «القيادة العسكرية الروسية لم ترغب في سحب قواتها المجهزة والمدرّبة جيداً من محيط بوكروفسك وتورتسك»؛ لصدّ الهجوم الأوكراني في كورسك، بينما سحبت قوات من مناطق ذات أهمية أقل من خطوط القتال قرب خاركيف وزابوريجيا.

وتنقل هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن خبراء قولهم إن روسيا حشدت لعملية السيطرة على بوكروفسك نحو 30 ألف مقاتل، بالإضافة إلى جنود الاحتياط الأكثر تدريباً.

وأشار معهد دراسات الحرب، في تقرير، إلى أن القيادة الأوكرانية سحبت قواتها من مدينة نوفوروديفكا، لاستخدامها في تقوية الدفاعات حول بوكروفسك. وتابع: «القيادة العسكرية الأوكرانية رأت أنها لا تريد خسارة قوات في الدفاع عن نوفوروديفكا».