موسكو تريد أسلحة من بيونغ يانغ... وحديث عن مناورات مشتركة

أوكرانيا تتحدث عن اختراق خطوط الدفاع الجنوبية الشرقية وروسيا تنفي

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون (يسار) يصافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة سابقة (رويترز)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون (يسار) يصافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة سابقة (رويترز)
TT

موسكو تريد أسلحة من بيونغ يانغ... وحديث عن مناورات مشتركة

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون (يسار) يصافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة سابقة (رويترز)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون (يسار) يصافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة سابقة (رويترز)

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجدداً، خلال قمة مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان في سوتشي، أن هجوم أوكرانيا المضاد فشل، بينما تتواتر تقارير عدة عن مسؤولين من الولايات المتحدة ودول أخرى أن الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون يعتزم القيام بزيارة نادرة إلى روسيا الشهر الجاري للقاء بوتين. ووفق صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، من المقرر أن تناقش الزيارة «إمكان تزويد روسيا بمزيد من الأسلحة» والتعاون العسكري، على الرغم من نفي بيونغ يانغ مراراً تقارير لمسؤولين ووسائل إعلام غربية بشأن تزويدها موسكو بالأسلحة.

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فلاديفوستوك الروسية أبريل 2019 (رويترز)

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم من الولايات المتحدة والحكومات الحليفة أن موسكو مهتمة بتأمين إمدادات الأسلحة والذخيرة لحربها ضد أوكرانيا. ووفقاً لتقرير الصحيفة، فإن الزيارة ستتم على هامش منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك، على الساحل الشرقي لروسيا، المقرر عقده في الفترة من 10 إلى 13 سبتمبر (أيلول). كما نشرت صحيفة «واشنطن بوست» تقريرا عن الاجتماع المزمع. ونادراً ما يغادر كيم كوريا الشمالية، لكنه قد يسافر إلى فلاديفوستوك على ساحل روسيا المطل على المحيط الهادي بقطار مدرع لحضور الاجتماع، حسبما ذكرت صحيفة «التايمز» نقلا عن مسؤولين.

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (يسار) يقف إلى جانب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال زيارة نادرة إلى بيونغ يانغ (أ.ب)

ومع ذلك، من الممكن أيضاً أن يسافر كيم إلى موسكو، وفق التقرير. ووفقاً لصحيفة «التايمز»، يأمل بوتين الحصول على قذائف مدفعية كورية شمالية وأسلحة مضادة للدبابات، بينما يقال إن كيم يأمل الحصول على تكنولوجيا متقدمة للأقمار الاصطناعية والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، فضلاً عن المساعدات الغذائية. وقال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن وكالات الاستخبارات الأميركية لديها معلومات حول المفاوضات بين البلدين بشأن تسليم الأسلحة.

ووفقاً للتقرير، سافر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مؤخرا إلى كوريا الشمالية لإقناع بيونغ يانغ ببيع ذخيرة مدفعية إلى روسيا. وقال كيربي إنه منذ تلك الزيارة، تبادل بوتين وكيم مراسلات تعهدا فيها بتوسيع تعاونهما الثنائي. وأضاف أنه بموجب صفقات الأسلحة المستهدفة، ستحصل روسيا من كوريا الشمالية على «كميات كبيرة وعدة أنواع من الذخيرة التي يعتزم الجيش الروسي استخدامها في أوكرانيا»، مضيفاً أن واشنطن تدعو كوريا الشمالية إلى وقف المفاوضات مع روسيا.

لكن رفضت موسكو، الثلاثاء، تأكيد معلومات أوردتها واشنطن حول قمة بوتين وكيم جونغ - أون لبحث مبيعات أسلحة من بيونغ يانغ إلى موسكو، لكنها تحدثت عن احتمال إجراء مناورات عسكرية مشتركة. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: «كلا، لا يمكننا تأكيد ذلك»، ردا على سؤال حول ما إذا كان كيم سيلتقي بوتين قريبا. وأضاف «ليس لدينا ما نقوله حول هذه المسألة».

من جانب آخر، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الاثنين، أن البلدين يبحثان في احتمال تنظيم مناورات عسكرية مشتركة. وقال كما نقلت عنه وكالة «تاس»: «نبحث في ذلك مع الجميع بما يشمل كوريا الشمالية. لمَ لا؟ إنهم جيراننا».

يأتي هذا في الوقت الذي كشف فيه دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أن نحو 280 ألفاً وقعوا عقوداً منذ بداية العام لتقديم خدمات احترافية للجيش الروسي في إطار مساع لتعزيز القوات المسلحة الروسية لحسم المعركة لصالحها. ونقلت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية عن وزارة الدفاع البريطانية أن موسكو «تحاول تجنيد الأجانب ليحلوا محل قواتها المتناقصة» بسبب «خسائرها (البشرية) المتزايدة»، مضيفة أن روسيا تستهدف العمال المهاجرين من أرمينيا وأوزبكستان وكازاخستان لتجنيدهم. ويرى مراقبون أنه بينما تتصاعد حرب التصريحات والبيانات المتبادلة بين كلا المعسكرين مع احتدام معارك السلاح، يبدو أنه لا نهاية قريبة في الأفق للصراع مع اقتراب ثلوج الشتاء، مرجحين أن يبقى الوضع على حاله انتظاراً لجولة جديدة من المواجهات قد تختلف مفرداتها.

وترافق الكشف عن تغيير وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، الموجود في منصبه من قبل بداية الحرب الروسية بنحو عام، مع الإعلان عن اختراق القوات الأوكرانية الخط الدفاعي الأول لروسيا بالقرب من منطقة زابوريجيا، وتوقعات بتحقيق كييف «مكاسب أسرع» مع ضغطها على الخط الروسي الثاني «الأضعف»، وفق مقابلة لصحيفة «الغارديان» البريطانية مع قائد الهجوم الأوكراني الجنوبي المضاد الذي شارف على إكمال شهره الثالث.

وقال الكرملين، الثلاثاء، إنه لا يعتقد أن قرار أوكرانيا تعيين وزير جديد للدفاع قد يغير طبيعة الحكومة. وصرح وزير الدفاع سيرغي شويغو، الثلاثاء، إن الهجوم المضاد الذي أطلقته أوكرانيا فاشل تماما. ونقلت وزارة الدفاع عنه قوله: «القوات المسلحة الأوكرانية لم تحقق أهدافها على أي جبهة». ونقل حساب لوزارة الدفاع الروسية على «تلغرام» الاثنين عن ضابط يحمل الاسم الرمزي هيدجهوغ قوله: «العدو يهاجم بطريقة قوية وخطيرة، لكننا ثابتون. ولن نسمح لهم بالمرور».

القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوزني يتحدث مع وزير الدفاع الأوكراني السابق أوليكسي ريزنيكوف خلال حفل الاحتفال بيوم استقلال أوكرانيا في 24 أغسطس 2023 (رويترز)

واستعادت أوكرانيا عدداً من القرى والتجمعات السكنية في هجومها المستمر منذ ثلاثة أشهر، لكن حقول الألغام والخنادق الروسية الممتدة على مساحات شاسعة أعاقت تقدم جنودها.

وقالت أوكرانيا، الاثنين، إن قواتها استعادت مزيدا من الأراضي على الجبهة الشرقية، وتتقدم جنوبا في هجومها المضاد على القوات الروسية، فيما زار الرئيس الأوكراني منطقتين على خط المواجهة.

وتوجّه زيلينسكي الثلاثاء إلى خط الجبهة قرب باخموت في شرق أوكرانيا على ما أعلنت الرئاسة الأوكرانية. وأوضح بيان صادر عن الرئاسة «زار فولوديمير زيلينسكي الوحدات التي تشن هجمات في منطقة باخموت».

وزير الدفاع الأوكراني السابق أوليكسي ريزنيكوف (أ.ف.ب)

وذكرت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع أن القوات الأوكرانية استعادت الأسبوع الماضي نحو ثلاثة كيلومترات مربعة من الأراضي حول مدينة باخموت الشرقية التي سيطرت عليها القوات الروسية في مايو (أيار) بعد أشهر من القتال الشرس. كما تحدثت عن «نجاح» لم تحدده في اتجاه قريتي نوفودانيليفكا ونوفوبروكوبيفكا في منطقة زابوريجيا بجنوب البلاد، لكنها لم تذكر تفاصيل. وكتبت على تطبيق «تلغرام» أن أوكرانيا استعادت حتى الآن نحو 47 كيلومترا مربعا من الأراضي حول باخموت منذ بدء هجومها المضاد في أوائل يونيو (حزيران).

وظهر زيلينسكي وهو يقدم ميداليات للجنود في عدد من المواقع ويقدم الشكر للأطباء في مستشفى ميداني على الجبهة الجنوبية. وفي خطابه الليلي الذي ألقاه من القطار، قال إن تعليقات الجنود حول مسار الصراع ستؤخذ على محمل الجد.

وأضاف: «كل ما تحدث عنه مقاتلونا سيتم طرحه على المشاركين في اجتماعات القيادة، خاصة في ما يتعلق بالحرب الإلكترونية. سمعناكم بوضوح يا شباب».

ويشعر المسؤولون في كييف بالغضب من الانتقادات التي وجهتها تقارير لوسائل إعلام غربية بأن الهجوم المضاد بطيء للغاية ويقوضه سوء التخطيط، وخاصة نشر قوات في عدد كبير جدا من المواقع.

وزير الدفاع الأوكراني الجديد رستم أوميروف (رويترز)

وتحدث زيلينسكي، بعد ساعات من الإعلان عن تغيير وزير دفاعه، عن التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن تدريب طيارين أوكرانيين في باريس، وكأن الجانب الأوكراني يريد أن يبعث برسالة طمأنة، مفادها أن المؤسسة العسكرية صامدة وتحقق نجاحات، وأن تغيير وزير الدفاع لا يعني بالضرورة وجود خلل أو انتكاسات عسكرية.

إلا أن محللين يرون أنه المبررات والأسباب وراء تغيير وزير الدفاع الأوكراني مهما كانت، سوف تبقى حقيقة واحدة، وهي أن الوقت ينفد أمام كييف مع اقتراب فصل الشتاء لإنجاز المهمة التي رهنت تحقيقها بإمدادها بأحدث الأسلحة الأميركية والأوروبية.

 

 

 


مقالات ذات صلة

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

العالم عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، أن فريق ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس بايدن للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا القوات الروسية تتقدم بأسرع وتيرة بأوكرانيا منذ بدء الغزو في 2022 (تاس)

تقارير: روسيا تقيل قائداً عسكرياً في أوكرانيا بسبب تقارير مضللة

قال مدونون ووسائل إعلام روسية إن موسكو أقالت جنرالاً كبيراً في أوكرانيا لتقديمه تقارير مضللة عن تقدم في الحرب، بينما يحاول وزير الدفاع إقصاء القادة غير الأكفاء.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

وزير يحذّر: بوتين مستعد لشل بريطانيا بحرب سيبرانية

أفاد تقرير صحافي اليوم (الأحد) بأن وزيراً في الحكومة البريطانية سيحذر من أن روسيا مستعدة لشن موجة من الهجمات الإلكترونية على بريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)

لماذا يثير الحلف النووي الروسي - الصيني المحتمل مخاوف أميركا وحلفائها؟

يمثل الصعود العسكري النووي للصين هاجساً قوياً لدى دوائر صناعة القرار والتحليل السياسي والاستراتيجي بأميركا في ظل التقارب بكين وموسكو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

قال الكرملين، الأحد، إن موسكو يجب أن ترد على التصعيد غير المسبوق الذي أثارته واشنطن، بسماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى قلب روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

تصعيد الوضع في أوكرانيا... هل يتحول إلى مواجهة مفتوحة أم للتأثير على ترمب؟

وزير الدفاع الأميركي مستقبلاً نظيره الكوري الجنوبي في البنتاغون (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي مستقبلاً نظيره الكوري الجنوبي في البنتاغون (رويترز)
TT

تصعيد الوضع في أوكرانيا... هل يتحول إلى مواجهة مفتوحة أم للتأثير على ترمب؟

وزير الدفاع الأميركي مستقبلاً نظيره الكوري الجنوبي في البنتاغون (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي مستقبلاً نظيره الكوري الجنوبي في البنتاغون (رويترز)

كل المؤشرات تؤكد أن الأوضاع على جبهات القتال لا تميل لمصلحة أوكرانيا. وفي تقييم للوضع الميداني قالت الاستخبارات البريطانية العسكرية إن خط المواجهة كان أكثر «اضطراباً» من أي وقت مضى منذ بدء الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022، في تعبير ملطف عمّا تعانيه قوات كييف، على الرغم من كونها من المدافعين عنها.

وزير الدفاع الإسرائيلي لويد أوستن (إ.ب.أ)

أقرّ مصدر رفيع المستوى في هيئة الأركان العامة الأوكرانية (الجمعة) بأن القوات الروسية تتقدَّم مسافة بين «200 و300 متر يومياً» قرب كوراخوف، وهي من المواقع المهمة التي قد تسقط قريباً. وفي علامة على هذا التقدم، أعلن الجيش الروسي (الجمعة) سيطرته على بلدة نوفودميتريفكا شمال كوراخوف. وتحتوي هذه المنطقة خصوصاً على رواسب كبيرة من الليثيوم.

واليوم (السبت) أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أنه يتوقع أن يبدأ الآلاف من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا، المشارَكة الفعلية في القتال قريباً، ضد القوات الأوكرانية، خصوصاً في منطقة كروسك الروسية.

تصعيد مدروس أو متهور؟

وأتت تلك التحذيرات بعد الضجة التي أحدثتها روسيا، جراء الضربة «المدروسة» تداعياتها بدقة، التي نفَّذتها بصاروخ تجريبي فرط صوتي، أرادت من خلالها توجيه رسائل متعددة الاتجاهات. وشهد الأسبوع الماضي، تغييراً جذرياً للصراع في أوكرانيا، خلال سعي طرفَي النزاع المحموم للاستعداد لعودة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، للسلطة.

وخلال هذا الأسبوع، تقاذفت واشنطن وموسكو المسؤولية عن التصعيد. وقالت إدارة بايدن إن سماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ «أتاكمز» لضرب العمق الروسي، جاء رداً على استقدام نحو 11 ألف جندي كوري شمالي، حيث ترجح تقييمات استخباراتية أميركية وكورية جنوبية، أن يصل عددهم إلى نحو 100 ألف.

في المقابل، قالت موسكو إن ضربتها الصاروخية، كانت رداً على السماح باستهداف أراضيها بالصواريخ الغربية. وفي حين وصف كل من الجانبين الآخر بأنه «متهور»، يخشى البعض من أن يتحوَّل هذا التصعيد بسرعة إلى حرب. فواشنطن تحاول بشكل يائس تغيير الوضع الميداني المتراجع لأوكرانيا على الخطوط الأمامية، قبل مغادرة بايدن الرئاسة. وروسيا تتجه نحو مسارات أكثر خطورة لاستعادة قيمة الردع التي فقدتها في السنوات الثلاث الماضية. ورغم أن الطرفين لن ينخرطا في صراع مباشر، بدليل حرص موسكو على إبلاغ واشنطن قبل 30 دقيقة عن ضربتها الصاروخية، فإنهما سينخرطان بشكل أوسع في المواجهة التي أصبحت «عالمية» في أوكرانيا.

وطلبت أوكرانيا من حلفائها الغربيين تزويدها بأحدث جيل من أنظمة الدفاع الجوي لحماية نفسها. وكشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقطع مصور نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي عن أن «وزير الدفاع الأوكراني تَواصَل مع شركائنا من أجل (الحصول على) أنظمة جديدة للدفاع الجوي، وتحديداً نوع من الأنظمة يمكنه حماية الأرواح بمواجهة أخطار جديدة».

دعا رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، أقرب حليف لموسكو داخل الاتحاد الأوروبي، (الجمعة)، إلى عدم الاستهانة بتهديدات روسيا، الدولة المجهَّزة «بأكثر الأسلحة تدميراً في العالم»، التي «تبني سياستها ومكانتها في العالم بشكل عام على القوة العسكرية».

مشاركة جنود بيونغ يانغ

ويقدِّر وزير الدفاع الأميركي وجود نحو 10 آلاف عنصر من الجيش الكوري الشمالي الآن في منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا، والمحتلة جزئياً من جانب قوات كييف، وقد تم «دمجهم في التشكيلات الروسية» هناك.

وقال أوستن للصحافة خلال توقفه في فيجي بالمحيط الهادئ: «بناءً على ما تم تدريبهم عليه، والطريقة التي تم دمجهم بها في التشكيلات الروسية، أتوقَّع تماماً أن أراهم يشاركون في القتال قريباً» في إشارة إلى القوات الكورية الشمالية.

رجال إطفاء أوكرانيون يعملون في مكان ما بعد هجوم جوي في دنيبرو وسط الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)

وذكر أوستن أنه «لم يرَ أي تقارير مهمة» عن جنود كوريين شماليين «يشاركون بنشاط في القتال» حتى الآن، على الرغم من صدور تقارير أوكرانية، أشارت إلى مقتل عدد منهم في ضربة نفَّذتها كييف بصواريخ «أتاكمز» أخيراً في بريانسك.

وقال مسؤولون حكوميون في كوريا الجنوبية ومنظمة بحثية، هذا الأسبوع، إن موسكو تُقدِّم الوقود وصواريخ مضادة للطائرات، ومساعدة اقتصادية لبيونغ يانغ، مقابل القوات التي تتهم سيول وواشنطن كوريا الشمالية بإرسالها إلى روسيا.

ولم ينكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجود قوات كورية شمالية، وبدلاً من ذلك انتقد الغرب بسبب دعمه لأوكرانيا. وقالت كوريا الشمالية، الشهر الماضي، إن أي نشر لقوات في روسيا سيكون «عملاً يتوافق مع قواعد القانون الدولي» لكنها لم تؤكد إرسال قوات.

الجيش الأميركي يختبر نظام صواريخ «أتاكمز» في نيومكسيكو (أ.ف.ب)

وفي حين يعجل فريق الرئيس ترمب الحديث عن المفاوضات، كانت الأوضاع على جبهات القتال قاتمةً في كل مكان في أوكرانيا. فالقوات الروسية تواصل الضغط على القوات الأوكرانية في منطقة كورسك لإخراجها منها، وتتقدم جنوب خاركيف، بالقرب من مدينة كوبيانسك. وتتعرَّض خطوط الإمداد للخطر حول منطقة دونباس الشرقية، في حين جنوب زابوريجيا تحت ضغط أكبر، بحسب تقييمات عسكرية في واشنطن.

التأثير على ترمب

ورغم وصف المسؤولين الأميركيين وحلف شمال الأطلسي، الصاروخ الروسي «أوريشنيك» بأنه «متوسط ​​المدى وتجريبي»، في تعليقات بدت كأنها تسعى إلى التقليل من أهميته، فإنها كانت تشير في الواقع إلى خلاف أوسع مع موسكو، يعود إلى عام 2019، خلال رئاسة ترمب الأولى. في ذلك العام، انسحب ترمب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة، التي كانت تحد من تطوير مثل هذه الأسلحة، متهماً روسيا بانتهاكها.

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (يمين) والرئيس المنتخب دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ويرى البعض أن إصرار المسؤولين الغربيين على أن هذا الصاروخ «متوسط المدى»، الذي بدا قادراً على حمل أسلحة نووية، ربما يكون إشارة إلى استمرار روسيا في السعي للحصول على مثل هذه الأسلحة خارج تلك المعاهدة التي انتهت صلاحيتها الآن. لكنه ربما كان أيضاً بمثابة إشارة إلى ترمب، بأن موسكو لا تزال منخرطة في تصنيع تلك الأسلحة التي اتهمها بتطويرها خلال ولايته الأولى.

لقاء روته بترمب

وأشارت تقارير إعلامية أميركية، إلى أن لقاء الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الجمعة، الرئيس ترمب، في بالم بيتش بولاية فلوريدا، كانت على رأسه، مناقشاتهما الوضع في أوكرانيا. وقالت فرح دخل الله، الناطقة باسم «الناتو»، اليوم (السبت) في بيان مقتضب: «ناقشا كل القضايا الأمنية العالمية التي تواجه حلف شمال الأطلسي».

وطبقاً لمعلومات من مصادر داخل الحلف، ناقش الجانبان الاجتياح الروسي المستمر لأوكرانيا، بالإضافة إلى قضية الإنفاق الدفاعي لأعضاء «الناتو»، بين قضايا أخرى.

كما اجتمع روته وفريقه أيضاً مع مايكل والتز، الذي اختاره ترمب لمنصب مستشار الأمن القومي، وأعضاء آخرين بفريق الأمن القومي للرئيس المنتخب، حسب بيان «الناتو».

وكان روته، رئيس الوزراء الهولندي السابق، أشار إلى رغبته في لقاء ترمب بعد يومين من فوزه في الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، وأكّد وقتها أنه يريد أن يبحث معه «التهديد» الذي يمثّله تعزيز العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية. وتولى روته منصب الأمين العام للناتو في أكتوبر (تشرين الأول).

ومن المقرر أن يعقد حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأوكرانيا محادثات في بروكسل (الثلاثاء)؛ لبحث الوضع. وتقول كييف إنها تتوقَّع قرارات «ملموسة» من حلفائها.

واختار ترمب، يوم الأربعاء، مات ويتاكر، القائم بالأعمال السابق بمنصب المدعى العام، سفيراً لبلاده لدى حلف شمال الأطلسي. وأوضح ترمب في بيان أن ويتاكر «محارب قوي، ووطني وفي، وسيضمن الارتقاء بمصالح الولايات المتحدة والدفاع عنها، وتعزيز العلاقات مع حلفائنا في الناتو، والوقوف بثبات في مواجهة التهديدات للأمن والاستقرار». غير أن اختياره ويتاكر ممثلاً لدى «الناتو»، عُدَّ اختياراً غير اعتيادي، نظراً لخلفيته بصفته محامياً، وعدم تمتعه بخبرة في السياسة الخارجية.

مبعوث خاص لأوكرانيا

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر مطلعة أن ترمب، يدرس اختيار ريتشارد غرينيل الذي شغل منصب مدير المخابرات الوطنية خلال فترة رئاسته الأولى من 2017 إلى 2021، مبعوثاً خاصاً للصراع بين روسيا وأوكرانيا. ومن المتوقع أن يلعب غرينيل، الذي شغل أيضاً منصب سفير واشنطن لدى ألمانيا، دوراً رئيساً في جهود ترمب لوقف الحرب إذا تم اختياره في نهاية المطاف لهذا المنصب. ورغم أنه لا يوجد في الوقت الراهن مبعوث خاص معني بحل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، فإن ترمب يفكر في إنشاء هذا الدور، وفقاً لتلك المصادر. وقالت المصادر إن ترمب قد يقرر في نهاية المطاف عدم تعيين مبعوث خاص للصراع في أوكرانيا، رغم أنه يفكر جدياً في القيام بذلك.