روسيا تدفع بطائرتين بعد تحليق مسيّرتين أميركيتين فوق القرم

طائرتان مقاتلتان من طراز «ميغ - 31» تابعتان للقوات الجوية الروسية تحلقان في تشكيل خلال احتفالات يوم النصر فوق الميدان الأحمر في موسكو في 9 مايو 2018 (رويترز)
طائرتان مقاتلتان من طراز «ميغ - 31» تابعتان للقوات الجوية الروسية تحلقان في تشكيل خلال احتفالات يوم النصر فوق الميدان الأحمر في موسكو في 9 مايو 2018 (رويترز)
TT

روسيا تدفع بطائرتين بعد تحليق مسيّرتين أميركيتين فوق القرم

طائرتان مقاتلتان من طراز «ميغ - 31» تابعتان للقوات الجوية الروسية تحلقان في تشكيل خلال احتفالات يوم النصر فوق الميدان الأحمر في موسكو في 9 مايو 2018 (رويترز)
طائرتان مقاتلتان من طراز «ميغ - 31» تابعتان للقوات الجوية الروسية تحلقان في تشكيل خلال احتفالات يوم النصر فوق الميدان الأحمر في موسكو في 9 مايو 2018 (رويترز)

قالت وزارة الدفاع الروسية إن روسيا دفعت بطائرتين مقاتلتين، اليوم (الاثنين)، لمنع طائرتين مسيرتين أميركيتين من انتهاك حدودها فوق البحر الأسود، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وورد في بيان للوزارة على «تلغرام» أن الطائرتين المسيرتين، وهما من طراز «ريبر» و«غلوبال هوك»، رُصدتا بالقرب من شبه جزيرة القرم وكانتا تتجهان إلى الحدود الروسية في مهمة استخباراتية. وقال بيان الوزارة: «نتيجة لتحركات القوات المسؤولة عن التصدي للطائرات، غيرت الطائرتان المسيرتان الأميركيتان اتجاههما وغادرتا المنطقة التي كانت تجريان فيها الاستخبارات».

وتزايدات الحوادث بين طائرات روسية من جهة، وأخرى أميركية أو تابعة لحلف شمال الأطلسي من جهة أخرى، في الأشهر الماضية فوق البحر الأسود وبحر البلطيق على خلفية حرب أوكرانيا. وأعلنت روسيا، الأحد، أن إحدى طائراتها المقاتلة اعترضت مسيّرة أميركية فوق البحر الأسود. كما سجّل حادث مماثل مطلع أغسطس (أب) الحالي.

وتعد شبه جزيرة القرم محورية لإمداد وتموين القوات الروسية التي تقاتل في جنوب أوكرانيا، كما تضم مقر أسطول البحر الأسود الروسي. وتعرضت المواقع الروسية فيها لهجمات متكررة بمسيّرات أوكرانية جوية وبحرية منذ بدء النزاع، خصوصاً في الأشهر الماضية.


مقالات ذات صلة

أول مصنع إثيوبي للمسيّرات... «رسائل ردع» بمنطقة القرن الأفريقي المأزومة

العالم العربي رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال افتتاح شركة «سكاي وين» للصناعات الجوية (وكالة الأنباء الإثيوبية)

أول مصنع إثيوبي للمسيّرات... «رسائل ردع» بمنطقة القرن الأفريقي المأزومة

إعلان إثيوبيا افتتاح شركة لتصنيع الطائرات من دون طيار للاستخدام المدني والعسكري، جاء وسط أتون صراع أهلي متكرر، وخلافات مع جيران بمنطقة القرن الأفريقي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي أشخاص يسيرون وسط الدمار الذي خلّفه القصف الإسرائيلي على رفح جنوب قطاع غزة... 24 فبراير 2025 (أ.ب)

مقتل شخص بقصف من مسيّرة إسرائيلية في جنوب قطاع غزة

أفادت «إذاعة الأقصى» الفلسطينية، اليوم (الجمعة)، بمقتل شخص في قصف من طائرة مسيّرة إسرائيلية في وسط مدينة رفح الواقعة في جنوب قطاع غزة.

شمال افريقيا تصاعد الدخان من مطار الخرطوم خلال اشتباكات بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني في الخرطوم بالسودان 17 أبريل 2023 (رويترز)

الجيش السوداني يتهم «الدعم السريع» بشن هجوم بمسيّرات على مطار وسد بالولاية الشمالية

قال الجيش السوداني، اليوم (الجمعة)، إن «قوات الدعم السريع» استهدفت بالطائرات المسيّرة قيادة «الفرقة 19 مشاة» ومطار وسد مروي في الولاية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
المشرق العربي ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه مرجح أن الطائرة المُسيرة تتبع التحالف الدولي (رويترز)

سوريا: مقتل قيادي بتنظيم «حراس الدين» في هجوم بمُسيّرة للتحالف الدولي شرق حلب

قال الدفاع المدني السوري إن شخصاً قُتل في قصف صاروخي نفّذته طائرة مُسيرة «مجهولة»، الثلاثاء، جنوب مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ أفراد من الحرس الوطني المكسيكي خلال دورية قرب معبر حدودي مع الولايات المتحدة كجزء من رد الحكومة المكسيكية على طلب الرئيس دونالد ترمب اتخاذ إجراءات حازمة ضد الهجرة وتهريب المخدرات (رويترز)

الـ«سي آي إيه» تستخدم المسيّرات لتعقب كارتيلات المخدرات

وسَّعت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) نطاق رحلاتها السرية بالمسيّرات فوق الأراضي المكسيكية بحثاً عن معامل الفنتانيل، كجزء من الحرب ضد كارتيلات المخدرات.

علي بردى (واشنطن)

محادثات أميركية - أوكرانية تركز على «اتفاق إطار للسلام»

صورة نشرها الجيش الأوكراني الاثنين لعدد من جنوده خلال تدريب عسكري في مكان غير معلن بمنطقة زابوريجيا (أ.ف.ب)
صورة نشرها الجيش الأوكراني الاثنين لعدد من جنوده خلال تدريب عسكري في مكان غير معلن بمنطقة زابوريجيا (أ.ف.ب)
TT

محادثات أميركية - أوكرانية تركز على «اتفاق إطار للسلام»

صورة نشرها الجيش الأوكراني الاثنين لعدد من جنوده خلال تدريب عسكري في مكان غير معلن بمنطقة زابوريجيا (أ.ف.ب)
صورة نشرها الجيش الأوكراني الاثنين لعدد من جنوده خلال تدريب عسكري في مكان غير معلن بمنطقة زابوريجيا (أ.ف.ب)

تحتضن مدينة جدة السعودية، الثلاثاء، محادثات أميركية - أوكرانية بهدف البحث في إنهاء النزاع الروسي الأوكراني. وأعرب الجانب الأوكراني عشية الاجتماعات أنه سيقترح هدنة جواً وبحراً، بينما أعربت واشنطن عن أملها في إيجاد «حل» لقضية تعليق المساعدة الأميركية لأوكرانيا.

وسيشارك في المحادثات عن الجانب الأوكراني رئيس مكتب الرئاسة أندري يرماك ومساعده بافلو باليسا ووزير الخارجية أندري سيبيغا ووزير الدفاع رستم عميروف. أما الوفد الأميركي فسيضم وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز وستيف ويتكوف، وهم التقوا ممثلي روسيا في فبراير (شباط).

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لدى وصوله إلى مدينة جدة في زيارة للمملكة العربية السعودية، إننا «نأمل في أن نناقش ونتفق على القرارات والخطوات اللازمة» من دون مزيد من التفصيل. وكان الرئيس الأوكراني، الذي لا يشارك في المحادثات، قد شدد على أن كييف تؤيد «حواراً بنّاءً»، لكنها تريد أن «تؤخذ مصالحها في الحسبان»، مبدياً ثقته بأن الاجتماع سيكون «مثمراً». وكان زيلينسكي قد ذكر أيضاً أن «أوكرانيا تسعى إلى السلام منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب»، إثر الغزو الروسي لبلاده في مطلع عام 2022، مضيفاً: «لقد قلنا دائماً إن روسيا هي السبب الوحيد لاستمرار الحرب».

صورة نشرها الجيش الأوكراني الاثنين لعدد من جنوده خلال تدريب عسكري في مكان غير معلن بمنطقة زابوريجيا (أ.ف.ب)

«هدنة جواً وبحراً»

ومن المتوقع أن تقترح كييف خلال الاجتماع الذي يُعقد، الثلاثاء، هدنة مع روسيا في الجو والبحر. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مسؤول أوكراني لم تسمه قوله: «لدينا اقتراح لوقف إطلاق النار في الجو، ووقف إطلاق النار في البحر؛ لأن هذين هما خياران لوقف إطلاق النار يسهل تطبيقهما ومراقبتهما، ومن الممكن البدء بهما».

بدوره، أعرب وزير الخارجية الأميركي، الذي وصل إلى السعودية، الاثنين، للمشاركة في المباحثات عن أمله بـ«حل» قضية تعليق المساعدة الأميركية لأوكرانيا. وقال روبيو إثر وصوله إلى جدة لصحافيين إنه متفائل بشأن «حل» مسألة تعليق المساعدات الأميركية لأوكرانيا خلال محادثات جدة. ومن جانبه، أوضح ويتكوف أن محادثات جدة ستسهم في «تحديد إطار لاتفاق سلام ووقف إطلاق نار أولي» بين روسيا وأوكرانيا.

وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن من المتوقع أن تقترح كييف وقفاً جزئياً لإطلاق النار في البحر الأسود، نقلاً عن مصدر مطّلع على الاستعدادات للمحادثات، على أمل أن تتراجع واشنطن عن قرارها بقطع المساعدات العسكرية والاستخبارات.

تقدُّم روسي في كورسك

ويأتي ذلك في وقت تواجه كييف صعوبات على الجبهة. وأعلنت القوات المسلحة الروسية، الاثنين، أنها استعادت السيطرة على 3 قرى كانت القوات الأوكرانية قد احتلتها في منطقة كورسك الحدودية. وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع في موسكو إن القوات الروسية استعادت السيطرة على قرى كوسيتسا ومالايا لوكنيا وتشيركاسكوي بوريتشناي، مضيفاً أنه تم صد 3 هجمات مضادة أوكرانية. وكانت موسكو قد أعلنت في نهاية الأسبوع الماضي إحراز تقدُّم في منطقة كورسك، والسيطرة على قرية في منطقة سومي بشمال أوكرانيا، في أول تقدم من نوعه منذ 2022.

وجدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاتصالات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وانتقد زيلينسكي، ما أثار مخاوف في كييف وبين الحلفاء الأوروبيين من أن الرئيس الأميركي قد يحاول إجبار أوكرانيا على قبول تسوية لصالح روسيا.

وعقد حلفاء أوكرانيا الأوروبيون، الأسبوع الماضي، قمة مع زيلينسكي، وأعلنوا أنهم سيزيدون بشكل كبير من الإنفاق الدفاعي.

وقال مكتب رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، الاثنين، إنه سيستضيف مباحثات عبر الفيديو، السبت، مع قادة الدول الراغبة في دعم وقف لإطلاق النار في أوكرانيا. وذكرت مجلة «ذي إيكونوميست» البريطانية أن كييف لن تقبل باتفاق يحد من قدرتها على إعادة التسلح، أو يعترف بالأراضي المحتلة على أنها روسية، أو يتدخل في السياسة الأوكرانية من خلال الإصرار على الانتخابات. واقترحت بريطانيا وفرنسا هدنة برية وبحرية لأوكرانيا، ووقف قصف روسيا لمنشآت الطاقة الأوكرانية.

وتبدلت العلاقات بين واشنطن وكييف في شكل جذري في غضون أسابيع قليلة مع عودة ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) الماضي.

بلغ التوتر ذروته مع المشادة الكلامية خلال زيارة زيلينسكي إلى البيت الأبيض التي كان من المقرر أن يوقع خلالها اتفاقاً يسمح للولايات المتحدة باستغلال موارد أوكرانيا من المعادن.

المشادة الكلامية بين الرئيسين الأميركي والأوكراني في البيت الأبيض في 28 فبراير (رويترز)

تقارب

وتراجعت حدة النبرة منذ ذلك الحين، إذ رأى زيلينسكي الحادث «مؤسفاً» فيما رأى ترمب أن الرئيس الأوكراني جاهز للتفاوض، وهدد روسيا حتى بفرض عقوبات جديدة عليها. وأكد ترمب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية «إير فورس وان»، الأحد، «سنحقق الكثير من التقدم. بداية من هذا الأسبوع على ما أعتقد».

لكن الخلافات لا تزال قائمة. ولم يتم إلى الآن إبرام الاتفاق حول المعادن الذي يعتزم ترمب من خلاله التعويض عن المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة لكييف. وسئل ويتكوف عن احتمال توقيع الاتفاق في جدة، فأكد أن زيلينسكي «عرض توقيعه، وسنرى إن كان سيفعل».

وتجري هذه المساعي في وقت يسجل تقارب بين واشنطن وموسكو، في تباين مع سياسة عزل الرئيس بوتين التي اعتمدها الغرب منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.