فشل محاولة انقلابية في بوليفيا بعد «هجوم عسكري» على القصر الرئاسي

قائد الجيش البوليفي المقال خوان خوسيه زونيغا بعد اعتقاله (إ.ب.أ)
قائد الجيش البوليفي المقال خوان خوسيه زونيغا بعد اعتقاله (إ.ب.أ)
TT

فشل محاولة انقلابية في بوليفيا بعد «هجوم عسكري» على القصر الرئاسي

قائد الجيش البوليفي المقال خوان خوسيه زونيغا بعد اعتقاله (إ.ب.أ)
قائد الجيش البوليفي المقال خوان خوسيه زونيغا بعد اعتقاله (إ.ب.أ)

انسحبت عناصر من القوات المسلحة البوليفية بمركبات مدرعة من القصر الرئاسي في لاباز، بعدما انتقد الرئيس لويس آرثيه محاولة «الانقلاب» على الحكومة وطالب بدعم دولي.

وفي وقت سابق من اليوم، تجمعت وحدات عسكرية بقيادة الجنرال خوان خوسيه سونيجا، الذي تم إقصاؤه في الآونة الأخيرة من قيادة الجيش في ساحة بلازا موريلو المركزية حيث يوجد القصر الرئاسي والبرلمان. وحاولت مركبة مدرعة اقتحام مدخل القصر.

الرئيس البوليفي لويس آرثيه رفقة أعضاء من حكومته يحيي أنصاره الذين تجمعوا قرب القصر الرئاسي (إ.ب.أ)

وقال آرثيه في تصريحات من القصر الرئاسي بينما كان جنود مسلحون خارجه: «اليوم تواجه البلاد محاولة انقلاب. اليوم تواجه البلاد مرة أخرى رغبات لقطع الطريق على الديمقراطية في بوليفيا».

وأضاف: «إننا بحاجة للشعب البوليفي لتنظيم صفوفه والتحرك ضد الانقلاب، دعماً للديمقراطية».

وبعد ذلك بساعات، انسحب الجنود من الساحة وسيطرت عليها الشرطة، كما ألقت السلطات البوليفية القبض على سونيجا واقتادته إلى وجهة لم تُعرف بعد.

وداخل القصر الرئاسي، أدى خوسيه ويلسون سانتشيث اليمين أمام آرثيه قائداً للجيش، وهو المنصب الذي كان يشغله سونيجا. ودعا إلى التزام الهدوء واستعادة النظام.

الجنرال خوان خوسيه سونيجا خلال حدث عسكري في أبريل الماضي (ا.ف.ب)

وقال سانتشيث: «آمر بعودة جميع الأفراد الذين تمت تعبئتهم في الشوارع إلى وحداتهم. ونأمل ألا تراق دماء جنودنا».

وقالت الولايات المتحدة إنها تراقب الوضع عن كثب، وحثت على الهدوء وضبط النفس.

وتتصاعد التوترات في بوليفيا قبل الانتخابات العامة المقررة في 2025، حيث يخطط الرئيس اليساري السابق إيفو موراليس لخوض الانتخابات ضد حليفه السابق آرثيه، مما خلق صدعاً كبيراً في الحزب الاشتراكي الحاكم وقاد لحالة من عدم اليقين السياسي.

أنصار الرئيس البوليفي لويس آرثيه يتصدون للعسكريين الذين يحاولون دخول مقر الحكومة في لاباز (إ.ب.أ)

ويرفض كثيرون عودة موراليس الذي حكم من 2006 إلى 2019 عندما أطيح به وسط احتجاجات واسعة النطاق، لتتولى السلطة حكومة محافظة مؤقتة. ثم فاز آرثيه في الانتخابات عام 2020.

وقال سونيجا في الآونة الأخيرة، إنه لا ينبغي أن يتمكن موراليس من العودة لمنصب الرئيس وهدد بمنعه إذا حاول ذلك، وهو ما دفع آرثيه لإقالته من منصبه.

وقبل الهجوم على القصر الرئاسي، تحدث سونيجا للصحافيين في الساحة عن الغضب المتزايد في الدولة الحبيسة التي تعاني من ركود اقتصادي في ظل استنفاد احتياطيات البنك المركزي والضغط على العملة البوليفية وسط نضوب صادرات الغاز.


مقالات ذات صلة

وضع القادة الثلاثة المفترضين للانقلاب الفاشل في بوليفيا رهن الحبس الاحتياطي

أميركا اللاتينية الضابط العسكري المحتجز مارسيلو زيغارا، قائد القوات الجوية البوليفية، 28 يونيو 2024 (رويترز)

وضع القادة الثلاثة المفترضين للانقلاب الفاشل في بوليفيا رهن الحبس الاحتياطي

أمر القضاء البوليفي بوضع القادة الثلاثة المفترضين للانقلاب الفاشل رهن الحبس الاحتياطي مدة ستة أشهر، كما أعلنت النيابة العامة الجمعة.

«الشرق الأوسط» (لاباز)
أميركا اللاتينية الرئيس البوليفي لويس آرثي يتحدث من شرفة قصر الحكومة في لاباز بعد محاولة الانقلاب الفاشلة (أ.ف.ب)

صاحب «المعجزة البوليفية» يتعرض لمحاولة انقلاب... ماذا نعرف عن لويس آرثي؟

شهدت بوليفيا، أمس (الأربعاء)، محاولة انقلاب فاشلة قادها قائد الجيش السابق خوان خوسيه زونيغا، ضد الرئيس لويس آرثي.

«الشرق الأوسط» (لاباز)
أميركا اللاتينية قائد الجيش البوليفي الجنرال خوان خوسيه زونيغا داخل مركبة مدرعة أمام مقر الحكومة في  لاباز (ا.ب)

إقالة قائد الجيش البوليفي وتوقيفه إثر تنفيذه محاولة انقلاب

أوقفت الشرطة البوليفية، اليوم، قائد الجيش الجنرال خوان خوسيه زونيغا، بعدما أقاله الرئيس لويس آرسي، واتهمه بتنفيذ محاولة انقلاب فاشلة، بحسب مشاهد بثّها التلفزيون

«الشرق الأوسط» (لاباز)
أميركا اللاتينية مدرعة للجيش البوليفي وأفراد من الشرطة العسكرية خارج القصر الحكومي (ا.ب)

الاتحاد الأوروبي يدين «محاولة الانقلاب» في بوليفيا... و البيت الأبيض يدعو إلى «الهدوء»

أعلن البيت الأبيض، أنّه يتابع «من كثب» الوضع في بوليفيا ويدعو إلى «الهدوء»، وذلك إثر محاولة عسكريين مدجّجين بالأسلحة تؤازرهم عربات مدرّعة اقتحام القصر الرئاسي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أميركا اللاتينية قائد أفراد من الجيش البوليفي أمام مقر الحكومة في لاباز (إ.ب.أ)

قائد الجيش البوليفي يعزو تحركه لـ«إعادة هيكلة الديموقراطية» في البلاد

أعلن قائد الجيش البوليفي الجنرال خوان خوسيه زونيغا، الذي اتّهمه الرئيس لويس آرسي بتنفيذ محاولة انقلاب، أن الهدف من تحرّكه هو إعادة هيكلة الديموقراطية في البلاد.

«الشرق الأوسط» (لاباز)

وضع القادة الثلاثة المفترضين للانقلاب الفاشل في بوليفيا رهن الحبس الاحتياطي

الضابط العسكري المحتجز مارسيلو زيغارا، قائد القوات الجوية البوليفية، 28 يونيو 2024 (رويترز)
الضابط العسكري المحتجز مارسيلو زيغارا، قائد القوات الجوية البوليفية، 28 يونيو 2024 (رويترز)
TT

وضع القادة الثلاثة المفترضين للانقلاب الفاشل في بوليفيا رهن الحبس الاحتياطي

الضابط العسكري المحتجز مارسيلو زيغارا، قائد القوات الجوية البوليفية، 28 يونيو 2024 (رويترز)
الضابط العسكري المحتجز مارسيلو زيغارا، قائد القوات الجوية البوليفية، 28 يونيو 2024 (رويترز)

أمر القضاء البوليفي بوضع القادة الثلاثة المفترضين للانقلاب الفاشل رهن الحبس الاحتياطي مدة 6 أشهر، كما أعلنت النيابة العامة الجمعة.

وسيُسجن القائد السابق للجيش خوان خوسيه زونيغا، والقائد السابق للقوات البحرية خوان أرنيز، والقائد السابق للواء الميكانيكي في الجيش أليخاندرو إيراهولا، في سجن شديد الحراسة يقع على مشارف مدينة إل آلتو القريبة من لاباز.

خوان ماريو بولسن، المفتش العام السابق للجيش البوليفي 28 يونيو 2024 (د.ب.أ)

وقال المدّعي العام سيسار سيليس: «سيُشكّل بلا شكّ هذا الحبس الاحتياطي الذي أمر به القاضي سابقة وإشارة جيدة لاستمرار التحقيق».

أحد المدبرين المدنيين المزعومين للانقلاب أنيبال أغيلار غوميز مكبل اليدين بمعية معتقلين آخرين في 26 يونيو 2024 (د.ب.أ)

والقادة الثلاثة الذين يُشتبه في أنهم أرادوا الإطاحة بالرئيس لويس آرثي يوم الأربعاء متهمون بتنفيذ انتفاضة مسلحة وبالإرهاب، ويواجهون خطر السجن لمدة تصل إلى 20 عاماً.

في المجموع، أُلقي القبض على 21 عسكرياً عاملاً ومتقاعداً ومدنياً في إطار محاولة الانقلاب التي حاصرت خلالها قوات مجهّزة بدبابات القصر الرئاسي لعدّة ساعات قبل أن تنسحب.

وقال الجنرال زونيغا وقد أحاط به عسكريون وثماني دبّابات إنّ «القوات المسلّحة تحاول إعادة هيكلة الديمقراطية، لجعلها ديمقراطية حقيقية. ليس ديمقراطية بعض الأسياد الذين يديرون البلاد منذ 30 أو 40 عاماً».

وسرعان ما أقال الرئيس آرثي قائد الجيش وعيّن قيادة عسكرية جديدة أدّت اليمين الدستورية أمامه في القصر الرئاسي.

ومن بين الموقوفين الـ21 القائد السابق للقوات الجوية مارسيلو زيغارا الذي يُتوقع أن يمثل أمام القضاء في الساعات المقبلة.

ومع هذا الانقلاب الفاشل، تدخل بوليفيا فترة جديدة من الاضطرابات السياسية على خلفية أزمة اقتصادية حادّة.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2025، يسود قلق داخل المؤسسة العسكرية على خلفية سخط شعبي من ارتفاع الأسعار ونقص النفط في بلد تُعدّ موارده من الغاز والليثيوم عامل جذب في الساحة الدولية.