بعد أيام من عواصف عنيفة... زلزال يخلّف قتلى وجرحى في هايتي

ضرب زلزال أجزاء من غرب هايتي الثلاثاء، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، وإصابة أكثر من 25 بجروح، وفق ما أعلنت سلطات الحماية المدنية.

ووقع الزلزال البالغة شدته 4.9 درجة في منطقة غراندانس المعزولة، على بعد نحو 300 كلم غرب العاصمة بور أو برنس، وعلى عمق عشرة كيلومترات، بحسب الهيئة الأميركية للمسح الجيولوجي.

وقالت رئيسة هيئة الحماية المدنية في غراندانس، كريستين مونكيل، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن الهيئة سجلت «حصيلة جزئية من ثلاثة قتلى هم أفراد من نفس العائلة قضوا في انهيار منزلهم». وأحصى مكتب مونكيل 28 جريحاً، كما قالت، مؤكدة استمرار عمليات البحث عن «مصابين آخرين محتملين».

ويأتي الزلزال بعد أيام على عواصف عنيفة ضربت هايتي أفقر دول النصف الغربي للكرة الأرضية، وأسفرت عن 42 قتيلاً و11 مفقوداً بحسب أجهزة الحماية المدنية. وضربت العواصف بعيد الساعة الخامسة صباحاً بالتوقيت المحلي (09:00 بتوقيت غرينيتش) قبالة السواحل الجنوبية الغربي للدولة الكاريبية التي كثيراً ما تتعرض لزلازل مدمرة.

يُذكر أنه في 2010 أودى زلزال عنيف بقوة 7 درجات بحياة أكثر من 200 ألف شخص في هايتي، وزع الدمار في بور أو برنس، وشرد مليونا ونصف مليون شخص. وفي أغسطس (آب) 2021، ضرب شبه الجزيرة زلزال أعنف بلغت قوته 7.2 درجة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 2200 شخص وتدمير 130 ألف منزل.

مصرع 42 شخصاً على الأقل جراء الفيضانات في هايتي

لقي 42 شخصاً على الأقلّ مصرعهم في هايتي واعتُبر 11 آخرون في عداد المفقودين إثر فيضانات نجمت عن هطول أمطار غزيرة في نهاية الأسبوع الماضي وتسبّبت كذلك بتشريد الآلاف، بحسب ما أعلنت السلطات، أمس الاثنين.

وتسبّبت الأمطار الغزيرة بحدوث فيضانات وانهيارات أرضية في سبع من مقاطعات البلاد العشر.

وهايتي غارقة في أزمة إنسانية زادتها فداحة أعمال عنف ترتكبها عصابات مسلحة، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وبحسب الأمم المتّحدة فإنّ الأمطار الغزيرة أدّت إلى تضرّر 37 ألف شخص ونزوح 13400 شخص عن ديارهم.

ومن المناطق الأكثر تضرّراً بالفيضانات مدينة ليوغان الواقعة على بُعد 40 كلم جنوب غرب العاصمة بورت أو برنس والتي أدّت الأمطار إلى فيضان ثلاثة أنهار فيها.

وقضى في هذه المدينة ما لا يقلّ عن 20 شخصاً، وفقاً لحصيلة أولية أوردتها مديرية الحماية المدنية.

وتسبّبت الفيضانات بأضرار مادية واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد، ودمّرت مئات المنازل وألحقت أضراراً بطرق عديدة.

وحتى قبل هذه الفيضانات، كانت هايتي تواجه أزمة إنسانية حادّة، إذ إنّ ما يقرب من نصف سكّان الدولة الفقيرة كانوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وهو رقم تضاعف في غضون خمس سنوات فقط، وفقاً للأمم المتحدة.

غوتيريش: الوضع في هايتي مأساوي ومن الصعب تعبئة المجتمع الدولي للإنقاذ

وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس (الاثنين) الوضع في هايتي بأنه «مأساوي»، مقرا بأنه كان من الصعب تعبئة المجتمع الدولي لإنقاذ البلاد من عنف العصابات «المروع للغاية».

وقال غوتيريش من كينغستون في جامايكا: «لقد كانت تجربة صعبة... كان من الصعب تعبئة إرادة أولئك الذين لديهم أفضل قدرة لقيادة هذه العملية. وكان من الصعب أيضا تهيئة الظروف السياسية لتسهيل قبول مختلف الدول لتكون جزءا من هذا العمل»، وفقا لصحيفة ميامي هيرالد.

وعقد غوتيريش، الذي وصل إلى جامايكا يوم الأحد، اجتماعا الاثنين مع رئيس الوزراء أندرو هولنيس، وناقشا مجموعة من القضايا من أزمة المناخ في منطقة البحر الكاريبي إلى عدم وجود اقتراض منخفض الفائدة للبلدان النامية والضعيفة متوسطة الدخل، إلى الوضع المتدهور في هايتي حيث قتل أكثر من 600 شخص الشهر الماضي في جميع أنحاء العاصمة بورت أو برنس في الصراع الذي تسببت فيه الجماعات المسلحة.

وفي فبراير (شباط) الماضي، قال تقرير للأمم المتحدة إن أعمال العنف المفرط والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان تصاعدت، بما في ذلك حوادث القتل الجماعي والاغتصاب الجماعي والاعتداءات برصاص القناصة، بشكل حاد في سيتي سولاي في ضواحي العاصمة الهايتية، ما حوّل حياة الآلاف إلى «كابوس حقيقي».