بوركينا فاسو تعتبر منسقة الأمم المتحدة المقيمة «شخصاً غير مرغوب به»

البلاد تعاني من دوامة عنف بسبب «القاعدة» و «داعش»

رئيس المجلس العسكري البوركينابي إبراهيم تراوري أثناء زيارته لموسكو 29 يوليو 2023 (أ.ف.ب)
رئيس المجلس العسكري البوركينابي إبراهيم تراوري أثناء زيارته لموسكو 29 يوليو 2023 (أ.ف.ب)
TT

بوركينا فاسو تعتبر منسقة الأمم المتحدة المقيمة «شخصاً غير مرغوب به»

رئيس المجلس العسكري البوركينابي إبراهيم تراوري أثناء زيارته لموسكو 29 يوليو 2023 (أ.ف.ب)
رئيس المجلس العسكري البوركينابي إبراهيم تراوري أثناء زيارته لموسكو 29 يوليو 2023 (أ.ف.ب)

اعتبر المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو الاثنين منسقة الأمم المتحدة المقيمة «شخصاً غير مرغوب به» جراء «مشاركتها» في صياغة تقرير أممي «يروج لمعلومات خطرة وكاذبة» حول الأطفال والنزاع المسلح في البلاد التي تواجه أعمال عنف جهادية.

وقالت الحكومة إن كارول فلور-سميرجنياك «تعتبر (شخصاً غير مرغوب به) على أراضي بوركينا فاسو بسبب مشاركتها في الإشراف على صياغة تقرير يجمع معطيات من دون مصادر موضوعية، ومن دون أدلة تروج لمعلومات خطرة، وكاذبة».

وأضافت: «بأسلوب قصصي يستشهد من دون تمييز بالإرهابيين ومؤسسات الدفاع والأمن في بوركينا فاسو، لا يتضمن التقرير الذي هو أشبه بجمع لمعلومات لا أساس لها وأكاذيب، في المرفق أي نسخ لتقارير تحقيقات أو لأحكام قضائية دعماً للحالات المفترضة لانتهاكات بحق أطفال نسبت إلى مقاتلي بوركينا فاسو ».

وعينت المنسقة وهي من جزر موريشيوس في منصبها في يوليو (تموز) 2024.

وتعاني بوركينا فاسو منذ نحو عشر سنوات من هجمات قاتلة لجماعات مرتبطة بتنظيم «القاعدة» وتنظيم «داعش».

ويؤكد المجلس العسكري الحاكم برئاسة إبراهيم تراوري منذ انقلاب سبتمبر (أيلول) 2022 أنه يجعل من استعادة أراضي بوركينا فاسو «أولوية»، إلا أن البلاد لا تزال واقعة في دوامة عنف. واتهم الجيش والعناصر المدنيون المتحالفون معه تكراراً بارتكاب انتهاكات بحق مدنيين.

في ديسمبر (كانون الأول) 2022، أعلنت الحكومة العسكرية منسقة الأمم المتحدة المقيمة السابقة الإيطالية باربرا مانزي «شخصاً غير مرغوب به» أيضاً.


مقالات ذات صلة

إدانات واسعة للهجوم الإرهابي على مسجد في حمص السورية

المشرق العربي آثار الانفجار في مسجد علي بن أبي طالب بحمص (د.ب.أ) play-circle

إدانات واسعة للهجوم الإرهابي على مسجد في حمص السورية

أدانت السعودية والعراق وتركيا والأردن ولبنان وقطر ومجلس التعاون الخليجي، الجمعة، الهجوم «الإرهابي» على مسجد في حي وادي الذهب بمدينة حمص السورية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب في إسطنبول أثناء عملية ضد عناصر «داعش» (الداخلية التركية)

تركيا: القبض على «داعشيّ» خطط لهجوم في رأس السنة

ألقت السلطات التركية القبض على أحد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي في عملية نُفذت شرق البلاد بعد معلومات عن تخطيطه لتنفيذ هجوم في ليلة رأس السنة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي الدمار يظهر داخل مسجد في مدينة حمص بوسط سوريا جراء الانفجار (سانا) play-circle

8 قتلى بانفجار داخل مسجد في حمص بسوريا تبنته «سرايا أنصار السنّة»

قُتل ثمانية أشخاص على الأقل في أثناء صلاة الجمعة، جراء انفجار داخل مسجد بحيّ ذي غالبية علوية بوسط سوريا تبنّته مجموعة متطرفة في أعمال عنف جديدة طالت هذه الأقلية

«الشرق الأوسط» (دمشق)
آسيا يقف شرطي حارساً خارج كاتدرائية القديس يوحنا المركزية في بيشاور خلال قداس عيد الميلاد (د.ب.أ)

باكستان: القضاء على 10 إرهابيين مدعومين من الهند

أعلنت إدارة العلاقات العامة بالجيش الباكستاني، الخميس، أن قوات الأمن تمكنت من تحييد 10 إرهابيين مدعومين من الهند، بينهم «زعيم عصابة من الخوارج».

«الشرق الأوسط» (روالبندي (باكستان) )
آسيا حضر المشيعون جنازة دان إلكيام الشاب اليهودي الفرنسي البالغ من العمر 27 عاماً الذي هاجر إلى أستراليا وقُتل في حادث إطلاق نار خلال احتفال بعيد الأنوار (حانوكا) على شاطئ بوندي في سيدني بأشدود بإسرائيل 25 ديسمبر 2025 (رويترز)

إحراق سيارة تحمل لافتة لمناسبة عيد «حانوكا» اليهودي في ملبورن الأسترالية

تحقق الشرطة الأسترالية بشأن «حريق مشبوه» بعدما اندلعت النيران في سيارة وُضعت عليها لافتة للاحتفال بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) بملبورن، الخميس.

«الشرق الأوسط» (سيدني )

مصر والصومال وتركيا وجيبوتي ترفض اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود يوقِّعان في يناير 2025 إعلاناً مشتركاً لترفيع العلاقات إلى «شراكة استراتيجية شاملة» (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود يوقِّعان في يناير 2025 إعلاناً مشتركاً لترفيع العلاقات إلى «شراكة استراتيجية شاملة» (الرئاسة المصرية)
TT

مصر والصومال وتركيا وجيبوتي ترفض اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود يوقِّعان في يناير 2025 إعلاناً مشتركاً لترفيع العلاقات إلى «شراكة استراتيجية شاملة» (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود يوقِّعان في يناير 2025 إعلاناً مشتركاً لترفيع العلاقات إلى «شراكة استراتيجية شاملة» (الرئاسة المصرية)

أكد وزراء خارجية مصر والصومال وتركيا وجيبوتي، اليوم الجمعة، إدانتهم ورفضهم التام لاعتراف إسرائيل بإقليم أرض الصومال دولةً مستقلةً.

وأوضحت الخارجية المصرية، في بيان، أن الوزير بدر عبد العاطي تلقى اتصالات من عبد السلام عبدي علي، وزير خارجية جمهورية الصومال، وهاكان فيدان، وزير خارجية تركيا، وعبد القادر حسين عمر، وزير خارجية جمهورية جيبوتي، «تناولت تطورات الأوضاع الخطيرة الأخيرة في منطقة القرن الأفريقي».

وأشار البيان إلى أن الوزراء «شددوا على الدعم الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية، والرفض الكامل لأي إجراءات أحادية من شأنها المساس بالسيادة الصومالية أو تقويض أسس الاستقرار في البلاد، وكذلك شددوا على دعم مؤسسات الدولة الصومالية الشرعية، ورفض أي محاولات لفرض كيانات موازية تتعارض مع وحدة الدولة الصومالية».

وأضاف: «جرى خلال الاتصالات التأكيد على أن الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يُعد سابقةً خطيرةً وتهديداً للسلم والأمن الدوليين وللمبادئ المستقرة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأن احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضي الدول يمثل ركيزة أساسية لاستقرار النظام الدولي، ولا يجوز المساس به أو الالتفاف عليه تحت أي ذريعة».

https://web.facebook.com/MFAEgypt/posts/في المائةD9في المائة88في المائةD8في المائةB2في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةB1-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةAEفي المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةB1في المائةD8في المائةACفي المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA9-في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةAAفي المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة82في المائةD9في المائة89-في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةAAفي المائةD8في المائةB5في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةAA-في المائةD9في المائة87في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةAAفي المائةD9في المائة81في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA9-في المائةD9في المائة85في المائةD9في المائة86-في المائةD9في المائة88في المائةD8في المائةB2في المائةD8في المائةB1في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةA1-في المائةD8في المائةAEفي المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةB1في المائةD8في المائةACفي المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةB5في المائةD9في المائة88في المائةD9في المائة85في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84-في المائةD9في المائة88في المائةD8في المائةAAفي المائةD8في المائةB1في المائةD9في المائة83في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA7-في المائةD9في المائة88في المائةD8في المائةACفي المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA8في المائةD9في المائة88في المائةD8في المائةAAفي المائةD9في المائة8A-في المائةD8في المائةADفي المائةD9في المائة88في المائةD9في المائة84-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84/1186882466954931/

وتابع: «مع التأكيد على رفض أي محاولات لفرض واقع جديد أو إنشاء كيانات موازية تتعارض مع الشرعية الدولية، والتأكيد على الرفض القاطع لأي مخططات لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني خارج أرضه، التي ترفضها الغالبية العظمي لدول العالم شكلاً وموضوعاً وبشكل قاطع».


وزير خارجية نيجيريا يكشف تفاصيل «الخط الساخن» قبل الضربة الأميركية

صورة مأخوذة من فيديو نشرته وزارة الحرب الأميركية تُظهر إطلاق صاروخ من سفينة عسكرية في موقع غير محدد 25 ديسمبر (رويترز)
صورة مأخوذة من فيديو نشرته وزارة الحرب الأميركية تُظهر إطلاق صاروخ من سفينة عسكرية في موقع غير محدد 25 ديسمبر (رويترز)
TT

وزير خارجية نيجيريا يكشف تفاصيل «الخط الساخن» قبل الضربة الأميركية

صورة مأخوذة من فيديو نشرته وزارة الحرب الأميركية تُظهر إطلاق صاروخ من سفينة عسكرية في موقع غير محدد 25 ديسمبر (رويترز)
صورة مأخوذة من فيديو نشرته وزارة الحرب الأميركية تُظهر إطلاق صاروخ من سفينة عسكرية في موقع غير محدد 25 ديسمبر (رويترز)

كشف وزير خارجية نيجيريا، يوسف توغار، عن تفاصيل اللحظات التي سبقت تنفيذ الولايات المتحدة الأميركية، الخميس، ضربة عسكرية ضد معاقل تنظيم «داعش» في شمال غربي البلاد، وتحدث عن «خط ساخن» ربطه بنظيره الأميركي ماركو روبيو.

توغار كان يتحدث فجر الجمعة في مقابلات صحافية، قال فيها إن بلاده قدمت معلومات استخباراتية للأميركيين من أجل تنفيذ الضربة العسكرية، وذلك في إطار «عملية مشتركة لمكافحة الإرهاب». وأضاف الوزير أنه أجرى مشاورات مطوّلة مع نظيره الأميركي قبل تنفيذ العملية، وقال: «تحدثتُ مع وزير الخارجية الأميركي عبر الهاتف لمدة تقارب 19 دقيقة في مناسبتين». وأوضح: «تحدثنا لمدة 19 دقيقة قبل الضربة، ثم لخمس دقائق إضافية قبيل بدء تنفيذها مباشرة».

وحول فحوى المكالمات، قال وزير خارجية نيجيريا إن مشاوراته مع نظيره الأميركي أفضت إلى السماح بتنفيذ الضربة. وقال: «اتفقنا على أن أتحدث إلى الرئيس (بولا أحمد) تينوبو للحصول على موافقته، وقد تحدثتُ إليه. وتم التوصل إلى الاتفاق».

وقال توغار إنه اتفق مع روبيو على الكيفية التي سيتم بها تقديم العملية للرأي العام، موضحاً: «لقد اتفقنا أيضاً على أن يوضح البيان أن الأمر يتعلق بضربة موجهة ضد الإرهاب، وتندرج ضمن عملية مشتركة جارية بين الولايات المتحدة ونيجيريا».

ورفض وزير خارجية نيجيريا بشدة أن تكون العملية العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة «قد حملت أي دلالات دينية»، رغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في إعلانه لتنفيذ الضربة قال إنها استهدفت «حثالة إرهابيي تنظيم (داعش) الذين يستهدفون ويقتلون بوحشية، في المقام الأول، المسيحيين الأبرياء».

وقال ترمب في منشور على ⁠منصة «تروث ‌سوشيال»: «الليلة، وبتوجيه مني بصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة، شنّت الولايات المتحدة ضربة قوية وقاتلة ضد حثالة إرهابيي تنظيم (داعش) ⁠في شمال غربي نيجيريا الذين يستهدفون ويقتلون بوحشية، في المقام الأول، المسيحيين الأبرياء، بمستويات لم نشهدها منذ سنوات عدة، ‌بل قرون!».

ونشرت وزارة الحرب الأميركية مقطعاً مصوّراً من بضع ثوان يُظهر على ما يبدو إطلاق صاروخ ليلاً من بارجة حربية ترفع العَلم الأميركي. كما أعلنت القيادة الأميركية في أفريقيا في منشور على منصة «إكس»، أنها شنت غارة «بناءً على طلب السلطات النيجيرية في ولاية سوكوتو، أسفرت عن مقتل عدد من إرهابيي تنظيم (داعش)».

وأشاد وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث، عبر منصة «إكس» بجاهزية وزارته للتحرك في نيجيريا، معرباً عن امتنانه «لدعم الحكومة النيجيرية وتعاونها». في حين قالت وزارة الخارجية النيجيرية ⁠إن الولايات المتحدة شنت ضربات جوية دقيقة، وأصابت «أهدافاً إرهابية» في شمال غربي البلاد، وأضافت أنها تظل منخرطة مع ⁠واشنطن في «تعاون أمني منظم».

ولفتت الخارجية النيجيرية إلى أن «العملية المنسّقة جاءت وفق الأعراف الدولية المتبعة والتفاهمات الثنائية بين البلدين». وجاء في البيان: «تؤكد وزارة الخارجية أن السلطات النيجيرية ما زالت منخرطة في تعاون أمني منظم مع شركاء دوليين، من بينهم الولايات المتحدة الأميركية؛ لمواجهة التهديد المستمر المتمثل في الإرهاب والتطرف العنيف. وقد أسفر ذلك عن توجيه ضربات دقيقة لأهداف إرهابية داخل نيجيريا عبر غارات جوية في الشمال الغربي».

وأضاف البيان: «تؤكد نيجيريا أن جميع جهود مكافحة الإرهاب تسترشد بأولوية حماية أرواح المدنيين، وصون الوحدة الوطنية، واحترام حقوق وكرامة جميع المواطنين، بغضّ النظر عن الدين أو العِرق. ويظل العنف الإرهابي، بأي شكل كان - سواء استهدف المسيحيين أو المسلمين أو أي مجتمعات أخرى - اعتداءً على قيم نيجيريا وعلى السلم والأمن الدوليين».

اتهامات اضطهاد المسيحيين

وتُعدّ هذه الضربات الأميركية في نيجيريا الأولى من نوعها في عهد ترمب، وتأتي بعد انتقاده هذا البلد بشكل غير متوقع في شهري أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، عادَّاً أن المسيحيين هناك يواجهون «تهديداً وجودياً» يرقى إلى مستوى «الإبادة الجماعية».

وتنقسم نيجيريا بشكل متساوٍ تقريباً بين الجنوب ذي الغالبية المسيحية، والشمال ذي الغالبية المسلمة. وكانت مسرحاً لنزاعات عدّة، أودت بحياة مسيحيين ومسلمين على حد سواء.

وترفض الحكومة النيجيرية ومحللون مستقلون الحديث عن وجود اضطهاد ديني في نيجيريا، وهو عنوان يواصل رفعه اليمين في الولايات المتحدة وأوروبا والانفصاليون النيجيريون الذين لا يزالون يتمتعون بنفوذ في واشنطن. وهذا العام، أعادت الولايات المتحدة إدراج نيجيريا في قائمة الدول «التي تثير قلقاً خاصاً» فيما يتعلق بالحرية الدينية، وخفضت عدد التأشيرات الممنوحة للنيجيريين.

تجمّع سكان بالقرب من موقع تفجير استهدف مسجداً في سوق غامبورو بمدينة مايدوغوري شمال شرقي نيجيريا 24 ديسمبر (أ.ف.ب)

ويواجه البلد أعمال عنف تشنّها جماعات إسلاموية متطرّفة منذ وقت طويل في الشمال الشرقي، إضافة إلى نشاط العصابات المسلحة وقطاع الطرق الذين ينهبون القرى ويقومون بعمليات خطف مقابل الفدية في مناطق الشمال الغربي. وتشهد المنطقة الوسطى اشتباكات متكررة بين الرعاة المسلمين والمزارعين المسيحيين، مع أن العنف غالباً ما يرتبط بالتنازع على الأراضي والمراعي والموارد أكثر من ارتباطه بالدين.

وقد حذّرت الأمم المتحدة من «عودة ظهور عمليات الخطف الجماعي» التي تشمل بانتظام مئات من أطفال المدارس. كما استُهدف آخرون في أماكن العبادة في عمليات منفصلة.

وقد تحولت ظاهرة الخطف مقابل فدية تجارةً مربحة لمرتكبيها بلغت نحو 1.66 مليون دولار أميركي بين يوليو (تموز) عام 2024 ويونيو (حزيران) 2025، وفقاً لتقرير نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية» عن شركة الاستشارات «إس بي إم إنتليجنس» ومقرها لاغوس.

ترحيب حذر

في الوقت الذي رحّب سياسيون ومعلّقون نيجيريون بالضربة الأميركية لأنها ستحدّ من قدرات تنظيم «داعش» الإرهابي، حذّر آخرون من تداعيات التدخل العسكري الأميركي على سيادة البلاد، وتحويل نيجيريا ساحةً للصراع الدولي مثل ما حدث في منطقة الساحل الأفريقي.

عسكريون يتفقدون موقع تفجير داخل مسجد بسوق غامبورو في مايدوغوري 24 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

وفي هذا الصدد، قال جوي إغبوكوي، أحد قيادات حزب المؤتمر التقدمي الحاكم في البلاد، إنه يدعم الضربة العسكرية، موضّحاً في منشور على «فيسبوك»، أن «الإرهابيين الذين يسفكون الدماء يتلقّون الآن جزاءهم في شمال نيجيريا». وأضاف: «يعيث قُطّاع الطرق والمتمرّدون فساداً في شمال نيجيريا. فمنذ سنوات وهم يقتلون ويختطفون النيجيريين دون أي عقاب». وأكد: «اليوم تغيّرت المعادلة. لم يعد هناك ملاذ للحمقى والانتهازيين».

من جهته، قال محمود جيغا، وهو محلل سياسي، في حديث مع قناة محلية، إن الضربة الأميركية «مبررة» بسبب الوضع الأمني الصعب في نيجيريا. وأضاف: «لقد نجحت إدارة (الرئيس النيجيري) تينوبو في إدارة الحوار مع الولايات المتحدة. نحن لا نعرف بالضبط ما الذي نوقش أو ما الاتفاقات التي أُبرمت، لكننا على الأرجح بدأنا نلمس نتائجها». وتابع: «الجميع سيكونون سعداء إذا قدم الأميركيون وغيرهم من القوى الغربية، ليس فقط معلومات استخباراتية، بل أيضاً دعماً مادياً لمساعدة الأجهزة الأمنية والحكومة النيجيرية في مكافحة الإرهاب وانعدام الأمن في أنحاء البلاد؛ فهذا ما نطالب به منذ وقت طويل».


بعد اعتراف إسرائيل بها «دولة مستقلة»... ما هي «أرض الصومال»؟

رئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله «عرّو» ومساعدوه يرفعون علامة النصر بعد اعتراف إسرائيل بالإقليم دولة مستقلة (حساب عرو عبر منصة «إكس»)
رئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله «عرّو» ومساعدوه يرفعون علامة النصر بعد اعتراف إسرائيل بالإقليم دولة مستقلة (حساب عرو عبر منصة «إكس»)
TT

بعد اعتراف إسرائيل بها «دولة مستقلة»... ما هي «أرض الصومال»؟

رئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله «عرّو» ومساعدوه يرفعون علامة النصر بعد اعتراف إسرائيل بالإقليم دولة مستقلة (حساب عرو عبر منصة «إكس»)
رئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله «عرّو» ومساعدوه يرفعون علامة النصر بعد اعتراف إسرائيل بالإقليم دولة مستقلة (حساب عرو عبر منصة «إكس»)

عاد إقليم «أرض الصومال» -«الصومال البريطاني» سابقاً- إلى الواجهة بعد اعتراف إسرائيل به «دولة مستقلة ذات سيادة».

ونشر رئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله «عرّو» صوراً لمكالمة بالفيديو بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبلغه فيها بالقرار الإسرائيلي بالاعتراف بأرض الصومال «دولة مستقلة ذات سيادة».

وفيما يلي أهم المعلومات عن الإقليم:

- العاصمة: هرغيسا

- الميناء الرئيس: بربرة

- الموقع: يقع شمال جمهورية الصومال، وتحدّه إثيوبيا من الجنوب والغرب، وجيبوتي (الصومال الفرنسي سابقاً) من الشمال الغربي، و‌خليج عدن من الشمال، ومن الشرق ولاية بونتلاند الصومالية.

والإقليم يملك ساحلاً بطول 740 كيلومتراً على خليج عدن، ويحتل موقعاً استراتيجياً عند نقطة التقاء المحيط الهندي بالبحر الأحمر في منطقة القرن الأفريقي. وعلى مدار سنوات، كان ميناء بربرة الاستراتيجي محلّ صراع نفوذ إقليمي ودولي في إقليم القرن الأفريقي.

- المساحة: قرابة 177 كلم مربع.

- عدد السكان: 3.5 مليون، وفق تقديرات لعام 2017، وأخرى حديثة بين 5.7 و6 ملايين نسمة.

- التكوين الفئوي: يضم 3 عشائر أساسية: هي «إسحاق» في المنطقة الوسطى، وتعد الأكبر، وتمتلك معظم السلطة السياسية، و«دير» في المنطقة الغربية، و«دارود» في المنطقة الشرقية.

- المناطق الإدارية، 6 مناطق: ووكوي جالبيد وتجدير وسول وسناج وأودال والساحل.

- النظام السياسي: جمهوري، لديه رئيس وحكومة، ويملك مجلس نواب (غرفة أولى)، ومجلس شيوخ (غرفة ثانية)، ويضم كل منهما 82 عضواً.

- اللغات: الصومالية والعربية والإنجليزية.

- العملة الوطنية: الشلن.

- تاريخ الاستقلال: كان محمية بريطانية استقلت عام 1960، واندمجت مع الصومال الذي كان يتبع إيطاليا ليكوّنا معاً جمهورية الصومال.

- تاريخ الانفصال: أعلن إقليم «أرض الصومال» الاستقلال عن جمهورية الصومال في 18 مايو (أيار) عام 1991، بعد نحو 3 أشهر من انهيار الحكم المركزي في الصومال، عقب الإطاحة بالرئيس الصومالي السابق محمد سياد بري.

- أول استفتاء: في أغسطس (آب) 2000، طرحت حكومة الإقليم نسخاً من دستور مقترح ينص على الانفصال النهائي عن الصومال، وتم إجراء استفتاء عليها في 31 مايو (أيار) 2001، وصوّت لصالحه 97.1 في المائة، وفي عام 2016 احتفلت بمرور 25 سنة على تلك الخطوة.

- مفاوضات بارزة: خاضت سلطتا مقديشو وهرجيسا مباحثات بدأت عام 2012، وتواصلت وكان أحدثها في 2020، وأواخر 2023 دون اتفاق.

- توترات بارزة: مطلع 2024، تم توقيع إثيوبيا وأرض الصومال مذكرة تفاهم تسمح لأديس أبابا غير الساحلية باستئجار 20 كيلومتراً حول ميناء بربرة تتيح لها إمكانية الوصول إلى البحر الأحمر لمدة 50 سنة لأغراضها البحرية والتجارية، مقابل الاعتراف بأرض الصومال، ورفضت المذكرة مقديشو والجامعة العربية. وفي نهاية أغسطس (آب)، أرسلت إثيوبيا مندوباً جديداً بدرجة سفير إلى أرض الصومال، وذلك لأول مرة منذ بدء العلاقات بين أديس أبابا والإقليم.

وعقب نحو شهر من توقيع مصر، المتوترة علاقاتها مع أديس أبابا، اتفاقاً دفاعياً مع الصومال في أغسطس (آب) 2024، أقدمت سلطات «أرض الصومال» على إغلاق مكتبة الثقافة المصرية، أول مكتبة عامة بالإقليم، التي بنتها القاهرة منذ عقود، وأمهلت موظفيها 72 ساعة لمغادرة البلاد، وتلتها دعوة سفارة مصر في مقديشو رعاياها بأرض الصومال إلى مغادرة الإقليم، بسبب اضطراب الوضع الأمني.

- الرئيس: في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، فاز زعيم المعارضة عبد الرحمن محمد عبد الله «عرّو» بالانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم 13 من الشهر نفسه، بنسبة 63 في المائة من الأصوات، متغلباً على سلفه موسى بيحي عبدي الذي شغل منصب الرئيس منذ ديسمبر (كانون الأول) 2017.

أرض الصومال والفلسطينيون

ربط حديث إسرائيلي للمرة الأولى، في فبراير (شباط) الماضي، بين احتمال اعتراف أميركي بإقليم أرض الصومال، وقبوله بـ«تهجير» الفلسطينيين إليه، مع تحذير رسمي من مقديشو من تداعيات ذلك الاعتراف واستبعاد حدوثه.

قاعدة أميركية حول بربرة

ولاقت تسريبات إعلامية أميركية بشأن محادثات لواشنطن مع «أرض الصومال»، في مارس (آذار)، حول مقترح إنشاء قاعدة عسكرية أميركية حول مدينة بربرة الساحلية الاستراتيجية الرئيسية، صدى في إعلام صومالي. وكانت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، قد نقلت عن مسؤول أميركي كبير، لم تذكر اسمه، أن «إدارة ترمب بدأت مفاوضات مع قيادة أرض الصومال بشأن الاعتراف الرسمي».

وتتمحور «المناقشات المُعلنة حول اهتمام واشنطن بتأمين وجود عسكري طويل الأمد في بربرة، وهو ميناء عميق المياه على خليج عدن أصبح محوراً للتنافس الجيوسياسي في القرن الأفريقي»، حسب الموقع الإخباري «الصومال الجديد»، لافتاً النظر إلى أن قلق الولايات المتحدة يتزايد بشأن النفوذ الصيني المتنامي في المنطقة، لا سيما بعد أن حصلت بكين على قاعدة عسكرية في جيبوتي المجاورة.