هل يحسم سلاح الجو حرب نيجيريا ضد إرهاب «بوكو حرام»؟

بعد صفقات مع الأميركيين والصينيين... توجه نحو الإيطاليين

رئيس أركان القوات الجوية النيجيرية المارشال حسن أبو بكر يتجول في مصنع الطائرات الإيطالية (وزارة الدفاع النيجيرية)
رئيس أركان القوات الجوية النيجيرية المارشال حسن أبو بكر يتجول في مصنع الطائرات الإيطالية (وزارة الدفاع النيجيرية)
TT

هل يحسم سلاح الجو حرب نيجيريا ضد إرهاب «بوكو حرام»؟

رئيس أركان القوات الجوية النيجيرية المارشال حسن أبو بكر يتجول في مصنع الطائرات الإيطالية (وزارة الدفاع النيجيرية)
رئيس أركان القوات الجوية النيجيرية المارشال حسن أبو بكر يتجول في مصنع الطائرات الإيطالية (وزارة الدفاع النيجيرية)

بدأت نيجيريا تجديد أسطول سلاحها الجوي، بالاعتماد على الطائرات الإيطالية، وذلك ضمن خطة لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية، خصوصاً جماعة «بوكو حرام» الموالية لتنظيم «داعش»، وهي التي بدأت تعيد تنظيم صفوفها في منطقة حوض بحيرة تشاد.

العسكريون النيجيريون يعولون على الطائرة لتحقيق مكاسب ضد «بوكو حرام» (وزارة الدفاع النيجيرية)

وشنت «بوكو حرام»، خلال عام 2024، مئات الهجمات الإرهابية، في مناطق مختلفة من نيجيريا، وفي النيجر وتشاد المجاورتين، وكان آخر هجماتها الدامية، الأسبوع الماضي، حين استهدفت ثكنة عسكرية تابعة لجيش تشاد، وقتلت عشرات الجنود.

ورغم أن دول حوض بحيرة تشاد شكلت قوة عسكرية إقليمية مشتركة، وحققت مكاسب مهمة على الأرض ضد «بوكو حرام»، فإن مقاتلي «بوكو حرام» وشبكات تهريب أخرى، يتخذون من المناطق الوعرة والنائية قواعد خلفية يحتمون بها، بسبب صعوبة الوصول إليها براً.

الأميركيون أولًا

قادة الجيش النيجري يعتقدون أنه من أجل القضاء بشكل نهائي على «بوكو حرام»، فلا بد من «تجديد سلاح الجو»، وذلك ما دفعهم في البداية للتوجُّه نحو الولايات المتحدة، لعقد صفقة أسلحة لا تزال تراوح مكانها دون أن تتقدم.

رئيس أركان القوات الجوية النيجيرية المارشال حسن أبو بكر وهو يجلس داخل إحدى الطائرات (وزارة الدفاع النيجيرية)

في شهر أبريل (نيسان) من عام 2022، أعطت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، الضوء الأخضر لنيجيريا لشراء «طائرات هليكوبتر هجومية متقدمة»، في صفقة بلغت قيمتها نحو مليار دولار أميركي.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها أشعرت الكونغرس بالصفقة، وأضافت أنها تشمل أنظمة توجيه ورؤية ليلية واستهداف، بالإضافة إلى محركات ودعم التدريب، ولكن الصفقة ثار حولها كثير من الجدل بسبب «سجل حقوق الإنسان» في نيجيريا، واحتجَّت عليها حركة انفصالية في إقليم البيافرا النيجيري، واتهمت الولايات المتحدة بتزويد أبوجا بأسلحة لإبادة سكان الإقليم.

السوق الإيطالية

في هذه الأثناء، توجه العسكريون النيجيريون نحو إيطاليا؛ حيث أبرموا صفقة مع شركة «ليوناردو (S.P.A)» الإيطالية، ستحصل بموجبها نيجيريا على 24 طائرة عسكرية هجومية من طراز «إم 346»، و10 طائرات هليكوبتر من طراز «إي دبليو 109 تراكير».

وتوقع المتحدث باسم القوات الجوية النيجيرية، أولوسولا أكينبوييوا، أن يبدأ تسلم الدفعة الأولى من الطائرات الهجومية الإيطالية مطلع العام المقبل (2025)، وقال إن بعثة من قيادة الجيش زارت إيطاليا أكتوبر (تشرين الأول) الماضي للاطلاع على هذه الطائرات ومدى جاهزيتها.

وأوضح المصدر ذاته أن البعثة العسكرية كانت بقيادة رئيس أركان القوات الجوية النيجيرية، المارشال حسن أبو بكر، وقد التقت البعثة مع مسؤولي شركة «ليوناردو»، الذين أكدوا، خلال المباحثات، أن أول 3 طائرات من طراز «إم 346»، من المتوقَّع تسليمها بحلول أوائل عام 2025، على أن تستمر عمليات التسليم حتى منتصف 2026.

وبحسب المصدر ذاته، فإن الشحنة الأولى من طائرات الهليكوبتر من طراز «Trekker» يُتوقَّع تسليمها مطلع عام 2026. وهو ما اعتبر المتحدث باسم القوات الجوية النيجرية أنه «خطوة رئيسية نحو تجديد الأسطول».

وناقش العسكريون النيجيريون مع مسؤولي الشركة الإيطالية إمكانية إقامة مركز لصيانة هذه الطائرات في نيجيريا، وذلك من أجل تقديم الدعم طويل الأجل، لا سيما لأسطول الطائرات الهجومية من طراز «M - 346».

الحل في السماء

زادت نيجيريا حجم الإنفاق العسكري، خلال السنوات الأخيرة، مع تركيز واضح على صفقات الطيران العسكري، وهي ترفع شعار «القضاء على بوكو حرام»، ومواجهة خطر العصابات الإجرامية التي تختطف المواطنين وتسرق النفط.

واندلع تمرد «بوكو حرام» عام 2009، لتكبد نيجيريا خسائر كبيرة في الأرواح، مع خسائر اقتصادية فادحة، وهي صاحبة الاقتصاد الأقوى في غرب أفريقيا المنتج الأول للنفط في القارة، والبلد الأفريقي الأكبر من حيث تعداد السكان (232 مليون نسمة).

بدأت نيجيريا تجديد أسطول سلاحها الجوي بالاعتماد على الطائرات الإيطالية (وزارة الدفاع النيجيرية)

وتواجه نيجيريا، بالإضافة إلى خطر الجماعات الإرهابية، مخاطر العصابات المسلحة في الشمال الغربي، والتمرد المسلح الذي يقوده الانفصاليون في إقليم البيافرا، بالإضافة إلى تحديات إقليمية، تتمثل في سباق تسلح تشهده منطقة الساحل وغرب أفريقيا، مع الإقبال الكبير على السلاح الروسي والتركي والصيني.

في هذا السياق، أبرمت نيجيريا كثيراً من صفقات السلاح؛ حيث تسلمت في يونيو (حزيران) الماضي طائرتَي هليكوبتر من طراز «Huey»، كما سبق أن حصلت على طائرتي «Trekker»، وطائرتين أميركيتين خفيفتين من طراز «إي - 29 سيبير توكانو» تسلمتهما عام 2021.

وتستعد نيجيريا لتسلم طائرات مسيرة صينية من طراز «Wing Loong II».


مقالات ذات صلة

أحكام تتراوح بين السجن 3 سنوات والإعدام لـ7 أردنيين دينوا في «أحداث إرهابية»

المشرق العربي علم الأردن في العاصمة عمان (أ.ف.ب)

أحكام تتراوح بين السجن 3 سنوات والإعدام لـ7 أردنيين دينوا في «أحداث إرهابية»

أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية، اليوم الاثنين، أحكاماً تراوحت بين السجن 3 سنوات والإعدام بحق 7 أردنيين دينوا بالإرهاب على خلفية قتل أربعة رجال أمن عام 2022.

«الشرق الأوسط» (عمان)
الخليج ضابط صومالي في موقع تفجير استهدف طابوراً من المجندين المسجلين في قاعدة «دامانيو» العسكرية (رويترز)

السعودية تُدين وتستنكر الهجوم الانتحاري على قاعدة «زيرو دامانيو» في مقديشو

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة، بأشد العبارات، الهجوم الانتحاري على قاعدة «زيرو دامانيو» العسكرية في العاصمة الصومالية مقديشو.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أفريقيا أطباء وممرضون يعالجون شاباً مصاباً في المستشفى الصومالي - السوداني بمقديشو 18 مايو 2025. حيث قُتل أشخاص عدة وجُرح آخرون عندما استهدف انتحاري يُعتقد أنه من «حركة الشباب» مركزاً للتجنيد (إ.ب.أ)

الصومال: الأجهزة الأمنية تعمل على التأكد من حصيلة خسائر هجوم انتحاري في قاعدة عسكرية

قالت الحكومة الصومالية إن الأجهزة الأمنية تعمل على التأكد من حصيلة الخسائر جراء تفجير انتحاري أمام قاعدة دامانيو العسكرية في العاصمة مقديشو صباح الأحد، وسط…

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
آسيا مسؤول أمني من «طالبان» يُصلي خلال حفل توزيع حصص غذائية على اللاجئين الأفغان العائدين مؤخراً من باكستان وإيران المجاورتين في كابل 18 مايو 2025 (إ.ب.أ)

إطلاق سراح نحو 200 مهاجر أفغاني من سجون باكستانية

أعلنت وزارة اللاجئين والعودة إلى الوطن، التابعة لحركة «طالبان»، الأحد، أنه جرى إطلاق سراح 193 مهاجراً أفغانياً من سجون باكستانية، خلال اليومين الماضيين. …

«الشرق الأوسط» (كابل)
آسيا جرحى في انفجار بمنطقة قلعة عبد الله يتلقون العلاج الطبي بعد نقلهم إلى مستشفى في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان بباكستان 19 مايو 2025 (إ.ب.أ)

مقتل 4 أشخاص وإصابة 20 آخرين في انفجار بجنوب غربي باكستان

قال مسؤول حكومي، الاثنين، إن سيارة مفخخة انفجرت بالقرب من سوق بجنوب غربي باكستان؛ ما أودى بحياة أربعة أشخاص و إصابة 20 آخرين.

«الشرق الأوسط» (كويتا)

الصومال: الأجهزة الأمنية تعمل على التأكد من حصيلة خسائر هجوم انتحاري في قاعدة عسكرية

أطباء وممرضون يعالجون شاباً مصاباً في المستشفى الصومالي - السوداني بمقديشو 18 مايو 2025. حيث قُتل أشخاص عدة وجُرح آخرون عندما استهدف انتحاري يُعتقد أنه من «حركة الشباب» مركزاً للتجنيد (إ.ب.أ)
أطباء وممرضون يعالجون شاباً مصاباً في المستشفى الصومالي - السوداني بمقديشو 18 مايو 2025. حيث قُتل أشخاص عدة وجُرح آخرون عندما استهدف انتحاري يُعتقد أنه من «حركة الشباب» مركزاً للتجنيد (إ.ب.أ)
TT

الصومال: الأجهزة الأمنية تعمل على التأكد من حصيلة خسائر هجوم انتحاري في قاعدة عسكرية

أطباء وممرضون يعالجون شاباً مصاباً في المستشفى الصومالي - السوداني بمقديشو 18 مايو 2025. حيث قُتل أشخاص عدة وجُرح آخرون عندما استهدف انتحاري يُعتقد أنه من «حركة الشباب» مركزاً للتجنيد (إ.ب.أ)
أطباء وممرضون يعالجون شاباً مصاباً في المستشفى الصومالي - السوداني بمقديشو 18 مايو 2025. حيث قُتل أشخاص عدة وجُرح آخرون عندما استهدف انتحاري يُعتقد أنه من «حركة الشباب» مركزاً للتجنيد (إ.ب.أ)

قالت الحكومة الصومالية إن الأجهزة الأمنية تعمل على التأكد من حصيلة الخسائر جراء تفجير انتحاري أمام قاعدة دامانيو العسكرية في العاصمة مقديشو صباح الأحد، وسط أنباء عن مقتل ما لا يقل عن عشرة.

وأضافت الحكومة الصومالية في بيان صادر عن وزارة الإعلام أن المهاجم كان يسعى لاستهداف عدد كبير من المواطنين.

ولم تكشف الحكومة الصومالية بعد عن مزيد من التفاصيل.

أطباء وممرضون يعالجون شاباً مصاباً في المستشفى الصومالي - السوداني بمقديشو 18 مايو 2025 (إ.ب.أ)

وأعلنت «حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، مسؤوليتها عن هجوم انتحاري استهدف، الأحد، ثكنة عسكرية في مقديشو، وأدى إلى سقوط قتلى، بحسب الحكومة الصومالية وشهود.

وأوضحت الحكومة وشهود أن انتحارياً بلباس مدني نفّذ الهجوم، مستهدفاً ثكنة زيرو دامانيو العسكرية في جنوب مقديشو، حيث كان يصطف المجندون للالتحاق بالجيش. وجاء في بيان لوزارة الإعلام الصومالية: «وقع هجوم انتحاري هذا الصباح الساعة 09.20 أمام ثكنة زيرو دامانيو»، مشيراً إلى أن«قوات الأمن موجودة في الموقع، وقد فتحت تحقيقاً».

وأضاف البيان: «أُبلغ عن سقوط ضحايا، لكن التفاصيل لا تزال قيد التحقق».

وأدانت وزارة الخارجية المصرية في بيان الهجوم الذي أسفر عن «مقتل وإصابة العشرات».

وأعربت مصر عن «تضامنها» مع الصومال، وقدمت «تعازيها» للحكومة الصومالية وأسر الضحايا.

وأفاد شهود لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بوجود جثث عدة في منطقة الانفجار. وقال آدان ياري، وهو سائق حافلة أجرة صغيرة صادف مروره في المنطقة: «كان ثمة أشخاص يصطفون لدخول المعسكر. وهزّ الانفجار عربتي، وعندما توقفت والتفتُّ، رأيتُ أشخاصاً عدة ممددين، بعضهم قتلى وآخرون مصابون».

أحرزت «حركة الشباب» تقدماً وشنت هجمات كبيرة في الأشهر الماضية في هذا البلد الفقير، الواقع في إحدى أكثر المناطق عرضة لتغير المناخ.

في مارس (آذار)، أعلنت الحركة مسؤوليتها عن تفجير قنبلة كادت أن تصيب موكب الرئيس. وفي مطلع أبريل (نيسان)، أطلقت قذائف عدة قرب مطار العاصمة.

في حين أعلن الجيش الصومالي، عن تمكنه من تدمير مواقع كانت تسيطر عليها «حركة الشباب» الإرهابية جنوب البلاد. وأفادت وكالة الأنباء الصومالية، الاثنين، بأن قوات الجيش نفذت عملية عسكرية في مناطق بضواحي مدينة براوي، مشيرة إلى تمكنها من تدمير مواقع كانت تسيطر عليها الجماعة الإرهابية وطرد عناصرها.

وقالت الشرطة الصومالية لوكالة الأنباء الألمانية إن المهاجم تمكن من الوصول إلى منشأة عسكرية، حيث فجَّر نفسه بين 200 شاب، كانوا يصطفون للتجنيد بالجيش.

ضابط عسكري صومالي يؤمّن موقع انفجار استهدف طابوراً من المجندين الشباب المسجلين بقاعدة دامانيو العسكرية في منطقة هودان بمقديشو 18 مايو 2025 (رويترز)

وأعلنت «جماعة الشباب»، وهي جماعة متمردة تسعى لإقامة دولة متطرفة في الصومال مسؤوليتها عن الهجوم.

وقالت الشرطة إن 16 شخصاً آخرين أصيبوا في الحادث مع توقع ارتفاع عدد القتلى بشكل أكبر.

وتم سماع دوي الانفجار في مناطق عدة من المدينة.

وأعلنت «حركة الشباب» مسؤوليتها عبر محطتها الإذاعية أنها قتلت العشرات من المجندين الجدد. واتهمت الجماعة، التي لها صلة بشبكة «القاعدة» الإرهابية الحكومة باستغلال الشباب العاطلين عن العمل لإرسالهم للقتال ضد الميليشيات.