«القاعدة» يشنّ هجوماً في شمال بنين ويقتل 12 شخصاً

التنظيم الإرهابي يواصل توسعه في غرب أفريقيا

جنود من الجيش في بنين يتجولون في محمية طبيعية (متداولة)
جنود من الجيش في بنين يتجولون في محمية طبيعية (متداولة)
TT

«القاعدة» يشنّ هجوماً في شمال بنين ويقتل 12 شخصاً

جنود من الجيش في بنين يتجولون في محمية طبيعية (متداولة)
جنود من الجيش في بنين يتجولون في محمية طبيعية (متداولة)

كثّفت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» الموالية لتنظيم «القاعدة»، هجماتها في شمال دولة بنين، الواقعة في غرب القارة الأفريقية، وقتلت ما لا يقل عن 12 شخصاً في هجوم هو الأخير من سلسلة هجمات داخل محمية طبيعية على الحدود مع النيجر وبوركينا فاسو.

عسكري في متنزه وطني في بنين مُغلق بسبب الإرهاب (وكالات)

وقالت منظمة «حدائق أفريقيا» غير الحكومية، التي تتولى الإشراف على المحمية الطبيعية، إن سبعة من أفراد قوات الأمن وخمسة من حراس المحميات العاملين معها، لقوا حتفهم في الهجوم الإرهابي الذي استهدف محمية «دبليو» الوطنية في شمال بنين.

وأشارت مصادر محلية إلى أن منفذي الهجوم الإرهابي، كانوا على متن دراجات نارية، وبدأ هجومهم باستهداف برج للاتصالات كان تحت حراسة الجنود، من أجل قطع أي صلة بالخارج، ثم سيطروا على الموقع لفترة من الوقت قبل الانسحاب، في حين أكدت المصادر نفسها أن عدداً من الجنود كانوا في الموقع نجوا بعد أن فرّوا من المكان، بينما لا يزال آخرون في عداد المفقودين.

وأوضحت المنظمة أن الهجوم وقع بالقرب من نهر ميكرو، الذي يعبر المحمية الطبيعية الممتدة على مساحة تزيد على 10 آلاف كيلومتر مربع؛ ما يجعلها واحدة من أكبر وأهم المحميات الطبيعية في غرب أفريقيا.

وظلت هذه المحمية مستهدفة من طرف مسلحي تنظيم «القاعدة» خلال السنوات الأخيرة؛ كونها موقعاً استراتيجياً سيمكنهم من التوسع أكثر في غرب القارة الأفريقية، خاصة وأن المحمية محاذية لدولتي النيجر وبوركينا فاسو، وغير بعيدة من دول أخرى مثل التوغو وكوت ديفوار ونيجيريا.

متنزه وطني على حدود نيجيريا وبنين مُغلق منذ عام بسبب الإرهاب (متداولة)

ورغم أن السلطات في بنين كثّفت خلال السنوات الأخيرة من تواجدها العسكري في المحمية الطبيعية، فإنها لم تكشف عن أي معلومات حول الهجوم الإرهابي الأخير، في حين نقلت صحف محلية عن مصادر أمنية وعسكرية أن قائد أركان الجيش في بنين أمر بشنّ هجوم مضاد على الفور لملاحقة الإرهابيين، بينما شرع رجال القوات المسلحة في بنين في تمشيط المنطقة وملاحقة الإرهابيين.

وأضافت هذه الصحف أن القوات العسكرية دمّرت معسكراً كان يستخدمه الإرهابيون قاعدةً خلفيةً لشنّ الهجمات في المحمية الطبيعية، ولكن لم تكشف أي جهة رسمية عن تفاصيل حول ما يجري ميدانياً، في ظل الحديث عن جنود مفقودين.

وتصاعدت وتيرة الهجمات الإرهابية في شمال دولة بنين، وأصبحت هذه الهجمات شبه أسبوعية، في حين يشنّ الجيش عمليات عسكرية خاطفة ضد مواقع الجماعات الإرهابية المتمركزة بشكل أساسي على الحدود مع النيجر وبوركينا فاسو، وكانت آخر عملية للجيش قد نفذها مايو (أيار) الماضي، وقتل خلالها ثمانية إرهابيين.

وجاء في وثيقة سرية صادرة عن الجيش، ونشرها الإعلام المحلي: «إن العملية العسكرية الخاصة أسفرت عن تدمير قواعد لوجيستية تابعة لتنظيم (القاعدة) داخل بنين، ومصادرة كميات كبيرة من المعدات والأسلحة والذخيرة».


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
TT

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

استعادت جماعة «بوكو حرام» الموالية لـ«تنظيم داعش» الإرهابي، قدرتها على المبادرة والهجوم في مناطق مختلفة بشمال نيجيريا، وشنّت هجوماً استهدف قاعدة عسكرية تابعة للجيش، قُتل فيه خمسة جنود على الأقل، وأُصيب عشرة جنود، فيما قال الجيش إنه قتل أكثر من خمسين من عناصر الجماعة الإرهابية.

وقالت قيادة الجيش النيجيري في بيان، إن الهجوم الإرهابي الذي شنّه فرع من جماعة «بوكو حرام»، في غرب أفريقيا، استهدف القوات المتمركزة بموقع عمليات التثبيت بقرية «كاريتو»، بولاية بورنو، في أقصى شمال شرقي نيجيريا، على الحدود مع دولة النيجر.

البيان الصادر عن مدير الإعلام العسكري، اللواء إدوارد بوبا، قال إن الهجوم الإرهابي وقع بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، ووصفه بأنه «كان منسقاً»، قبل أن يؤكد «مقتل خمسة جنود وإصابة عشرة آخرين بجروح، بالإضافة إلى فقدان أربعة جنود آخرين».

من عملية ضد جماعة «بوكو حرام» (أرشيفية متداولة)

وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم قيادة الجيش إن «القوات المسلحة نجحت في القضاء على عدد من الإرهابيين، واستعادة أسلحة كانت بحوزتهم»، مشيراً إلى تكبد الجيش خسائر مادية «فادحة»، حيث إن منفذي الهجوم الإرهابي أحرقوا بعض المعدات «بما في ذلك شاحنة محملة بالأسلحة، وثلاث مركبات تكتيكية، وجرافة».

وأطلق الجيش النيجيري عملية تعقب بقيادة وحدة من قوات الدعم مع غطاء جوي، وقال إن الهدف هو «استكشاف المنطقة بشكل عام، ومسارات انسحاب الإرهابيين»، وفق تعبير البيان.

وتسعى القوات النيجيرية إلى قطع الطريق أمام منفذي الهجوم الإرهابي، بهدف استعادة الجنود المفقودين، في ظل توقعات بأن الإرهابيين «اختطفوهم» ليكونوا دروعاً بشرية تحميهم من أي قصف جوي.

صورة أرشيفية لهجوم شنّته جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا (رويترز)

الهجوم الإرهابي استهدف قرية «كاريتو»، التي لا تبعد سوى 153 كيلومتراً عن العاصمة الإقليمية مايدوجوري، وهي المقر الرئيس لـ«الكتيبة 149» التابعة للجيش النيجيري، التي تشارك بنشاط في عمليات محاربة الإرهاب، كما استهدف معاقل فرعي جماعة «بوكو حرام»، الموالية لتنظيمي «داعش» و«القاعدة».

وقالت قيادة الجيش النيجيري إن «هذا الهجوم لن يثني القوات المسلحة النيجيرية عن القضاء على الإرهاب والتمرد والتحديات الأمنية الأخرى التي تواجه البلاد»، وأعربت عن تعويلها على تعاون السكان المحليين في ملاحقة الإرهابيين.

وأعلن حاكم ولاية بورنو، باباغانا زولوم، عن وقوفه إلى جانب القوات المسلحة النيجيرية، وأضاف في بيان صحافي أن الهجوم «يعيد إلى الأذهان مستوى وحشية العناصر الإرهابية لجماعة (بوكو حرام)».

وبينما أعلن عدد من كبار قادة الجيش في نيجيريا عن انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»، والاقتراب من القضاء عليها بشكل نهائي، بدأت الجماعة تعيد ترتيب صفوفها، وإظهار قدرات جديدة على المبادرة والهجوم.

ففي حادث منفصل، نصب مسلحون من «بوكو حرام»، الثلاثاء، كميناً لفريق مراقبة من قوات الأمن والدفاع المدني النيجيرية، كان يتفقد منشآت الشبكة الوطنية للكهرباء والطاقة في إقليم النيجر التابع لنيجيريا.

مسلحو «بوكو حرام» خلَّفوا الخراب والدمار في ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال المتحدث باسم قوات الأمن والدفاع المدني أفولابي باباوالي، إن خطوط الشبكة الوطنية للطاقة تعرضت مؤخراً لهجمات إرهابية تخريبية، وقد أسفرت عن انقطاع واسع للتيار الكهربائي في أقاليم شمال نيجيريا.

وأوضح المتحدث أنه «حينما كانت فرق الأمن تتفقد خطوط الشبكة الوطنية، تعرضت لهجوم إرهابي نفذه أكثر من 200 مسلح نصَبوا كميناً من قمة أحد التلال»، مشيراً في السياق ذاته إلى أن المواجهات بين الطرفين «أسفرت عن مقتل أكثر من خمسين إرهابياً، فيما يوجد سبعة جنود في عداد المفقودين».

وتتزامن هذه الهجمات الإرهابية المتفرقة، مع معارك طاحنة تجري منذ أسابيع ما بين جيش تشاد ومقاتلي «بوكو حرام» في منطقة حوض بحيرة تشاد، التي تُوصف بأنها «العمق الاستراتيجي» للتنظيم الإرهابي، حيث توجد قواعده الخلفية وسط الغابات والجزر المترامية في واحدة من أكبر المناطق الرطبة في أفريقيا.