القوات الأميركية ستنسحب من النيجر وتشاد بعد فشل المفاوضات على شروط العلاقات المشتركة

دون التوصل إلى التعاون الأمني الذي يلبي احتياجات الجانبين

الجنرال إبراه بولاما حاكم أغاديز يتحدث خلال مسيرة للاحتجاج على الوجود العسكري الأميركي في أغاديز بالنيجر في 21 أبريل 2024 (رويترز)
الجنرال إبراه بولاما حاكم أغاديز يتحدث خلال مسيرة للاحتجاج على الوجود العسكري الأميركي في أغاديز بالنيجر في 21 أبريل 2024 (رويترز)
TT

القوات الأميركية ستنسحب من النيجر وتشاد بعد فشل المفاوضات على شروط العلاقات المشتركة

الجنرال إبراه بولاما حاكم أغاديز يتحدث خلال مسيرة للاحتجاج على الوجود العسكري الأميركي في أغاديز بالنيجر في 21 أبريل 2024 (رويترز)
الجنرال إبراه بولاما حاكم أغاديز يتحدث خلال مسيرة للاحتجاج على الوجود العسكري الأميركي في أغاديز بالنيجر في 21 أبريل 2024 (رويترز)

فشلت الجهود السياسية والدبلوماسية التي بذلتها الولايات المتحدة مع السلطات العسكرية بالنيجر، في التوصل إلى شكل من أشكال التعاون الأمني الذي يمكن أن يلبي احتياجات الجانبين واهتماماتهم.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن المحادثات مع المجلس العسكري، المستمرة منذ يوليو (تموز)2023، فشلت في التوصل إلى تفاهمات، وستبدأ هذا الأسبوع والأسبوع المقبل مفاوضات بشأن «انسحاب منظم ومسؤول» في العاصمة النيجرية نيامي.

متظاهرون يحملون لافتة خلال مسيرة احتجاجية للمطالبة بانسحاب القوات الأميركية من النيجر في أغاديز بالنيجر 21 أبريل 2024 (رويترز)

ويتمركز أكثر من 1000 جندي أميركي في قاعدة عسكرية رئيسية في النيجر، وتعد مركزا لعمليات الجيش الأميركي لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل. ويأتي قرار سحب القوات، استجابة لطلب من القيادة العسكرية التي استولت على السلطة في انقلاب في يوليو (تموز) 2023. وألغى المجلس العسكري اتفاق تعاون عسكري مع الولايات المتحدة في مارس (آذار). وبرر المتحدث باسم المجلس أمادو عبد الرحمن إنهاء الاتفاق بدعوى اتباع وفد أميركي «سلوكاً متعالياً»، وتوجيهه تهديداً مزعوماً بالانتقام من المجلس.

نيجيريون يتجمعون للاحتجاج على الوجود العسكري الأمريكي في أغاديز بالنيجر في 21 أبريل 2024. (رويترز )

الانسحاب قد يستغرق أشهراً

غير أن انسحاب القوات الأميركية المتوقع من النيجر والذي قد يستغرق أشهراً، وفق البنتاغون، لم يكن الانسحاب الوحيد المتوقع. فقد أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها ستسحب عشرات من القوات الخاصة الأميركية من تشاد المجاورة في الأيام المقبلة. وهو ما عد ثاني ضربة كبيرة خلال أسبوع للأمن الأميركي وسياسة مكافحة الإرهاب في منطقة مضطربة بغرب أفريقيا ووسطها.

ويأتي قرار سحب نحو 75 من أفراد القوات الخاصة العاملين في نجامينا، عاصمة تشاد، استجابة لطلبات الحكومات الأفريقية بإعادة التفاوض على القواعد والشروط التي يمكن أن يعمل بموجبها الأفراد العسكريون الأميركيون، غير أن محللين يقولون إن كلا البلدين يريد شروطاً مع الولايات المتحدة تخدم مصالحهما بشكل أفضل. ويعد قرار الانسحاب من النيجر نهائياً، لكن مسؤولين أميركيين قالوا إنهم يأملون في استئناف المحادثات بشأن التعاون الأمني ​​بعد الانتخابات في تشاد في السادس من مايو (أيار). وقبل استيلاء الجيش على السلطة، كان يُنظر إلى النيجر على أنها حليف وثيق في الحرب ضد الإرهاب والهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وأنها شريك ديمقراطي وحيد للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في المنطقة.

تظاهر يحمل لافتة كتب عليها "تحيا النيجر" خلال مسيرة احتجاجية للمطالبة بانسحاب القوات الأمريكية من النيجر، في أغاديز، النيجر، 21 أبريل 2024 (أ.ب.أ)

رحيل المستشارين العسكريين الأميركيين

ويأتي رحيل المستشارين العسكريين الأميركيين من كلا البلدين في الوقت الذي تبتعد فيه النيجر، وكذلك مالي وبوركينا فاسو، عن سنوات من التعاون مع الولايات المتحدة، وعقد شراكات مع روسيا أو على الأقل استكشاف علاقات أمنية أوثق معها. وأرسلت موسكو للنيجر بداية هذا الشهر، نظام دفاع جوي و100 مدرب عسكري، من قواتها المرتزقة.


مقالات ذات صلة

مقتل 10 أشخاص في هجوم بأفغانستان

آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم بأفغانستان

قال متحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية لوكالة «رويترز» للأنباء، اليوم (الجمعة)، إن 10 أشخاص على الأقل لقوا حتفهم في هجوم بإقليم بغلان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية».

غازي الحارثي (الرياض)
أفريقيا جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

سبق أن أعلن عدد من كبار قادة الجيش بنيجيريا انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا القاتل النرويجي أندرس بيرينغ بريفيك (إ.ب.أ)

«سفاح النرويج» يطلب الإفراج المشروط للمرة الثانية

مَثُل القاتل النرويجي، أندرس بيرينغ بريفيك، الذي قتل 77 شخصاً في حادث تفجير وإطلاق نار عشوائي عام 2011، أمام المحكمة، الثلاثاء، لحضور جلسة استماع بشأن إطلاق

«الشرق الأوسط» (أوسلو)

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
TT

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان؛ أي ما يناهز 60 في المائة من سكان هذا البلد الذي يعاني من العنف والكوارث المناخية، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان، أفقر دول العالم، بسبب أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ عقود، ووصول أعداد كبيرة من اللاجئين من السودان المجاور الذي يعيش حرباً.

وتوقع أحدث تقرير أصدرته الأمم المتحدة ويستند إلى مؤشر «آي بي سي» (الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي) الذي يتضمن خمسة مستويات لعتبة الجوع، زيادة في عدد الأشخاص المعرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر آخر تقييم للوضع أن 7.69 مليون شخص، من ضمنهم 2.1 مليون طفل، سيواجهون في أبريل (نيسان) خطر «عدم التمكن من استهلاك كمية كافية من الغذاء، يعرض حياتهم أو سبل عيشهم لخطر فوري» (أي في المستوى الثالث أو أكثر)، مقابل 7.1 مليون هذا العام.

وسيجد من بينهم 63 ألفاً أنفسهم في وضع «كارثة» غذائية (المرحلة 5) التي تسبق المجاعة.

وتقول ماري إلين ماكغروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان في بيان: «عاماً بعد عام، نلاحظ أن الجوع يبلغ أعلى مستوياته في جنوب السودان».

وأوضحت: «عندما نعاين المناطق التي تشهد أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، فمن الواضح أن مزيجاً من اليأس والنزاع والأزمة المناخية هو السبب الرئيسي».

ويواجه جنوب السودان المعرّض للكوارث المناخية، أسوأ فيضانات منذ عشرات السنين أدت إلى نزوح 380 ألف شخص وتضرر 4.1 مليون، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

كما ينبغي أن يتعامل مع وصول 810 آلاف شخص فروا من الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في السودان المجاور، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد السياسي، تعاني البلاد من الشلل وينخرها الفساد والخلافات الناجمة عن الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل 400 ألف شخص ونزوح الملايين بين عامَي 2013 و2018.

كما أعلنت الحكومة في سبتمبر (أيلول) إرجاء أول انتخابات في تاريخ البلد كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) لعامين.

وتعرّض اقتصاد جنوب السودان إلى ضربة كبيرة حرمته من مصدر عائداته الرئيسي عندما انفجر أنبوب رئيسي للنفط في السودان في فبراير (شباط)؛ ما أدى إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.