إعصار مدغشقر يغيّر مساره ويضرب بقوة... وارتفاع حصيلة الضحايا إلى 18 قتيلاً

شاب يحمل حقيبة بلاستيكية في حين تصل المياه إلى صدره نتيجة الإعصار في مدغشقر (صفحة منظمة «تلي» غير الربحية عبر «فيسبوك»)
شاب يحمل حقيبة بلاستيكية في حين تصل المياه إلى صدره نتيجة الإعصار في مدغشقر (صفحة منظمة «تلي» غير الربحية عبر «فيسبوك»)
TT

إعصار مدغشقر يغيّر مساره ويضرب بقوة... وارتفاع حصيلة الضحايا إلى 18 قتيلاً

شاب يحمل حقيبة بلاستيكية في حين تصل المياه إلى صدره نتيجة الإعصار في مدغشقر (صفحة منظمة «تلي» غير الربحية عبر «فيسبوك»)
شاب يحمل حقيبة بلاستيكية في حين تصل المياه إلى صدره نتيجة الإعصار في مدغشقر (صفحة منظمة «تلي» غير الربحية عبر «فيسبوك»)

أعلنت سلطات مدغشقر ارتفاع حصيلة ضحايا الإعصار الذي ضرب البلاد، الأربعاء الماضي، إلى 18 قتيلاً، في حين جُرفت منازل ونزح أكثر من 20 ألف شخص.

وتسبّبت الرياح العاتية بسقوط أشجار، في حين أغرقت سيول بلدات بسبب الإعصار الذي كان من المفترض ألا يضرب مدغشقر في العمق، لكن مساره تغيّر، فضرب شمال هذه الجزيرة الواقعة في قلب المحيط الهندي شرق أفريقيا الجنوبية.

وبحسب الإحصاءات التي نشرها، اليوم (الجمعة)، المكتب الوطني لإدارة المخاطر والكوارث، أودى الإعصار بحياة 18 شخصاً (مقابل 11 في حصيلة سابقة)، وألحق أضراراً بـ5371 أسرة، وتسبّب بنزوح 20737 شخصاً.

وقالت باسي المقيمة في منطقة سافا في شمال شرقي الجزيرة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه بسبب الفيضانات «لم نأكل شيئاً» و«أصاب المرض أطفالنا بسبب المياه القذرة».

مشهد علوي لغرق المنازل نتيجة الإعصار في مدغشقر (صفحة رئاسة الجمهورية في مدغشقر عبر «فيسبوك»)

وصرّحت، ومياه الأمطار تعلو وجهها: «نطلب المساعدة»، في حين كان السكان حولها يتعاضدون للخروج من المياه العميقة التي أغرقت المنطقة ووصلت إلى مستوى العنق لدى بعضهم.

وغمرت المياه طرقاً وجسوراً كثيرة، متسبّبة بإغلاقها. وقضى البعض غرقاً، في حين توفّي آخرون إثر انهيار منازلهم أو سقوط أشجار، بحسب ما أفادت السلطات.

وصرّح البائع المحلّي فريجين: «لا مأكل لنا. وغمرت المياه كلّ احتياطنا من الفحم وجرفت أكياس الأرز. لا ندري ما العمل». وكانت حركة الإعصار بطيئة، ما تسبّب بمفاقمة آثاره المدمّرة.

وقال الجنرال إيلاك أندرياكاجا، المدير العام للمكتب الوطني لإدارة المخاطر والكوارث، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «الأعاصير المماثلة نادرة. حركته شبه ثابتة».

مشهد علوي لتضرر جسر نتيجة الإعصار في مدغشقر (صفحة رئاسة الجمهورية في مدغشقر عبر «فيسبوك»)

وأوضح: «عندما يتوقف الإعصار في مكان واحد، فإنّه يدمّر البنية التحتية بأكملها. هذا الأمر يتسبّب بعواقب وخيمة على السكّان ويؤدي إلى فيضانات كبيرة».

وأعيد تصنيف الإعصار «غامان» عاصفة مدارية، وتوقّع علماء الأرصاد أن ينحسر اليوم (الجمعة).

ويمتدّ موسم الأعاصير في جنوب غربي المحيط الهادئ عادة من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أبريل (نيسان)، وتتخلّله نحو عشر عواصف في السنة.


مقالات ذات صلة

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد صورة من الأرصاد الجوية تظهر تقدم الإعصار نحو شمال غربي واشنطن (رويترز)

«إعصار القنبلة» يتسبب في انقطاع الكهرباء عن شمال غربي أميركا

اجتاحت عاصفة قوية شمال غربي الولايات المتحدة، الثلاثاء، محملة برياح عاتية وأمطار غزيرة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وسقوط الأشجار.

«الشرق الأوسط» (سياتل)
آسيا صورة بالأقمار الاصطناعية لإعصار «كونغ - ري» وهو يتطور فوق المحيط الهادي مع اقترابه من تايوان (أ.ف.ب)

وفاة شخص وإصابة 73 بسبب إعصار «كونغ - ري» في تايوان

تسبَّبت الرياح القوية والأمطار الغزيرة الناجمة عن إعصار «كونغ - ري» في وفاة شخص وإصابة 73 شخصاً بأنحاء مختلفة من تايوان، بينما فُقد سائحان من جمهورية التشيك.

«الشرق الأوسط» (تايبه)
بيئة تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)

لماذا يجعل الاحتباس الحراري الأعاصير أكثر قوة؟

يؤدي الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات حرارة مياه المحيطات؛ مما يجعل الأعاصير أكثر قوة. ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون هناك المزيد من الأعاصير.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا أشخاص يعبرون نهراً بجوار جسر بعد أن فاض النهر بسبب الأمطار الغزيرة الناجمة عن العاصفة الاستوائية «ترامي» في لوريل بمقاطعة باتانغاس جنوب مانيلا 25 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

عاصفة تضرب شمال الفلبين وتخلّف 65 قتيلاً

ابتعدت العاصفة الاستوائية «ترامي» عن شمال غرب الفلبين، الجمعة، مسفرة عن مقتل 65 شخصاً على الأقل في انهيارات أرضية وفيضانات واسعة النطاق.

«الشرق الأوسط» (مانيلا)

«الأمم المتحدة»: حلفاء الأطراف المتحاربة بالسودان يسهمون في «المجازر»

مواطنون يتجمعون للحصول على المياه بالعاصمة السودانية الخرطوم (أ.ب)
مواطنون يتجمعون للحصول على المياه بالعاصمة السودانية الخرطوم (أ.ب)
TT

«الأمم المتحدة»: حلفاء الأطراف المتحاربة بالسودان يسهمون في «المجازر»

مواطنون يتجمعون للحصول على المياه بالعاصمة السودانية الخرطوم (أ.ب)
مواطنون يتجمعون للحصول على المياه بالعاصمة السودانية الخرطوم (أ.ب)

اتهمت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، حلفاء القوات العسكرية والقوات شبه العسكرية المتحاربة في السودان، أمس الثلاثاء، بـ«تمكين المجازر» التي أودت بحياة أكثر من 24 ألف شخص، وخلفت أسوأ أزمة نزوح في العالم.

وقالت ديكارلو، لمجلس الأمن الدولي: «هذا أمر لا يمكن تصوره». وأضافت: «إنه غير قانوني، ويجب أن يتوقف»، وفق ما نقلت «وكالة الأنباء الألمانية».

ولم تُسمِّ الدول التي تقول إنها تُموّل وتُزوّد بالأسلحة الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» شبه العسكرية، لكنها قالت إن هذه الدول تتحمل مسؤولية الضغط على الجانبين للعمل نحو تسوية تفاوضية للصراع.

وانزلق السودان في الصراع، منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023، عندما اندلعت التوترات المستمرة منذ فترة طويلة بين القادة العسكريين والقادة شبه العسكريين في العاصمة الخرطوم، وانتشرت إلى مناطق أخرى، بما في ذلك غرب دارفور، التي عانت العنف والفظائع في عام 2003. وحذّرت «الأمم المتحدة» مؤخراً من أن البلاد على حافة المجاعة.