رئيس وزراء إثيوبيا: ملء سد النهضة لن يكون محل نقاش بعد الآن

نفى وجود وفيات من الجوع في بلاده

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد (أرشيفية - د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد (أرشيفية - د.ب.أ)
TT
20

رئيس وزراء إثيوبيا: ملء سد النهضة لن يكون محل نقاش بعد الآن

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد (أرشيفية - د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد (أرشيفية - د.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الثلاثاء، إن ملء سد النهضة لن يكون محل نقاش بعد الآن، لكنه أبدى استعداد بلاده للتفاوض حول السد، وتلبية مطالب مصر «بأقصى ما في وسعها».

ونقلت «وكالة الأنباء الإثيوبية» عن رئيس الوزراء تأكيده أيضاً على ضرورة إظهار مصر استعدادها لتلبية مطالب أديس أبابا.

جاءت تصريحات أحمد رداً على استفسارات من مجلس النواب، حيث أشار إلى أن إثيوبيا «مستعدة للاستماع إلى مطالب الشعب المصري الشقيق، وتلبيتها بأقصى ما في وسع إثيوبيا».

وفي سياق متصل، نفى رئيس الوزراء الإثيوبي أن الناس يموتون من الجوع في بلاده، ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، والتي تواجه أزمة غذائية ضخمة بسبب توالي النزاعات الداخلية وموجة جفاف شديدة، وقال رداً على أسئلة النواب في البرلمان، إن «لا أحد يموت من الجوع في إثيوبيا»، إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أن «الناس ربما توفوا بسبب أمراض» مرتبطة بسوء التغذية.

في نهاية يناير (كانون الثاني)، أكد مكتب أمين المظالم الإثيوبي، وهو هيئة فيدرالية مسؤولة عن ضمان الحكم الرشيد واحترام سيادة القانون، تسجيل ما يناهز 400 حالة وفاة بسبب الجوع في منطقتي تيغراي وأمهرة الشماليتين. وأشار مسؤول الهيئة للصحافيين إلى أن هذه الوفيات وقعت خلال الأشهر الستة السابقة، بحسب تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وندد المسؤولون المحليون بوقوع وفيات بسبب الجوع، لكن هذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها هيئة فيدرالية عن هذا الأمر الذي لطالما نفته حكومة آبي.

وأضاف رئيس الوزراء، الثلاثاء: «لا يمكن اتهامنا بتجاهل الجفاف والجوع»، مشيراً إلى أن حكومته خصصت أكثر من 250 مليون دولار «مساعدات غذائية» للمناطق المتضررة، وأكد أن «استخدام الجفاف لأغراض سياسية هو أمر مدان».

في مطلع فبراير (شباط)، تحدث شيفيراو تكليماريام، رئيس لجنة إدارة المخاطر الإثيوبية، وهي هيئة حكومية، والمنسّق المقيم للأمم المتحدة في إثيوبيا رامز الأكبروف، عن «انعدام يثير القلق للأمن الغذائي وزيادة في سوء التغذية».

وأوضحا، في بيان مشترك، أن «معدلات سوء التغذية» في مناطق معينة من البلاد «تتجاوز بالفعل المستويات المحددة عالمياً باعتبارها سمة للأزمة»، إلا أنهما أشارا إلى أن الوضع «لا يمكن مقارنته حالياً بالمجاعة». واعتبرا أن نحو 10.8 مليون شخص قد يعانون من «انعدام الأمن الغذائي» الذي من المتوقع أن يبلغ ذروته خلال موسم الحصاد المقبل (بين انتهاء المخزون والموسم المقبل في يوليو «تموز» - سبتمبر «أيلول»)، في بلد يعتمد فيه 20 مليون شخص من السكان البالغ عددهم 120 مليون نسمة على المساعدات الإنسانية. وأشارا إلى أن «تأثير الجفاف الذي تغذيه ظاهرة الـ(نينيو) مدمر للمجتمعات»، وأن «الظاهرة المناخية كان لها تأثير على أمطار الصيف، مما تسبب في نقص المياه وجفاف المراعي وانخفاض المحاصيل».

وأكدا أن سكان الولايات الإقليمية الشمالية - تيغراي وأمهرة وعفار - الذين لم يتجاوزوا بعد تبعات عامين من النزاع (2020 - 2022) عندما حدث الجفاف، هم الأكثر تضرراً. كما تشهد أمهرة نزاعاً جديداً منذ عدة أشهر. وأكدت عدة مصادر في مجال الإغاثة الإنسانية قابلتها «وكالة الصحافة الفرنسية» في إثيوبيا، خطورة الأزمة الغذائية في إثيوبيا، لكنها أشارت إلى أنه ليس بحوزتها بيانات تؤكد صلة الوفيات مباشرة بالجوع في البلاد.


مقالات ذات صلة

​«سد النهضة»: إثيوبيا تدعو إلى «حوار»... ومصر تشدد على «اتفاقٍ ملزم»

شمال افريقيا جانب من إنشاءات «سد النهضة» (أ.ف.ب)

​«سد النهضة»: إثيوبيا تدعو إلى «حوار»... ومصر تشدد على «اتفاقٍ ملزم»

دعا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مصر والسودان إلى الحوار بشأن قضية «سد النهضة» في وقت تصر القاهرة على ضرورة إبرام اتفاق قانوني ملزم

أحمد إمبابي (القاهرة)
أفريقيا آبي أحمد يتفقد سير العمل بمشروع سد النهضة (حساب رئيس وزراء إثيوبيا على «إكس»)

إثيوبيا تعلن أنها ستدشن سد النهضة خلال الأشهر الستة المقبلة

قال رئيس الوزراء الإثيوبي، الخميس، إن سد النهضة موضع الخلاف على النيل الأزرق سيدشن «خلال الأشهر الستة المقبلة».

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
شمال افريقيا «سد النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على إكس)

ما سيناريوهات مصر للتعامل مع احتمال انهيار «سد النهضة»؟

أبدى وزير الموارد المائية والري المصري، هاني سويلم، قلق بلاده من احتمال انهيار «سد النهضة» الإثيوبي، متحدثاً عن مؤشرات تثير القلق بشأن متانة السد.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية والري في مصر والسودان بالقاهرة (الخارجية المصرية)

مصر والسودان يحذران من استدراج دول حوض النيل إلى نزاع «سد النهضة»

أكدت مصر والسودان، إصرارهما على التوصل إلى «حلول سلمية وسياسية»، في النزاع القائم حول «سد النهضة» الإثيوبي، مع ضرورة إبقاء الخلاف بين الدول الثلاث.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يستقبل نطيره السوداني علي يوسف في القاهرة (أ.ف.ب)

بيان مصري سوداني: الملء الأحادي لسد النهضة يمثل «مخاطر جدية» خاصة على أمان السد

أكد بيان مصري سوداني، اليوم الاثنين، أن الملء الأحادي لسد النهضة الإثيوبي يمثل «مخاطر جدية» لا سيما المتعلقة بأمان السد، مشدداً على ضرورة التوصل لحلول سلمية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

زيمبابوي تبدأ دفع تعويضات لمزارعين بِيض تم الاستيلاء على أراضيهم

فقد نحو 4000 مزارع أبيض منازلهم ومساحات واسعة من أراضيهم في زيمبابوي (أ.ب)
فقد نحو 4000 مزارع أبيض منازلهم ومساحات واسعة من أراضيهم في زيمبابوي (أ.ب)
TT
20

زيمبابوي تبدأ دفع تعويضات لمزارعين بِيض تم الاستيلاء على أراضيهم

فقد نحو 4000 مزارع أبيض منازلهم ومساحات واسعة من أراضيهم في زيمبابوي (أ.ب)
فقد نحو 4000 مزارع أبيض منازلهم ومساحات واسعة من أراضيهم في زيمبابوي (أ.ب)

أعلنت زيمبابوي مباشرة دفع تعويضات للمزارعين البيض الذين فقدوا أراضيهم وممتلكاتهم قبل أكثر من 20 عاماً في «عمليات مصادَرة مزارع مثيرة للجدل»، وغالباً ما شابها العنف، في خطوة تأمل الحكومة أن تُسهم في تحسين العلاقات المتوترة مع الغرب، وفق ما ذكرته وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية للأنباء.

وصرح وزير المالية، مثولي نكوبي، بأن حكومة زيمبابوي وافقت على صرف 3.1 مليون دولار، وهي أول دفعة من نوعها بموجب اتفاق وُقّع بين الرئيس إيمرسون منانغاغوا، والمزارعين البيض الذين صُودرت ممتلكاتهم عام 2020.

وأضاف نكوبي، في بيان هذا الأسبوع، أن هذا المبلغ يُعادل 1 في المائة من إجمالي مبالغ التعويض المطلوبة والبالغة 311 مليون دولار. وأضاف أنه تمت الموافقة على تعويض أصحاب 740 مزرعة، منها 378 مزرعة استفادت من أموال هذه الدفعة الأولى.

وفقد نحو 4000 مزارع أبيض منازلهم ومساحات واسعة من أراضيهم عندما أطلق رئيس الدولة الأفريقية ذات الأغلبية السوداء، روبرت موغابي، برنامج إعادة توزيع الأراضي في عام 2000. وبرر موغابي الذي تُوفي عام 2019، عمليات المصادرة والإخلاء بـ«ضرورة معالجة مشكلة عدم المساواة في توزيع الأراضي خلال الحقبة الاستعمارية» بعد أن نالت الدولة الواقعة في جنوب قارة أفريقيا استقلالها عن حكم الأقلية البيضاء في عام 1980.

وكان بضعة آلاف من المزارعين يمتلكون معظم الأراضي الزراعية الرئيسية في البلاد قبل الإصلاح الزراعي، والذي شهد إعادة توطين نحو 300 ألف أسرة سوداء على الأراضي المُصادَرة، وفقاً لأرقام الحكومة.

ووفقاً للاتفاق، فإنه «سيحصل المزارعون على 1 في المائة من مطالبهم نقداً، مع تسوية باقي التعويضات من خلال إصدار سندات خزانة». وقال نكوبي إن الحكومة أصدرت سندات خزانة تتعلق بالدفعة الأولى من المزارعين الأسبوع الماضي. كما دفعت الحكومة مبلغاً أولياً قدره 20 مليون دولار في فبراير (شباط) لمزارعين أجانب من الدنمارك وألمانيا وهولندا وسويسرا والعديد من دول أوروبا الشرقية كـ«تعويض فيما يتعلق ببرنامج الإصلاح الزراعي» الذي تم تنفيذه على الرغم من «الاتفاقيات الثنائية» التي كانت تحمي ممتلكاتهم من المصادرة.

وتُعدّ هذه التعويضات جزءاً من شروط «إعادة الارتباط الدولي» التي تنتهجها زيمبابوي بعد سنوات من العقوبات والعُزلة التي فرضتها عليها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى. وأظهر الرئيس منانغاغوا بوادر تقارب مع الولايات المتحدة؛ إذ أعلن دعمه لبعض قرارات الرئيس دونالد ترمب المثيرة للجدل، وأيّد تحركات ترمب لترحيل المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة. والأسبوع الماضي، قدّم منانغاغوا دعمه لنظام التعريفات الجمركية الصارم الذي أعلنه ترمب، وقال إن زيمبابوي ستخفض التعريفات الجمركية على السلع الأميركية المستوردة إلى الصفر.

وكان ترمب أعلن في فبراير أن الولايات المتحدة لن تقدم مساعدات أو معونات لدولة جنوب أفريقيا «بعد الآن»، تنديداً منه بقانون لمصادرة الممتلكات يعتبره تمييزياً بحق المزارعين البيض.

وقال ترمب إن «هذا القانون سيسمح لحكومة جنوب أفريقيا بالاستيلاء على الممتلكات الزراعية للأقلية العرقية الأفريقية دون تعويض»، وأصدر أمراً تنفيذياً بتجميد أي تمويل ما دامت حكومة جنوب أفريقيا مستمرة في «ممارساتها الظالمة وغير الأخلاقية».