حكومة بوركينا فاسو تؤكد عزمها على كسب الحرب ضد الإرهاب

وزير الدفاع زار ميدان المعارك وطلب من الجنود الصمود

وزير الدفاع يتجول مع جنود في منطقة مواجهات مع الإرهابيين (إعلام رسمي - بوركينا فاسو)
وزير الدفاع يتجول مع جنود في منطقة مواجهات مع الإرهابيين (إعلام رسمي - بوركينا فاسو)
TT

حكومة بوركينا فاسو تؤكد عزمها على كسب الحرب ضد الإرهاب

وزير الدفاع يتجول مع جنود في منطقة مواجهات مع الإرهابيين (إعلام رسمي - بوركينا فاسو)
وزير الدفاع يتجول مع جنود في منطقة مواجهات مع الإرهابيين (إعلام رسمي - بوركينا فاسو)

أعلن وزير الدفاع والأمن في بوركينا فاسو، أن بلاده عازمة على كسب الحرب على الجماعات الإرهابية التي تسيطر على مناطق من شمال وشرق البلاد الهشة الواقعة في غرب القارة الأفريقية، والتي تعيش اضطرابات سياسية وأمنية منذ 2015 بسبب الإرهاب.

وقد تجول الوزير في مناطق من وسط البلاد وشرقها، حيث تدور معارك بين الجيش والجماعات الإرهابية، وظهر في صور نشرتها الحكومة وهو يتحدث مع الجنود في ميدان المعركة، ويحثهم على الصمود حتى كسب الحرب. وظهر في الصور التي بُثت وهو يرتدي ملابس مدنية تقليدية، ويتجول في إحدى الغابات النائية، محاطاً بعدد من الجنود المدججين بالسلاح، أغلبهم من الجيش وآخرون من وحدة الشرطة الخاصة لمحاربة الإرهاب.

وحسب وسائل إعلام حكومية، فإن جولة الوزير استمرت قرابة أسبوع، واختتمت الأحد، وكان الهدف منها «الوقوف على حقيقة ما يجري في الميدان وتقديم الدعم النفسي والمعنوي للجنود الذين يخوضون يومياً معارك ضد الإرهابيين، من أجل استعادة الأمن والاستقرار».

كما التقى الوزير مع ميليشيات محلية شكلتها السلطات من متطوعين للدفاع عن الوطن، تقاتل إلى جانب الجيش وقوات الدرك والشرطة، وقالت وكالة الأنباء الحكومية إن الوزير «أجرى مشاورات مع الجميع للاطلاع على النواقص والمشاكل التي يعانون منها في ميدان المعركة».

وقال الوزير في ختام جولته: «نحن لا نملك سوى بلد وحيد، هو بوركينا فاسو، ومن واجبنا أن نقاتل حتى النفس الأخير دفاعاً عن وطننا»، وأضاف في السياق ذاته: «نحن عازمون على تحقيق النصر في حربنا على الإرهاب؛ لأنه لا خيار آخر أمامنا سوى النصر».

وطلب وزير الدفاع من مختلف التشكيلات المسلحة تعزيز مستوى التنسيق الأمني فيما بينها من أجل تحقيق أعلى قدر من الفاعلية في مواجهة الجماعات الإرهابية، مشدداً على أهمية التعاون مع السكان المحليين كجزء محوري من الحرب على الإرهاب؛ لأنهم المتضرر الأول منه.

وكان الوزير المكلف بالدفاع قد استقبل قبيل جولته، بعثة من مجلس الحركة السنية في بوركينا فاسو جاءت لتسلمه شيكاً بقيمة مليوني فرنك غرب أفريقي (3000 دولار أميركي)، مساهمةً من المصلين في المسجد السني في العاصمة واغادوغو، في «صندوق الدعم الوطني»، وهو صندوق مفتوح لمساهمات المواطنين في تمويل الحرب على الإرهاب.

وقال رئيس البعثة وهو إمام المسجد: «استجابة للنداء الذي أطلقه رئيس البلاد النقيب إبراهيم تراوري، جمعنا مليوني فرنك غرب أفريقي للمساهمة في الصندوق من أجل مساندة قوات الأمن والدفاع في حربها على الإرهاب».

وأضاف الإمام أن أعضاء المجلس السني هم أيضاً «متطوعون من أجل الدفاع عن الوطن، ولكن من موقعهم وحسب المتاح من إمكانات؛ لأننا نتطلع لعودة الأمن والاستقرار إلى جميع أراضي بلدنا الغالي».

ورغم حالة التعبئة الوطنية في بوركينا فاسو، والمكاسب التي بدأ يحققها الجيش ضد الجماعات الإرهابية في بوركينا فاسو، فإن الوضع الأمني ما يزال هشاً؛ إذ توجد مناطق واسعة من البلد خارج سيطرة الجيش، وتشن هذه التنظيمات هجمات شبه يومية في البلاد.

وتتمركز جماعات موالية لتنظيمي «داعش» و«القاعدة» في شمال وشرق بوركينا فاسو، وخاصة في المنطقة الحدودية مع مالي والنيجر، والتي تعرف اصطلاحاً بالمثلث الحدودي الأخطر في منطقة الساحل الأفريقي، وهي منطقة تُعرف محلياً باسم «ليبتاغو غورما».

وتمتاز هذه المنطقة الحدودية بكثرة الغابات والأنهار، ما يجعلها منطقة مناسبة تتخذ منها التنظيمات الإرهابية قواعد خلفية تتمركز فيها لتدريب مقاتليها والتخطيط لهجمات في الدول الثلاث (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو).


مقالات ذات صلة

«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

أفريقيا مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)

«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

اندلعت، الخميس، معارك عنيفة ما بين الجيش المالي المدعوم بمقاتلين من «فاغنر» الروسية، والمتمردين الطوارق المتمركزين في مدينة تينزاواتين.

الشيخ محمد (نواكشوط)
شمال افريقيا أنصار الرئيس التونسي قيس سعيد ينظمون مسيرة حاشدة احتفالاً بيوم الجمهورية التونسية إلى جانب احتجاج أنصار أحزاب المعارضة للمطالبة بالإفراج عن المعارضين السياسيين في البلاد (د.ب.أ)

تطورات جديدة في قضايا المتهمين بـ«التآمر على أمن الدولة» في تونس

أعلنت مصادر أمنية رسمية تونسية أن قوات مكافحة الإرهاب ووحدات أمنية من النخبة في محافظات عدة ألقت مؤخراً القبض على عدد من المتهمين في قضايا إرهاب وتهريب بشر.

كمال بن يونس (تونس)
آسيا قوات الأمن التركية ألقت القبض على سيريبرياكوف عقب وصوله بودروم الأربعاء (صورة موزعة من الداخلية التركية)

تركيا سلمت روسيا مُنفِّذ تفجير سيارة أحد العسكريين في موسكو

سلمت تركيا مواطناً روسياً مطلوباً دولياً إلى السلطات في موسكو بعد أن هرب إلى موغلا في ولاية بودروم الجنوبية الغربية عقب تفجيره سيارة ضابط.

سعيد عبد الرازق ( أنقرة)
آسيا عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)

ألمانيا: إيداع اثنين السجن على ذمة التحقيق للاشتباه في دعمهما «داعش»

عقب إلقاء القبض على اثنين للاشتباه في تأييدهما لتنظيم «داعش» بولايتي هامبورغ وشليزفيج-هولشتاين، تم إيداعهما السجن على ذمة التحقيق.

«الشرق الأوسط» (كارلسروه )
أوروبا حالة استنفار في العاصمة بروكسل إثر إنذار إرهابي (متداولة)

بلجيكا تفتش 14 منزلاً في تحقيق لمكافحة الإرهاب وتحتجز 7 لاستجوابهم

قال مكتب المدعي العام الاتحادي في بلجيكا، الخميس، إن الشرطة فتشت 14 منزلاً في إطار تحقيق يتعلق بالإرهاب، مضيفاً أن 7 أشخاص احتُجزوا بغرض استجوابهم.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)
مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)
TT

«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)
مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)

اندلعت معارك عنيفة ما بين الجيش المالي المدعوم بمقاتلين من «فاغنر» الروسية، والمتمردين الطوارق المتمركزين في مدينة تينزاواتين، الواقعة في أقصى شمال شرقي البلاد، الخميس، والتي تمثل آخر معاقل المتمردين وأهم مركز للتبادل التجاري على الحدود مع الجزائر.

أعلن متمردو الطوارق في مالي أنهم هزموا القوات الحكومية في قتال عنيف للسيطرة على مدينة كيدال الشمالية الرئيسية (أ.ف.ب)

ولا تزال الأنباء القادمة من منطقة المعارك متضاربة جداً، في حين يؤكد كل طرف تفوقه في الميدان، وانتشار مقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي لمعارك عنيفة، دون ما يؤكد صحة نسبتها إلى المواجهات الدائرة منذ أمس على الحدود بين مالي والجزائر.

رواية الطوارق

قالت مصادر قريبة من المتمردين الطوارق إن الجيش المالي ومقاتلي «فاغنر» حاولوا السيطرة على مدينة تينزاواتين، ولكن تم التصدي لهم وإرغامهم على الانسحاب بعد أن تكبّدوا خسائر «فادحة».

وقال مصدر محلي: «وقعت المواجهة عند منطقة آشابريش، غير بعيد من تينزاواتين، وانسحب خلالها الجنود الماليون ومقاتلو (فاغنر)، وتركوا خلفهم ثلاث مركبات عسكرية محترقة، ومركبة أخرى سليمة استحوذ عليها الجيش الأزوادي».

وأضاف المصدر نفسه أن المقاتلين الطوارق «شرعوا في عملية واسعة لتمشيط المنطقة، من أجل الوقوف على عدد القتلى في صفوف الجيش المالي ومرتزقة (فاغنر)، كما تأكد أسر جندي مالي أثناء المعركة، وقُتل جندي واحد من صفوف الطوارق وأُصيب آخر»، على حد تعبير المصدر.

دورية لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كيدال (مالي) 23 يوليو 2015 (رويترز)

في غضون ذلك، قال محمد مولود رمضان، المتحدث باسم تنسيقية الحركات الأزوادية، وهي تحالف لجماعات متمردة يهيمن عليها الطوارق، إن «(فاغنر) تخطط بمعية الجيش المالي للاستيلاء على تينزاواتين، آخر ملاذ للمدنيين الذين فرّوا من انتهاكاتهم».

وأضاف في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «وحدات من جيش أزواد منتشرة في المنطقة تشتبك حالياً مع العدو لصدّ تقدمه»، قبل أن يؤكد: «نواجه تقدماً ونحمي السكان المدنيين النازحين، وكبّدنا مرتزقة (فاغنر) ومعاوني الجيش المالي خسائر كبيرة».

رواية أخرى

لكن الرواية الصادرة عن المتمردين الطوارق، تختلف تماماً عن رواية الجيش المالي، الذي أصدر فجر الجمعة بياناً قال فيه إن وحدة عسكرية تابعة له في منطقة تينزاواتين تعرّضت أمس لما قال إنه «هجوم إرهابي» من طرف المتمردين الطوارق الذين وصفهم بـ«الإرهابيين».

وأضاف الجيش المالي في بيان صادر عن قيادة أركانه أنه تصدى للهجوم وأطلق عملية عسكرية واسعة لملاحقة المتمردين، مشيراً إلى أن «ردة فعل الجيش القوية لا تزال مستمرة، وقد كبّدت المجموعات الإرهابية خسائر ثقيلة»، وفق نص البيان. وتعهد الجيش نشر حصيلة العملية العسكرية في وقت لاحق.

صور من المعارك متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك)

المعركة الأخيرة

تعدّ مدينة تينزاواتين آخر معقلٍ يتمركز فيه المسلحون الطوارق الساعون إلى إقامة دولة مستقلة في شمال مالي، لتحمل اسم «أزواد»، وهم الذين سيطروا على شمال مالي عام 2012، ولكنهم فقدوا السيطرة عليه منذ أن أطلق الجيش المالي عام 2022، عملية عسكرية واسعة النطاق من أجل ما سماه «توحيد الأرض».

وتأتي هذه العملية العسكرية بأمر من المجلس العسكري الذي يحكم مالي منذ انقلاب 2020، قرّر بعده التخلي عن التحالف مع فرنسا، والتوجه نحو روسيا للحصول على أسلحة جديدة، ودعم في الميدان من مئات المقاتلين التابعين لمجموعة «فاغنر» الخاصة.

وسيطر الجيش المالي مطلع العام على مدينة كيدال، عاصمة شمال مالي والمدينة الأهم بالنسبة للطوارق، وأعلن الاثنين الماضي أنه سيطر على منطقة «إن - أفراك» الاستراتيجية الواقعة على بُعد 120 كلم شمال غرب تيساليت في منطقة كيدال.

حركة مسلحة من الطوارق في شمال مالي (أ.ف.ب)

وأطلق الجيش يوم الأربعاء عملية عسكرية للسيطرة على مدينة تينزاواتين القريبة جداً من الحدود مع الجزائر، فيما يمكن القول إنها آخر المعارك بين الطرفين، حين يحسمها الجيش المالي سيكون قد سيطر على كامل أراضيه.

ومنذ بداية العملية العسكرية الأخيرة فرّ المدنيون نحو الجانب الآخر من الحدود، ودخلوا أراضي الجزائر خوفاً من المعارك، وقال أحد سكان المنطقة: «منذ أول أمس، انتشرت شائعات عن هجمات. لقد لجأنا إلى الجزائر. اليوم سمعنا إطلاق نار. إنها اشتباكات بين الجيش المالي والروس ضد تنسيقية الحركات الأزوادية».