سيارات ودراجات أميركية لمحاربة الإرهاب في بوركينا فاسو

رغم تقاربها مع موسكو... واشنطن مستمرة في دعم دول الساحل

السفارة الأميركية تسلم دراجات وسيارات لحكومة بوركينا فاسو (صفحة السفارة على «فيسبوك»)
السفارة الأميركية تسلم دراجات وسيارات لحكومة بوركينا فاسو (صفحة السفارة على «فيسبوك»)
TT

سيارات ودراجات أميركية لمحاربة الإرهاب في بوركينا فاسو

السفارة الأميركية تسلم دراجات وسيارات لحكومة بوركينا فاسو (صفحة السفارة على «فيسبوك»)
السفارة الأميركية تسلم دراجات وسيارات لحكومة بوركينا فاسو (صفحة السفارة على «فيسبوك»)

سلمت الولايات المتحدة الأميركية عشرات الدراجات والسيارات لحكومة بوركينا فاسو الانتقالية، من أجل مساعدتها في الحرب على الجماعات الإرهابية في شمال وشرق البلد الأفريقي الذي يعيش على وقع الهجمات الإرهابية منذ 2015، ويحاول منذ عامين استعادة السيطرة على 40 في المائة من أراضيه تسيطر عليها هذه الجماعات.

وبسبب الأزمة الأمنية في بوركينا فاسو، قرر الجيش قبل ثلاث سنوات السيطرة على الحكم وإعلان حالة الطوارئ في البلاد، كما توجه الحكام العسكريون في بوركينا فاسو إلى شراء الأسلحة الروسية وتقاربوا مع موسكو، ما أسفر في النهاية عن قطيعة تامة مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، التي عارضت توجهات الحكام الجدد لبوركينا فاسو. وتكرر هذا السيناريو في كل من مالي والنيجر المجاورتين.

بسبب الأزمة الأمنية في بوركينا فاسو قرر الجيش السيطرة على الحكم وإعلان حالة الطوارئ (صفحة السفارة الأميركية على «فيسبوك»)

ورغم أن الولايات المتحدة ظلت قلقة حيال تزايد النفوذ الروسي في منطقة الساحل الأفريقي، فإن ذلك لم يدفعها إلى قطع الصلة بشكل تام مع هذه الدول، فقد أكد القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة في بوركينا فاسو إيريك ويتيكر، أن دعم بلاده لبوركينا فاسو في حربها على الإرهاب تضاعف من 1.2 مليار فرنك عام 2018، ليصل عام 2023 إلى أكثر من 8.4 مليار فرنك، فيما ينتظر أن يصل خلال العام الحالي (2024) إلى أكثر من 9.6 مليار فرنك.

وكان القائم بالأعمال يتحدث خلال تسليم منحة أميركية تتكون من 35 سيارة و60 دراجة، بغلاف مالي تصل قيمته إلى أكثر من مليار فرنك غرب أفريقي (أي ما يعادل أكثر من 1.5 مليون دولار أميركي)، موجهة إلى وحدات التدخل الخاصة في الشرطة والدرك الوطني في بوركينا فاسو.

أكد القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة أن دعم بلاده لبوركينا فاسو في حربها على الإرهاب تضاعف في عام 2023 (صفحة السفارة على «فيسبوك»)

وأكد ويتيكر أن «الولايات المتحدة من خلال هذه المنحة تظل وفية لمسار طويل من الاستثمار في مستقبل وأمن بوركينا فاسو»، مشيراً إلى أن بلاده استثمرت منذ 2018 ما يزيد على 36 مليار فرنك غرب أفريقي في التجهيزات والتكوين لمحاربة الإرهاب في بوركينا فاسو، و120 مليار فرنك على شكل مساعدات إنسانية، و21 مليار فرنك موجهة إلى اللاجئين والأشخاص النازحين من قراهم.

وبخصوص المستقبل، قال الدبلوماسي الأميركي إن بلاده ستدعم بوركينا فاسو عام 2024 في حربها على الإرهاب «من خلال التكوين ومنح السلاح، وتجهيزات الحماية والمعدات الطبية»، وأضاف أنه يجري العمل على وضع خطة لعام 2025 «بالتشاور مع الشركاء في بوركينا فاسو من أجل التوصل إلى طرق جديدة مبتكرة لأي دعم محتمل في المستقبل».

القائم بالأعمال يتحدث خلال تسليم منحة أميركية تتكون من 35 سيارة و60 دراجة (صفحة السفارة الأميركية على «فيسبوك»)

من جانبه، رحب الوزير المنتدب المكلف بالأمن في بوركينا فاسو محمدو سانا بالدعم الأميركي، وقال إنه «يدخل في سياق السياسات الاستراتيجية التي وضعتها حكومة بوركينا فاسو من أجل مواجهة الإرهاب».

وأشاد الوزير بمستوى العلاقات التي تربط بوركينا فاسو بالولايات المتحدة «في وقت أدار لنا بعض الشركاء الظهر»، في إشارة إلى فرنسا التي كانت حتى وقت قريب الحليف الاستراتيجي الأول لبوركينا فاسو.

وخلص الوزير إلى التأكيد على أن «هذه المنحة لها أهمية كبيرة وتأتي لتضاف إلى منح سابقة حصل عليها قطاع الأمن في بوركينا فاسو من طرف الحكومة الأميركية، وهي المنح التي كان لها الأثر الإيجابي على مهامنا في الميدان».

يأتي هذا الدعم الأميركي بعد شهر على إعلان الرئيس الانتقالي لدولة بوركينا فاسو النقيب إبراهيم تراوري، الدخول في مرحلة جديدة من تكثيف الحرب على الإرهاب في شمال وشرق البلاد.

وقال حينها تراوري إنه ماض في حربه على الإرهاب حتى استعادة السيطرة على كامل البلاد، مشيراً إلى أنه أعاد هيكلة الجيش لأنه حين وصل إلى الحكم في شهر سبتمبر (أيلول) 2022، كان الجيش «يعاني من نقص في عدد الجنود، ونقص في المعدات، ونقص كبير في التدريب والتأطير».


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
TT

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان؛ أي ما يناهز 60 في المائة من سكان هذا البلد الذي يعاني من العنف والكوارث المناخية، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان، أفقر دول العالم، بسبب أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ عقود، ووصول أعداد كبيرة من اللاجئين من السودان المجاور الذي يعيش حرباً.

وتوقع أحدث تقرير أصدرته الأمم المتحدة ويستند إلى مؤشر «آي بي سي» (الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي) الذي يتضمن خمسة مستويات لعتبة الجوع، زيادة في عدد الأشخاص المعرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر آخر تقييم للوضع أن 7.69 مليون شخص، من ضمنهم 2.1 مليون طفل، سيواجهون في أبريل (نيسان) خطر «عدم التمكن من استهلاك كمية كافية من الغذاء، يعرض حياتهم أو سبل عيشهم لخطر فوري» (أي في المستوى الثالث أو أكثر)، مقابل 7.1 مليون هذا العام.

وسيجد من بينهم 63 ألفاً أنفسهم في وضع «كارثة» غذائية (المرحلة 5) التي تسبق المجاعة.

وتقول ماري إلين ماكغروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان في بيان: «عاماً بعد عام، نلاحظ أن الجوع يبلغ أعلى مستوياته في جنوب السودان».

وأوضحت: «عندما نعاين المناطق التي تشهد أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، فمن الواضح أن مزيجاً من اليأس والنزاع والأزمة المناخية هو السبب الرئيسي».

ويواجه جنوب السودان المعرّض للكوارث المناخية، أسوأ فيضانات منذ عشرات السنين أدت إلى نزوح 380 ألف شخص وتضرر 4.1 مليون، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

كما ينبغي أن يتعامل مع وصول 810 آلاف شخص فروا من الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في السودان المجاور، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد السياسي، تعاني البلاد من الشلل وينخرها الفساد والخلافات الناجمة عن الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل 400 ألف شخص ونزوح الملايين بين عامَي 2013 و2018.

كما أعلنت الحكومة في سبتمبر (أيلول) إرجاء أول انتخابات في تاريخ البلد كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) لعامين.

وتعرّض اقتصاد جنوب السودان إلى ضربة كبيرة حرمته من مصدر عائداته الرئيسي عندما انفجر أنبوب رئيسي للنفط في السودان في فبراير (شباط)؛ ما أدى إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.