قمة «بريكس» تنعقد على وقع «انقسام التوسع»

خبراء يتحدثون لـ«الشرق الأوسط» عن «فرصة مربحة» لانضمام السعودية إلى التكتل

الرئيسان الجنوب أفريقي والصيني يحضران حفلة غنائية في مبنى الاتحاد ببريتوريا قبل بدء قمة «بريكس» (أ.ب)
الرئيسان الجنوب أفريقي والصيني يحضران حفلة غنائية في مبنى الاتحاد ببريتوريا قبل بدء قمة «بريكس» (أ.ب)
TT

قمة «بريكس» تنعقد على وقع «انقسام التوسع»

الرئيسان الجنوب أفريقي والصيني يحضران حفلة غنائية في مبنى الاتحاد ببريتوريا قبل بدء قمة «بريكس» (أ.ب)
الرئيسان الجنوب أفريقي والصيني يحضران حفلة غنائية في مبنى الاتحاد ببريتوريا قبل بدء قمة «بريكس» (أ.ب)

انطلقت في مدينة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، أمس (الثلاثاء)، اجتماعات «بريكس»، وسط انقسام حيال توسيع هذا التكتل الذي يمثل ربع الاقتصاد العالمي؛ ففي حين تبدي الصين وروسيا حماسة لذلك، تبدو الهند متوجسة من نيات خصمتها الإقليمية، الصين.

وتحدث القادة المشاركون أمام منتدى الأعمال لـ«بريكس»، مساء أمس، فقال الرئيس المضيف سيريل رامافوزا إن اقتصاديات هذا التكتل «ظهرت بوصفها محركات قوية للنمو الاقتصادي العالمي. ورغم ذلك، فإن (مشاكل) البطالة وانعدام المساواة والفقر تستمر في الوجود في «بريكس» ودول أخرى»، وطالب بـ«إصلاح جذري للمؤسسات المالية الدولية».

من جهته، فتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمة مسجلة أمام القمة، النار على الغرب وعلى الولايات المتحدة، وقال إن «الوضع الاقتصادي العالمي تضرر كثيراً بسبب العقوبات الغربية الأحادية». وشدد على أن «التخلي عن الدولار بوصفه عملة عالمية عمليةٌ لا رجعة فيها»، وأن «حصة الدولار في تعاملات دول المجموعة تتراجع، وشكلت نحو 28 في المائة العام الماضي، كما أن مجموعة (بريكس) تتجاوز مجموعة السبع من حيث القدرة الشرائية». ولم يتطرق بوتين في كلمته إلى مسألة توسيع التكتل.

وقال الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إن أهمية «بريكس» ستزداد مع انضمام أعضاء جدد. وشدد على أنه يؤيد إنشاء عملة مشتركة بين دول «بريكس» لا تحل محل العملات المحلية، كما هو حاصل في منطقة اليورو.

ورأى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أن «مجموعة (بريكس) ظهرت كبارقة أمل للاقتصاد العالمي، ونحن من أكثر الدول التي تشهد نمواً اقتصادياً». كما شددت الكلمة التي ألقيت باسم الرئيس الصيني شي جينبينغ على دور الصين المهم في الاقتصاد العالمي.

في غضون ذلك، أعلنت السعودية أنه نيابةً عن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، سافر الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية، إلى جنوب أفريقيا ليرأس وفد المملكة المشارك في «حوار بريكس بلس»، و«بريكس أفريقيا». وحول مسألة توسيع «بريكس»، تحدّث مراقبون اقتصاديون وسياسيون عن «فرصة مربحة» لدول المجموعة إذا انضمت السعودية لها، وأكدوا أن «النظر إلى الرياض بوصفها اللاعب الرئيسي في أسواق الطاقة في العالم، وأحد أكبر الاقتصادات في مجموعة العشرين، وإحدى أكبر الدول في الشرق الأوسط وأسرعها نمواً اقتصادياً وتأثيراً سياسيّاً، هو أحد العوامل التي تشجّع (بريكس) على الترحيب بحفاوة بانضمام الرياض».


مقالات ذات صلة

ما خيارات واشنطن في ظل تصاعد نظام متعدد الأقطاب؟

الولايات المتحدة​ مجموعة «بريكس بلس» تحظى بدعم واسع في العالم متعدد الأقطاب الناشئ اليوم (أ.ف.ب)

ما خيارات واشنطن في ظل تصاعد نظام متعدد الأقطاب؟

مع ازدياد التحديات العالمية وتعقيداتها، من التغير المناخي إلى الأزمات الجيوسياسية، تجد الولايات المتحدة نفسها في مواجهة واقع جديد يتسم بتعدد الأقطاب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية ممثل السياسة الخارجية والأمنية جوزيب بوريل ومفوض شؤون التوسعة أوليفر فارهيلي في مؤتمر صحافي في بروكسل (من حساب الأخير في «إكس»)

الاتحاد الأوروبي قلق لتراجع تركيا ديمقراطياً

عبّر الاتحاد الأوروبي عن مخاوفه بشأن تراجع المعايير الديمقراطية وسيادة القانون واستقلال القضاء والحقوق الأساسية في تركيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا غوتيريش يصافح بوتين

«بريكس» تختتم قمتها بفتح أبواب التوسع

أنهت قمة مجموعة «بريكس» أعمالها، في قازان بجنوب روسيا، أمس (الخميس)، بفتح أبواب التوسع، وسط مداخلات هيمنت عليها الدعوات للسلام وإصلاح النظام الدولي.

رائد جبر (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث في قمة «بريكس» (د.ب.أ)

بوتين: مستقبل العلاقة مع واشنطن رهن بموقفها بعد الانتخابات

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إنّ مستقبل العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة رهن بما ستكون عليه مواقف واشنطن بعد انتخابات البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط»
تحليل إخباري صورة تذكارية لقادة «بريكس» يظهر فيها السيسي بجوار آبي أحمد (الرئاسة المصرية)

تحليل إخباري كيف يؤثر الحضور المصري - الإثيوبي في «بريكس» على نزاع «سد النهضة»؟

رغم أن «بريكس» هو تجمع لتكامل قدرات وإمكانات الدول المنخرطة فيه، لكن ذلك لم يمنع ظهور إشارات على عمق الخلاف المصري - الإثيوبي خلال القمة التي استضافتها روسيا.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق بجنوب السودان

جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
TT

إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق بجنوب السودان

جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)

وقع إطلاق نار كثيف، الخميس، في جوبا عاصمة جنوب السودان بمقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق، أكول كور، الذي أقيل الشهر الماضي، حسبما أكد مصدر عسكري، فيما تحدّثت الأمم المتحدة عن محاولة لتوقيفه.

وبدأ إطلاق النار نحو الساعة السابعة مساء (17.00 ت.غ) قرب مطار جوبا واستمر زهاء ساعة، بحسب مراسلي «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأبلغت الأمم المتحدة في تنبيه لموظفيها في الموقع، عن إطلاق نار «مرتبط بتوقيف الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات»، ناصحة بالبقاء في أماكن آمنة.

وقال نول رواي كونغ، المتحدث العسكري باسم قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان، لإذاعة بعثة الأمم المتحدة في البلاد (مينوس) إنه «حصل إطلاق نار في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق».

وأضاف: «شمل ذلك قواتنا الأمنية التي تم نشرها هناك لتوفير مزيد من الأمن».

وتابع: «لا نعرف ماذا حدث، وتحول سوء التفاهم هذا إلى إطلاق نار»، و«أصيب جنديان بالرصاص». وأضاف: «بعد ذلك هرعنا إلى مكان الحادث... وتمكنا من احتواء الموقف عبر إصدار أمر لهم بالتوقف».

وقال: «مصدر عسكري مشارك في العملية» لصحيفة «سودانز بوست» اليومية، إن أكول كور أوقف بعد قتال عنيف خلف «عشرات القتلى والجرحى من عناصره»، لكن التوقيف لم يتأكد رسمياً حتى الآن.

وأظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وأخرى نشرتها الصحيفة شبه توقف لحركة المرور بالقرب من مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق، حيث فر سائقون خائفون بعد سماع إطلاق النار تاركين سياراتهم، وفقاً لصحيفة «سودانز بوست».

وأقال رئيس جنوب السودان سلفاكير في أكتوبر (تشرين الأول) رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية أكول كور الذي تولى منصبه منذ استقلال البلاد عام 2011، وكلّفه تولي منصب حاكم ولاية واراب التي تشهد اضطرابات.

ولم تُحدّد أسباب هذه الخطوة. ويأتي هذا القرار بعد أسابيع من إعلان الحكومة تأجيلاً جديداً لعامين، لأول انتخابات في تاريخ البلاد، كان إجراؤها مقرراً في ديسمبر (كانون الأول).

بعد عامين على استقلاله، انزلق جنوب السودان إلى حرب أهلية دامية عام 2013 بين الخصمين سلفاكير (الرئيس) ورياك مشار (النائب الأول للرئيس)، ما أسفر عن مقتل 400 ألف شخص وتهجير الملايين.