هل انتهت العقبات أمام الانتقال السياسي في مالي؟

بعد تحديد موعد جديد للاستفتاء على الدستور

رئيس المجلس العسكري الحاكم في مالي أسيمي غويتا (رويترز)
رئيس المجلس العسكري الحاكم في مالي أسيمي غويتا (رويترز)
TT

هل انتهت العقبات أمام الانتقال السياسي في مالي؟

رئيس المجلس العسكري الحاكم في مالي أسيمي غويتا (رويترز)
رئيس المجلس العسكري الحاكم في مالي أسيمي غويتا (رويترز)

حددت السلطة الانتقالية في مالي موعداً لإجراء استفتاء على دستور جديد للبلاد، وهو ما عده خبراء خطوة جيدة لكنها «صعبة التنفيذ»، وقالوا إن «البلاد تواجه العديد من العقبات أمام إتمام انتقال سياسي ناجح».

وأكد المتحدث باسم الحكومة، عبر التلفزيون الرسمي، أن الهيئة الانتخابية «تنعقد يوم الأحد 18 يونيو (حزيران) المقبل في جميع أنحاء التراب الوطني، وفي البعثات الدبلوماسية والقنصلية لجمهورية مالي، للبت في مشروع الدستور».

وسبق، أن أجّلت السلطات الانتقالية في مالي موعد الاستفتاء على الدستور، الذي كان مقرراً في 19 مارس (آذار) الماضي.

ويُعد إقرار دستور جديد للبلاد خطوة أساسية على طريق «الإصلاحات واسعة النطاق»، التي وعد بها الجيش، وقدمها تبريراً لتمسكه بالسلطة. ومن المقرر أن يمهد الدستور الجديد لانتخابات مقررة في عام 2024 بهدف استعادة المدنيين السلطة.

كان رئيس المجلس العسكري الحاكم في مالي أسيمي غويتا، قد أعاد النسخة الأولى، التي وُضعت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لـ«مزيد من المراجعة»، ثم تسلم مشروع الدستور المعدّل في فبراير (شباط) الماضي.

ورأى المحلل السياسي السنغالي المختص في الشؤون الأفريقية عبد الأحد أمبينغ، أنه رغم الإعلان، فإن «عدم إجراء السلطة مشاورات واسعة بما يشمل منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية، قد يقوّض الاستقرار في البلاد حتى لو تم تمرير الاستفتاء».

وقال أمبينغ في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن رفض «رابطة الأئمة والعلماء» للمشروع «يعد تحدياً كبيراً، إذ من المعروف أن للرابطة قوة التأثير في الرأي العام المالي، كما أن الأحزاب الرافضة للنص يمكنها أن تدعو أنصارها إلى مقاطعة الاستفتاء، وذلك سيؤدي إلى خفض نسبة المشاركة بشكل واضح».

وأضاف أن «ضبابية موقف غويتا من الترشح للرئاسة، وتضييق الخناق على الأحزاب المعارضة لهذا الترشح، يدفعاها إلى معارضة المشروع، لأنها ترى أن تمرير الاستفتاء سيجعله مرشحاً في الانتخابات المقبلة».

وحسب تقارير صحافية، فإن غالبية الأحزاب السياسية في البلاد «لم تستجب» لدعوة الحكومة للمشاركة في النقاش حول النسخة الجديدة من المشروع، وتقديم اقتراحاتهم. وكانت «رابطة الأئمة والعلماء» من بين أول الرافضين للمشروع، حيث اعترضت على «علمانية الدولة» التي ينص عليها، ودعت «جميع الوطنيين المسلمين للتصويت ضد المشروع».

كما عارض «حزب المؤتمر الوطني للتضامن في أفريقيا» بقيادة رئيس الوزراء السابق سومانا ساكو، النص الجديد المقترح، علاوة على جماعات مسلحة وقعت على اتفاق السلام عام 2015 بالجزائر، وهي حركات من منطقة الأزواد، وألقت باللوم على المجلس العسكري الحاكم، كما انسحبت جماعات مسلحة أخرى من المشاركة في الدستور، بسبب ما وصفته بـ«افتقار المجلس العسكري للإرادة السياسية».

ووصف الباحث السياسي محمد أغ إسماعيل، الإعلان، بـ«الخطوة المهمة والضرورية، إذ يعد إنجاح هذا الاستفتاء امتحاناً للسلطة الانتقالية، ومدى إمكانية نجاحها في إشراك جميع طوائف الشعب في الاستفتاء، وصدق نيتها في تسليم السلطة للمدنيين».

وقال لـ«الشرق الأوسط»، إنه «رغم العقبات التي تواجه العملية، فتحديد الموعد في حد ذاته يعطي أملاً، ويساهم في تقريب وجهات النظر مع الجماعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) وقوى المجتمع الدولي».

وخلال قمته الأخيرة، جدد الاتحاد الأفريقي تأكيد «عدم تسامحه المطلق» في مواجهة «التغييرات غير الدستورية» في حكومات الدول الأعضاء، وأبقى على تعليق عضوية مالي، بالإضافة إلى غينيا وبوركينا فاسو في المنظمة القارية، كما قررت الدول الأعضاء في منظمة «إيكواس» إبقاء عقوباتها ضد الدول الثلاث.

وعلّق الاتحاد عضوية مالي عام 2021 على خلفية استيلاء الجيش على السلطة. إذ شهدت مالي في 18 أغسطس (آب) الماضي، انقلاباً عسكرياً. وتعهد قادة الانقلاب، بتنظيم انتخابات «ذات مصداقية»، مع إعلانهم تأسيس لجنة أطلقوا عليها «اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب»، يتزعمها غويتا، للإشراف على فترة الانتقال السياسي في البلاد.

ورأى أغ إسماعيل أن من بين العقبات التي تواجه عملية الانتقال السياسي أن «معظم المناطق في شمال ووسط البلاد لا تزال تعاني من انعدام الأمن وسيطرة (الإرهابيين)، كما أن المعارضين لمشروع الدستور قد لا يدعمون العملية، فضلاً عن المشكلات اللوجيستية كانعدام الأوراق الانتخابية نتيجة صعوبة الحصول على البطاقة الانتخابية الجديدة».

ووفق تقرير أصدرته وكالة الصحافة الفرنسية في فبراير الماضي، فإن النسخة الجديدة من مشروع الدستور التي سيتم التصويت عليها، واطلعت عليها الوكالة: «ستعزز سلطات الرئيس».

وقال التقرير، إنه طبقاً للمسودة، فإن رئيس الدولة، وليس الحكومة، هو الذي «يحدد سياسات الأمة»، ويعين ويقيل رئيس الوزراء والوزراء، ويتمتع بصلاحية حل الجمعية الوطنية. ويضيف مشروع النص أن الحكومة هي «المسؤولة أمام الرئيس»، على عكس البرلمان كما كانت الحال سابقاً.



جنوب أفريقيا تتهم إسرائيل بالاستخفاف بجميع تقارير الأمم المتحدة

الوفد الجنوب أفريقي خلال جلسة لمحكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا في 17 مايو 2024 (رويترز)
الوفد الجنوب أفريقي خلال جلسة لمحكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا في 17 مايو 2024 (رويترز)
TT

جنوب أفريقيا تتهم إسرائيل بالاستخفاف بجميع تقارير الأمم المتحدة

الوفد الجنوب أفريقي خلال جلسة لمحكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا في 17 مايو 2024 (رويترز)
الوفد الجنوب أفريقي خلال جلسة لمحكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا في 17 مايو 2024 (رويترز)

قالت وزارة العدل في جنوب أفريقيا، اليوم (الجمعة)، إن رد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في القضية المرفوعة ضدها بشأن الحرب على قطاع غزة «يستخف» بجميع تقارير الأمم المتحدة.

وعدّ المتحدث باسم وزارة العدل، كريسبن فيري عبر منصة «إكس»، أن إسرائيل «كافأت المحرّضين على الإبادة الجماعية، بينما تزعم أنها تحقق في تصريحاتهم».

وأضاف: «إسرائيل وحدها هي التي تحتكر الحقيقة، أخذاً في الاعتبار أن المنظمات غير الحكومية، أو أي هيئة مستقلة أخرى، ممنوعة من التحقق من أي شيء يحدث في غزة. ولهذا السبب طالبنا المحكمة بإصدار أمر لإسرائيل بالسماح بوصول الصحافيين والمحققين» إلى القطاع.

وفي وقت سابق اليوم، قدمت إسرائيل ردها على الطلب الأخير المقدم من جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي؛ لاتخاذ تدابير مؤقتة إضافية في إطار دعواها المرفوعة ضد إسرائيل بشأن «الإبادة الجماعية» في غزة.

وذكرت صحيفة «هآرتس» أن الفريق القانوني الإسرائيلي طالب، في رده أمام المحكمة، برفض طلب جنوب أفريقيا إصدار أوامر طوارئ لوقف القتال في رفح بجنوب قطاع غزة.


على خلفية ميراث... رجل يحبس مصلين في مسجد بنيجيريا ويضرم فيهم النار

أفراد من وكالة الأمن والطوارئ يسيرون بين جدران ملطخة بالدماء أثناء التحقيق في مسجد كانو المركزي في كانو في 29 نوفمبر 2014، بعد أن فجر مسلحون ثلاث قنابل وفتحوا النار على المصلين في المسجد الرئيسي في كانو، أكبر مدن شمال نيجيريا (رويترز)
أفراد من وكالة الأمن والطوارئ يسيرون بين جدران ملطخة بالدماء أثناء التحقيق في مسجد كانو المركزي في كانو في 29 نوفمبر 2014، بعد أن فجر مسلحون ثلاث قنابل وفتحوا النار على المصلين في المسجد الرئيسي في كانو، أكبر مدن شمال نيجيريا (رويترز)
TT

على خلفية ميراث... رجل يحبس مصلين في مسجد بنيجيريا ويضرم فيهم النار

أفراد من وكالة الأمن والطوارئ يسيرون بين جدران ملطخة بالدماء أثناء التحقيق في مسجد كانو المركزي في كانو في 29 نوفمبر 2014، بعد أن فجر مسلحون ثلاث قنابل وفتحوا النار على المصلين في المسجد الرئيسي في كانو، أكبر مدن شمال نيجيريا (رويترز)
أفراد من وكالة الأمن والطوارئ يسيرون بين جدران ملطخة بالدماء أثناء التحقيق في مسجد كانو المركزي في كانو في 29 نوفمبر 2014، بعد أن فجر مسلحون ثلاث قنابل وفتحوا النار على المصلين في المسجد الرئيسي في كانو، أكبر مدن شمال نيجيريا (رويترز)

قالت الشرطة النيجيرية إن 11 مصلياً على الأقل قُتلوا، وأُصيب العشرات، بعد أن هاجم رجل مسجداً في ولاية كانو شمال نيجيريا، حسبما أفادت به شبكة «بي بي سي» البريطانية.

وأضافوا أن رجلاً رَشَّ المسجد بالبنزين، وأغلق أبوابه، قبل أن يشعل النار فيه، مما أدى إلى محاصرة نحو 40 من المصلين.

ووقع الهجوم بسبب خلاف عائلي على تقاسم ميراث.

وأعلنت الشرطة أنها ألقت القبض على مشتبه به يبلغ من العمر 38 عاماً. ووقع الحادث عندما كان الناس يحضرون صلاة الفجر يوم الأربعاء في منطقة جيزاوا بولاية كانو.

وقال سكان إن النيران اجتاحت المسجد بعد الهجوم، وسمع المصلون نحيبهم وهم يحاولون فتح الأبواب المغلقة. وذكرت وسائل إعلام محلية أنه بعد سماع الانفجار، هرع الجيران لمساعدة المحاصرين بالداخل.

وذكر بيان للشرطة أنه تم نشر فرق إنقاذ تضم خبراء قنابل من ولاية كانو على الفور رداً على الهجوم. وأكدت الشرطة في وقت لاحق أنه لم يتم استخدام قنبلة في الهجوم.

وقالت خدمة الإطفاء في كانو إنه لم يتم الاتصال بها فور اندلاع الحريق، مضيفة أنه كان بإمكانها السيطرة على الوضع بشكل أسرع.

وصرح سامينو يوسف، المتحدث باسم خدمة الإطفاء في كانو، لشبكة «بي بي سي»، أنهم تلقوا تقارير عن الحادث بعد أن قام السكان المحليون بإخماد الحريق.

وأضاف: «في وضع كهذا، من المفترض أن يتصل بنا الناس، ولكننا لم نتلقَّ أي اتصال من الموقع إلا بعد عودة الحياة الطبيعية».

وقالت الشرطة إن المشتبه به اعترف بأن أفعاله كانت جزءاً من نزاع على ميراث، زاعماً أنه كان يستهدف بعض أفراد الأسرة الذين كانوا داخل المسجد.

وصرح عمر ساندا، قائد الشرطة المحلية، للصحافيين بعد زيارة موقع الحادث: «ما حدث لا يرتبط بأي عمل إرهابي، بل كانت مشكلة نشأت نتيجة توزيع الميراث». وأضاف: «إنه أمر مؤسف حقاً. المشتبه به موجود معنا حالياً، ويقدم معلومات مفيدة».

وأوردت التقارير الأولية أن أحد المصلين توفي بسبب الهجوم، لكن عدد القتلى ارتفع لاحقاً بعد وفاة المزيد من الضحايا أثناء تلقي العلاج في مستشفى مورتالا محمد التخصصي في كانو.

وذكرت الشرطة أن المزيد من الضحايا، ومن بينهم أطفال، ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفى.


مقتل 9 عناصر من حركة «الشباب» في عمليات عسكرية بالصومال

أفراد من قوة شرطة بونتلاند البحرية يركبون شاحنة صغيرة في غاروي بولاية بونتلاند الصومالية (د.ب.أ)
أفراد من قوة شرطة بونتلاند البحرية يركبون شاحنة صغيرة في غاروي بولاية بونتلاند الصومالية (د.ب.أ)
TT

مقتل 9 عناصر من حركة «الشباب» في عمليات عسكرية بالصومال

أفراد من قوة شرطة بونتلاند البحرية يركبون شاحنة صغيرة في غاروي بولاية بونتلاند الصومالية (د.ب.أ)
أفراد من قوة شرطة بونتلاند البحرية يركبون شاحنة صغيرة في غاروي بولاية بونتلاند الصومالية (د.ب.أ)

أعلنت الحكومة الصومالية مقتل 9 عناصر من حركة «الشباب» الإرهابية في غارة جوية في إقليمي شبيلي الوسطى وغلغدود. وقالت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية إن «عمليات عسكرية نفَّذها الجيش الوطني المدعوم بالشركاء الدوليين أسفرت عن مقتل 9 عناصر من مقاتلي مسلحي الحركة الإرهابية وإصابة العشرات في غلغدود وشبيلي الوسطى وسط وجنوب البلاد».

مركبات عسكرية صومالية تظهر في شارع بالقرب من فندق بمقديشو الجمعة بعد تعرضه لهجوم إرهابي (أ.ف.ب)

إلى ذلك، تقول مسؤولة بأحد أكبر مخيمات النازحين في العاصمة الصومالية مقديشو إن اشتداد القتال بين القوات الحكومية وحركة «الشباب» وقصفاً مجهولاً بالمُسيرات يؤدي إلى تضاعف أعداد من يلجؤون لسكن المخيم. ويقع مخيم «العدالة» الذي تسكنه مئات الأسر الصومالية في العاصمة مقديشو. وتتمتع حركة «الشباب» المتطرفة بوجود قوي في مناطق بجنوب ووسط الصومال. وكثف الجيش الأميركي ضرباته الجوية خلال العام الماضي دعماً للحكومة التي تساندها الأمم المتحدة هناك، والتي تقاتل الحركة الإرهابية منذ سنوات.


عدد قياسي من النازحين داخلياً بلغ نحو 76 مليوناً في نهاية 2023

نازحات من دارفور ينتظرن في طابور للحصول على المساعدات من مجموعة بمخيم في القضارف (أ.ف.ب)
نازحات من دارفور ينتظرن في طابور للحصول على المساعدات من مجموعة بمخيم في القضارف (أ.ف.ب)
TT

عدد قياسي من النازحين داخلياً بلغ نحو 76 مليوناً في نهاية 2023

نازحات من دارفور ينتظرن في طابور للحصول على المساعدات من مجموعة بمخيم في القضارف (أ.ف.ب)
نازحات من دارفور ينتظرن في طابور للحصول على المساعدات من مجموعة بمخيم في القضارف (أ.ف.ب)

دفعت النزاعات في السودان وقطاع غزة وجمهورية الكونغو الديمقراطية عدد النازحين داخلياً إلى مستوى قياسي بلغ 75.9 مليون في نهاية عام 2023، بحسب مركز رصد النزوح الداخلي.

وارتفع عدد النازحين داخلياً بنسبة 50 في المائة في السنوات الخمس الأخيرة، بحسب ما ورد في التقرير السنوي لهذه المنظمة غير الحكومية الذي صدر الثلاثاء في جنيف.

وكان عدد النازحين داخلياً 71.1 مليون في نهاية عام 2022، وفقاً لما ذكرته وكالة «الصحافة الفرنسية».

وخلافاً للاجئين الذين يغادرون خارج حدود البلاد، يضطر النازحون داخلياً إلى الانتقال من مكان إلى آخر داخل البلد الذي يقيمون فيه.

وفي تقريره العالمي حول عدد النزوح الداخلي، قال المركز إن 68.3 مليون شخص عبر العالم نزحوا بسبب النزاعات والعنف، و7.7 مليون بسبب الكوارث.

وفي السنوات الخمس الأخيرة ارتفع عدد النازحين داخلياً جراء نزاعات بـ22.6 مليون مع زيادة كبيرة، خصوصاً في عامي 2022 و2023.

ومع 9.1 مليون نازح داخلياً، يعد السودان أكبر عدد من النازحين في بلد واحد منذ بدء تدوين هذه البيانات في 2008، بحسب مركز الرصد.

ويقيم نحو نصف النازحين داخلياً في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وقالت مديرة مركز رصد النزوح الداخلي ألكسندرا بيلاك: «في السنتين الأخيرتين، رصدنا مستويات جديدة مقلقة من الأشخاص يضطرون إلى الفرار من ديارهم بسبب النزاعات والعنف حتى في مناطق كانت تشهد تحسناً في هذا الميل».

وأكدت أن «النزاعات والدمار الذي تخلفه يمنعان الملايين من إعادة بناء حياتهم على مدى سنوات أحياناً.

وتسبب القتال في السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية والأراضي الفلسطينية بنحو ثلثي عدد النازحين داخلياً الجدد جراء النزاعات في عام 2023».


مالي: المجلس العسكري يمهد لتمديد فترة حكمه

حشود تهتف أثناء عرض لجنود ماليين في شوارع باماكو عاصمة مالي، في أغسطس 2020 (أ.ف.ب)
حشود تهتف أثناء عرض لجنود ماليين في شوارع باماكو عاصمة مالي، في أغسطس 2020 (أ.ف.ب)
TT

مالي: المجلس العسكري يمهد لتمديد فترة حكمه

حشود تهتف أثناء عرض لجنود ماليين في شوارع باماكو عاصمة مالي، في أغسطس 2020 (أ.ف.ب)
حشود تهتف أثناء عرض لجنود ماليين في شوارع باماكو عاصمة مالي، في أغسطس 2020 (أ.ف.ب)

فتح مؤيدو المجلس العسكري الحاكم في مالي الطريق، الجمعة، أمام سنوات إضافية من حكم النظام العسكري وترشيح رئيس هذا المجلس للرئاسة في المستقبل؛ فقد أوصى مئات المشاركين، بحوار وطني عُقد في باماكو لاقتراح حلول للأزمة الأمنية والسياسية العميقة التي تشهدها مالي منذ سنوات، بأن يحتفظ الحكام العسكريون الذين وصلوا إلى الحكم عام 2020 بالسلطة لسنوات أخرى، كما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية». وقالوا أيضاً إنه عندما تُجرى الانتخابات في نهاية المطاف، يجب أن يكون رئيس المجلس العسكري العقيد آسيمي غويتا مرشحاً للرئاسة، وفقاً لبيان تلاه التلفزيون الرسمي.

حكم عسكري

وعزَّز العسكريون، الذين تولوا السلطة بالقوة في 2020، قبضتهم على البلاد، إثر انقلاب ثانٍ في 2021، في بلد يواجه نشاطاً لجماعات إرهابية ومجموعات مسلحة أخرى. وقال العقيد غويتا في ختام أسبوع من «الحوار بين الماليين»، بثَّه التلفزيون الرسمي: «أدعو الهيئات الانتقالية إلى اتخاذ التدابير اللازمة للتنفيذ الدقيق لهذه التوصيات».

دورية لعناصر من الجيش المالي في العاصمة باماكو في أغسطس 2020 (أ.ب)

وقاطَعَ قسم كبير من المعارضة الحوار، واتهموا ضباط الجيش باستغلاله للبقاء في السلطة. وقال مقرر لجنة الحوار، بوبكر صو، إنهم أوصوا بتمديد الفترة الانتقالية «من سنتين إلى خمس سنوات». وأضاف أنهم أوصوا أيضاً بتعزيز «ترشح العقيد آسيمي غويتا في الانتخابات الرئاسية المقبلة». يمكن لهذه التصريحات المبهمة أن تشير إلى أن الحكام العسكريين سيبقون في السلطة لثلاث سنوات أخرى، من نهاية مارس (آذار) 2024 حتى عام 2027، وتخضع الدولة الواقعة في غرب أفريقيا لحكم العسكر إثر وقوع انقلابات متتالية في عامي 2020 و2021. وقد وعد الجيش بتسليم السلطة عبر انتخابات في فبراير (شباط).

لكنه أجَّل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، مبرراً ذلك بالوضع الأمني غير المستقر الذي تفاقم بسبب الهجمات الإرهابية. ولم يأت تأجيل الاستحقاق مفاجأة؛ فقد اعتمد العسكريون عام 2023 دستوراً جديداً، لكنهم لم ينجزوا كثيراً من التقدُّم الملموس على خط الانتخابات.

تقارب مع روسيا

أعلن رئيس الوزراء المعيَّن من قِبَل العسكريين، شوغيل كوكالا مايغا، في أبريل (نيسان)، أن الانتخابات لن تُجرى إلا بعد تحقُّق الاستقرار نهائياً في البلاد. وكثف العسكريون منذ 2020 القطيعة، لا سيما مع القوة الاستعمارية السابقة، فرنسا، واتجهوا نحو روسيا. كما شهدت الدولتان المجاورتان، بوركينا فاسو والنيجر، اللتان تواجهان مشكلات مماثلة لتلك التي تواجهها مالي، إطاحة الجيش للحكومتين القائمتين، ودفع فرنسا إلى الخارج والتوجه نحو روسيا.

مظاهرة في باماكو بمالي تدعم روسيا وتدين فرنسا في ذكرى 60 سنة على استقلال مالي في 22 سبتمبر 2020 (أ.ب)

وأعلنت الدول الثلاث انسحابها من الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) وإنشاء تحالف دول الساحل. يحكم العسكريون الماليون البلاد دون منازع. وقد علقوا أنشطة الأحزاب، في أبريل (نيسان)، بسبب انتقاداتها لعدم احترام الالتزامات وأنها ضد «الحوار».

ويُعتبر دعم ترشيح غويتا للانتخابات الرئاسية المقبلة أمراً مرجَّحاً. وأوصى المشاركون في «الحوار الوطني» بترقية العقيد غويتا وخمسة أعضاء بارزين في المجلس العسكري إلى رتبة جنرال. وأوصوا بتشديد شروط إنشاء الأحزاب وتقليص عددها وقطع التمويل العام عنها بالكامل. ودعوا إلى حل العديد من جماعات الدفاع الذاتي والميليشيات.

من جانب آخر، أعلن صو أن الحوار أوصى أيضاً «بفتح حوار عقائدي مع ما يُعرف بـ(الجماعات الجهادية المسلحة) ودعوة العلماء الماليين إلى تحديد مجموعة المناقشات العقائدية التي سيتم إجراؤها مع هذه الجماعات».

وتشهد مالي اعتداءات دامية بسبب نشاطات جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة وتنظيم «داعش» الإرهابيين، امتدت إلى الدول المجاورة. كما تشهد أعمال عنف طائفية وإجرامية. ويندد المدافعون عن حقوق الإنسان بانتظام بفظاعات تُرتكب بحق المدنيين من قبل القوات النظامية، ومنذ 2022 من قبل حليفتها، «مجموعة فاغنر» الروسية. وتنفي السلطات ذلك.


كيف يُمكن لديبي تفادي «الأزمات الداخلية» في تشاد؟

تشاديون يصطفون للإدلاء بأصواتهم بالانتخابات الرئاسية في نجامينا 06 مايو 2024 (إ.ب.أ)
تشاديون يصطفون للإدلاء بأصواتهم بالانتخابات الرئاسية في نجامينا 06 مايو 2024 (إ.ب.أ)
TT

كيف يُمكن لديبي تفادي «الأزمات الداخلية» في تشاد؟

تشاديون يصطفون للإدلاء بأصواتهم بالانتخابات الرئاسية في نجامينا 06 مايو 2024 (إ.ب.أ)
تشاديون يصطفون للإدلاء بأصواتهم بالانتخابات الرئاسية في نجامينا 06 مايو 2024 (إ.ب.أ)

أثار فوز رئيس المجلس العسكري في تشاد محمد إدريس ديبي، بالانتخابات الرئاسية التي جرت (الأحد) و(الاثنين) الماضيين، تساؤلات حول قدرته، على تفادي الأزمات الداخلية التي شهدتها البلاد خلال الفترة الانتقالية مدتها 3 سنوات.

وعدّ محللون وخبراء اختصاصيون في السياسة الأفريقية، أن رئيس المجلس العسكري التشادي «يحظى بتوافق داخلي» يمكن استثماره في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه البلاد.

ووفقاً لنتائج رسمية أولية، أعلنت اللجنة الانتخابية فوز ديبي، في الانتخابات بحصوله على 61.03 في المائة من إجمالي الأصوات، متفوقاً على أقرب منافسيه رئيس وزرائه السابق سيكسيه ماسرا، الذي حصل على 18.53 في المائة من الأصوات، وهو ما يعني فوز ديبي من الجولة الأولى. وجرت الانتخابات بين 10 مرشحين؛ أبرزهم محمد إدريس ديبي، وماسرا.

ويتبقى تصديق المجلس الدستوري على نتائج الانتخابات، وإعلانها بشكل نهائي يوم 21 مايو (أيار) الحالي، وفقاً للخريطة الزمنية المعلنة للانتخابات.

محيط إقليمي مضطرب

وأنهت الانتخابات الرئاسية في تشاد فترة انتقالية عمرها 3 سنوات، برئاسة المجلس العسكري الذي تولى إدارة البلاد، عقب مقتل الرئيس التشادي السابق إدريس ديبي، في أبريل (نيسان) 2021.

وجرت الانتخابات التشادية في محيط إقليمي مضطرب، ما بين «انقلابات» في بعض دول منطقة الساحل الأفريقي، وتوترات الأوضاع بدول جوار تشاد من بينها السودان وليبيا، وعدّ المحلل السياسي التشادي صالح يونس أن «التطورات الإقليمية تؤثر بالسلب على الأوضاع الاقتصادية والأمنية في تشاد، وينتج عن ذلك تحديات سيستوجب على ديبي مواجهتها».

وأشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن تشاد «تمر بمرحلة صعبة وحرجة منذ وفاة (ديبي الأب)، ومنذ بدء الفترة الانتقالية كانت هناك تحديات تتعلق بالمعارضة الداخلية والمعارضة المسلحة، التي شاركت في (حوار وطني) داخلي انتهى بخريطة طريق تمهد للانتخابات الرئاسية».

المصالحة الوطنية الداخلية

وتعهد (ديبي الابن) خلال حملته الانتخابية بتعزيز الأمن، وسيادة القانون، وزيادة إنتاج الكهرباء، وإكمال عملية الانتقال السياسي التي بدأت في البلاد منذ 3 سنوات.

لكن أستاذ العلوم السياسية في جامعة زايد بالإمارات العربية المتحدة، الخبير في الشأن الأفريقي الدكتور حمدي عبد الرحمن، عدّ «التحدي الأساسي أمام الرئيس التشادي الجديد، قدرته على استكمال المصالحة الوطنية الداخلية، ذلك أن جلسات (الحوار الوطني) الذي تم عقده في تشاد لم تشارك فيه الجماعات المسلحة وأحزاب المعارضة والمنظمات المدنية كافة، بجانب الخلاف بين القبائل بسبب سيطرة قبيلة (الزغاوة) على الحكم منذ 30 عاماً».

وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك توترات على مستوى النخبة الحاكمة وداخل أسرة الرئيس نفسه، خصوصاً بعد اعتقال عمه في مارس (آذار) الماضي، ومقتل ابن عمه رئيس الحزب الاشتراكي المعارض في فبراير (شباط) الماضي».

ويرى عبد الرحمن أن «نقطة البداية أمام ديبي هي استكمال المصالحة الداخلية وتحقيق الاستقرار داخل النخبة الحاكمة»، ولفت إلى أن الأخير «يمتلك بُعداً قبلياً يمكن استثماره، حيث ينتمي لقبيلة (الزغاوة) من جهة والده، وفي الوقت نفسه يحمل انتماء لقبيلة (التبو) من ناحية الأم».

مواجهة التحديات الاقتصادية

استطاع الرئيس التشادي الجديد أن يصمد أمام تحديات الفترة الانتقالية خلال الثلاث سنوات الماضية، وهو ما أشار إليه المحلل التشادي صالح يونس، عادّاً أن الرئيس الجديد «شخصية توافقية للتشاديين، كما حصل على مباركة الغرب، خصوصاً فرنسا صاحبة النفوذ الكبير في تشاد ومنطقة الساحل».

ورغم أنه أشار إلى أن «هذه الأبعاد ستمكنه من التعامل مع تحديات المصالحة الداخلية والتحديات الأمنية»، لفت عبد الرحمن إلى صعوبة الملف الاقتصادي بسبب الأوضاع الإقليمية المحيطة، وكثرة تدفق اللاجئين السودانيين لبلاده.

وتمتلك تشاد قدرات اقتصادية كثيرة تمكنها من مواجهة التحديات الاقتصادية، وهو ما أشار إليه أستاذ العلوم السياسية بجامعة زايد، وقال إن «توزيع عوائد النفط بشكل عادل، سيسهم في تحقيق التنمية وتوزيع الخدمات العامة على جميع المواطنين، وبالتالي يسهم في التخفيف من وطأة التوترات المجتمعية».

وأشار إلى «تنامي حالة عدم الرضا بسبب عدم تقاضي الأجور، وبسبب ضعف الخدمات الصحية، حيث تصنف تشاد من أسوأ مؤشرات الرعاية الصحية في العالم».

وتعد تشاد دولة محورية في الحرب على الإرهاب بمنطقة الساحل الأفريقي، وتمثل قاعدة مهمة للوجود الفرنسي والغربي في منطقة الساحل، وأوضح عبد الرحمن أن هناك اهتماماً غربياً وإقليمياً باستقرار تشاد، خصوصاً أنها «تمثل رأس حربة بمنطقة الساحل في مواجهة الإرهاب»، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى ضرورة «تنويع الرئيس الجديد لعلاقاته الخارجية مع دول أخرى غير الغرب».


بعد عام من الهجوم على كنيس يهودي: تونس تنفي الصبغة «الإرهابية» ومصادر فرنسية توضح

الكنيس اليهودي «الغريبة» في جزيرة جربة التونسية شهد العام الماضي هجوماً مسلحاً... وفي 2002 هجوماً إرهابياً
الكنيس اليهودي «الغريبة» في جزيرة جربة التونسية شهد العام الماضي هجوماً مسلحاً... وفي 2002 هجوماً إرهابياً
TT

بعد عام من الهجوم على كنيس يهودي: تونس تنفي الصبغة «الإرهابية» ومصادر فرنسية توضح

الكنيس اليهودي «الغريبة» في جزيرة جربة التونسية شهد العام الماضي هجوماً مسلحاً... وفي 2002 هجوماً إرهابياً
الكنيس اليهودي «الغريبة» في جزيرة جربة التونسية شهد العام الماضي هجوماً مسلحاً... وفي 2002 هجوماً إرهابياً

اتخذت السلطات الأمنية إجراءات أمنية «استثنائية جداً» هذه الأيام بمناسبة موسم «الزيارة السنوية» التي يقوم بها عادة آلاف اليهود التونسيين ومن العالم أجمع للكنيس اليهودي في جزيرة جربة السياحية جنوب شرقي البلاد.

ولوحظ رفع حالة الاستنفار الأمني من قِبل القوات الخاصة بلباس مدني وعسكري في جزيرة جربة وبالقرب من المعالم اليهودية التونسية.

لكن فعاليات «الزيارة» هذا العام تجري «دون ضجة»، وبمشاركة مئات اليهود التونسيين دون غيرهم، مع إلغاء الاحتفالات الغنائية والراقصة في الشوارع يومي الافتتاح والاختتام لأسباب أمنية عدّة، من بينها تجنب استفزاز الأغلبية المسلمة في هذه المرحلة التي تتواصل فيها الحرب في قطاع غزة والضفة الغربية وارتفع فيها أعداد القتلى والجرحى.

استنفار أمني في الذكرى الأولى للهجوم المسلح على كنيس يهودي في جربة التونسية

قرار أمني سياسي

وسبق لإدارة هيئة مهرجان الغريبة اليهودي السنوي برئاسة رجل الأعمال بيريز الطرابلسي ووزير السياحة التونسية السابق روني الطرابلسي أن أصدرت قبل أسابيع إعلاناً بالتنسيق مع السلطات الأمنية والحكومية التونسية تعلن فيه عن «تنظيم كل التظاهرات داخل فضاءات مغلقة وليس في الشوارع والأماكن العامة».

ويتزامن الاحتفاء السنوي بموعد هذه الزيارة بالذكرى الأولى «للهجوم المسلح» الذي وقع قبل عام بالضبط على الكنيس اليهودي «الغريبة» وسط جزيرة جربة عندما كان آلاف اليهود من بين حاملي جنسيات مختلفة في تظاهرة ثقافية فلكلورية سياحية ليلية مساء 9 مايو (أيار) 2023.

وتسبب الهجوم المسلح، حسب تصريحات أمنية رسمية تونسية، في مقتل اثنين من قوات الأمن وسائحَين يهوديين أوروبيين، أحدهما إسرائيلي. كما قُتل في العملية المهاجم المسلح الذي كان عوناً في الحرس الوطني البحري، بعد أن تدخلت «القوات الأمنية الخاصة» التي نجحت في السيطرة الأمنية الكاملة عليه وعلى الموقع في ظرف 112 ثانية، حسبما أورده وزير الداخلية كمال الفقي في مؤتمر صحافي مباشرة بعد الحادثة.

كما أسفر الهجوم عن إصابة 8 مشاركين في الحفل بجروح بسبب تبادل الطلق النار بين المهاجم المسلح والأمنيين عندما بدأ المشاركون في الحفل في مغادرة القاعة المغلقة في اتجاه السيارات المعدة لنقلهم إلى الفنادق السياحية.

لكن تدخل قوات الأمن ضمن إخراج الآلاف السياح اليهود من المعبد ونقلهم إلى المنطقة السياحية وإلى المطار أو إلى مدن تونسية أخرى برمجوا فيها زيارات بحكم وجود معالم يهودية ثقافية ودينية فيها.

ليس عملاً إرهابياً

ونفى وزير الداخلية التونسي كمال الفقي في تصريحات عن الهجوم «الصبغة الإرهابية» ورجّح سيناريو «الجريمة» على العملية وعلى الطرف أو الأطراف التي شاركت فيها. كما وصف الرئيس التونسي قيس سعيّد الهجوم المسلح بـ«العمل الإجرامي» واعتبر أن «جهات تستهدف السياحة التونسية واقتصاد تونس وأمنها واستقرارها» قد تكون وراءها.

ونفى الرئيس التونسي في كلمة رسمية توجه بها إلى الشعب وإلى الرأي العالمي أن يكون وراء الهجوم «عمل إرهابي» أو «عمل عدائي للسامية» وذكر بكون الأقلية اليهودية عاشت دوماً في تونس في وفاق مع الأغلبية المسلمة بما في ذلك في مرحلة احتلال ألمانيا لتونس في عهد النازيين، بين نوفمبر (تشرين الثاني) 1942 ومايو 1943.

وساهم تجنب سيناريو «التهويل الإعلامي» للهجوم في إنجاح الموسم السياحي السابق وفي تنظيم مؤتمرات دولية في جزيرة جربة وفي مدن تونسية عدّة.

كنيس جربة اليهودي بعد ساعة من الهجوم المسلح العام الماضي (وسائل الإعلام التونسية)

توضيح فرنسي

في المقابل، كشفت مصادر إعلامية فرنسية بمناسبة الذكرى الأولى لهذا الهجوم، عن أن مصالح النيابة العمومية المكلفة ملفات الإرهاب في فرنسا أجرت تحقيقات أمنية وقضائية في الحادثة بسبب وجود «فرنسي بين القتلى». وتوصلت إلى شبهات تهم 4 أشخاص شاركوا في تنظيم الهجوم وتنفيذه، بينهم عون أمن تونسي سابق «يشتبه في علاقته بتنظيم (داعش) الإرهابي و(فتاة) مختصة في علاج النطق»، حسب صحيفة «لوباريسيان» الفرنسية الواسعة الانتشار.

كما أورد المصدر نفسه مشاركة «3 متهمين بينهم امرأة» في تقديم دعم لوجيستي لعون الأمن السابق الذي شنّ الهجوم المسلح، بما في ذلك عبر «تسهيلات عبر الإنترنت».

وكانت الرواية الأمنية التونسية أعلنت أن المهاجم قتل زميله المسلح في مركز تابع «لخفر السواحل البحري» شرقي جزيرة جربة وافتك منه سلاحه ثم استخدم وسيلة نقله الأمنية بسرعة وتنقل على متنها من المنطقة السياحية شرقي الجزيرة نحو الكنيس اليهودي الذي يبعد نحو 15 كلم. وتمكن من الدخول بسبب الصبغة الأمنية للعربة التي استخدمها ولملابسه الأمنية. لكن عندما أطلق النار مختبئاً وراء أحد الجدران تدخلت «قوات النخبة» وقامت بـ«تحييده».

عمليات إرهابية أخرى

وقد أعادت هذه العملية إلى الأدهان عمليات إرهابية سابقة نُفّذت ضد تجمعات في معالم يهودية في تونس، بينها تفجير شاحنة وقود في 2002 في مدخل الكنيس اليهودي في جزيرة جربة؛ مما تسبب في مقتل 21 سائحاً وعاملاً تونسياً وإصابة عشرات. وتبنى تنظيم «القاعدة» الهجوم واعتبره رداً على العمليات العسكرية الأميركية على أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. كما هاجم عون أمن مسلح الكنيس نفسه في الثمانينات من القرن الماضي «رداً على قصف قوات إسرائيلية مقر القيادة الفلسطينية بتونس في أكتوبر (تشرين الأول) 1985؛ مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى فلسطينيين وتونسيين بينهم أحد أقرباء عون الأمن التونسي».

وفي بعض المعالم اليهودية الثقافية والسياحية سجّلت قوات الأمن مراراً هجمات من قِبل «مجهولين» وبعض «السلفيين المتشددين» على تلك المعالم عندما تكون فارغة مع كتابة شعارات معادية للسلطات الإسرائيلية عليها.


رئيس المجلس العسكري في تشاد يفوز بالانتخابات الرئاسية

محمد إدريس ديبي إتنو خلال التجمع الأخير لحملته الانتخابية في نجامينا (ا.ف.ب)
محمد إدريس ديبي إتنو خلال التجمع الأخير لحملته الانتخابية في نجامينا (ا.ف.ب)
TT

رئيس المجلس العسكري في تشاد يفوز بالانتخابات الرئاسية

محمد إدريس ديبي إتنو خلال التجمع الأخير لحملته الانتخابية في نجامينا (ا.ف.ب)
محمد إدريس ديبي إتنو خلال التجمع الأخير لحملته الانتخابية في نجامينا (ا.ف.ب)

فاز رئيس المجلس العسكري في تشاد محمد إدريس ديبي إتنو، في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت هذا الأسبوع، وفقا لنتائج رسمية أولية صدرت الخميس، ما يوسع قبضة عائلته على السلطة منذ عقود.

وهدفت الانتخابات التي جرت الاثنين إلى إنهاء ثلاث سنوات من الحكم العسكري في دولة ذات دور محوري في الحرب ضد المتطرفين في منطقة الساحل الافريقي.

وقالت اللجنة الانتخابية إن ديبي حصل على 61,03 في المئة من الأصوات، متفوقاً على رئيس وزرائه سوكسيه ماسرا، الذي حصل على 18,53 في المئة. ومن المقرر أن يصادق المجلس الدستوري على النتائج.

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية، أن جنوداً أطلقوا النار في الهواء في العاصمة نجامينا ابتهاجاً وأيضاً لردع المتظاهرين بعد أن كان ماسرا قد أعلن في وقت سابق فوزه محذراً فريق ديبي من تزوير النتائج.

وكان أنصار ماسرا، وهو خبير اقتصادي يبلغ 40 عاماً، يجرون فرز أصوات خاصاً بهم بالتوازي مع الفرز الرسمي. وفي خطاب نُشر على صفحته في «فيسبوك» قبل ساعات من إعلان النتائج، قال ماسرا إن فرز فريقه «يؤسس لفوز من الجولة الأولى لتغيير الوضع الراهن».

وأضاف: «النصر مدوٍّ ولا عيب فيه»، لكنه توقع أن يعلن فريق ديبي فوزه و«يسرق النصر من الشعب».

وأُعلن ديبي رئيساً انتقالياً من جانب مجلس مشكل من 15 جنرالاً في العام 2021 بعد مقتل والده إدريس ديبي إتنو في الجبهة خلال إشرافه على معركة مع متمردين بعد 30 عاما من الحكم.

ووعد ديبي الابن بمرحلة انتقالية إلى الديموقراطية مدتها 18 شهرا، لكنه مددها لاحقا لعامين.

ودعي أكثر من 8,2 ملايين للإدلاء بأصواتهم في الدولة الصحراوية الواقعة في وسط إفريقيا والتي تصنفها الأمم المتحدة على أنها رابع أقل البلدان نموا في العالم.


عشرات الإصابات بالكوليرا في كينيا بعد أسابيع من الفيضانات

خلال معالجة طفل داخل الجناح في مستشفى هاغاديرا الرئيسي في مخيم هاغاديرا للاجئين في داداب بالقرب من الحدود الكينية الصومالية في مقاطعة غاريسا كينيا 17 يناير 2023 (رويترز)
خلال معالجة طفل داخل الجناح في مستشفى هاغاديرا الرئيسي في مخيم هاغاديرا للاجئين في داداب بالقرب من الحدود الكينية الصومالية في مقاطعة غاريسا كينيا 17 يناير 2023 (رويترز)
TT

عشرات الإصابات بالكوليرا في كينيا بعد أسابيع من الفيضانات

خلال معالجة طفل داخل الجناح في مستشفى هاغاديرا الرئيسي في مخيم هاغاديرا للاجئين في داداب بالقرب من الحدود الكينية الصومالية في مقاطعة غاريسا كينيا 17 يناير 2023 (رويترز)
خلال معالجة طفل داخل الجناح في مستشفى هاغاديرا الرئيسي في مخيم هاغاديرا للاجئين في داداب بالقرب من الحدود الكينية الصومالية في مقاطعة غاريسا كينيا 17 يناير 2023 (رويترز)

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها، اليوم (الأربعاء)، بعد الإبلاغ عن عشرات حالات الإصابة بالكوليرا في كينيا، بعد أسابيع من الأمطار الغزيرة والفيضانات، وفق وكالة «الصحافة الفرنسية».

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، سُجلت 44 إصابة بالكوليرا في مقاطعة نهر تانا شرق كينيا، وهي واحدة من أكثر المناطق تضرراً من الفيضانات.

وقال منسق الأمم المتحدة المقيم في كينيا ستيفن جاكسون في مقابلة مع قناة «سيتيزن تي في» التلفزيونية: «أعتقد أننا سنكون قادرين على احتواء المرض بالتعاون بين الحكومة، والشركاء الوطنيين والدوليين».

وأضاف «لقد تمكنا من احتواء الكوليرا في الماضي، لكن الإصابات تُشكل قلقاً كبيراً».

والكوليرا هي عدوى معوية حادة تنجم عن تناول طعام أو مياه ملوثة تسبب الإسهال والقيء، ويمكن أن تؤدي إلى الجفاف الشديد والموت في غياب العلاج الفوري، وقد تُشكل خطراً على الأطفال الصغار بشكل خاص.

وقال عبد الرحمن ديالو، ممثل منظمة الصحة العالمية في كينيا، في بيان صحافي نشرته هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء «ستواصل منظمة الصحة العالمية دعم الاستجابة لحالة الطوارئ الصحية، وستظل يقظة لمواجهة تفشي الأمراض السريعة الانتشار في حال عدم احتوائها».

وتابع عبد الرحمن ديالو «يجب أن نكون مرنين وجاهزين للرد، تحت إشراف الحكومة وبالتعاون مع الشركاء، من أجل تقديم المساعدة لمئات وآلاف الأشخاص المتضررين» من العوامل الجوية.

وأودت الفيضانات في كينيا بحياة 238 شخصاً، وفقاً لأحدث الأرقام الرسمية التي نشرتها وسائل الإعلام المحلية، بينما أصبح أكثر من 200 ألف شخص من دون مأوى.

وأدت الأمطار الموسمية التي فاقت غزارتها المعتاد، والتي تفاقمت بسبب ظاهرة إل نينيو المناخية، إلى مقتل أكثر من 400 شخص في شرق أفريقيا، وهي منطقة معرضة بشدة لتغير المناخ.


الاتحاد الأفريقي يدين «بشدّة» التوغل الإسرائيلي في رفح

آليات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليوم (الجيش الإسرائيلي - رويترز)
آليات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليوم (الجيش الإسرائيلي - رويترز)
TT

الاتحاد الأفريقي يدين «بشدّة» التوغل الإسرائيلي في رفح

آليات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليوم (الجيش الإسرائيلي - رويترز)
آليات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليوم (الجيش الإسرائيلي - رويترز)

أدان الاتحاد الأفريقي، الأربعاء، التوغل الإسرائيلي في مدينة رفح، بجنوب قطاع غزة، داعياً المجتمع الدولي إلى وقف «هذا التصعيد الدامي» في الحرب.

وجاء، في بيان على منصة «إكس»، أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد «يُدين بشدّة امتداد هذه الحرب إلى معبر رفح؛ الممر الوحيد للمساعدات الإنسانية»، بعدما سيطرت دبابات إسرائيلية على الممر الذي يُعد رئيسياً لإدخال المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصَر.