ترمب «مندهش» من استقالة رئيس الوزراء الياباني... من هو شيغيرو إيشيبا؟

وصفه بأنه «رجل لطيف للغاية»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الياباني المستقيل شيغيرو إيشيبا في مناسبة سابقة بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الياباني المستقيل شيغيرو إيشيبا في مناسبة سابقة بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)
TT

ترمب «مندهش» من استقالة رئيس الوزراء الياباني... من هو شيغيرو إيشيبا؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الياباني المستقيل شيغيرو إيشيبا في مناسبة سابقة بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الياباني المستقيل شيغيرو إيشيبا في مناسبة سابقة بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الأحد، إنه «مندهش» من استقالة رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، بعد أقل من عام منذ تولّيه منصبه.

وقال ترمب، للصحافيين، لدى عودته بعد حضور نهائي بطولة أميركا المفتوحة للتنس في مدينة نيويورك: «أنا مندهش، كنت أعرفه، وأُعجبتُ به، وهو الآن يتنحى عن منصبه. في الواقع، وجدته رجلاً لطيفاً للغاية، وتعاملنا معاً بشكل جيد للغاية»، وفق ما نقلته صحيفة «ماينشي» اليابانية.

وأعلن إيشيبا، الأحد، استقالته من رئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي، وبالتالي من رئاسة الحكومة، مدفوعاً إلى ذلك من كبار أعضاء حزبه، الذين دعوا إلى تغيير القيادة بعد الانتكاسة الانتخابية الأخيرة. وقال إيشيبا، خلال مؤتمر صحافي، بعد ظهر الأحد: «قررت الاستقالة من منصبي رئيساً للحزب الليبرالي الديمقراطي».

وتابع: «الآن وقد أُنجِزت المفاوضات حول التعريفات الجمركية الأميركية، أعتقد أن الوقت مناسب، قررت الانسحاب والإفساح للجيل التالي».

وتوصّل إيشيبا، في أواخر يوليو (تموز) الماضي، إلى اتفاق مع الولايات المتحدة أتاح خفض الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على المنتجات المستوردة من اليابان.

يأتي هذا القرار بعد أقل من عام على تولّي إيشيبا، البالغ 68 عاماً، قيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي المهيمن تقليدياً على الحياة السياسية اليابانية، ليصبح رئيساً للحكومة.

وبموجب النظام في اليابان، فإن رئيس البرلمان هو تقليدياً رئيس الحزب الحاكم، مع العلم بأن الحزب الليبرالي الديمقراطي يحكم اليابان بصورةٍ شبه متواصلة منذ عقود.

وذكرت قناة «إن إتش كاي» الرسمية أن البرلمانيين والمسؤولين المحليين في الحزب عبر أنحاء اليابان سيدعون، الاثنين، إلى انتخابات جديدة لرئاسة الحزب.

وأوضحت القناة أن إيشيبا اتخذ قراره لتفادي انقسام داخل صفوف حزبه، في حين ذكرت صحيفة «أساهي شيمبون» أنه لم يعد بإمكانه الصمود بوجه الدعوات المتزايدة لتنحّيه.

مسيرة شيغيرو إيشيبا

وُلد شيغيرو إيشيبا يوم 4 فبراير (شباط) 1957 لعائلة سياسية مرموقة، إذ كان والده جيرو إيشيبا محافظاً لإقليم توتوري بجنوب غربي اليابان، بين عاميْ 1958 و1974، قبل أن تُسند إليه حقيبة وزارة الداخلية.

وإيشيبا من الأقلية المسيحية في اليابان، وقد درس الحقوق في جامعة كييو، إحدى أعرق جامعات اليابان الخاصة، وفيها التقى زوجته المستقبلية يوشيكو ناكامورا، وهما، اليوم، والدان لابنتين.

وبعد التخرّج توظّف في مصرف «ميتسوي»، قبل أن يسير على خُطى والده ويدخل مجال السياسة بتشجيع من صديق والده ورئيس الوزراء الأسبق كاكوي تاناكا.

ففي عام 1986، انتُخب نائباً عن الحزب الليبرالي الديمقراطي في البرلمان عن دائرة توتوري الموسّعة حتى عام 1996، ثم عن دائرة توتوري الأولى منذ ذلك الحين، وحتى أصبح رئيساً للوزراء.

مواقف اعتراضية

لم تخلُ مسيرة إيشيبا السياسية من الإثارة؛ حيث شهدت مواقف اعتراضية واستقلالية وضعته غير مرة في مسار تصادميّ مع حزبه وحزب والده.

في عام 1993، خرج من صفوف الحزب الليبرالي الديمقراطي ليلتحق بحزب «تجديد اليابان» الذي أسسته قيادات منشقّة عن الحزب بقيادة تسوتومو هاتا (رئيس الوزراء عام 1994)، وإيتشيرو أوزاوا (وزير داخلية سابق) حتى عام 1994، ثم انتقل إلى حزب «الحدود الجديدة» الذي أُسس نتيجة اندماج «تجديد اليابان» مع قوى أخرى، وفيه مكث بين 1994 و1996، وبعدها ظل نائباً مستقلاً إلى أن عاد إلى صفوف الحزب الليبرالي الديمقراطي.

وفي أعقاب العودة عام 1997، تبوّأ إيشيبا عدداً من المسؤوليات، بدأت بمنصب المدير العام لوكالة الدفاع، ثم منصب وزير الدفاع بين عاميْ 2007 و2008 في حكومتيْ جونيتشيرو كويزومي وياسوو فوكودا، ثم عُيّن وزيراً للزراعة والغابات والثروة السمكية في حكومة تارو آسو بين 2008 و2009، وتولّى أيضاً منصب الأمين العام للحزب الليبرالي الديمقراطي بين 2012 و2014.

ومع الأخذ في الحسبان هذه الخلفية، كان طبيعياً أن يدفع طموح إيشيبا الشخصي هذا السياسي الجريء إلى التوق لخوض التنافس على زعامة الحزب، وبالتالي، رئاسة الحكومة.

رئيس الوزراء الياباني المستقيل شيغيرو إيشيبا (أ.ف.ب)

وجرّب شيغيرو إيشيبا حظه في الزعامة مرّات عدة. وكانت المرة الأولى التي يرشح نفسه فيها عام 2008، إلا أنه في تلك المنافسة احتل المرتبة الخامسة بين المتنافسين. وبعدها رشح نفسه عاميْ 2012 و2018، وفي المرتين كان غريمه رئيس الوزراء الأسبق الراحل شينزو آبي، الزعيم الذي شغل منصب رئاسة الحكومة لأطول فترة في تاريخ المنصب.

ثم في أعقاب استقالة آبي (الذي اغتيل عام 2022) لأسباب صحية عام 2020، رشّح إيشيبا نفسه، إلا أنه خسر هذه المرة وجاء ثالثاً، وذهبت الزعامة ورئاسة الحكومة ليوشيهيدي سوغا.

وفي العام التالي، بعدما أحجم إيشيبا عن خوض المنافسة، فاز الزعيم ورئيس الحكومة السابق السابق فوميو كيشيدا. بَيْد أن الأخير قرّر، في أغسطس (آب) الماضي، أنه لن يسعى إلى التجديد في الموعد المقرر في سبتمبر (أيلول).

وهكذا بات لا بد من الدعوة إلى إجراء انتخابات الزعامة التي فاز بها إيشيبا، متغلباً بفارق بسيط وفي الدورة الثانية على منافِسته الوزيرة اليمينية المتشدّدة ساناي تاكايشي، التي كانت تصدرت دورة التصويت الأولى.

وهكذا صار زعيماً للحزب الليبرالي الديمقراطي ومرشحه لرئاسة الحكومة الرسمي، وعلى الأثر، اختاره مجلس النواب رئيساً للوزراء في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وكان إيشيبا يواجه انتقادات داخل الحزب الليبرالي الديمقراطي، بعد تكبد الحزب أسوأ نكسة منذ 15 عاماً في الانتخابات الأخيرة.

ففي 20 يوليو الماضي، خسر الائتلاف، بقيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي، انتخابات مجلس المستشارين الذي يُعد بمثابة مجلس الشيوخ في اليابان، بعد أشهر قليلة من اضطراره إلى تشكيل حكومة أقلية، على أثر هزيمته في انتخابات مجلس النواب.

تناقض مع استطلاعات الرأي

لكن الاستقالة تأتي في سياق متناقض، إذ كان إيشيبا يسجل مؤخراً تقدّماً في استطلاعات الرأي، ولا سيما بعد توصله إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة.

وسجلت حكومته ارتفاعاً مفاجئاً في نسبة شعبيتها وصل، في نهاية أغسطس الماضي، إلى 39 في المائة من الآراء المؤيدة، ما يمثل زيادة قياسية بـ17 نقطة عن يوليو، وفق استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة «يوميوري».

وأظهر التحقيق أن عدداً متزايداً من اليابانيين وصل إلى 50 في المائة يريدون بقاء إيشيبا في السلطة، مقابل 42 في المائة يريدون استقالته.

ووفق استطلاع للرأي أجرته صحيفة «ماينشي»، فإن 33 في المائة من اليابانيين يدعمونه، وهي أول مرة يتخطى التأييد له نسبة 30 في المائة منذ فبراير الماضي.

وعَزَت صحيفة «يوميوري» هذا الارتفاع في الشعبية بصورة خاصة إلى الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة، الذي أُبرم بعد يومين من الانتخابات اليابانية، وخفض الرسوم الجمركية الأميركية على المنتجات اليابانية من 25 في المائة إلى 15 في المائة.

كما أشارت الصحيفة إلى جهود الحكومة لوقف الارتفاع الأخير بأسعار الأرز، الذي شكّل عاملاً أساسياً في معدلات التضخم المرتفعة.

ويتوقع بعض المراقبين أن تخلفه منافِسته الأولى ساناي تاكايشي، القومية المتشددة التي حلّت في المرتبة الثانية في الانتخابات الأخيرة لقيادة الحزب عام 2024. وقد أعلنت، منذ الآن، أنها تعتزم الترشح.


مقالات ذات صلة

مكالمة ترمب مع بوتين «إيجابية»

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يمد يده لمصافحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أنكوردج (ألاسكا) - 15 أغسطس 2025 (أ.ف.ب)

مكالمة ترمب مع بوتين «إيجابية»

أعلن البيت الأبيض، ظهر الاثنين، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أجرى مكالمة هاتفية «إيجابية» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة عسكرية في أنكوريج بولاية ألاسكا الأميركية 15 أغسطس 2025 (رويترز)

البيت الأبيض: ترمب أجرى مكالمة هاتفية «إيجابية» مع بوتين بشأن أوكرانيا

أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب مكالمةً هاتفيةً «إيجابيةً» مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، بشأن الحرب مع أوكرانيا، وفق المتحدثة باسم البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا لقطة من فيديو نشرته قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني لسفينة حربية تُطلق مقذوفاً خلال تدريبات شرق تايوان (رويترز)

الصين تجري مناورات حول تايوان بعد صفقة أسلحة أميركية

بعد أيام من إعلان واشنطن صفقة أسلحة مقترحة تتجاوز قيمتها 11 مليار دولار لتايوان، بدأت الصين مناورات عسكرية شملت قوات بحرية، وجوية، وبرية، وصاروخية حول الجزيرة.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي المتحدث الجديد باسم «كتائب القسّام» الذي اعتمد اسم سلفه الراحل أبو عبيدة (أ.ف.ب)

«كتائب القسّام» تؤكد عدم التخلي عن السلاح قبيل لقاء ترمب ونتنياهو

جدّدت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح المسلّح لحركة «المقاومة الإسلامية» (حماس)، الاثنين، تأكيدها عدم التخلي عن سلاحها، وهي قضية رئيسية.

«الشرق الأوسط» (غزة (الأراضي الفلسطينية))
الولايات المتحدة​ الديمقراطي زهران ممداني رئيس بلدية نيويورك وزوجته راما دوجي في نيويورك (أ.ف.ب) play-circle

زهران ممداني المعارض القوي لترمب يتولى الخميس رئاسة بلدية نيويورك

يتولى الديمقراطي زهران ممداني، المعارض البارز والمناهض لسياسات دونالد ترمب، الخميس، رئاسة بلدية نيويورك، ليكون بذلك أول مسلم يشغل هذا المنصب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الجيش التايلاندي يتهم كمبوديا بانتهاك وقف إطلاق النار

الجيش والشرطة التايلانديان يستعدان لوضع أسلاك شائكة في منطقة متنازع عليها على طول الحدود الكمبودية التايلاندية (أ.ف.ب)
الجيش والشرطة التايلانديان يستعدان لوضع أسلاك شائكة في منطقة متنازع عليها على طول الحدود الكمبودية التايلاندية (أ.ف.ب)
TT

الجيش التايلاندي يتهم كمبوديا بانتهاك وقف إطلاق النار

الجيش والشرطة التايلانديان يستعدان لوضع أسلاك شائكة في منطقة متنازع عليها على طول الحدود الكمبودية التايلاندية (أ.ف.ب)
الجيش والشرطة التايلانديان يستعدان لوضع أسلاك شائكة في منطقة متنازع عليها على طول الحدود الكمبودية التايلاندية (أ.ف.ب)

اتّهمت تايلاند كمبوديا، الاثنين، بانتهاك وقف إطلاق النار الذي أبرم السبت بعد ثلاثة أسابيع من الاشتباكات الحدودية بين الدولتين، وذلك بإطلاق أكثر من 250 مسيّرة فوق أراضيها، فيما سارعت كمبوديا لتهدئة الموقف.

وبعد أقل من 48 ساعة من وقف إطلاق النار، أعلن الجيش التايلاندي أن «أكثر من 250 جهازاً جوياً من دون طيّار رُصدت من الجانب الكمبودي اخترقت المجال السيادي لتايلاند» ليل الأحد الاثنين.

ونبّه الجيش في بيانه من أن «خطوات من هذا القبيل تشكّل استفزازاً وانتهاكاً للتدابير الرامية إلى خفض التوتّر».

ولكن كمبوديا سارعت إلى تهدئة الموقف، وتحدّث وزير الخارجية الكمبودي براك سوخون من جانبه عن «مشكلة صغيرة مرتبطة بمسيّرات رصدت من الطرفين على طول الحدود». وقال: «ناقشنا المسألة واتفقنا على النظر فيها وحلّها فوراً».

لاحقاً، نفت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية مالي سوشياتا تحليق أي مسيّرة انطلاقاً من كمبوديا.

وأورد بيان قولها إن الوزارة والسلطات الإقليمية الحدودية في المقاطعة حظرت تحليق المسيّرات، وتأكيدها «عدم إطلاق أي مسيّرة من هذا النوع».

والسبت، أعلنت تايلاند وكمبوديا وقفاً فورياً للمعارك الدائرة على الحدود بينهما، التي أودت في الأسابيع الأخيرة بحياة 47 شخصاً على الأقلّ وتسبّبت بنزوح حوالي مليون.

صورة نشرتها «وكالة أنباء كمبوديا» تظهر وزير الدفاع الكمبودي تيا سيها (يساراً) مع وزير الدفاع التايلاندي ناتافون ناركفانيت (يميناً) خلال اجتماع اللجنة العامة للحدود في مقاطعة تشانثابوري (أ.ب)

وهما قد تعهّدتا في بيان مشترك بتجميد المواقع العسكرية، والتعاون على نزع الألغام من المناطق الحدودية.

وينص الاتفاق الذي وقعه وزيرا الدفاع من البلدين، على إطلاق تايلاند سراح 18 أسيراً كمبودياً بعد 72 ساعة على دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

لكن الجيش التايلاندي قال إنه سيعيد تقييم قراره وفقاً للأحداث.

وكانت عائلات هؤلاء الجنود الكمبوديين المحتجزين منذ ما يقارب ستة أشهر، تشكك في فرص إطلاق سراحهم حتى قبل تجدد المواجهات.

وقالت هينغ سوتشيات، زوجة أحد الجنود، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «علينا أن ننتظر. لقد خاب أملي مرتين من قبل. هذه المرة، لن أصدق حتى يعود زوجي إلى المنزل».

وقاد نحو مائة راهب بوذي صلاة من أجل السلام مساء الاثنين قرب العاصمة الكمبودية بنوم بنه. وقال موك سيم، البالغ من العمر 73 عاماً، وهو من بين مئات الحاضرين: «أشارك في هذه الصلاة لأننا نريد السلام، لنُظهر للعالم أن الكمبوديين يريدون السلام. كما نصلي من أجل إطلاق سراح جنودنا قريباً».

وتتواجه الدولتان الجارتان منذ وقت بعيد في نزاع حول الحدود الممتدّة بينهما على 800 كيلومتر والتي رسّمت خلال حقبة الاستعمار الفرنسي.

ويتّهم كلّ منهما الآخر بالتسبّب بموجة العنف الأخيرة بعد تصعيد سابق في يوليو (تموز).

وجاء وقف إطلاق النار بعد ثلاثة أيام من محادثات حدودية أُعلنت عقب اجتماع أزمة لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرقي آسيا التي تضم بين أعضائها كمبوديا وتايلاند.

وسبق أن شهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب توقيع اتفاق موسع بين البلدين في أكتوبر (تشرين الأول)، إلا أنه لم يصمد سوى بضعة أسابيع.

وهنّأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، زعيمي البلدين على وقف إطلاق النار الذي أُبرم السبت.

وقال ترمب في منشور على منصته «تروث سوشيال»: «أود تهنئة الزعيمين العظيمين على براعتهما في التوصل إلى هذه النهاية السريعة المنصفة جداً للنزاع»، علماً بأنه نسب الفضل إليه في التوصل إلى الهدنة السابقة.

وكذلك دفعت الصين باتجاه وقف إطلاق النار بين البلدين، واستضافت الأحد والاثنين مباحثات بين وزيري الخارجية لتثبيت وقف إطلاق النار.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي الذي يستضيف وزيري خارجية كمبوديا وتايلاند إن «على الطرفين المضي قدما خطوة بخطوة لدعم وقف شامل ودائم لإطلاق النار وإعادة بناء الثقة المتبادلة».


مقرر أممي يطلب فتح تحقيق في «اغتيال» مسؤولين أفغان سابقين بإيران

المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت (أ.ب)
المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت (أ.ب)
TT

مقرر أممي يطلب فتح تحقيق في «اغتيال» مسؤولين أفغان سابقين بإيران

المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت (أ.ب)
المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت (أ.ب)

طالب المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت الاثنين بفتح تحقيق مستقل بشأن «الاغتيالات التي طالت مؤخراً في إيران عناصر سابقين في قوات الأمن» التابعة للجمهورية الأفغانية السابقة التي سقطت مع سيطرة حركة «طالبان» على السلطة في 2021.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أعرب بينيت عبر «إكس» عن «قلقه الكبير حيال الاغتيالات الأخيرة في إيران لعناصر في قوات الأمن التابعة لجمهورية أفغانستان، ومن بينهم الجنرال إكرام الدين سريع، والقائد محمد أمين ألماس».

وتابع أن «هذه الجرائم يجب أن تكون موضع تحقيق مستقل، ويجب التعرف على منفذيها، ومحاكمتهم».

ولم تؤكد السلطات الإيرانية اغتيال القائدين السابقين في قوات الأمن الأفغانية.

وسئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الاثنين عن هذه المسألة خلال مؤتمر صحافي، فقال إن «الحادث الذي تذكرونه والذي استُهدف فيه لاجئون أفغان بهجوم مسلح تتابعه سلطاتنا المكلفة الأمن واحترام القانون عن كثب منذ البداية».

وتابع أن «تحقيقاً يجري، وأؤكد لكم أننا لن نسمح بتقويض أمن مجتمعنا، أو أمن الذين يعيشون فيه».

ونددت «جبهة تحرير أفغانستان»، وهي مجموعة تقول إنها تضم عناصر في قوات الأمن الأفغانية السابقة، عبر إكس بـ«اغتيال» الجنرال سريع الذي عرّفته بأنه ضابط سابق رفيع المستوى في الشرطة، ومحمد أمين ألماس، متهمة «عناصر تابعين لطالبان» بالوقوف خلف العمليتين.


الصين تجري مناورات حول تايوان بعد صفقة أسلحة أميركية

لقطة من فيديو نشرته قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني لسفينة حربية تُطلق مقذوفاً خلال تدريبات شرق تايوان (رويترز)
لقطة من فيديو نشرته قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني لسفينة حربية تُطلق مقذوفاً خلال تدريبات شرق تايوان (رويترز)
TT

الصين تجري مناورات حول تايوان بعد صفقة أسلحة أميركية

لقطة من فيديو نشرته قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني لسفينة حربية تُطلق مقذوفاً خلال تدريبات شرق تايوان (رويترز)
لقطة من فيديو نشرته قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني لسفينة حربية تُطلق مقذوفاً خلال تدريبات شرق تايوان (رويترز)

بعد أيام فحسب من إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب صفقة أسلحة مقترحة تتجاوز قيمتها 11 مليار دولار لتايوان، بدأت الصين مناورات عسكرية شملت قوات بحرية، وجوية، وبرية وصاروخية حول الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي، وتطالب بكين بضمها إلى الأرض الأم.

وتُعد «مهمة العدالة 2025» أولى المناورات العسكرية واسعة النطاق لـ«جيش التحرير الشعبي» الصيني حول تايوان منذ أبريل (نيسان) الماضي. ويبدو أنها تهدف إلى استعراض قدرات الصين المتنامية على تطويق تايوان. ووصف الجيش الصيني هذا الحشد العسكري بأنه «تحذير شديد اللهجة» لمعارضي مطالبة بكين بالجزيرة، معلناً إغلاق سبع مناطق بحرية وجوية حول تايوان لإجراء هذه التدريبات بالذخيرة الحية الثلاثاء.

وقال الناطق باسم قيادة المسرح الشرقي المسؤولة عن هذه التدريبات الجنرال شي يي إنها ستحاكي حصار المواني، وفرض الهيمنة الصينية في شرق تايوان، وهو الاتجاه الذي يُرجح أن يأتي منه أي دعم محتمل في زمن الحرب من الولايات المتحدة، وحلفائها. وأوضح أن المناورات الأخيرة «إجراء مشروع وضروري لحماية سيادة الصين، ووحدتها الوطنية»، من دون أن يحدد سبب إجراء هذه التدريبات في هذا التوقيت، علماً أن هناك عوامل عدة ربما دفعت الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى تجديد تهديداته بشن هجوم على تايوان.

وأوردت قناة «سي سي تي في» الحكومية الصينية أن التدريبات شملت مدمرات، وقاذفات، وطائرات مسيّرة تُجري «عمليات بحث وتدمير بحرية وجوية، ومحاكاة ضربات برية، وتدريبات بحرية بالذخيرة الحية».

أسطول صيني

عنصر من خفر السواحل التايواني يراقب سفينة لخفر السواحل الصيني على مسافة 23 ميلاً بحرياً شمال غربي جزيرة بينغجيا تايوان (أ.ف.ب)

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أنها رصدت بحلول الاثنين 14 سفينة تابعة للبحرية الصينية، و14 سفينة أخرى تابعة لخفر السواحل الصيني قبالة سواحل الجزيرة، بالإضافة إلى مجموعة سفن هجومية برمائية في غرب المحيط الهادئ. كما رصدت تايوان عشرات الطائرات العسكرية الصينية.

وألغت شركتا طيران تايوانيتان رحلاتهما من كينمن وماتسو وإليهما حتى انتهاء التدريبات بالذخيرة الحية مساء الثلاثاء.

ولطالما أجرت الصين مناورات مماثلة ذات طابع تهديدي قرب تايوان، ولا سيما منذ زيارة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي للجزيرة عام 2022، في خطوة اعتبرتها بكين إهانة لسيادتها على تايوان. ومع ذلك، أورد تقرير لوزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» صدر الأسبوع الماضي أن القادة الصينيين لا يزالون غير واثقين من قدرتهم على الاستيلاء على تايوان بالقوة.

ولطالما أكد قادة الحزب الشيوعي الصيني أن تايوان جزء من أراضي الصين. ويعمل الرئيس شي على تعزيز قوة جيش بلاده للضغط على تايوان، وربما لمحاولة ضمها بالقوة في يوم من الأيام.

قمة ترمب - شي

ويسعى الرئيسان ترمب وشي إلى استقرار العلاقات قبل القمة المقررة في بكين في أبريل (نيسان) المقبل. ورغم أن رد فعل الصين الأولي على مبيعات الأسلحة إلى تايوان كان هادئاً نسبياً، فإن المناورات قد تهدف إلى إظهار غضب الصين، كما قال الباحث في مجلس العلاقات الخارجية ديفيد ساكس المتخصص في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين وتايوان. وقال إن «هذا الرد متوقع، نظراً لحجم صفقة بيع الأسلحة»، مضيفاً أن الرئيس الصيني بدا «واثقاً من قدرته على المضي من دون إثارة رد فعل مضاد من الرئيس ترمب».

وقد يكون شي جينبينغ أيضاً يقصد من هذه المناورات توجيه تحذير لليابان من دعم تايوان في أي نزاع مُحتمل. وكانت بكين أدانت بشدة رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة ساناي تاكايتشي بعد تصريحها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بأن محاولة الصين فرض حصار على تايوان أو الاستيلاء عليها قد تُعتبر تهديداً لبقاء بلادها، وهو تصريح قد يُجيز، بموجب القانون الياباني، نشر القوات العسكرية.

لكن يبدو أن القادة الصينيين أرادوا إنهاء المناورات الأخيرة سريعاً بعد توضيح موقفهم، وفقاً لما ذكره الباحث في معهد تايوان لأبحاث الدفاع والأمن القومي شو شياو هوانغ، الذي أشار إلى أن مناطق حظر إطلاق النار الحي ستكون سارية المفعول من الساعة الثامنة صباحاً حتى السادسة مساء الثلاثاء (بالتوقيت المحلي). وأضاف أن «هذه فترة قصيرة جداً، ولا يبدو أنها تسمح بنشاطات عسكرية أكثر كثافة».