زلزال ميانمار... أول كارثة طبيعية تُعاني من تخفيضات ترمب لتمويل وكالة التنمية الدولية

متطوعون يبحثون عن ناجين في مبنى متضرر بعاصمة ميانمار (أ.ب)
متطوعون يبحثون عن ناجين في مبنى متضرر بعاصمة ميانمار (أ.ب)
TT
20

زلزال ميانمار... أول كارثة طبيعية تُعاني من تخفيضات ترمب لتمويل وكالة التنمية الدولية

متطوعون يبحثون عن ناجين في مبنى متضرر بعاصمة ميانمار (أ.ب)
متطوعون يبحثون عن ناجين في مبنى متضرر بعاصمة ميانمار (أ.ب)

لفتت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية إلى أن الزلزال الذي تعرضت له ميانمار، وبلغت قوته 7.7 درجة، يعد أول كارثة طبيعية تُعاني من وطأة التخفيض الذي أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

وأضافت أن هذا القرار قد يُسفر عن عواقب وخيمة بشأن التعامل مع تلك الكارثة الطبيعية، فقد أفادت التقارير بأن إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية قد أدّى إلى تدمير عمليات المساعدات الأميركية في ميانمار، ولا يُمكن المبالغة في تأثيره العالمي، فقد كانت المساعدات الأميركية تُغطي 40 في المائة من المساعدات الإنمائية العالمية.

وقّع ترمب أمراً تنفيذياً لرفع السرية عن وثائق اغتيال كيندي (أ.ب)
وقّع ترمب أمراً تنفيذياً لرفع السرية عن وثائق اغتيال كيندي (أ.ب)

وأشار إلى أن ترمب وعد بتقديم مساعدات لميانمار لمواجهة آثار الزلزال. ولكن في الواقع، قامت إدارته بفصل معظم الأشخاص الأكثر خبرة في تنظيم تلك المساعدات، وأغلقت وسائل تقديمها، وللسخرية، لم يُسرّح آخر موظفي الوكالة إلا أمس، في الوقت الذي كان يُطلق فيه وعوداً نبيلة بالمساعدة.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت إنها أبقت فريقاً من الخبراء في البلاد، لكن مسؤولين سابقين في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يقولون إن هناك حالة فوضى دون الموارد اللازمة لإجراء عمليات البحث والإنقاذ أو نقل المساعدات.

وقالت «سكاي نيوز» إن شعب ميانمار مع حسابهم تكلفة هذا الزلزال المدمر، يأمل مع بصيص أمل، في أن تُعجّل هذه الكارثة بسقوط ديكتاتورهم المكروه الجنرال مين أونغ هلاينغ، الذي استولى على السلطة في انقلاب قبل 4 سنوات.

عاملون في المجال الطبي ينقلون أحد مصابي الزلزال إلى مستشفى في نايبيداو بميانمار... 28 مارس 2025 (أ.ف.ب)
عاملون في المجال الطبي ينقلون أحد مصابي الزلزال إلى مستشفى في نايبيداو بميانمار... 28 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وتأتي هذه الكارثة في وقت سيئ للغاية للجنرال، حيث يخسر المجلس العسكري حرباً أهلية ضد مجموعة من قوى المعارضة، متنازلاً عن أراضٍ أصبحت الآن محصورة في معظمها داخل المدن الكبرى في البلاد، وقد لحق بعض أسوأ أضراره بمعاقله.

وتعدّ الكارثة بالغة السوء، لدرجة أن هلاينغ كسر عزلة حكومته التي فرضتها على نفسها، ليطلب المساعدة من العالم الخارجي، لكن صعوبة الوصول إلى البلاد ستظل عقبة كبيرة أمام جهود الإغاثة.


مقالات ذات صلة

اليونان تصبح أحدث دولة في الاتحاد الأوروبي تعزز الإنفاق الدفاعي

أوروبا اليونان تقرر استثمار 25 مليار يورو في الدفاع على مدى الأعوام الـ12 المقبلة (أ.ف.ب)

اليونان تصبح أحدث دولة في الاتحاد الأوروبي تعزز الإنفاق الدفاعي

تعتزم الحكومة اليونانية استثمار 25 مليار يورو (27 مليار دولار) في الدفاع على مدى الأعوام الـ12 المقبلة.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
أوروبا رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن (أ.ف.ب)

رئيسة وزراء الدنمارك: أميركا لن تسيطر على غرينلاند

قالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن، بعد وصولها اليوم الأربعاء إلى جزيرة غرينلاند في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، إن الولايات المتحدة لن تسيطر على الجزيرة.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
خاص تفاؤل أميركي بنجاح زيارة ترمب المقبلة إلى السعودية

خاص تفاؤل أميركي بنجاح زيارة ترمب المقبلة إلى السعودية

يعتقد متحدث باسم الخارجية الأميركية نتائج ناجحة لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية، المزمع إجراؤها خلال شهر مايو (أيار) المقبل، وفقاً للبيت الأبيض.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد سيارات كهربائية قيد الإنتاج بمصنع لشركة «نيو» الصينية في هيفاي بمقاطعة آنهوي الصينية (رويترز)

رسوم ترمب الجمركية تهدد بتسليم صناعة السيارات الكهربائية للصين

بعد إعلان الرسوم الجمركية المتبادلة، تتجه الأنظار لمتابعة التداعيات المتوقعة على واحدة من أبرز الصناعات الأميركية، ألا وهي صناعة السيارات.

إيلي يوسف (واشنطن)
آسيا أشخاص ينظرون إلى معبد منهار في أعقاب زلزال بماندالاي بميانمار (إ.ب.أ)

حصيلة قتلى زلزال ميانمار ترتفع إلى 3000

ارتفعت حصيلة القتلى بسبب زلزال قوي ضرب ميانمار إلى 2886 فيما أصيب أكثر من 4600 آخرين وما زال نحو 370 في عداد المفقودين

«الشرق الأوسط» (نايبيداو)

حصيلة قتلى زلزال ميانمار ترتفع إلى 3000

أشخاص ينظرون إلى معبد منهار في أعقاب زلزال بماندالاي بميانمار (إ.ب.أ)
أشخاص ينظرون إلى معبد منهار في أعقاب زلزال بماندالاي بميانمار (إ.ب.أ)
TT
20

حصيلة قتلى زلزال ميانمار ترتفع إلى 3000

أشخاص ينظرون إلى معبد منهار في أعقاب زلزال بماندالاي بميانمار (إ.ب.أ)
أشخاص ينظرون إلى معبد منهار في أعقاب زلزال بماندالاي بميانمار (إ.ب.أ)

ارتفعت حصيلة القتلى بسبب زلزال قوي ضرب ميانمار إلى 2886، طبقاً لما ذكره المجلس العسكري الحاكم، فيما أصيب أكثر من 4600 آخرين، وما زال نحو 370 في عداد المفقودين بعد خمسة أيام من وقوع الزلزال.

وقال زعيم المجلس العسكري مين أونغ هلاينغ، الأربعاء، إن الآمال في العثور على مزيد من الناجين تحت الأنقاض تتضاءل الآن، وفق «وكالة الأنباء الألمانية». وتحذر منظمات الإغاثة من أن العدد الحقيقي للأشخاص المفقودين ربما يكون أعلى بكثير من الأرقام الرسمية. وذكرت منظمة «أطباء بلا حدود» أن الصراع المستمر وانقطاع الاتصالات والقيود المفروضة على الوصول، تجعل من الصعب تقييم النطاق الكامل للكارثة والاحتياجات الطبية، لا سيما في المناطق النائية. وكان زلزال بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر قد ضرب مدينة ماندالاي، ثاني أكبر مدن ميانمار، ومنطقة ساغاينغ ومدينة نايبيداو، يوم الجمعة الماضي. وشعر سكان بانكوك بالهزات الأرضية على مسافة تزيد على ألف كيلومتر.

دمار واسع

وبعد خمسة أيّام من الزلزال، ما زال كثيرون ينامون في العراء ويفتقرون إلى ملاجئ، في حين تتواصل الهزّات الارتدادية باعثة في نفوسهم الخوف من انهيار مبان جديدة.

رجال الإنقاذ خلال عمليات البحث عن ناجين جراء الزلزال في ميانمار (إ.ب.أ)
رجال الإنقاذ خلال عمليات البحث عن ناجين جراء الزلزال في ميانمار (إ.ب.أ)

وستظل الأعلام منكسة حتّى الأحد، خلال أسبوع الحداد الوطني الذي أعلنه المجلس العسكري الحاكم يوم الاثنين، حداداً على أرواح الضحايا؛ كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». ويصعب جمع المعلومات في ظلّ الحرب الأهلية التي أنهكت المنشآت الحيوية، وأحدثت شروخاً في بلد تنشط فيه عشرات المجموعات المسلّحة من الأقلّيات الإثنية والمعارضين السياسيين.

امرأة تمشي بجوار المباني المدمرة في ماندالاي أول أبريل 2025 (أ.ف.ب)
امرأة تمشي بجوار المباني المدمرة في ماندالاي أول أبريل 2025 (أ.ف.ب)

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية مقتل اثنين من رعاياها، في حين أفادت «وكالة أنباء الصين الجديدة» بمقتل ثلاثة صينيين في الزلزال. وقضى نحو 500 مصلّ في المساجد خلال صلاة الجمعة وقت وقوع الزلزال، بحسب ما أوردت صحيفة «غلوبال نيو لايت أوف ميانمار» المقرّبة من المجلس العسكري الحاكم. وشهدت مدينة ماندالاي، التي تضمّ أكثر من 1.7 مليون نسمة، دماراً واسعاً إثر انهيار كثير من المباني السكنية. وقال سو تينت، الذي يضطر مثل المئات غيره للمبيت في العراء: «لا أشعر بالأمان، فمبانٍ كثيرة من ستة أو سبعة طوابق قرب بيتي باتت مائلة، وهي مهدّدة بالانهيار في أي وقت». وأضاف: «نواجه مشكلات كثيرة، مثل الحصول على المياه والكهرباء والوصول إلى المراحيض».

انهيار المنظومة الصحية

ينام البعض في خيم، غير أن كثيرين آخرين، بمن فيهم رضّع وأطفال، يفترشون الطرق مع الابتعاد قدر المستطاع عن المباني المتضرّرة. وفي كلّ أنحاء المدينة تقريباً، تداعت مجمّعات سكنية وفنادق، في حين دُمّر موقع بوذي. وتنبعث رائحة الجثث المتحلّلة من مواقع منكوبة. وفي المستشفى الرئيس بالمدينة، يعالج مئات المرضى، ومنهم رضّع وكبار في السنّ، في موقف السيارات على أسرة متنقّلة، تحسّباً لأي هزّات ارتدادية. وفي ضاحية ماندالاي، تلقّت محرقة مئات الجثث، ويُنتظر نقل المزيد إليها مع تواصل انتشال الضحايا من تحت الأنقاض.

قال المجلس العسكري الحاكم في ميانمار إن عدد قتلى الزلزال ارتفع إلى قرابة 3000 (أ.ف.ب)
قال المجلس العسكري الحاكم في ميانمار إن عدد قتلى الزلزال ارتفع إلى قرابة 3000 (أ.ف.ب)

وارتدّ النزاع المدني الذي اندلع عقب الانقلاب الذي أطاح في الأوّل من فبراير (شباط) 2021، حكومة آونغ سان سو تشي المنتخبة، سلباً على نظام الصحة الذي كان وضعه مقلقاً أصلاً قبل الزلزال، مع تسبب المعارك بنزوح أكثر من 3.5 مليون شخص في وضع هشّ، بحسب الأمم المتحدة. وفيما أكّد المجلس العسكري الحاكم أنه يبذل ما في وسعه، إلا أنّ معلومات وردت في الأيّام الأخيرة عن ضربات جوّية ضدّ خصومه. وأعلن تحالف من ثلاث جماعات إثنية مسلحة متمردة على المجلس العسكري، الثلاثاء، نيّته التزام وقف إطلاق النار من جانب واحد لمدة شهر لأسباب إنسانية.

ودعت المبعوثة الأممية الخاصة لميانمار جولي بيشوب، الاثنين، كلّ الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية، وإعطاء الأولية لعمليات إسعاف المدنيين. من جهته، أكد المنسّق الإنساني للأمم المتحدة من رانغون الثلاثاء، أنّ المنظمة لم تلحظ عرقلة أو الاستحواذ على المساعدات الإنسانية، في إطار استجابتها للزلزال في ميانمار. وقال ماركولويجي كورسي: «حتى الآن، تمكّنا من توصيل المساعدات للسكان».

جانب من الدمار جراء الزلزال الذي ضرب ميانمار (أ.ب)
جانب من الدمار جراء الزلزال الذي ضرب ميانمار (أ.ب)

وأوضح خلال مؤتمر صحافي أن «توزيع المواد المختلفة جارٍ ولم نواجه أي عراقيل حتى الآن... على حدّ علمي لم يحدث أي استيلاء على المساعدات». وأشار إلى أنّ استجابة الأمم المتحدة للزلزال تتم «بالتنسيق» مع جميع الأطراف المعنية على الأرض، بما في ذلك «السلطات العسكرية» الحاكمة. ووجه رئيس المجلس العسكري مين آونغ هلاينغ الجمعة نداء استغاثة إلى المجتمع الدولي، في خطوة نادرة جدّاً من نوعها في البلد تعكس هول الكارثة. ووضعت منظمة الصحة العالمية، الأحد، ميانمار في أعلى سلّم أولويّاتها الطارئة، في حين أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداء لجمع أكثر من مائة مليون دولار للبلد. وأوفدت الصين وروسيا والهند فرقاً إلى ميانمار، في حين أعلنت الولايات المتحدة إيفاد «خبراء إنسانيين». ووصل نحو ألف مسعف أجنبي إلى ميانمار. وسمحت عمليات الإغاثة بانتشال نحو 650 شخصاً على قيد الحياة من تحت الأنقاض، وفق الإعلام التابع للمجلس العسكري. ومن المرتقب أن يبقى الطقس في ماندالاي حارّاً بحدود 40 درجة مئوية.

عشرات المفقودين في بانكوك

وعلى مسافة نحو ألف كيلومتر من مركز الزلزال، تواصلت عمليات الإغاثة الثلاثاء في بانكوك بحثاً عن ناجين بين أنقاض برج قيد الإنشاء من 30 طابقاً انهار بالكامل. وقضى نحو 20 شخصاً في الزلزال في العاصمة التايلاندية، ولا يزال العشرات في عداد المفقودين. وفي السياق، أشار حاكم بانكوك تشادشارت سيتيبونب في مؤتمر صحافي الثلاثاء، إلى أنّ جهود الإنقاذ في موقع الانهيار دخلت «مرحلة ثانية»، تتضمّن «رفع المواد الثقيلة، مثل الأعمدة». وقال: «نأمل أن يكون هناك أحياء... سنواصل العمل».