زعماء أميركا واليابان والفلبين بحثوا «النهج الخطير» لبكين في بحر الصين الجنوبي

سفينة خفر السواحل الصينية تبحر على بعد نحو 60 ميلاً بحرياً غرب جزيرة لوزون الفلبينية الرئيسية أثناء مراقبتها من قبل سفينة خفر السواحل (أ.ف.ب)
سفينة خفر السواحل الصينية تبحر على بعد نحو 60 ميلاً بحرياً غرب جزيرة لوزون الفلبينية الرئيسية أثناء مراقبتها من قبل سفينة خفر السواحل (أ.ف.ب)
TT
20

زعماء أميركا واليابان والفلبين بحثوا «النهج الخطير» لبكين في بحر الصين الجنوبي

سفينة خفر السواحل الصينية تبحر على بعد نحو 60 ميلاً بحرياً غرب جزيرة لوزون الفلبينية الرئيسية أثناء مراقبتها من قبل سفينة خفر السواحل (أ.ف.ب)
سفينة خفر السواحل الصينية تبحر على بعد نحو 60 ميلاً بحرياً غرب جزيرة لوزون الفلبينية الرئيسية أثناء مراقبتها من قبل سفينة خفر السواحل (أ.ف.ب)

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن بحث مع رئيس الفلبين ورئيس الوزراء الياباني سبل تعزيز التعاون بين الدول الثلاث، وذلك في اجتماع عبر الاتصال المرئي.

وأضاف البيت الأبيض في بيان أن الزعماء الثلاثة ناقشوا الأمن البحري والتعاون الاقتصادي الثلاثي و«النهج الخطير وغير القانوني للصين في بحر الصين الجنوبي».

وتابع: «اتفق الزعماء الثلاثة على أهمية التنسيق المستمر لجعل منطقة المحيطين الهندي والهادي حرة ومفتوحة»، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

سفن خفر السواحل الصينية في بحر الصين الجنوبي (رويترز)
سفن خفر السواحل الصينية في بحر الصين الجنوبي (رويترز)

وكانت الفلبين قد أعلنت أمس نشر سفينة لخفر السواحل لمواجهة سفن الدورية الصينية التي تحاول، بحسب مانيلا، «تغيير الوضع القائم» في بحر الصين الجنوبي. وتطالب الصين، لدواعٍ تاريخية، بكلّ الجزر الصغيرة تقريباً في بحر الصين الجنوبي من البلدان الأخرى على ضفاف البحر (الفلبين وفيتنام وبروناي وماليزيا)، بالرغم من أن محكمة تحكيم قضت في 2016 بأن مطالبها لا تستند إلى أيّ أساس قانوني.

جزيرة ثيتو المتنازع عليها بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي (رويترز)
جزيرة ثيتو المتنازع عليها بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي (رويترز)

وقد تصاعد التوتر العسكري في الفترة الأخيرة بين الصين والفلبين، الحليف العسكري للولايات المتحدة، بشأن عدّة جزر مرجانية. وجرت عدّة مناوشات في البحر. وكشف الناطق باسم خفر السواحل الفلبينيين جاي تارييلا أن سفن الدورية الصينية اقتربت هذه السنة لمسافة 60 ميلاً بحرياً (111 كيلومتراً) من كبرى الجزر الفلبينية لوزون. وقال في بيان إن «هدفها هو جعل هذه الممارسات سائدة. وإذا ما مرّت هذه الأفعال مرور الكرام ولم تلق اعتراضاً، فستتيح لها تغيير الوضع القائم».

وأعلن تارييلا للصحافيين أن مانيلا نشرت سفينة لخفر السواحل في المنطقة للتصدّي لسفن الدورية الصينية «غير الشرعية». وأشار إلى أن هذا التدبير يهدف إلى ضمان عدم تحوّل الدوريات الصينية إلى «ممارسات سائدة وعدم إتيان هذا السلوك الترهيبي بنتائج». وكشف تارييلا أن خفر السواحل الصينيين أرسلوا ثلاث سفن من قاعدتي غوانغدونغ وهاينان إلى المياه الإقليمية الفلبينية بين 30 ديسمبر (كانون الأول) و11 يناير (كانون الثاني).


مقالات ذات صلة

غواصة صينية جديدة تتحدى صواريخ «تايفون» الأميركية في بحر الصين الجنوبي

آسيا سفينة حربية صينية في بحر تاسمان (د.ب.أ)

غواصة صينية جديدة تتحدى صواريخ «تايفون» الأميركية في بحر الصين الجنوبي

من تايوان إلى بحر الصين الجنوبي، إلى بحر تاسمان بين أستراليا ونيوزيلندا، يرسخ الجيش الصيني نفسه حاليا مكونا دائما وبارزا في الساحة العالمية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا مروحية تابعة للبحرية الصينية (يسار) تحلق بالقرب من طائرة مكتب مصايد الأسماك والموارد المائية (BFAR) خلال رحلة استطلاعية جوية في سكاربورو شول في بحر الصين الجنوبي (أ.ب)

مروحية صينية تحلق على بعد أمتار من طائرة فلبينية

حلقت مروحية تابعة للبحرية الصينية على مسافة 10 أقدام (3 أمتار) من طائرة تابعة لدورية فلبينية، الثلاثاء، في منطقة متنازَع عليها ببحر الصين الجنوبي.

«الشرق الأوسط» (مانيلا)
آسيا وزير الخارجية الصيني وانغ يي (رويترز)

وزير الخارجية الصيني يدعو واشنطن للتعامل مع قضية تايوان «بحذر»

أبلغ وزير الخارجية الصيني وانغ يي نظيره الأميركي ماركو روبيو أن على الولايات المتحدة أن تتعامل مع قضية تايوان «بحذر».

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا صورة جوية لسفينة خفر السواحل الصينية وهي تبحر في بحر الصين الجنوبي أمس (أ.ف.ب)

الفلبين: نشر الصين لسفينة «عملاقة» مثير للقلق

قالت الفلبين إن نشر الصين لأضخم سفينة لخفر السواحل داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لمانيلا أمر مثير للقلق ويهدف إلى ترهيب الصيادين بالمنطقة المتنازع عليها.

«الشرق الأوسط» (مانيلا )
آسيا سفينة خفر سواحل تايوانية (يمين) تراقب سفينة خفر سواحل صينية على بعد أميال بحرية قليلة من الساحل الشمالي الشرقي لتايوان 12 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)

الصين تنتقد المساعدات الأميركية لتايوان وتصفها بأنها «خط أحمر»

انتقدت الصين اليوم (الأحد) المساعدات العسكرية الأميركية الجديدة لتايوان.

«الشرق الأوسط» (بكين )

رجال الإنقاذ في ميانمار يطلبون المساعدة بعد الزلزال القوي

عمال إنقاذ يحملون جثماناً انتشلوه من تحت أنقاض مبنى انهار في بانكوك (إ.ب.أ)
عمال إنقاذ يحملون جثماناً انتشلوه من تحت أنقاض مبنى انهار في بانكوك (إ.ب.أ)
TT
20

رجال الإنقاذ في ميانمار يطلبون المساعدة بعد الزلزال القوي

عمال إنقاذ يحملون جثماناً انتشلوه من تحت أنقاض مبنى انهار في بانكوك (إ.ب.أ)
عمال إنقاذ يحملون جثماناً انتشلوه من تحت أنقاض مبنى انهار في بانكوك (إ.ب.أ)

ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال القوي الذي ضرب ميانمار إلى 1644 قتيلاً، حسب آخر حصيلة أوردها المجلس العسكري، اليوم السبت، بالإضافة إلى 3408 جرحى.

وأفاد مكتب إعلام المجلس العسكري، في بيان، بأن 139 شخصاً على الأقل لا يزالون مفقودين بعد زلزال الجمعة الذي بلغت شدته 7.7 درجة.

رجل يركب دراجة في ماندالاي وخلفه مبنى مدمر نتيجة زلزال ميانمار (إ.ب.أ)
رجل يركب دراجة في ماندالاي وخلفه مبنى مدمر نتيجة زلزال ميانمار (إ.ب.أ)

وناشد عمال الإغاثة المنهكون في ثاني كبرى مدن ميانمار، اليوم السبت، المساعدة، في حين يكافحون لإنقاذ مئات الأشخاص المحاصرين في المباني التي دمّرها الزلزال القوي، الجمعة.

دمّر الزلزال وهو بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر، يوم الجمعة، عشرات المباني في ماندالاي، العاصمة الثقافية لميانمار التي يقطنها أكثر من 1.7 مليون شخص، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

في أحد شوارعها، انهار برج ساعة تابع لأحد الأديرة، وكانت عقاربها تشير إلى الساعة 12:55 ظهراً، أي بعد دقائق فقط من وقوع الزلزال.

ومن بين المباني الأكثر تضرراً في المدينة مجمع سكاي فيلا السكني، حيث تمكّن رجال الإنقاذ من إخراج امرأة حية من بين الأنقاض التي يُعتقد أن أكثر من 90 شخصاً محاصرون تحتها. فقد انهارت الطوابق الستة العليا من المبنى المؤلّف من 12 طابقاً، وانهال حطامها على الطوابق السفلية.

لقطة من فيديو لبرج ساعة تابع لأحد الأديرة مُدمّر وعقارب الساعة تشير إلى 12:55 ظهراً (أ.ف.ب)
لقطة من فيديو لبرج ساعة تابع لأحد الأديرة مُدمّر وعقارب الساعة تشير إلى 12:55 ظهراً (أ.ف.ب)

كما عُثر على جثة امرأة بين الحطام، وكانت ذراعها وشعرها متدليين إلى أسفل.

وتسلّق رجال الإنقاذ الأنقاض وبدأوا إزالة الحطام بأيديهم وبعناية شديدة لفتح ممرات للمحاصرين بينها. وتناثرت متعلّقات السكان في كل مكان؛ لعبة طفل، وقطع أثاث، وصورة لأفق مدينة نيويورك.

ولجأ بعض السكان إلى ظل أشجار قريبة حيث أمضوا ليلتهم، ومعهم بعض الممتلكات التي تمكنوا من جلبها مثل البطانيات وخوذ دراجات نارية.

وفي أماكن أخرى، كان رجال إنقاذ، بالحد الأدنى من المعدات الوقائية، يرفعون بأيديهم حطام المباني، ويصرخون وسط الأنقاض على أمل سماع صرخة أحد الناجين.

وقال أحدهم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم ذكر اسمه: «هناك الكثير من الضحايا في الشقق السكنية. انتُشل أكثر من 100 شخص الليلة الماضية».

نقل جثث بالشاحنات

وتسبّب انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في إعاقة جهود الإنقاذ، ما أجبر عمال الإغاثة على الاعتماد على المولّدات المحمولة.

بعد أكثر من 24 ساعة من البحث المضني، أصبح الكثير من الأشخاص مرهقين وفي حاجة ماسة إلى الراحة.

وقال أحد عمال الإنقاذ، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نحن هنا منذ الليلة الماضية. لم نتمكن من النوم. نحتاج إلى مزيد من المساعدة هنا».

عمال إنقاذ يحملون جثماناً انتشلوه من تحت أنقاض مبنى انهار في بانكوك (إ.ب.أ)
عمال إنقاذ يحملون جثماناً انتشلوه من تحت أنقاض مبنى انهار في بانكوك (إ.ب.أ)

وأضاف: «لدينا ما يكفي من القوى العاملة، لكن ليس لدينا ما يكفي من السيارات. ننقل الجثث بشاحنات صغيرة. تحمّل الشاحنة الواحدة بما بين 20 و30 جثة».

وميانمار معتادة على الزلازل، لكن زلزال الجمعة كان عنيفاً على نحو استثنائي. ومع بدء ظهور حجم الكارثة، من المرجح أن يرتفع عدد القتلى بشكل كبير.

وقال با تشيت (55 عاماً)، وهو أحد سكان ماندالاي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أمس (الجمعة)، عندما وقع الزلزال، كنت في منزلي. كان الأمر مخيفاً للغاية»، مضيفاً: «أفراد عائلتي بخير، لكنّ آخرين قد تأثروا. أشعر بالحزن عليهم. أشعر بحزن شديد بسبب ما حدث».

وتعوق قدرة ميانمار على التعامل مع تبعات الزلزال آثار أربع سنوات من الحرب الأهلية التي دمّرت أنظمة الرعاية الصحية والطوارئ.

وفي إشارة إلى ضخامة الأزمة، وجّه المجلس العسكري الحاكم وعلى نحو استثنائي طلباً لتلقي المساعدات الدولية.

جسر مُدمّر نتيجة زلزال ميانمار (إ.ب.أ)
جسر مُدمّر نتيجة زلزال ميانمار (إ.ب.أ)

وكان الحكام العسكريون السابقون يرفضون كل المساعدات الأجنبية حتى بعد وقوع كوارث طبيعية كبرى.

وقال أحد السكان، ويُدعى ثار أيي (68 عاماً)، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نحن نحتاج إلى المساعدة. كل شيء ينقصنا. أشعر بحزن شديد لرؤية هذا الوضع المأساوي. لم أرَ شيئاً مماثلاً في حياتي».