قال خبراء، اليوم (الأحد)، إن حالة من الغموض تحيط بحادث تحطُّم الطائرة الأكثر إزهاقاً للأرواح في كوريا الجنوبية، وشكَّكوا في إشارات أولية إلى أن الاصطدام بطائر ربما يكون قد تسبَّب في إسقاط الطائرة «7 سي 2216»، التابعة لشركة «جيجو إير».
ولم يتم بعد التوصُّل إلى إجابات لتساؤلات أثارها هبوط الطائرة دون عجلات، وتوقيت هبوط الطائرة ذات المحركين، وهي من طراز «بوينغ 737-800»، في «مطار موان الدولي»، وما تردد حول احتمالية اصطدامها بطائر، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وأظهر مقطع فيديو بثته وسائل إعلام محلية الطائرة وهي تنزلق على المدرج دون عجلات هبوط، ثم تصطدم بجدار لتتحول إلى كرة من لهب وحطام.
وتساءل جيفري توماس، رئيس تحرير «إير لاينز نيوز»، قائلاً: «لماذا لم تطلق فرق الإطفاء الرغوة على المدرج؟ لماذا لم تكن الفرق موجودة عندما هبطت الطائرة؟ ولماذا هبطت الطائرة على هذا البُعد من المدرج؟ وما السبب وراء وجود جدار من الطوب في نهاية المدرج؟».
وقال مسؤولون في كوريا الجنوبية إنهم يحقِّقون في أسباب تحطُّم الطائرة، بما في ذلك احتمال اصطدامها بطائر، مما أدى إلى مقتل جميع مَن كانوا على متنها تقريباً، وعددهم 181 شخصاً.
وقالت وزارة النقل في كوريا الجنوبية إنه تمَّ العثور على مسجل بيانات الرحلة في الساعة 11:30 صباحاً (02:30 بتوقيت غرينتش)، أي بعد نحو ساعتين ونصف الساعة من وقوع الحادث، كما تمَّ العثور على مسجل صوت قمرة القيادة الساعة 02:24 مساءً.
وذكر مسؤولون أن أبراج المراقبة أصدرت تحذيراً من تحليق أسراب طيور، وبعد دقائق طلب الطياران المساعدة، وأبلغا عن حالة طارئة بنداء استغاثة وحاولا الهبوط، لكن لم يتضح ما إذا كانت الطائرة قد اصطدمت بأي طيور.
وقال خبراء إنه من غير المرجح أن يؤدي اصطدام طائر بالطائرة إلى خلل في عمل معدات الهبوط.
وقال توماس: «إن اصطدام طيور بالطائرات ليس بالأمر غير المعتاد».
وقال خبير سلامة الطيران الأسترالي جيفري ديل: «لم أصادف قط اصطدام طائر بطائرة يمنع فتح عجلات الهبوط».
وقال جو جونغ وان، نائب وزير النقل، إن طول المدرج البالغ 2800 متر لم يكن عاملاً مساهماً، وإن الجدران في الأطراف قد تم بناؤها وفقاً للمعايير.
وأضاف في إفادة منفصلة: «طرفا المدرج يحتويان على مناطق أمان مع مناطق عازلة خضراء قبل الوصول إلى الجدار الخارجي. تم تصميم المطار وفقاً لإرشادات سلامة الطيران القياسية، حتى لو كان الجدار يبدو أقرب مما هو عليه في الواقع».
وقال مستشار الطيران الأسترالي تريفور جينسن: «من الطبيعي أن تكون خدمات الإطفاء والطوارئ جاهزة عادة في حالة هبوط الطائرة دون عجلات، لذا يبدو أنه لم يكن هناك استعداد لهذا الأمر».
وأوضحت الوزارة أن قائد الطائرة كان يعمل في وظيفته الحالية منذ 2019، وسجَّل 6823 ساعة طيران. كما أن مساعده عمل بهذه الرتبة منذ عام 2023، وسجَّل نحو 1650 ساعة طيران.