كوريا الشمالية تطلق صاروخاً باليستياً باتجاه بحر الشرق

صورة بثتها وكالة الأنباء الكورية المركزية للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالقرب من صاروخ باليستي عابر للقارات (أ.ب)
صورة بثتها وكالة الأنباء الكورية المركزية للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالقرب من صاروخ باليستي عابر للقارات (أ.ب)
TT

كوريا الشمالية تطلق صاروخاً باليستياً باتجاه بحر الشرق

صورة بثتها وكالة الأنباء الكورية المركزية للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالقرب من صاروخ باليستي عابر للقارات (أ.ب)
صورة بثتها وكالة الأنباء الكورية المركزية للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالقرب من صاروخ باليستي عابر للقارات (أ.ب)

أعلنت كوريا الشمالية، اليوم (الخميس)، أن زعيم البلاد كيم جونغ أون حضر اختباراً «حاسماً» لصاروخ باليستي عابر للقارات يهدف إلى تعزيز الردع النووي للبلاد.

وقال كيم، خلال الإطلاق، إن «هذا الاختبار هو عمل عسكري مناسب يلبي تماماً هدف إبلاغ الخصوم بعزمنا على الرد المضاد»، وفق وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية.

وأفادت سيول، اليوم، بأن كوريا الشمالية أطلقت أحد أقوى صواريخها الباليستية، في أول اختبار أسلحة لكيم جونغ أون منذ اتهامه بإرسال جنود إلى روسيا. وكانت سيول قد حذرت قبل يوم من أن كوريا الشمالية قد تختبر صاروخاً عابراً للقارات أو حتى تجري تجربة نووية قبل الانتخابات الأميركية، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

حذرت سيول من أن بيونغ يانغ قد تحصل على تكنولوجيا الصواريخ من روسيا مقابل مساعدتها في حربها مع أوكرانيا.

وأعلنت كوريا الجنوبية، اليوم، فرض قيود جديدة على الصادرات لمواد لازمة لإنتاج وقود الصواريخ الصلب للحد من تطوير كوريا الشمالية للصواريخ الباليستية. وقالت وزارة الخارجية، في بيان، إن قيود الصادرات ستشمل 15 مادة يصعب على كوريا الشمالية إنتاجها بنفسها مثل الهياكل وأنابيب الاحتراق.

وانتقدت الولايات المتحدة، الأربعاء، الاختبار الصاروخي لكوريا الشمالية ووصفته بأنه «انتهاك صارخ» لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشيرة إلى أنه قد يؤدي إلى زعزعة الأمن في المنطقة.

وحضّ المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت، في بيان، «جميع الدول على إدانة هذه الانتهاكات»، مطالباً «جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بوقف أفعالها المزعزعة للاستقرار والانخراط في حوار جاد». وجاءت عملية الإطلاق بعد ساعات معدودة من دعوة وزيري الدفاع الأميركي لويد أوستن والكوري الجنوبي كيم يونغ - هيون، كوريا الشمالية لسحب قواتها من روسيا؛ حيث تقول واشنطن إن بيونغ يانغ نشرت 10 آلاف جندي هناك تحضيراً لعمل عسكري محتمل ضد القوات الأوكرانية.

من جهتها، أشارت هيئة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي إلى أنها تابعت الاستعدادات لإطلاق الصاروخ مع طوكيو وواشنطن حليفتي سيول، وأنها سترد «بتدريبات مشتركة تشمل وسائل استراتيجية أميركية»، وهو ما يثير غضب الشمال دائماً. وقال الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول إن بلاده «ستفرض عقوبات مستقلة جديدة» على الشمال وستعمل مع شركائها والأمم المتحدة لمعاقبة «انتهاكات بيونغ يانغ المعتادة لقرارات مجلس الأمن».

صرف الانتباه

قال يانغ مو–جين، رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن إطلاق بيونغ يانغ الصاروخ «يبدو أنه نُفّذ لصرف الانتباه عن الانتقادات الدولية لنشر قواتها» في روسيا. وتتّهم سيول كوريا الشمالية المسلحة نووياً بإرسال أسلحة لموسكو لمساعدتها في حربها ضد أوكرانيا، وقالت إن بيونغ يانغ تحركت لنشر جنود بشكل جماعي عقب توقيع كيم جونغ أون اتفاق دفاع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو (حزيران). وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأربعاء: «أدعوهم إلى سحب قواتهم من روسيا»، خلال مؤتمر صحافي مشترك في البنتاغون مع نظيره الكوري الجنوبي كيم يونغ-هيون الذي حضّ على «سحب فوري» لقوات بيونغ يانغ.

وأشار أوستن إلى أن نشر بيونغ يانغ قوات في روسيا يشكل «تهديداً أمنياً كبيراً». وأوضح يانغ أن مدّة تحليق الصاروخ الخميس وارتفاعه يظهران أن كوريا الشمالية «حاولت تقييم ما إذا كان صاروخاً باليستياً عابراً للقارات ثقيلاً متعدد الرؤوس يمكنه الوصول إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة». ورجّح خبراء أن تكون كوريا الشمالية تسعى في مقابل إمدادها روسيا بقوات إلى الحصول على تكنولوجيا عسكرية، من أقمار اصطناعية لأغراض المراقبة إلى غواصات، إضافة إلى ضمانات أمنية محتملة من موسكو.

وقال الباحث آن تشان-إيل، الذي يدير المعهد العالمي للدراسات حول كوريا الشمالية، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن من المرجح أن يكون اختبار الخميس محاولة لصرف الانتباه عن نشر بيونغ يانغ قوات ولفت «انتباه العالم قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية». ورداً على ذلك، أشارت سيول التي تعد من كبار مصدري الأسلحة إلى أنها تدرس إرسال أسلحة بشكل مباشر إلى أوكرانيا، وهو ما تجنبته في السابق بسبب اتباعها سياسة داخلية منذ أمد طويل بتجنب تصدير أسلحة لأطراف في حالة نزاع.

ونفت كوريا الشمالية إرسال قوات، لكن نائب وزير خارجيتها صرح لوسائل إعلام رسمية، في أول تعليق، بأنه في حال حدوث أمر مماثل فسيكون متوافقاً مع القانون الدولي. وتحظر عقوبات الأمم المتحدة على بيونغ يانغ إجراء اختبارات باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، لكن كيم جونغ أون كثّف عمليات إطلاق الصواريخ هذا العام، في حين حذر خبراء من أنه قد يكون يختبر أسلحة قبل تسليمها إلى روسيا.


مقالات ذات صلة

صور الأقمار الاصطناعية تشير إلى ضرب إسرائيل مصنعاً إيرانياً رئيسياً للصواريخ

شؤون إقليمية تظهر هذه الصورة الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية مباني متضررة في قاعدة خوجير العسكرية الإيرانية خارج طهران 8 أكتوبر 2024 (أ.ب)

صور الأقمار الاصطناعية تشير إلى ضرب إسرائيل مصنعاً إيرانياً رئيسياً للصواريخ

أظهرت صور من الأقمار الاصطناعية أن الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي على إيران، السبت، ضرب مواقع عسكرية حساسة بينها منشأة رئيسية لإنتاج الصواريخ الباليستية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا تُظهر هذه الصورة غير المؤرخة التي قدمتها حكومة كوريا الشمالية في 19 ديسمبر 2023 ما تقول إنه صاروخ باليستي عابر للقارات يتم تجهيزه للإطلاق من مكان غير معلن في كوريا الشمالية (أ.ب)

سيول: كوريا الشمالية قد تختبر صاروخاً باليستياً قبل انتخابات أميركا

قال نواب من كوريا الجنوبية، استناداً إلى معلومات مخابرات عسكرية، إن كوريا الشمالية تعد منصة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات قبل انتخابات أميركا.

«الشرق الأوسط» (سيول)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف خلال زيارة مركز تدريب القوات الخاصة «جامعة سبيتسناز الروسية» في غوديرميس بروسيا يوم 20 أغسطس الماضي (أ.ف.ب)

بوتين يعلن عن تدريبات نووية استراتيجية

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إجراء تدريبات نووية استراتيجية جديدة، وقال إن كبار المسؤولين سيراجعون إجراءات التحكم في عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية مروحية هجومية إسرائيلية من طراز «أباتشي» في حين يعمل نظام القبة الحديدية الإسرائيلي المضاد للصواريخ على اعتراض الصواريخ التي يتم إطلاقها من لبنان باتجاه إسرائيل كما شوهد قرب عين يعقوب شمال إسرائيل في 21 أكتوبر 2024 (رويترز)

الجيش الإسرائيلي: سقوط قذيفة بوسط إسرائيل دون انطلاق صفارات الإنذار

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الاثنين)، إن قذيفة أُطلقت من لبنان وسقطت في وسط إسرائيل دون انطلاق صفارات الإنذار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ اللواء ماركوس إيفانز القائد العام للفرقة الخامسة والعشرين للمشاة في الجيش الأميركي (يسار) والرقيب أول شون كاري يؤديان التحية العسكرية خلال مراسم وضع إكليل الزهور لتكريم الجنود الأميركيين الذين لقوا حتفهم خلال الحرب العالمية الثانية بمقبرة مانيلا الأميركية بالفلبين الاثنين (أ.ب)

جنرال أميركي: نشر الصواريخ في الفلبين «مهم للغاية» للاستعداد القتالي

قال جنرال أميركي إن نشر الجيش الأميركي صواريخ متوسطة المدى في شمال الفلبين كان «مهماً للغاية»، وسمح للقوات الأميركية والفلبينية بالتدريب المشترك على استخدامها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بعد الاختبار الصاروخي لبيونغ يانغ... الصين «قلقة» من التوتر في شبه الجزيرة الكورية

شاشة تعرض إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات خلال برنامج إخباري (أ.ب)
شاشة تعرض إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات خلال برنامج إخباري (أ.ب)
TT

بعد الاختبار الصاروخي لبيونغ يانغ... الصين «قلقة» من التوتر في شبه الجزيرة الكورية

شاشة تعرض إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات خلال برنامج إخباري (أ.ب)
شاشة تعرض إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات خلال برنامج إخباري (أ.ب)

أعربت الصين، اليوم (الخميس)، عن «قلقها» من الوضع في شبه الجزيرة الكورية بعدما أعلنت بيونغ يانغ أنها اختبرت أحد أقوى صواريخها لتعزيز قوة الردع لديها، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان: «بصفتها دولة مجاورة لشبه الجزيرة الكورية، تشعر الصين بالقلق جراء المستجدات» في هذه المنطقة، داعياً إلى «تسوية سياسية» للوضع.

وأضاف: «الصين... تؤكد دائماً أن الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة والدفع نحو إيجاد حل سياسي لقضية شبه الجزيرة يتوافق مع المصالح المشتركة لجميع الأطراف».

وتابع خلال مؤتمر صحافي دوري في بكين: «نأمل أن تبذل جميع الأطراف جهوداً لتحقيق هذا الهدف».

وجاءت عملية الإطلاق بعد ساعات من دعوة وزيري الدفاع الأميركي لويد أوستن والكوري الجنوبي كيم يونغ-هيون، كوريا الشمالية إلى سحب قواتها من روسيا، حيث تقول واشنطن إن بيونغ يانغ نشرت 10 آلاف جندي تحضيراً لعمل عسكري محتمل ضد القوات الأوكرانية.