«طالبان» تقر بحاجتها إلى المجتمع الدولي غداة التمديد لـ«يوناما»

غوتيريش يطالبها بـ«رفع فوري» للحظر المفروض على تعليم الفتيات

أفغان يتلقون مساعدات مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في المملكة العربية السعودية للمحتاجين خلال شهر رمضان المبارك في كابول (إ.ب.أ)
أفغان يتلقون مساعدات مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في المملكة العربية السعودية للمحتاجين خلال شهر رمضان المبارك في كابول (إ.ب.أ)
TT

«طالبان» تقر بحاجتها إلى المجتمع الدولي غداة التمديد لـ«يوناما»

أفغان يتلقون مساعدات مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في المملكة العربية السعودية للمحتاجين خلال شهر رمضان المبارك في كابول (إ.ب.أ)
أفغان يتلقون مساعدات مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في المملكة العربية السعودية للمحتاجين خلال شهر رمضان المبارك في كابول (إ.ب.أ)

رحبت «طالبان» بقرار مجلس الأمن التمديد لعام إضافي لبعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان «يوناما»، آملة أن يمكّن ذلك من إحياء العلاقات مع المجتمع الدولي، رغم الانتقادات التي وجّهها الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريش، ومطالبته الحركة المتشددة بـ«رفع فوري» للحظر المفروض على تعليم الفتيات وعمل النساء، في هذا البلد المضطرب.

وكان مجلس الأمن قد صوّت بالإجماع على تمديد تفويض «يوناما» حتى 17 مارس (آذار) 2025، مشيراً إلى «أهمية الدور الذي ستواصل الأمم المتحدة القيام به من أجل (...) السلام والاستقرار في أفغانستان».

وعلّق الناطق باسم حكومة «طالبان»، ذبيح الله مجاهد، أن البلاد «بحاجة إلى التواصل مع المجتمع الدولي، وأن يوناما يمكنها تعزيز مثل هذه الروابط». بيد أنه ندّد بـ«الضغوط المُجحفة على أفغانستان»، داعياً إلى «رفع قرار تجميد» مليارات الدولارات من أصول البلاد.

ولا يزال الخلاف مستمراً بين الأمم المتحدة و«طالبان» بشأن تعيين مبعوث خاص إلى هذا البلد المضطرب، علماً بأن مجلس الأمن أقر ذلك في ديسمبر (كانون الأول)؛ لزيادة التواصل مع كابول، وتنسيق العمل الدولي بشأن هذه الدولة.

تقرير غوتيريش

عاملون أفغان يحتمون بالبلاستيك خلال يوم ماطر في هيرات (أ.ف.ب)

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أبلغ أعضاء مجلس الأمن بأنه «رغم التحديات المعقّدة، لا تزال هناك آفاق محتملة في أن تكون أفغانستان قادرة على تحقيق نمو اقتصادي مستدام، ما يقلّل اعتمادها على المعونة الخارجية» طبقاً لما يدعو إليه قرار مجلس الأمن رقم 2721 لعام 2023، مع عودة أفغانستان «كبلد مسالم مع نفسه ومع جيرانه، ومندمج بالكامل في المجتمع الدولي». وإذ أشار إلى التقييم الشامل، الذي قدّمه المنسق الخاص للتقييم المستقل حول الوضع الراهن في أفغانستان، فريدون سينيرلي أوغلو، أشاد بـ«توافق» المجتمع الدولي على كيفية التعامل مع هذا البلد المضطرب منذ عقود.

ولفت إلى أن «سلطات الأمر الواقع تجتهد في عرض توجهاتها وسياساتها من خلال نهج للسياسة الداخلية والخارجية»، الذي يشرف على صوغه نائب رئيس الوزراء للشؤون السياسية لدى حكومة «طالبان»، مولوي عبد الكبير. وعبّر عن «القلق» من البيانات التي أصدرت أخيراً في احتفالات التخرج من المدارس الدينية، والتي «تتناقض مع الرؤية التي سبق أن أعلنتها سلطات الأمر الواقع بأن جميع الناس في أفغانستان متساوون، وبأنّ هذه السلطات تركّز على إسداء الخدمات لجميع السكان».

وأوضح غوتيريش أنه «رغم تضاؤل الموارد المالية، وتنافس الأولويات، ازدادت الحاجات من المعونات التمويلية لأجل دعم شعب أفغانستان الذي يواجه الزلازل، وعودة الأفغان على نطاق واسع من باكستان، والجفاف المتواصل»، مضيفاً أن ذلك يستوجب استمرار الأمم المتحدة في تقديم المساعدة الإنسانية الحيوية إلى أكثر المجتمعات المحلية ضعفاً في أفغانستان. وناشد الجهات المانحة أن «تجدد، على وجه السرعة، دعمها لفائدة 23.7 مليون من الذين يحتاجون إلى استجابات منقذة للحياة». وكرر نداءه إلى سلطات «طالبان» لكي «تُلغي التدابير التقييدية التي فرضتها على العاملات الأفغانيات في مجال المعونة، وعلى الموظفات الأفغانيات بالأمم المتحدة». وأكد أن التحديات تستدعي «توفير أشكال أكثر استدامة من المساعدة حتى يحرز البلد تقدماً في تلبية الحاجات الإنسانية الأساسية ومواجهة القضايا الاقتصادية المُلحة». وتطرّق إلى مكافحة المخدرات، مشيراً إلى أن «الحظر الذي فرضته سلطات الأمر الواقع على المخدرات أدى إلى انخفاض كبير في زراعة الأفيون، ولكنه أفضى أيضاً إلى خسارة فادحة في دخل المزارعين، الأمر الذي قد يدفع بعضهم، في ظل غياب مصادر الدخل البديلة، إلى العودة إلى زراعة الخشخاش».

تعليم الفتيات

أفغانيات ينقين الأعشاب الطبية في هيرات (إ.ب.أ)

وقال كبير الموظفين الدوليين إن فرص حصول الفتيات على التعليم وجودته في أفغانستان «لا تزال تبعث على القلق البالغ»؛ بسبب استمرار الحظر المفروض على التعليم الثانوي للفتيات، وعدَّ «بداية العام الدراسي الجديد في مارس بمثابة يوم آخر من الحزن للفتيات الأفغانيات وللعالم». لذلك كرّر دعوته إلى «رفع هذا الحظر فوراً»، وأنه «من غير المقبول أن تستمر القيود التي تفرضها سلطات الأمر الواقع على النساء والفتيات، بما في ذلك اعتقالهن واحتجازهن، لعدم التزامهن بالحجاب». وأكد أن «هذه الأعمال تشكل انتهاكاً مباشراً لحقوق الإنسان الأساسية الواجبة لهنّ، وتحمل وصمة عار كبيرة للنساء والفتيات داخل الثقافة الأفغانية، وتترك أثرا مخيفاً لدى الشرائح السكانية الأوسع من الإناث». ولفت إلى أنه «رغم أن سلطات الأمر الواقع اتخذت خطوات من أجل تحسين الانضباط في صفوف مسؤوليها، فإن الاستمرار في استحداث وتطبيق السياسات التي تنتهك حقوق الإنسان الواجبة للنساء والرجال الذين يعيشون في أفغانستان أمر مثير للفزع».


مقالات ذات صلة

علماء دين في أفغانستان يطالبون بتشديد الأمن قبل شهر المحرم

آسيا موظف يتحقق من وثائق رجل لاستلام جواز سفره في مكتب البريد الرئيسي في مدينة كابل، أفغانستان، الأربعاء، 3 يوليو، 2024 (أ.ب)

علماء دين في أفغانستان يطالبون بتشديد الأمن قبل شهر المحرم

عقد عددٌ من علماء الدين وسكانٌ من ولايات شمالية وشمالية شرقية من أفغانستان ومسؤولون محليون اجتماعات تشاورية في مدينة مزار شريف، استعداداً لشهر المحرم.

«الشرق الأوسط» (كابل )
آسيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إ.ب.أ)

بوتين: حركة طالبان «حليفتنا في مكافحة الإرهاب»

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن حركة طالبان الأفغانية «حليفتنا في مكافحة الإرهاب»، وذلك بعدما تعرضت روسيا لاعتداءات عدة في الأشهر الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الرياضة  الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

حققت الأفغانية، مانيزها تالاش، حلمها بالأداء خلال مسابقات «أولمبياد باريس 2024» المقامة حاليا في العاصمة الفرنسية ضمن فريق اللاجئين بعد هروبها من قبضة «طالبان»

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حكومة «طالبان» خلال إحاطة في كابول أفغانستان 3 يوليو 2024 (إ.ب.أ)

«طالبان» ترحّب بـ«روح التعاون» بعد استبعاد النساء من المحادثات مع الأمم المتحدة

أشادت حكومة «طالبان» بـ«روح التعاون» التي دفعت الأمم المتحدة إلى الموافقة على استبعاد ممثلي المجتمع المدني الأفغاني، وخصوصاً النساء، من الحوار مع المجتمع الدولي

«الشرق الأوسط» (كابول)
الولايات المتحدة​ المتحدث ذبيح الله مجاهد (أ.ف.ب)

«طالبان» بحثت مع واشنطن صفقة تبادل تشمل «سجناء غوانتانامو»

أعلن متحدث باسم حكومة «طالبان» في أفغانستان، الأربعاء، أن السلطات تحتجز أميركيَّين وبحثت مع الولايات المتحدة عملية تبادلهما مع أفغان محتجزين في «غوانتانامو».

«الشرق الأوسط» (كابل)

مانيلا: سفينة صينية «عملاقة» ترسو في المياه الاقتصادية الفلبينية

السفينة الصينية راسية الآن على بعد 800 ياردة من سفينة تابعة لخفر السواحل الفلبيني (أرشيفية- رويترز)
السفينة الصينية راسية الآن على بعد 800 ياردة من سفينة تابعة لخفر السواحل الفلبيني (أرشيفية- رويترز)
TT

مانيلا: سفينة صينية «عملاقة» ترسو في المياه الاقتصادية الفلبينية

السفينة الصينية راسية الآن على بعد 800 ياردة من سفينة تابعة لخفر السواحل الفلبيني (أرشيفية- رويترز)
السفينة الصينية راسية الآن على بعد 800 ياردة من سفينة تابعة لخفر السواحل الفلبيني (أرشيفية- رويترز)

كشف خفر السواحل الفلبيني اليوم (السبت) أن أكبر سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني، رست في المنطقة الاقتصادية الخالصة لمانيلا، في بحر الصين الجنوبي، وأن الهدف من ذلك ترهيب قواته، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال جاي تارييلا، المتحدث باسم خفر السواحل في مؤتمر صحافي، إن «السفينة العملاقة» بطول 165 متراً، التابعة لخفر السواحل الصيني، دخلت المنطقة الاقتصادية الخالصة لمانيلا، في الثاني من يوليو (تموز) الحالي.

وأضاف أن خفر السواحل نبه السفينة الصينية لوجودها في المنطقة، وسألها عن القصد من ذلك.

وأوضح تارييلا: «يريد خفر السواحل الصيني ترهيبنا... لن ننسحب ولن نخضع للترهيب».

ولم ترد سفارة الصين في مانيلا، ولا وزارة الخارجية الصينية، حتى الآن على طلبات للتعليق، في حين لا يوجد لخفر السواحل الصيني معلومات اتصال متاحة معلنة.

وقال تارييلا إن السفينة الصينية التي نشرت أيضاً قارباً صغيراً، راسية الآن على بعد 800 ياردة من سفينة تابعة لخفر السواحل الفلبيني.