أكدت تركيا أن عملية الموافقة على بيعها مقاتلات «إف 16» بدأت في «الكونغرس الأميركي»، 26 يناير (كانون الثاني) الماضي، من دون أي شروط، وأنه لا يوجد أي تغيير في موقفها أو موقف الولايات المتحدة بشأن العودة لبرنامج مقاتلات «إف 35»، وأن طلبها شراء مقاتلات «يوروفايتر تايفون» الأوروبية لا يزال قائماً.
وقال مستشار الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الدفاع التركية، زكي أكتورك، إن «عملية الموافقة على طلبنا الحصول على 40 طائرة (إف 16 بلوك 70)، و79 مجموعة تحديث للمقاتلات القديمة، بدأت في (الكونغرس)، 26 يناير».
وأضاف أكتورك، في إفادة صحافية أسبوعية، الخميس: «خلافاً لما تزعمه بعض المواقع الإخبارية اليونانية، فإن مسألة شراء الطائرات ومجموعات تحديثها لا تخضع لأي شروط».
كانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت، الأسبوع الماضي، أنها قدمت الإخطار الرسمي إلى «الكونغرس» بشأن عملية البيع، وتشمل حصول تركيا على 40 طائرة جديدة من طراز «إف 16 بلوك 70»، و97 من مجموعات التحديث لأسطولها القديم، وحصول اليونان على 40 طائرة من طراز «إف 35» مقابل 8 مليارات دولار.
جاءت الخطوة بعدما تسلَّمت واشنطن وثيقة تصديق تركيا على عضوية السويد في «حلف شمال الأطلسي (ناتو)». ويتعين أن يعطي «الكونغرس» رداً على إخطار الخارجية في غضون 15 يوماً.
وقالت القائمة بأعمال نائب وزير الخارجية الأميركي، فيكتوريا نولاند، في مقابلة مع قناة «سي إن إن تورك»، على هامش زيارتها لأنقرة للمشاركة في أعمال الآلية الاستراتيجية للعلاقات التركية - الأميركية، التي عُقِدت يومي الأحد والاثنين، إنه «يتم بذل الجهود لإقناع المشرعين الأميركيين بأن تطوير تركيا لأسطول طائرات(إف 16) مهم للأمن الأميركي... لا يعرف متى ستكون الطائرات الجديدة جاهزة، لكن شراء تركيا لتلك الطائرات يمثل أولوية بالنسبة للولايات المتحدة».
في الوقت ذاته، علق أكتورك على التصريحات الأميركية الأخيرة بشأن إمكانية عودة تركيا إلى البرنامج متعدد الأطراف لإنتاج وتطوير مقاتلات «إف 35» الشبحية تحت إشراف «الناتو»، قائلاً: «هذا الموضوع تم الحديث عنه ومناقشته كثيراً، ولا يوجد أي تغيير بموقف البلدين في الوقت الحالي، ينبغي عدّ التصريحات الصادرة عن الجانب الأميركي بمثابة إعلان حسن النية في هذه المرحلة».
واستبعدت واشنطن تركيا من برنامج «إف 35»، بعدما حصلت في يوليو (تموز) 2019 على بطاريتي «إس 400» من روسيا، كما فرضت عليها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب عقوبات أخرى في مجال الصناعات الدفاعية، بموجب قانون «مكافحة أعداء أميركا بالعقوبات (كاتسا)»، أواخر عام 2020.
ولم تفعّل أنقرة، حتى الآن، المنظومة الروسية التي قالت إنها لجأت إلى اقتنائها، بعد رفض واشنطن منحها بطاريات «باتريوت»، وعدم تمكنها من الحصول على نظام دفاعي من أي من الحلفاء في «الناتو».
وقالت نولاند: «سنكون سعداء وسنرحب بعودة تركيا إلى برنامج مقاتلات (إف 35)، إذا تم حل مسألة المنظومة الروسية».
بدوره، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية لـ«مجلس الأمن القومي الأميركي»، جون كيربي، في تصريحات ليل الأربعاء - الخميس، إن «عودة تركيا إلى البرنامج لا تزال ممكنة، حال معالجتها مخاوف الولايات المتحدة بشأن منظومة الدفاع الجوي الروسية... في الوقت الحالي لا يوجد أي تغيير أو تطور بشأن هذه المسألة».
وعما إذا كانت تركيا مستمرة في طلبها شراء مقاتلات «يوروفايتر تايفون»، قال أكتورك: «طلبنا مستمر، ومن المتوقع أن تتخذ ألمانيا نهجاً إيجابياً بشأن هذه القضية».
وتنتج المقاتلة «يوروفايتر» من خلال «كونسرتيوم» قائم على شراكة بين كل من بريطانيا وألمانيا بنسبة 33 في المائة لكل منهما؛ وإيطاليا (21 في المائة)، وإسبانيا (14 في المائة). ويتم تنفيذ البرامج الألمانية والإسبانية في إطار شركة «إيرباص».
وقال وزير الدفاع التركي يشار غولر، نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إن بلاده تجري محادثات مع بريطانيا وإسبانيا لشراء 40 طائرة «يوروفايتر تايفون» مقاتلة، لكن ألمانيا تعارض الفكرة، مشيراً إلى أنه لم يكن متحمساً من البداية لمقاتلات «إف 35» الأميركية.
وعن إعلان كندا رفع الحظر المفروض على صادرات منتجات الصناعة الدفاعية لتركيا، قال أكتورك إن القيود المفروضة على التصدير من قبل كندا على المنتجات الدفاعية لبلادنا لأسباب مختلفة منذ عام 2019، لم تكن متوافقة مع روح التضامن في إطار «حلف الناتو»، والجهود الجماعية الرامية إلى الحفاظ على الأمن الإقليمي والدولي.
وأضاف أنه «رغم أن هذه الخطوة الأخيرة التي اتخذتها كندا تُعدّ إيجابية، فإننا نتوقع من حلفائنا الإزالة الكاملة لجميع القيود المفروضة على بلادنا».