تركيا تطالب السويد بمزيد من الالتزامات مقابل انضمامها لـ«الناتو»

إردوغان ناقش الملف مع رئيس البرلمان وزعيم «الحركة القومية»

إردوغان التقى حليفه رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الخميس لبحث عدد من القضايا بينها عضوية السويد في الناتو (الرئاسة التركية)
إردوغان التقى حليفه رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الخميس لبحث عدد من القضايا بينها عضوية السويد في الناتو (الرئاسة التركية)
TT

تركيا تطالب السويد بمزيد من الالتزامات مقابل انضمامها لـ«الناتو»

إردوغان التقى حليفه رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الخميس لبحث عدد من القضايا بينها عضوية السويد في الناتو (الرئاسة التركية)
إردوغان التقى حليفه رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الخميس لبحث عدد من القضايا بينها عضوية السويد في الناتو (الرئاسة التركية)

بحث الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، مع كل من رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، ورئيس حزب «الحركة القومية» المتحالف مع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، دولت بهشلي، في ملف انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضمن عدد من الملفات الداخلية والخارجية.

والتقى إردوغان بكل من بهشلي وكورتولموش على حدة في مقر الرئاسة التركية، الخميس، فيما يتأهب البرلمان لمناقشة بروتوكول انضمام السويد للناتو عقب استئناف جلساته في 16 يناير (كانون الثاني) الحالي، وتستعد البلاد أيضاً للانتخابات المحلية المقررة في 31 مارس (آذار) المقبل.

وعشية اللقاء مع إردوغان، قال كورتولموش، إن طريق السويد إلى «الناتو» سيكون مفتوحاً بما يتناسب مع تلبيتها مطالب تركيا، لافتاً إلى أن لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان مررت بروتوكول انضمام السويد أواخر الشهر الماضي.

وقال كورتولموش، في تصريحات لمجموعة من الصحافيين التقاهم مساء الأربعاء – الخميس بمناسبة يوم الصحافيين، الذي تحتفل به تركيا في 10 يناير من كل عام، إن موقف تركيا بشأن عضوية السويد في الناتو «واضح وصريح».

انضمام السويد للناتو كان أحد محاور مباحثات بلينكن في إسطنبول الأسبوع الماضي (الرئاسة التركية)

وامتنع عن تحديد موعد لمناقشة انضمام السويد بالجلسة العامة للبرلمان والتصديق على بروتوكول الانضمام، قائلاً: «ستناقش عضوية السويد بحسب أولويات تركيا بين الملفات الأخرى المدرجة على جدول أعمال البرلمان».

وأكد كورتولموش أن تركيا لا تعارض استراتيجية توسع الناتو، لافتاً إلى أنها أطلعت فنلندا، قبل المصادقة على عضويتها، وكذلك السويد، على بعض الأولويات والملفات التي تعد ذات أهمية بالغة وحيوية بالنسبة لها.

وأوضح أن تركيا التزمت بتعهداتها في هذا الخصوص، واتبعت «وصفتين مختلفتين» لكل من فنلندا والسويد، فيما يخص المصادقة على عضويتهما في الناتو، وأن عضوية فنلندا للناتو باتت مفتوحة بعد وفائها بالتزاماتها.

وصادقت تركيا على عضوية الناتو، التي تقدمت للعضوية بالتزامن مع اليونان في مايو (أيار) 2022 بعد 3 أشهر من اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، في 31 مارس 2023، بينما أرجأت المصادقة على عضوية السويد.

مقاتلة «إف 16» لدى سلاح الجو النرويجي (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال كورتولموش إن السويد أوفت بجزء كبير من التزاماتها التي تعهدت بها، مشدداً على ضرورة مراعاتها مطالب تركيا «المشروعة للغاية»، المتمثلة في قطع دعم التنظيمات الإرهابية، وعدم السماح لها بالنشاط على أراضيها، وتوخّي الحذر حيال الإسلاموفوبيا في أوروبا.

كان إردوغان أحال بروتوكول انضمام السويد إلى «الناتو» في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأقرت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان في 26 ديسمبر (كانون الأول).

وسادت توقعات بأن يناقش البرلمان في جلسته العامة فور عودته للانعقاد في 16 يناير، بروتوكول انضمام السويد، وسط مؤشرات على عدم وجود صعوبة في التصديق عليه في ظل الأغلبية التي يتمتع بها حزب «العدالة والتنمية» الحاكم بالبرلمان ودعم حليفه حزب «الحركة القومية» وعدم اعتراض حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، على طلب السويد.

وكانت الولايات المتحدة ترغب في مصادقة تركيا، التي ستتبعها المجر، على انضمام السويد قبل انتهاء عام 2023، ولا تزال تضغط من أجل الحصول على موافقة تركيا بأسرع وقت ممكن.

ووعد الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنقرة باتخاذ خطوات لضمان موافقة الكونغرس على حصول تركيا على مقاتلات «إف 16» ومعدات التحديث لطائراتها القديمة، لدى المصادقة على طلب السويد.

وطلبت تركيا في أكتوبر 2021 شراء 40 طائرة من طراز «إف 16 - بلوك 70»، و79 مجموعة تحديث لطائراتها القديمة في صفقة تصل إلى 20 مليار دولار، بعد تعذر حصولها على مقاتلات «إف 35 الشبحية» بسبب اقتناء منظومة الدفاع الجوي الصاروخي الروسية «إس 400».

واحتل الملف جانباً من مباحثات وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع إردوغان ونظيره التركي هاكان فيدان وإردوغان، في إسطنبول الأسبوع الماضي، وتمسك الجانب التركي بأن القرار بشأن عضوية السويد يعود تماماً للبرلمان، وأن أنقرة تنتظر أن ترى خطوات ملموسة لحصولها على مقاتلات «إف 16».


مقالات ذات صلة

«معركة حلب» تستدعي مخاوف «أشباح الموصل»

المشرق العربي «معركة حلب» تستدعي مخاوف «أشباح الموصل»

«معركة حلب» تستدعي مخاوف «أشباح الموصل»

باغت التَّقدمُ السريع لفصائل سورية مسلحة نحو مدينة حلب، أمس (الجمعة)، أطرافاً إقليمية ودولية، وأعاد التذكير بأشباحَ سقوط مدينة الموصل العراقية قبل عشر سنوات.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)

إردوغان: سنحافظ على أمن حدودنا... والهجرة قضية حساسة «للعالم أجمع»

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الجمعة، إن بلاده سوف تحافظ على أمن حدودها، وستتخذ تدابير إضافية لتحصينها.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان يسعى لرئاسة تركيا مجدداً في 2028 (الرئاسة التركية)

إردوغان يسعى لولاية رئاسية جديدة عبر مبادرة حليفه للحوار مع أوجلان

وسط الجدل المتصاعد في تركيا حول القضية الكردية وعقد لقاءات مع زعيم حزب العمال الكردستاني، كشف كبير مستشاري الرئيس رجب طيب إردوغان عن خطة لترشحه للرئاسة مجدداً

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

باكستان: اتهامات لعمران خان وزوجته بالتحريض على العنف

عمران خان وزوجته بشرى بيبي (أ.ف.ب)
عمران خان وزوجته بشرى بيبي (أ.ف.ب)
TT

باكستان: اتهامات لعمران خان وزوجته بالتحريض على العنف

عمران خان وزوجته بشرى بيبي (أ.ف.ب)
عمران خان وزوجته بشرى بيبي (أ.ف.ب)

وجهت الشرطة الباكستانية عدة اتهامات لرئيس الوزراء السابق المسجون، عمران خان، وزوجته، وآخرين، بتهمة التحريض على العنف، حسبما قال مسؤولون، اليوم (الخميس).

ووفقاً لـ«وكالة أسوشييتد برس»، بعد أيام من الاحتجاجات والاشتباكات التي قُتل فيها 6 أشخاص على الأقل، وأصيب العشرات؛ قادت زوجة خان، بشرى بيبي، آلاف الأشخاص من شمال غربي البلاد للتظاهر في العاصمة إسلام آباد؛ للمطالبة بالإفراج عن خان، الذي كان خلف القضبان منذ أغسطس (آب) 2023 ولديه أكثر من 150 قضية.

وفرّت بيبي (المعالجة الروحية) عندما شنت الشرطة غارة، منتصف ليل الثلاثاء، لتفريق آلاف المتظاهرين؛ إذا كانت خارج السجن بكفالة في قضية فساد عندما قادت الاحتجاج من إقليم خيبر بختونخوا شمال غربي البلاد.

وقالت السلطات إن الشرطة ألقت القبض على ما يقرب من 1000 متظاهر منذ يوم الأحد في إسلام آباد وما حولها. وقُتل ما لا يقل عن 6 أشخاص، بينهم 4 من أفراد الأمن، عندما صدمتهم سيارة، وفقاً لشرطة إسلام آباد التي ألقت باللوم على أنصار خان في الوفيات.

وقد أصدرت الشرطة اتهامات ضد خان وبيبي وآخرين في إسلام آباد ومدينة راولبندي بموجب قوانين مكافحة الإرهاب الباكستانية، وتتهمهم السلطات بتحريض الناس على مهاجمة قوات الأمن وتعطيل السلام.

يواجه خان أكثر من 150 قضية ضده، لكن حزبه السياسي (حركة إنصاف الباكستانية)، يقول إنه سيواصل الضغط من أجل إطلاق سراحه.

وفي يوم الخميس، قال وزير التخطيط والتنمية، أحسن إقبال، ووزير الإعلام، عطا الله تارار، لوسائل الإعلام الدولية إن أنصار خان «يريدون الاستيلاء على العاصمة»، وإن بعضهم كان يحمل أسلحة. وقالا إن هذه الأسلحة تم الاستيلاء عليها أثناء غارة منتصف الليل.

يذكر أن هذه هي أحدث اضطرابات تهز البلاد منذ الإطاحة بخان في عام 2022.