سجن أفغانيات لـ«حمايتهن» من العنف القائم على النوع

نائب وزير الخارجية السعودي يستقبل المبعوث الأميركي لأفغانستان

نساء أفغانيات يسرن في إحدى الأسواق  بمنطقة فايز آباد في مقاطعة بدخشان 12 ديسمبر (أ.ف.ب)
نساء أفغانيات يسرن في إحدى الأسواق بمنطقة فايز آباد في مقاطعة بدخشان 12 ديسمبر (أ.ف.ب)
TT

سجن أفغانيات لـ«حمايتهن» من العنف القائم على النوع

نساء أفغانيات يسرن في إحدى الأسواق  بمنطقة فايز آباد في مقاطعة بدخشان 12 ديسمبر (أ.ف.ب)
نساء أفغانيات يسرن في إحدى الأسواق بمنطقة فايز آباد في مقاطعة بدخشان 12 ديسمبر (أ.ف.ب)

ناقش نائب وزير الخارجية السعودي وليد بن عبد الكريم الخريجي مع المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان توماس ويست سبل التعاون بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لمساندة الشعب الأفغاني. بينما كشف تقرير للأمم المتحدة الخميس عن أن حركة «طالبان» ترسل النساء الأفغانيات إلى السجن لحمايتهن من العنف القائم على النوع الاجتماعي، ويعاملن بالطريقة نفسها التي تتعامل بها مع مدمني المخدرات.

واستقبل الخريجي ويست في الرياض بحضور السفير الأميركي لدى المملكة مايكل راتني ومساعد مدير الإدارة العامة لتخطيط السياسات رئيس فريق الوزارة المعني بالشأن الأفغاني الأمير عبد الله بن خالد بن سعود الكبير. وجرى خلال الاستقبال عرض لمستجدات الأوضاع في أفغانستان، وبحث في سبل التعاون لمساندة الشعب الأفغاني.

في غضون ذلك، أوضح التقرير الأممي أنه قبل استيلاء «طالبان» على السلطة عام 2021، كان هناك 23 مركزاً لحماية النساء ترعاها الدولة في أفغانستان، حيث يمكن للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي البحث عن ملجأ، الأمر الذي لم يعد متاحاً الآن. ونقلت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، «أوناما» عن مسؤولين في حكومة «طالبان» أن لا حاجة لمثل هذه الملاجئ، أو أنها مفهوم غربي. وكشفت عن أن طالبان ترسل النساء إلى السجن، حال لم يكن لهن أقارب ذكور للإقامة معهم، أو إذا كان الأقارب الذكور غير مؤتمنين عليهن. كما تطلب السلطات المحلية من الأقارب الذكور تقديم تعهدات بأنهم لن يؤذوا قريباتهن، وغالباً ما تجري دعوة كبار السن للوجود شهودا على تلك التعهدات. وذكر أن النساء المستضعفات غالباً ما يرسلن إلى السجن لحمايتهن «على غرار ما يحدث مع مدمني المخدرات والمشردين في كابل».

ومع استيلاء «طالبان» على السلطة عام 2021، التزمت النساء والفتيات الأفغانيات المنازل بشكل متزايد، إذ بات يحظر عليهن التعليم بعد الصف السادس الابتدائي، وبالتالي لم يعد الالتحاق بالجامعة متاحاً لهن، وبات ارتياد الأماكن العامة مثل الحدائق والعمل بغالبية الوظائف محظوراً، ودائماً ما يطالبن باصطحاب مرافق في الرحلات التي تزيد مسافتها على 72 كيلومتراً واتباع قواعد اللباس الشرعي.

وأمر مرسوم صادر عن الحركة في يوليو (تموز) الماضي بإغلاق كل صالونات التجميل، وهي واحدة من الأماكن القليلة المتبقية التي يمكن للنساء الذهاب إليها خارج المنزل أو المحيط العائلي. ولذلك صنفت أفغانستان لسنوات على أنها من أسوأ الأماكن في العالم التي يمكن لأنثى أن تعيش فيها.

نساء أفغانيات يسرن في إحدى الأسواق بمنطقة فايز آباد في مقاطعة بدخشان 12 ديسمبر (أ.ف.ب)

وحتى قبل استيلاء «طالبان» على السلطة، حُرمت ملايين الفتيات من التعليم لأسباب ثقافية وغيرها، وانتشر زواج الأطفال، والعنف وسوء المعاملة على نطاق واسع. وحذرت جماعات حقوقية من أن حكم «طالبان» سيفاقم من معدلات العنف ضد النساء والفتيات ويقضي على أي حماية قانونية لهن. ونتيجة لكل ذلك، لم يعد النساء يعملن في القضاء أو إنفاذ القانون، ولا يسمح لهن بالتعامل مع جرائم العنف القائم على النوع، ولا يسمح لهن بالوجود في أماكن العمل إلا عندما يَطلب منهن المشرفون الذكور ذلك، وفقاً لتقرير الأمم المتحدة.


مقالات ذات صلة

وزير السياحة المصري: اتفقنا على مبادرات مع السعودية سنطورها لاحقاً

الاقتصاد جانب من زيارة وزير السياحة والآثار المصري والوفد المرافق له لمقر مكتب الأمم المتحدة للسياحة في السعودية (الشرق الأوسط)

وزير السياحة المصري: اتفقنا على مبادرات مع السعودية سنطورها لاحقاً

كشف وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، لـ«الشرق الأوسط» عن أبرز مضامين لقائه الأخير مع وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب.

بندر مسلم (الرياض)
المشرق العربي قوة مشتركة من اليونيفيل والجيش اللبناني في الناقورة قرب الحدود الإسرائيلية (أرشيفية - أ.ف.ب)

اليونيفيل تُبقي قواتها بمواقعها في جنوب لبنان رغم طلب اسرائيل نقل بعضها

أكدت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) أن قواتها لا تزال في مواقعها رغم تلقيها قبل نحو أسبوع طلبا من اسرائيل لإعادة نقل بعضها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي لبنانيون ينزحون من لبنان إلى سوريا وسط التصعيد في الصراع (إ.ب.أ)

الأمم المتحدة تثير أزمة العاملات المنزليات المهاجرات «المحتجزات» في لبنان

كشفت الأمم المتحدة، اليوم (الجمعة)، أن بعض العاملات المنزليات المهاجرات في لبنان محتجزات داخل منازل أرباب عملهن الذين فروا من الغارات الجوية الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي مساعدات وأدوية ومستلزمات طبية مقدمة من منظمة الصحة العالمية تصل إلى مطار بيروت (إ.ب.أ)

الأولى منذ بداية التصعيد الأخير... لبنان يتسلّم شحنة مساعدات طبية من الأمم المتحدة

تسلّم لبنان، اليوم (الجمعة)، شحنة مساعدات طبية من الأمم المتحدة، وصلت جواً إلى مطار بيروت، هي الأولى منذ بداية التصعيد الأخير بين «حزب الله» وإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج آسيا باعكضة لدى إلقائها كلمة السعودية أمام مجلس حقوق الإنسان (وفد المملكة بجنيف)

السعودية تشدد على ضرورة وقف جميع الانتهاكات ضد الفلسطينيين

أدانت السعودية جميع الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني، ومقتل عشرات الآلاف من المدنيين في قطاع غزة، معظمهم من الأطفال والنساء، مجددة رفضها لهذا الواقع المرير.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

فشل جهود الحكومة الباكستانية في منع تصاعد العنف بالبلاد

قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)
قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)
TT

فشل جهود الحكومة الباكستانية في منع تصاعد العنف بالبلاد

قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)
قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)

استمر العنف في الارتفاع في مقاطعتين مضطربتين في باكستان مع مواصلة الجيش المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب في شمال غربي وجنوب غربي البلاد. غير أن الغارات والعمليات العسكرية فشلت على ما يبدو في منع الجماعات الإرهابية من تنفيذ هجمات مميتة على قوات الأمن.

يُذكر أن قوات الأمن الباكستانية تقوم بعمليات مكافحة تمرد منخفضة الكثافة في جنوب غربي وشمال غربي البلاد. بيد أن العنف آخذ في الارتفاع في هذه المناطق، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة بحثية مقرها إسلام آباد.

القوات الباكستانية بعد اعتقالها لمسلحين في جنوب البلاد (الجيش الباكستاني)

وقد تجاوز الآن مجموع عدد الوفيات الناجمة عن أعمال العنف الإرهابية في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2024 الأرقام المسجلة في عام 2023 بأكمله. فقد قُتل ما لا يقل عن 1534 شخصاً خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، بالمقارنة مع 1523 حالة وفاة مسجلة طوال السنة الماضية. ويبدو أن الحكومة الباكستانية عاجزة عن منع تصاعد أعمال العنف في البلاد في مواجهة استمرار وتيرة المصادمات بين قوات الأمن والجماعات الإرهابية الباكستانية قرب الشريط القبلي. وبحسب تقرير صادر عن مركز البحوث والدراسات الأمنية، فقد سجلت الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول) زيادة مذهلة في عدد الوفيات بنسبة بلغت 90 بالمائة مقارنة بالربع السابق. وقد وقعت جميع الوفيات تقريباً المسجلة خلال هذه الفترة - نحو 97 بالمائة - في خيبر بختونخوا وبلوشستان، وهو ما يمثل أعلى عدد من الضحايا في المنطقة خلال عقد من الزمن. وفي شهر سبتمبر، نفذت قوات الأمن الباكستانية عدة عمليات قائمة على الاستخبارات في مناطق الحدود الباكستانية - الأفغانية جرى خلالها تبادل كثيف لإطلاق النار بين قواتها والمسلحين، مما أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثين مسلحاً.

مركبات محترقة بعد هجوم شنه الانفصاليون البلوش بمنطقة مساخيل في بلوشستان (وسائل إعلام باكستانية)

وتكمن المشكلة في أنه كلما زاد عدد المسلحين الذين يُقتلون على أيدي قوات الأمن الباكستانية، زاد عدد المسلحين الذين يشقون طريقهم عائدين إلى الأراضي الباكستانية من المدن والبلدات الحدودية في أفغانستان. وفي بعض الأحيان ينجح الجيش الباكستاني في منع هؤلاء الإرهابيين من دخول باكستان. ولكن في أغلب الأحيان، وبسبب طبيعة الحدود التي يسهل اختراقها، ينجح المسلحون في دخول الأراضي الباكستانية من دون أي مانع أو عائق.

فرقة من القوات الخاصة العسكرية الباكستانية خلال عرض اليوم الوطني (الجيش الباكستاني)

وكما يقول مسؤول عسكري باكستاني في 19 سبتمبر، اكتشفت قوات الأمن في منطقة سبينووام العامة، في إقليم وزيرستان الشمالي، حركة لمجموعة من سبعة إرهابيين، كانوا يحاولون التسلل عبر الحدود الباكستانية - الأفغانية.

وشهدت باكستان أكثر الفترات عنفاً في العام حتى الآن، حيث شهد الربع الثالث من عام 2024 زيادة حادة في الإرهاب؛ إذ قُتل نحو 722 شخصاً، من بينهم مدنيون وأفراد أمن ومسلحون، في حين أصيب 615 آخرون في 328 حادثة مسجلة.

وتشير تقارير المراكز البحثية الباكستانية إلى أن عدد الفصائل المتحالفة مع حركة «طالبان» الباكستانية المحظورة قد ارتفع إلى 60 فصيلاً، وكان فصيل «نعيم بخاري» من جماعة «عسكر جنجوي» أحدث إضافة إرهابية.

«جيش تحرير بلوشستان»

ورغم أن العديد من الهجمات الإرهابية خلال هذه الفترة لم تتبنَّ أي جهة مسؤوليتها، فقد أعلنت عدة جماعات، بما في ذلك «جيش تحرير بلوشستان»، و«جيش بلوشستان المتحد»، وحركة «طالبان» الباكستانية، وجماعة «غول باهادور»، مسؤوليتها عن حوادث محددة بارزة.

إضافة إلى ذلك، يشتبه في أن جماعة «جيش العدل» المسلحة، التي تتخذ من إيران مقراً لها، متورطة في هجمات معينة في بلوشستان، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني. وأفاد التقرير بأنه «في حين شهدت منطقة خيبر بختونخوا زيادة كبيرة في العنف؛ إذ سجلت 77 بالمائة و159 بالمائة زيادة في الهجمات على التوالي، شهدت مقاطعات أخرى مثل البنجاب والسند انخفاضاً نسبياً في النشاط الإرهابي».

قوات عسكرية باكستانية خلال مسيرة في جبال وزيرستان الشمالية المغطاة بالثلوج (وسائل إعلام باكستانية)

وأضاف: «الزيادة في قوة شرطة خيبر بختونخوا وبلوشستان تشير إلى وجود جهد مركز من جانب الجماعات المسلحة لزعزعة استقرار هذه المناطق. وقد تحمل المدنيون وطأة هذا العنف؛ إذ يمثلون 66 بالمائة من الوفيات، يليهم أفراد الأمن والمسؤولون الحكوميون».

وشكلت الهجمات التي استهدفت المدنيين وأفراد الأمن وممثلي الحكومة نسبة 82 بالمائة من جميع الحوادث، مما يعكس اتجاهاً مقلقاً يتمثل في تحويل المتمردين تركيزهم بعيداً عن المواجهات المباشرة مع قوات الأمن إلى استهداف أكثر المجموعات ضعفاً.