حذّر وزير العدل الكوري الجنوبي من أن بلاده تواجه «الانقراض» وتحتاج إلى قبول الهجرة لدرء «كارثتها الديموغرافية»، وفقاً لصحيفة «تليغراف».
وأضاف هان دونغ- هون: «عندما يتعلق الأمر بسياسات الهجرة، فقد تجاوزنا مرحلة التداول بشأن تنفيذها أم لا. لأنه إذا لم نفعل ذلك، فلن نتمكن من الهروب من مصير الانقراض بسبب الكارثة الديموغرافية».
تجاوزت الوفيات عدد المواليد لأكثر من ثلاث سنوات في كوريا الجنوبية وسط انخفاض مطرد في معدل الخصوبة الإجمالي في البلاد، وهو متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة في حياتها.
وسجل المعدل مستوى قياسياً منخفضاً آخر بلغ 0.7 في الربع الثاني من عام 2023 - وهو أقل بكثير من المستوى البالغ 2.1 الذي من شأنه أن يبقي عدد سكانها مستقراً عند 51 مليون نسمة - ما يثير المزيد من الانزعاج بشأن التأثير الاجتماعي والاقتصادي لمثل هذه الشيخوخة السريعة للسكان.
وحذّر الخبراء بشكل خاص من عواقب زيادة عدد السكان الأكبر سناً والأصغر على سوق العمل ونظام الرعاية الصحية والجيش.
وتصدرت الأزمة عناوين الأخبار الدولية، حيث أشارت إحدى مقالات الرأي في صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أنه إذا ظل معدل المواليد الحالي على حاله، فسيؤدي ذلك إلى انخفاض عدد السكان بما يتجاوز ما جلبه الموت الأسود إلى أوروبا في القرن الرابع عشر.
وقد تم وصف الهجرة بأنها أحد الحلول للمساعدة في معالجة تقلص عدد السكان، لكنها تظل قضية حساسة سياسياً.
وقال هان في اجتماع لحزب قوة الشعب الحاكم، هذا الأسبوع، إن البلاد لا تملك ترف تأخير القرارات الحاسمة مثل إنشاء وكالة حكومية جديدة تشرف على سياسات الهجرة.
وأفاد هان بأن «سياسة الهجرة التي أخطط للمضي قدماً بها لا تهدف إلى جلب أكبر عدد ممكن من الأجانب... نهدف إلى إجراء تقييمات شاملة وقبول الرعايا الأجانب الضروريين فقط... مع تعزيز الحملة على المقيمين غير الشرعيين».
وأشار إلى أن الهيئة الجديدة ستعكس هيئات مماثلة في اليابان وألمانيا، وتعمل مثل «برج مراقبة» للإشراف على الوزارات المتعلقة بالهجرة.
وشدد أيضاً على ضرورة تحسين الأنظمة الحالية المتعلقة باللاجئين وحقوق التصويت للأجانب في الانتخابات المحلية.