واشنطن: إيران ربما تدرس تزويد روسيا بصواريخ باليستية

موسكو رفضت التعليق

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع سابق مع وزير الدفاع سيرغي شويغو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع سابق مع وزير الدفاع سيرغي شويغو (أرشيفية - رويترز)
TT

واشنطن: إيران ربما تدرس تزويد روسيا بصواريخ باليستية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع سابق مع وزير الدفاع سيرغي شويغو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع سابق مع وزير الدفاع سيرغي شويغو (أرشيفية - رويترز)

رفض «الكرملين»، اليوم الأربعاء، التعليق على تصريح للمتحدث باسم «البيت الأبيض»، جون كيربي، بأن إيران ربما تدرس تزويد روسيا بصواريخ باليستية، لاستخدامها في أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، للصحافيين، في مؤتمر صحافي دوري: «نعمل على تطوير العلاقات مع إيران، بما في ذلك في مجال التعاون العسكري الفني، لكننا لا نعلّق على هذه المعلومات». كان «البيت الأبيض» قد ذكر، أمس الثلاثاء، أن إيران ربما تدرس تزويد روسيا بصواريخ باليستية، لاستخدامها في أوكرانيا.

وقال كيربي إن الولايات المتحدة ستراقب الوضع بين إيران وروسيا، وستتخذ الإجراء المناسب حسب الحاجة، وفق ما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وأضاف كيربي أن إيران زوَّدت روسيا بطائرات مسيَّرة وقنابل تُلقى من الجو وذخيرة مدفعية استخدمتها موسكو لمهاجمة أوكرانيا.

وأردف: «ربما تستعدّ إيران لاتخاذ خطوة أخرى في دعمها لروسيا... نشعر بالقلق من أن تكون إيران تدرس الآن تزويد روسيا بصواريخ باليستية لاستخدامها في أوكرانيا».

وفي مقابل هذا الدعم، قال كيربي إن روسيا عرضت على طهران «تعاوناً دفاعياً غير مسبوق» يشمل صواريخ وإلكترونيات وقدرات دفاع جوي. وكانت إيران تسعى لشراء عتاد عسكري بمليارات الدولارات من روسيا، منها طائرات هليكوبتر هجومية، ورادارات، وطائرات تدريب قتالية.

وأضاف أن مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة تستعد، بتوجيه من موسكو، لتقديم قدرات في الدفاع الجوي، إما لـ«حزب الله» اللبناني، أو لإيران.

وذكر أن الولايات المتحدة مستعدّة لاستخدام سلطاتها في إصدار عقوبات مرتبطة بمكافحة الإرهاب على الأفراد أو الكيانات الروسية التي قد تلعب دوراً في هذه «العمليات المزعزعة للاستقرار المرتبطة بنقل (الأسلحة)».

وقال «البيت الأبيض»، في مايو (أيار)، إنه يرى مزيداً من المؤشرات على أن روسيا وإيران تعملان على توسيع شراكتهما الدفاعية لمستوى غير مسبوق سيساعد موسكو على إطالة أمد حربها في أوكرانيا وسيشكل تهديداً لجيران إيران.


مقالات ذات صلة

أداء بايدن يهدد بإخراجه من السباق

الولايات المتحدة​ 
جانب من المناظرة التلفزيونية الأولى بين بايدن وترمب فجر أمس (أ.ف.ب)

أداء بايدن يهدد بإخراجه من السباق

أثار أداء الرئيس الديمقراطي جو بايدن، خلال المناظرة الرئاسية الأولى، ليل الخميس - الجمعة، ذُعرَ الديمقراطيين، وفاقم مخاوفهم من عمره المتقدّم وتراجع لياقتِه.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ جو بايدن ودونالد ترمب خلال المناظرة الرئاسية الأولى (أ.ف.ب)

سخرية وعمل من المنزل... كيف استقبل موظفو البيت الأبيض مناظرة بايدن وترمب؟

أكد مسؤول في البيت الأبيض، الجمعة، أن هناك محادثات نصية جماعية «سيئة للغاية... والجميع متشائم» داخل البيت الأبيض، عقب المناظرة الأولى بين بايدن وترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن في رالي بولاية كارولينا الشمالية (أ.ب)

بايدن يواصل السباق الرئاسي: لم أعد أناظر بالجودة السابقة لكني أُحسن إنجاز الأمور

أكد الرئيس الأميركي، الجمعة، عزمه على خوض السباق الرئاسي رغم أدائه السيئ في المناظرة التي خاضها، الخميس، في وجه منافسه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن أمام منافسه الجمهوري دونالد ترمب خلال المناظرة (رويترز)

سهم مجموعة ترمب الإعلامية يقفز بعد مناظرته مع بايدن

قفز سهم «ترمب ميديا آند تكنولوجي غروب» بأكثر من 6 % الجمعة بعد أداء مهتز للرئيس الأميركي جو بايدن أمام منافسه دونالد ترمب في أول مناظرة بينهما.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق التكنولوجيا قد تكون مفيدة للإنسانية ولكنها أيضاً مصدر إلهاء وتؤدي إلى ما يُعرف بـ«التسويف» (رويترز)

كيف تتخلص من «تأجيل عمل اليوم إلى الغد»؟

في عالم تتقدم فيه التكنولوجيا بوتيرة مذهلة، إليك 4 مبادئ يجب اتباعها لكي تصبح «غير قابل للتشتت».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

شي: لا يجب السماح لصاحب العضلات باحتكار القرار

الرئيس الصيني لدى وصوله إلى قاعة الشعب الكبرى في بكين الجمعة (أ.ب)
الرئيس الصيني لدى وصوله إلى قاعة الشعب الكبرى في بكين الجمعة (أ.ب)
TT

شي: لا يجب السماح لصاحب العضلات باحتكار القرار

الرئيس الصيني لدى وصوله إلى قاعة الشعب الكبرى في بكين الجمعة (أ.ب)
الرئيس الصيني لدى وصوله إلى قاعة الشعب الكبرى في بكين الجمعة (أ.ب)

شدّد الرئيس الصيني شي جينبينغ على ضرورة «عدم السماح لصاحب العضلات باحتكار القرار» العالمي، في إشارة إلى الولايات المتحدة. وندّد بسياسة «المواجهة بين المعسكرات» و«التكتلات الضيقة»، داعياً إلى «المساواة في السيادة بين الدول».

وأعلن شي العمل على مجموعة من الإصلاحات لزيادة انفتاح بلاده على العالم «أكثر فأكثر»، متعهداً بألا تغلق الصين أبوابها أبداً. كما أطلق عدداً من المبادرات لتوسيع تحالف الدول النامية أو «الجنوب العالمي» الذي بدا أن بكين تراهن عليه في مواجهة جهود واشنطن لتطويقها.

تصريحات شي جاءت في كلمة مطولة ألقاها أمام احتفال بالذكرى السبعين لإطلاق «المبادئ الخمسة للتعايش السلمي»، حضره مسؤولون سابقون، بينهم رؤساء وقادة حكومات من دول حليفة للصين، اكتظت بهم قاعة الشعب الكبرى في وسط بكين، الجمعة.

«الفيل الغائب من الغرفة»

لكن كان لافتاً غياب أي تمثيل هندي رسمي، خلافاً لاحتفال الذكرى الستين في 2014 الذي حضره نائب رئيس الهند آنذاك إلى جوار شي، خصوصاً أن المبادئ الخمسة التي تقول الصين إنها عماد سياستها الخارجية، ولدت من رحم اتفاق بين بكين ودلهي عام 1954.

شي جينبينغ مرحباً بمشاركين في الذكرى الجمعة (أ.ب)

ويعد الغياب الهندي مؤشراً إضافياً على تدهور علاقات البلدين اللذين خاضا مواجهة حدودية نهاية 2022، بعد عامين من مواجهة أخرى أدت إلى مقتل 20 جندياً هندياً وأربعة جنود صينيين. كما يعزز تموضع الهند في طليعة المحور الأميركي الساعي لاحتواء الصين.

حقائق

ما المبادئ الخمسة للتعايش السلمي؟

  1. الاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي
  2. عدم الاعتداء المتبادل
  3. عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخر
  4. المساواة والمنفعة المتبادلة
  5. التعايش السلمي

«الجسور» بدل «الستار الحديدي»

وكرر الرئيس الصيني بعبارات مختلفة تمسك بلاده بـ«العولمة الاقتصادية المتسمة بالنفع للجميع» وخيار التنمية، مشيراً إلى أن «بناء فناء صغير محاط بالأسوار يعاكس تيار التاريخ ويضر بالمصالح». وقال: «في ظل عصر العولمة الاقتصادية، ما نحتاج إليه هو بناء جسر التواصل وتمهيد طريق التعاون بدلاً من خلق هوة الانقسام وإسدال الستار الحديدي للمواجهة».

امتلأت قاعة الشعب الكبرى بمشاركين بينهم قادة سابقون لدول حليفة للصين (أ.ف.ب)

وأكد أنه «يمكن للدول، حتى ولو كانت تختلف من حيث النظام الاجتماعي والآيديولوجيا والتاريخ والثقافة والدين والمعتقدات ومستوى التنمية والحجم، أن تقيم وتطور علاقات من الثقة المتبادلة والصداقة والتعاون»، بعيداً من «المفاهيم العتيقة والضيقة مثل سياسة التكتلات ونطاق النفوذ وعقلية الاستقطاب والمواجهة».
ودعا شي إلى «الالتزام بمبدأ المساواة في السيادة لجميع الدول... ولا يجوز استئساد الدول الكبيرة والقوية والغنية على الدول الصغيرة والضعيفة والفقيرة». وشدد على رفض «اللجوء إلى المواجهة بين المعسكرات أو تشكيل الدوائر الضيقة بمختلف أنواعها، ورفض إجبار الدول الأخرى على الاصطفاف» في محاور.
وطالب بـ«تعزيز مصداقية الأمم المتحدة ومكانتها الجوهرية بدلاً من إضعافها... (عبر) مشاركة جميع الدول في صياغة القواعد الدولية والحفاظ عليها، والتعامل مع شؤون العالم عبر التشاور بين الدول، ولا يمكن السماح لصاحب العضلات باحتكار القرار». ورأى أن «السعي إلى الانفراد بالأمن طريق مسدود».

إصلاحات... وتذكير بضخامة السوق

واستغل الرئيس الصيني المناسبة لإعلان «تخطيط وتنفيذ إجراءات مهمة لزيادة تعميق الإصلاح على نحو شامل، لمواصلة توسيع الانفتاح المؤسسي، وخلق بيئة أعمال تحكمها بشكل أكثر قواعد السوق وسيادة القانون والمعايير الدولية».

شي مخاطباً المشاركين في الذكرى السبعين لإطلاق المبادئ الخمسة (أ.ف.ب)

ويترقب محللون اقتصاديون اجتماعاً للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، منتصف الشهر المقبل، ينتظر أن يتضمن إعلاناً يخص التوجه الاقتصادي للبلاد، في ظل تراجع النمو. 
لكن شي لم يأتِ على ذكر التباطؤ الاقتصادي، بل ذكّر بأن السوق الصينية «سوق ضخمة يتجاوز حجمها إجمالي الحجم الراهن لأسواق الدول المتقدمة». 

كسب «الجنوب العالمي»

وأشار الرئيس الصيني إلى أن «زخم الجنوب العالمي يتعاظم اليوم بشكل ملحوظ... وعند نقطة انطلاق جديدة من التاريخ، ينبغي أن يمضي الجنوب العالمي قدماً يداً بيد بموقف أكثر انفتاحاً وشمولاً، وأن نكون قوة مستقرة تسهم في الحفاظ على السلام والانفتاح والتنمية، وقوة فعالة في جعل الحوكمة العالمية أكثر توازناً».
وفيما بدا مسعى لبناء رصيد من القوة الناعمة للصين في المجتمعات النامية، أعلن شي إنشاء مركز دراسات لـ«الجنوب العالمي» سيقدم ألف منحة دراسية باسم «المبادئ الخمسة للتعايش السلمي»، و100 ألف فرصة للدراسة والتدريب في السنوات الخمس المقبلة.
وإضافة إلى ذلك، أعلن تفعيل عدد من الصناديق والمراكز الاقتصادية والتنموية لدعم التنمية الاقتصادية لدول «الجنوب العالمي»، وصولاً إلى رفع واردات الصين من الدول النامية إلى أكثر من 8 تريليونات دولار بحلول عام 2030.
ووعد بأن بلاده «لن تسلك أبداً الطريق القديم من الاستعمار والنهب، أو الطريق المنحرف من حتمية الهيمنة للدول التي أصبحت قوية، بل سنسلك الطريق المستقيم من التنمية السلمية»، مطمئناً إلى أن «ازدياد القوة الصينية يعني زيادة الأمل للسلام في العالم».

بدت الذكرى بمثابة إعلان وراثة مبادرة شي لوثيقة المبادئ الخمسة التاريخية (أ.ب)

وداع «لائق» لوثيقة تاريخية

وفي حين شدد الرئيس الصيني على تمسك بلاده بالمبادئ الخمسة التي وصفها بأنها «جواب تاريخي» على أسئلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أن المناسبة بدت أشبه بوداع «لائق» للوثيقة التاريخية لتُستبدل بها مبادرة شي للسياسة الخارجية التي يطلق عليها اسم «بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية».
واعتبر شي أن مبادرته هي «جواب الصين في هذا العصر» على ما عدّه «أهم سؤال يواجهنا: ما العالم الذي يجب بناؤه وكيف نبني هذا العالم؟». وأضاف أنها «خير وراثة وتكريس وترقية للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي في ظل الأوضاع الجديدة».
وسعى الرئيس الصيني إلى توضيح معالم مبادرته التي قال إنها تقوم «على أساس الواقع الموضوعي المتمثل في تشارك الدول في المصير والمستقبل والسراء والضراء، والحاجة للمساواة والتعايش».

وأوضح أن جوهرها «أخذ مستقبل البشرية ورفاهية الشعوب بعين الاعتبار، والتمسك بالمساواة والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمي باعتبارها الغاية الأصلية، وتكريس القيم المشتركة للبشرية جمعاء، وتدعيم الحوكمة العالمية القائمة على التشاور والتعاون والنفع للجميع، وإقامة نوع جديد من العلاقات الدولية، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، والتعاون في بناء (الحزام والطريق) بجودة عالية، بما يزيد من المصالح المشتركة لشعوب العالم».