خوف الترحيل يهيمن على الأفغان المتبقين في باكستان

بعد مغادرة 300 ألف مهاجر «غير قانوني» إلى أفغانستان

لاجؤون أفغان يجلسون بالقرب من مكتب منظمة الهجرة الدولية بعد ترحيلهم من باكستان بولاية نانغرأ،ف،ب)هار (
لاجؤون أفغان يجلسون بالقرب من مكتب منظمة الهجرة الدولية بعد ترحيلهم من باكستان بولاية نانغرأ،ف،ب)هار (
TT

خوف الترحيل يهيمن على الأفغان المتبقين في باكستان

لاجؤون أفغان يجلسون بالقرب من مكتب منظمة الهجرة الدولية بعد ترحيلهم من باكستان بولاية نانغرأ،ف،ب)هار (
لاجؤون أفغان يجلسون بالقرب من مكتب منظمة الهجرة الدولية بعد ترحيلهم من باكستان بولاية نانغرأ،ف،ب)هار (

بعد ترحيل مئات آلاف المهاجرين الأفغان من الأراضي الباكستانية خلال الأسابيع الماضية، يعيش المتبقون منهم في البلاد في خوف مستمر من التوقيف وإعادتهم إلى أفغانستان.

يقيم شاكر الله، وهو رجل أعمال صغير من كابل وأحد أفراد أقلية الهزارة مع أسرته في شقة بمنطقة غولبيرغ غرين الراقية بإسلام آباد. يحرص شاكر الله (جرى تغيير اسمه بغرض حماية هويته) على ملازمة شقته المستأجرة مع زوجته وأطفاله الأربعة، إلا للضرورة القصوى، خوفاً من إعادته إلى أفغانستان، حيث يخشى الاعتقال من طرف حكومة «طالبان». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا أخرج. لقد أصبح الأمر بالغ الخطورة... أخرج فقط لشراء أغراض من البقالة الموجود في الطابق السفلي من مسكني».

مواطنون أفغان يسافرون بممتلكاتهم أثناء عودتهم إلى أفغانستان في 4 نوفمبر 2023 (رويترز)

ويؤكد مسؤولون باكستانيون أن أبناء الأقليات المعرَّضة للخطر لن يجري طردهم من باكستان، في خضم الحملة التي انطلقت حديثاً لإعادة جميع الأفغان المقيمين بشكل غير قانوني في باكستان إلى أفغانستان المجاورة. وقال شاكر الله: «أنا وأفراد عائلتي لدينا تأشيرة سارية. ومع ذلك، نخشى أن تعتقلنا الشرطة وتعيدنا إلى أفغانستان»، متابعاً: «جئتُ إلى باكستان فور استيلاء (طالبان) على كابل في أغسطس (آب) 2021».

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 600 ألف أفغاني دخلوا باكستان بشكل غير قانوني بعد سيطرة «طالبان» على كابل، خوفاً على حياتهم. ويحمل بعض هؤلاء الأفغان تأشيرات سارية. وقال شاكر الله: «لو بقيت في أفغانستان لكان من الممكن أن أُقتل، وحتى الآن أخشى على حياتي إذا أعادتني الحكومة الباكستانية هناك».

حملة توقيف وترحيل

وفي الوقت الراهن، تطارد شرطة إسلام آباد الأفغان المقيمين على نحو غير شرعي في إسلام آباد والمناطق المجاورة لها. وتحتجز الشرطة الرعايا الأجانب المقيمين في البلاد دون وثائق هوية داخل (مراكز احتجاز)، قبل ترحيلهم إلى بلدهم. وهدمت شرطة إسلام آباد أكثر من 800 منزل بالأحياء الفقيرة في ضواحي العاصمة، يعيش بها مهاجرون غير شرعيين منذ أكثر من 10 سنوات».

طفل أفغاني في مخيم موقت بعد عبور الحدود الباكستانية-الأفغانية الثلاثاء (أ.ف.ب)

وأكد مسؤولون في باكستان، هذا الأسبوع، أن أكثر من 300 ألف لاجئ أفغاني غادروا البلاد حتى الآن، كما نقلت «وكالة الأنباء الألمانية». وبحسب السلطات، غادر البلاد 305 آلاف و462 لاجئاً أفغانياً خلال الأسابيع الماضية. وقال فضل ربيع، وهو مسؤول كبير يشرف على عملية الترحيل، إن أغلبية هؤلاء؛ بواقع 209 آلاف و550 لاجئاً، عبروا الحدود من إقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان. وأضاف أن أكثر من 4 آلاف لاجئ يغادرون البلاد عبر معبر تورخام الحدودي يومياً. بدوره، قال حمزة شفقت، مفوض مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان بجنوب غربي باكستان، إن 95 ألفاً و912 آخرين غادروا باكستان من نقاط العبور بالإقليم. ووفقاً للبيانات الحكومية، يعيش نحو 4.4 مليون لاجئ أفغاني في باكستان، 1.7 مليون منهم من دون وثائق سليمة.

انتقادات أممية

وتتعرض الحكومة الباكستانية لانتقادات لاذعة من المجتمع الدولي وحكومة «طالبان» في كابل، بسبب خططها لإعادة جميع الأفغان المقيمين على نحو غير شرعي إلى أفغانستان. ووصف المتحدث باسم «طالبان» خطط الحكومة الباكستانية بأنها «غير عادلة وقاسية».

وناشد متحدث باسم الأمم المتحدة الحكومة الباكستانية إعادة النظر في خطتها، لأن إعادة مئات الآلاف قسراً قد تشعل أزمة إنسانية ضخمة في أفغانستان، حيث لا توجد مرافق لاستقبال مثل هذا التدفق الكبير، في حين حذرت وكالة تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة للمنظمة الأممية من أن «أكثر من 60 في المائة من العائدين لأفغانستان هم من الأطفال، وحالتهم بائسة، حيث سافر كثيرون منهم لعدة أيام، وتقطعت بهم السبل على الحدود».


مقالات ذات صلة

الهجرة غير الشرعية تتراجع مع ارتفاع حدة الخطاب الانتخابي الأميركي

الولايات المتحدة​ مهاجرون يستمعون إلى التوجيهات قبل عبور الحدود من المكسيك إلى إل باسو بولاية تكساس الأميركية (أ.ف.ب)

الهجرة غير الشرعية تتراجع مع ارتفاع حدة الخطاب الانتخابي الأميركي

تبدو ضفاف نهر يفصل بين المكسيك وأميركا شبه مهجورة، وغدت ملاجئ مخصصة للمهاجرين شبه خاوية، بعد أن كانت مكتظة سابقاً، نتيجة سياسات أميركية للهجرة باتت أكثر صرامة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا آثار الحريق على أحد المبنيين (أ.ف.ب)

اعتقال سوري في ألمانيا بعد حرائق وصدم محلين تجاريين

أعلنت الشرطة الألمانية اليوم (الأحد)، أنها اعتقلت رجلاً سورياً بعد اندلاع حرائق في مبنيين سكنيَّين، وصدم شاحنة صغيرة محلين تجاريَّين في مدينة إيسن بغرب ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا مهاجرون ينتظرون النزول من قارب مزدحم بعد رحلة استمرت ثلاثة عشر يوماً من ساحل السنغال في ميناء لا إستاكا بإسبانيا (أ.ب)

إنقاذ 7 سوريين وفقد نحو ‭20‬ شخصاً بعد غرق قارب في البحر المتوسط

فُقد 20 مهاجراً بعد غرق قاربهم في البحر الأبيض المتوسط، قرب جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، وفق ما أعلن، اليوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا مهاجرون خارج عربة إسعاف بعد عملية إنقاذ نفّذها خفر السواحل اليوناني (أرشيفية - أ.ب)

المعارضة اليونانية تطالب بالتحقيق في مزاعم إلقاء مهاجرين في البحر

طالب حزب المعارضة اليوناني بفتح تحقيق بعد تقرير «بي بي سي»، يزعم أن خفر السواحل اليوناني كان مسؤولاً عن وفاة عشرات المهاجرين خلال السنوات الثلاث الماضية.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
شمال افريقيا دورية لخفر السواحل الجزائري في البحر المتوسط (وزارة الدفاع الجزائرية)

قلق في الجزائر بسبب تفاقم الهجرة السرية مع بداية الصيف

وصول 160 مهاجراً جزائرياً إلى سواحل إسبانيا خلال الأسبوع الحالي، تزامناً مع قلق السلطات الجزائرية من تفاقم الهجرة السرية مع بداية الصيف.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

كوريا الشمالية توسِّع مصنعاً لإنتاج صواريخ تستخدمها روسيا في أوكرانيا

صورة لقمر اصطناعي تُظهر عملية توسيع لمجمع رئيسي لتصنيع الأسلحة في شمال كوريا (رويترز)
صورة لقمر اصطناعي تُظهر عملية توسيع لمجمع رئيسي لتصنيع الأسلحة في شمال كوريا (رويترز)
TT

كوريا الشمالية توسِّع مصنعاً لإنتاج صواريخ تستخدمها روسيا في أوكرانيا

صورة لقمر اصطناعي تُظهر عملية توسيع لمجمع رئيسي لتصنيع الأسلحة في شمال كوريا (رويترز)
صورة لقمر اصطناعي تُظهر عملية توسيع لمجمع رئيسي لتصنيع الأسلحة في شمال كوريا (رويترز)

خلص باحثون في مؤسسة بحثية مقرها الولايات المتحدة، بناء على صور أقمار اصطناعية، إلى أن كوريا الشمالية توسع مجمعاً رئيسياً لتصنيع الأسلحة، يستغل لتجميع نوع من الصواريخ قصيرة المدى تستخدمه روسيا في أوكرانيا، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وتعد المنشأة، المعروفة باسم «مصنع 11 فبراير»، جزءاً من «مجمع ريونغ سونغ» في هامهونغ، ثاني أكبر مدينة في كوريا الشمالية على الساحل الشرقي للبلاد.

وقال سام لير الباحث في مركز «جيمس مارتن» لدراسات منع الانتشار النووي، إنه المصنع الوحيد المعروف بإنتاج صواريخ باليستية تعمل بالوقود الصلب من طراز «هواسونغ 11».

وذكر مسؤولون أوكرانيون أن هذه الذخائر، المعروفة في الغرب باسم «كيه إن-23»، استخدمتها القوات الروسية في هجومها على أوكرانيا.

ولم ترد أنباء من قبل عن توسيع المجمع.

ونفت روسيا وكوريا الشمالية أن تكون الأخيرة قد نقلت أسلحة إلى الأولى لاستخدامها ضد أوكرانيا. ووقَّع البلدان معاهدة دفاع مشترك في قمة عقدت في يونيو (حزيران)، وتعهدا بتعزيز العلاقات العسكرية بينهما.

ولم ترُد بعثة كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة على طلب للتعليق على هذا التقرير.