تركيا واليونان تتفقان على تعزيز التعاون في قضايا الهجرة واللجوء

رغبة مشتركة في تحديث اتفاقية موقّعة مع الاتحاد الأوروبي عام 2016

وزيرا الداخلية التركي والهجرة واللجوء اليوناني بحثا في أنقرة التعاون في مواجهة الهجرة غير الشرعية (من حساب الوزير التركي على إكس)
وزيرا الداخلية التركي والهجرة واللجوء اليوناني بحثا في أنقرة التعاون في مواجهة الهجرة غير الشرعية (من حساب الوزير التركي على إكس)
TT

تركيا واليونان تتفقان على تعزيز التعاون في قضايا الهجرة واللجوء

وزيرا الداخلية التركي والهجرة واللجوء اليوناني بحثا في أنقرة التعاون في مواجهة الهجرة غير الشرعية (من حساب الوزير التركي على إكس)
وزيرا الداخلية التركي والهجرة واللجوء اليوناني بحثا في أنقرة التعاون في مواجهة الهجرة غير الشرعية (من حساب الوزير التركي على إكس)

قطعت تركيا واليونان خطوة جديدة على طريق مناقشة القضايا الخلافية العالقة التي تتسبب في توتر العلاقات بينهما من وقت لآخر.

وعقد البلدان الجاران مباحثات حول قضايا الهجرة واللجوء التي تشكل واحدة من القضايا المعقدة التي تتسبب في التوتر وتبادل الاتهامات بينهما بشكل متكرر، وذلك بعد أيام من استئنافهما المشاورات السياسية حول القضايا والملفات العالقة بينهما، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، خلال اجتماعات عُقدت في أثينا يومي 16 و17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

وأجرى وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، مباحثات مع وزير الهجرة واللجوء اليوناني ديميتريس كيريديس، في العاصمة أنقرة، ليل الاثنين– الثلاثاء، اتفقا خلالها على «التعاون الوثيق» في مكافحة ظاهرة تهريب المهاجرين عبر الحدود بين البلدين.

وقال يرلي كايا، على حسابه في «إكس» إنه والوزير اليوناني أكدا خلال المباحثات التي شارك فيها مسؤولون من البلدين، تعزيز التعاون القائم بينهما فيما يخص مكافحة الهجرة غير الشرعية، والعمل بشكل وثيق وتعزيز التعاون في مكافحة تهريب المهاجرين.

مباحثات بين وفدي تركيا واليونان برئاسة وزيري الداخلية التركي والهجرة اليوناني في أنقرة الاثنين (من حساب الوزير التركي على إكس)

واستأنفت تركيا واليونان مشاوراتهما السياسية حول القضايا والملفات العالقة بينهما، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، خلال اجتماعات في أثينا برئاسة نائبي وزيري الخارجية.

وتناولت الاجتماعات التجارة البينية والتعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة والنقل والتعليم والصحة والبيئة والهجرة، إلى جانب استعراض مجالات التعاون الجديدة التي يمكن إدراجها في هذه العملية ومستقبلها.

وشهدت العلاقات بين تركيا واليونان خلال العامين الماضيين تصاعداً في التوتر حول الحقوق السيادية في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، وهدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، مراراً العام الماضي، باجتياح جزر يونانية متنازع عليها في بحر إيجه.

ودفعت كارثة زلزال 6 فبراير (شباط) الماضي إلى تقارب بين أنقرة وأثينا، بعد التضامن الذي أبدته اليونان مع جارتها. واتفق البلدان على مواصلة العمل على مبادرات وأجندة إيجابية للحوار غير المشروط، من أجل التوصل إلى حلول للمشكلات العالقة بينهما.

وأجرى وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، ونظيره اليوناني، يورغوس إيرابيتريتيس، خلال مباحثات في أنقرة الشهر الماضي، تقييماً شاملاً للمشكلات في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، وكذلك بالنسبة للقضية القبرصية وقضيتي الهجرة والأقليات، وأكدا ثقتهما في إمكانية حل المشكلات من خلال الحوار البنّاء.

وتسعى اليونان إلى تجديد اتفاقية الهجرة وإعادة قبول اللاجئين، الموقعة بين تركيا والاتحاد الأوروبي في 18 مارس (آذار) 2016 خلال اجتماع مجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين، في مدينة سالونيك اليونانية في 7 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وقال وزير الهجرة واللجوء اليوناني الشهر الماضي: «نريد اتفاقاً... المناخ إيجابي، الاتفاق سيكون بشكل أساسي بين أوروبا وتركيا، إنها مشكلة أوروبية تركية».

وأوضح أن الهدف يكمن في تعديل اتفاقية عام 2016 وتوسيع نطاقها بمبادرة من اليونان: «لأن لدينا المصلحة الأكبر بصفتنا دولة تقع عند الخط الأمامي» الذي يقصده المهاجرون غير الشرعيين سعياً لدخول القارة الأوروبية.

وتقرر عقد اجتماع مجلس التعاون التركي- اليوناني رفيع المستوى، برئاسة إردوغان ورئيس الحكومة اليونانية كيرياكوس ميتسوتاكيس، خلال اجتماع عقده الزعيمان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

إردوغان وميتسوتاكيس اتفقا خلال لقاء على هامش اجتماعات الجميعة العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي على بحث قضية الهجرة في ديسمبر (الرئاسة التركية)

وقبل أشهر أعلن إردوغان تجميد المجلس بسبب التوتر بين أنقرة وأثينا، بسبب تصاعد التوتر في جزر متنازع عليها في بحر إيجه؛ حيث هدد باجتياحها عسكرياً.

واتهمت تركيا اليونان بالقيام بممارسات غير إنسانية ضد المهاجرين غير الشرعيين وإلقائهم في بحر إيجه قبالة سواحلها، كما اتهمت الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) بالتستر على صد البحرية اليونانية بشكل قسري مهاجرين في بحر إيجه، وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي، ما تسبب في استقالة رئيس الوكالة الفرنسي فابريس ليغيري العام الماضي.

ويدور خلاف بين اليونان وتركيا بشأن حدودهما البحرية، ويتهم كل منهما الآخر بإساءة معاملة المهاجرين، وخصوصاً الأفغان والسوريين الذين يرغبون في الوصول إلى الاتحاد الأوروبي.

وإذا كانت اليونان ترغب في تحديث اتفاقية الهجرة بين تركيا والاتحاد الأوروبي وتوسيع نطاقها، فإن أنقرة من جانبها ترى أن تحديث الاتفاقية قد يحيي العلاقات التركية- الأوروبية.

ووقّعت تركيا والاتحاد الأوروبي على الاتفاقية في 18 مارس 2016، وشملت 3 اتفاقات مرتبطة بعضها ببعض حول الهجرة، وإعادة قبول طالبي اللجوء، وخصوصاً من اليونان التي تعد البوابة الأولى لأوروبا من الجانب التركي، وإلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك لدول الاتحاد (شنغن)، كما تم بموجبها تخصيص مساعدات مالية لتركيا تصل إلى 6 مليارات يورو، للمساهمة في تحمل أعباء اللاجئين السوريين.

وأبدت تركيا، مراراً، استياءها من عدم التزام الاتحاد الأوروبي بتنفيذ تعهداته بموجب الاتفاقية، ولا سيما فيما يتعلق بإعفاء مواطنيها من تأشيرة «شنغن»، وتقديم المساعدات المالية بالكامل.


مقالات ذات صلة

تركيا: انطلاق لقاءات مع أوجلان في سجنه خلال أيام بموافقة إردوغان

شؤون إقليمية مظاهرة لأنصار أوجلان في تركيا للمطالبة بالإفراج عنه (أرشيفية - رويترز)

تركيا: انطلاق لقاءات مع أوجلان في سجنه خلال أيام بموافقة إردوغان

أعلن حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» المؤيد للأكراد في تركيا أن لقاءات مع زعيم حزب العمال الكردستاني السجين مدى الحياة عبد الله أوجلان ستنطلق هذا الأسبوع.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مظاهرة دعم لـ«قسد» في القامشلي بمحافظة الحسكة ضد التصعيد التركي (أ.ف.ب)

صدام أميركي تركي حول دعم «الوحدات الكردية»... وإردوغان يتعهد بتصفيتها

تصاعدت الخلافات التركية الأميركية حول التعامل مع «وحدات حماية الشعب الكردية»، في حين أكد الرئيس إردوغان أن التنظيمات الإرهابية لن تجد من يدعمها في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال حضوره قمة الدول الثماني النامية بالقاهرة (المكتب الإعلامي للرئاسة التركية-إ.ب.أ)

إردوغان يدعو إلى القضاء على «داعش» وحزب العمال الكردستاني في سوريا

دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الجمعة، إلى «القضاء» على «المنظمات الإرهابية» في سوريا، مشيراً إلى تنظيم «داعش»، وأيضاً حزب العمال الكردستاني.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
المشرق العربي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية على إكس)

إردوغان يدعو إلى «القضاء على المنظمات الإرهابية» في سوريا

دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الجمعة، إلى «القضاء على المنظمات الإرهابية في سوريا»، مشيراً إلى تنظيم «داعش» وأيضاً حزب العمال الكردستاني.

«الشرق الأوسط»
شؤون إقليمية جانب من اجتماع لمجلس الأمن القومي برئاسة إردوغان في 5 ديسمبر (الرئاسة التركية على «إكس»)

تركيا تحدث وثيقة «الأمن القومي» للمرة السادسة في عهد إردوغان

انتهت تركيا من تحديث وثيقة الأمن القومي التي توصف بأنها «الدستور السري» للدولة، والمعروفة علناً بـ«الكتاب الأحمر».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الرئيس الكوري الجنوبي يرفض مجدداً مذكرة استدعاء إلى التحقيق

متظاهرون يطالبون بتوقيف الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول في تجمع نظمته رابطة الفلاحين الكوريين في جنوب سيول (إ.ب.أ)
متظاهرون يطالبون بتوقيف الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول في تجمع نظمته رابطة الفلاحين الكوريين في جنوب سيول (إ.ب.أ)
TT

الرئيس الكوري الجنوبي يرفض مجدداً مذكرة استدعاء إلى التحقيق

متظاهرون يطالبون بتوقيف الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول في تجمع نظمته رابطة الفلاحين الكوريين في جنوب سيول (إ.ب.أ)
متظاهرون يطالبون بتوقيف الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول في تجمع نظمته رابطة الفلاحين الكوريين في جنوب سيول (إ.ب.أ)

رفض الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول، للمرة الثانية، مذكرة الاستدعاء التي أرسلتها وكالة مكافحة الفساد، للتحقيق في محاولته فرض الأحكام العرفية، وفق ما أعلن الفريق المكلف التحقيق اليوم (الاثنين). وعزل البرلمان يون من منصبه في 14 ديسمبر (كانون الأول)، بعدما أعلن الأحكام العرفية في الثالث من الشهر نفسه، فأدخل البلاد في دوامة أسوأ أزمة سياسية منذ عقود.

وكان محققون من وكالة مكافحة الفساد استدعوه الأسبوع الماضي إلى مقرهم في ضاحية سيول، لاستجوابه بتهمة التمرد، وهي جريمة عقوبتها الإعدام، وإساءة استخدام السلطة؛ لكنه رفض المثول من دون تقديم أسباب.

وأرسلت الوكالة مذكرة استدعاء ليون للمثول يوم 25 ديسمبر الساعة 10:00 صباحاً (01:00 ت.غ) للتحقيق معه بشأن تلك الأحداث؛ لكن الوكالة أعلنت الاثنين أن مذكرة الاستدعاء التي أرسلت عبر البريد إلى منزل يون ومكتبه، رفضها المتلقي. كذلك، أُرجع بريد إلكتروني إلى مرسله من دون التمكن من تحديد ما إذا كان قد تمت قراءته أم لا.

وإذا رفض يون مجدداً المثول في 25 ديسمبر، فسيكون على وكالة التحقيق الاختيار بين إرسال مذكرة استدعاء ثالثة أو مطالبة المحاكم بإصدار مذكرة توقيف. وحسب دستور كوريا الجنوبية، فإن جريمة التمرد لا تشملها الحصانة الرئاسية، ويمكن توقيف يون الممنوع من مغادرة البلاد وتوجيه الاتهام إليه. وما زال يون ممنوعاً من ممارسة مهامه، بينما تدرس المحكمة الدستورية ما إذا كانت ستؤيد قرار عزله أم لا. وأمام المحكمة 6 أشهر تقريباً لإصدار حكمها. وإذا قررت عزله، فسيتوجب إجراء انتخابات فرعية خلال شهرين.

في غضون ذلك، هدد حزب المعارضة الرئيسي في كوريا الجنوبية اليوم بعزل هان داك سو، القائم بأعمال الرئيس، إذا لم يصدر قانوناً لبدء تحقيق يتولاه مستشار خاص في محاولة الرئيس الفاشلة لفرض الأحكام العرفية.

وأقر الحزب الديمقراطي المعارض الذي يتمتع بأغلبية في البرلمان مشروع قانون هذا الشهر، لتكليف مستشار خاص بمتابعة تهم -من بينها التمرد- بحق يون، والتحقيق مع زوجته بشأن فضيحة قبولها حقيبة فاخرة، وغير ذلك من الاتهامات.

وقال الحزب الذي يتهم هان بمساعدة يون في محاولة فرض الأحكام العرفية، إنه سيبدأ على الفور إجراءات المساءلة تمهيداً لعزل القائم بأعمال الرئيس، إذا لم يصدر التشريع بحلول غد الثلاثاء.

وقال بارك تشان داي، زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي، خلال اجتماع للحزب: «تُظهر التأخيرات أن رئيس الوزراء ليست لديه نية للامتثال للدستور، وهذا يعادل الاعتراف بأنه يعمل وكيلاً للمتمردين»، في إشارة إلى يون.