كيم جونغ أون يريد بناء علاقة «تتطلع إلى المستقبل» مع روسيا

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يصافح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يصافح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
TT

كيم جونغ أون يريد بناء علاقة «تتطلع إلى المستقبل» مع روسيا

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يصافح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يصافح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بيونغ يانغ (أ.ف.ب)

أكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، خلال استقباله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس (الخميس)، أنه يريد بناء علاقة «تتطلع إلى المستقبل» مع موسكو، كما ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية، اليوم (الجمعة).

وأجرى لافروف زيارة استغرقت يومين لبيونغ يانغ، قبل رحلة محتملة للرئيس فلاديمير بوتين إلى هذا البلد الذي يدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال كيم إن هدف حزب «العمال» الحاكم والحكومة هو «وضع خطة مستقرة وتطلعية وبعيدة المدى للعلاقات بين كوريا الديمقراطية وروسيا».

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (د.ب.أ)

وكان وزير الخارجية الروسي دان، (الخميس)، السياسة العسكرية «الخطرة» التي تنتهجها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد كوريا الشمالية، مرحباً في الوقت نفسه بتعزيز العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ.

وقال لافروف، في مؤتمر صحافي، «مثل أصدقائنا في كوريا الشمالية، نشعر بقلق بالغ إزاء تكثيف الأنشطة العسكرية للولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية في المنطقة، وسياسات واشنطن»، حسبما نقلت وكالات الأنباء الروسية.

وأضاف أن الأميركيين يشيّدون «بنى تحتية استراتيجية بما في ذلك العناصر النووية»، مؤكداً: «نعارض هذا الخط غير البنّاء والخطر».

في مواجهة سلسلة قياسية من اختبارات الأسلحة التي أجرتها بيونغ يانغ هذا العام، توجّهت سيول إلى تعزيز تحالفها مع الولايات المتحدة، وانضمت إلى اتفاقية دفاع ثلاثية تشمل اليابان أيضاً.

وأجرت سيول وواشنطن مناورات عسكرية مشتركة، ورست غواصة نووية أميركية في ميناء كوري جنوبي في يوليو (تموز) للمرة الأولى منذ عقود.

وتتمركز قاذفة أميركية من طراز «بي-52» قادرة على حمل رأس حربي نووي على مسافة نحو مائة كيلومتر جنوب سيول استعداداً للتدريبات الثلاثية المقرر إجراؤها في نهاية هذا الأسبوع، حسب وسائل الإعلام الكورية الجنوبية.

وأشار لافروف إلى أن لقاء عُقد في منتصف سبتمبر (أيلول) في أقصى الشرق الروسي بين كيم وبوتين ساهم في تعزيز العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن لافروف قوله أمام نظيرته الكورية الشمالية تشوي سون هوي: «بعد هذه القمة التاريخية (...) يمكننا أن نقول بثقة إن العلاقات» بين البلدين «وصلت إلى مستوى نوعي واستراتيجي جديد».


مقالات ذات صلة

روسيا تُجري تجارب إطلاق صواريخ في محاكاة لرد على هجوم نووي

أوروبا جانب من التجارب الروسية على إطلاق صواريخ لمحاكاة رد نووي هائل (رويترز)

روسيا تُجري تجارب إطلاق صواريخ في محاكاة لرد على هجوم نووي

أجرت روسيا، الثلاثاء، تجارب إطلاق صواريخ على مسافات تصل إلى آلاف الأميال لمحاكاة رد نووي «هائل» على ضربة أولى للعدوّ.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا زيلينسكي يلقي كلمة في اجتماع مجلس الشمال في ريكيافيك الثلاثاء (إ.ب.أ)

زيلينسكي: مشاركة القوات الكورية الشمالية دوّلت حرب أوكرانيا

بحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، مشاركة القوات العسكرية الكورية الشمالية في الغزو الروسي لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف خلال زيارة مركز تدريب القوات الخاصة «جامعة سبيتسناز الروسية» في غوديرميس بروسيا يوم 20 أغسطس الماضي (أ.ف.ب)

بوتين يعلن عن تدريبات نووية استراتيجية

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إجراء تدريبات نووية استراتيجية جديدة، وقال إن كبار المسؤولين سيراجعون إجراءات التحكم في عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا صورة للمواطن الأميركي محاطاً بجنود روس (وسائل إعلام روسية)

روسيا تُخرج مواطناً أميركياً عمل لصالحها في أوكرانيا لمدة عامين

أعلنت قوات روسية أنها نجحت في إخراج مواطن أميركي من شرق أوكرانيا والذي ساعدهم سراً في استهداف قوات أوكرانية لمدة عامين على الأقل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
آسيا فلاديمير بوتين وكيم جونغ أون يزوران قاعدة «فوستوشني» في منطقة آمور بأقصى شرق روسيا (أرشيفية - رويترز)

خبراء يستبعدون تصعيداً عالمياً من التحالف بين روسيا وكوريا الشمالية

استبعد خبراء أن يؤدي إبرام اتفاقية دفاعية بين موسكو وبيونغ يانغ إلى تصعيد عسكري فوري على المستوى العالمي.

«الشرق الأوسط» (باريس)

نساء الريف الياباني يرفضن تحميلهنّ وزر التراجع الديموغرافي

امرأة يابانية مرتدية الزي التقليدي «الكيمونو» تعبر طريقاً وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)
امرأة يابانية مرتدية الزي التقليدي «الكيمونو» تعبر طريقاً وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)
TT

نساء الريف الياباني يرفضن تحميلهنّ وزر التراجع الديموغرافي

امرأة يابانية مرتدية الزي التقليدي «الكيمونو» تعبر طريقاً وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)
امرأة يابانية مرتدية الزي التقليدي «الكيمونو» تعبر طريقاً وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)

يعتزم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، إعادة تنشيط الريف الياباني الذي انعكست هجرة السكان سلباً عليه، لكنّ نساء يابانيات استصرحتهنّ «وكالة الصحافة الفرنسية»، رفضن تحميلهنّ وزر التراجع الديموغرافي، وذكّرنَ بالظروف الضاغطة عليهنّ.

وأظهرت دراسة حديثة أن نحو 40 في المائة من البلدات بمختلف أنحاء الأرخبيل، مهددة بالاندثار بسبب شيخوخة السكان ونزوح الشباب، خصوصاً النساء، هرباً من ممارسات التمييز المستمرة في حقهنّ.

عادات «عفا عليها الزمن»

قالت رين ياماموتو (25 عاماً) إنها تنزعج عندما يلقي السياسيون ووسائل الإعلام، اللوم في انخفاض عدد السكان، على انتقال النساء إلى المدن وإنجابهن الأطفال في سن متأخرة، وحتى إحجامهنّ عن ذلك كلياً.

وسألت هذه المُنتجة في مجال الإنترنت المقيمة بمنطقة جبلية شرق اليابان: «هل يجب تحميل النساء الوزر؟». عندما كانت رين ياماموتو تبحث عن وظيفة، واجهت الموقف «الذي عفا عليه الزمن» من الشركات المحلية التي تطلب من النساء «التراجع» لدعم زملائهن الذكور.

ولاحظت أنّ «توزُّع الأدوار بين النساء والرجال في المجتمع الياباني أقرب إلى أن يكون جامداً»، لكنّ الوضع في المدن الكبرى كطوكيو مناقض لذلك، إذ «تعاني النساء فيها تمييزاً أقل، وتتاح لهن فرص أكثر».

وتوثّق رين ياماموتو على أحد مواقع الإنترنت الأسباب التي تدفع النساء إلى مغادرة المناطق الريفية، وترغب في تقديم الشهادات المجمعة إلى السلطات المحلية والوطنية التي يهيمن عليها الرجال إلى حد كبير، مُلاحِظَة أن «مناقشات البرلمان تعطي عن النساء صورة بعيدة كل البعد عن الواقع».

ضغط

قبل أن تتولى أكاني تاناكا شنايدر (37 عاماً) إدارة شركة رياضية في ضواحي طوكيو اليوم، نشأ في نيغاتا (شمال غربي اليابان) في مناخ ضاغط. وأشارت إلى أن المجتمع «يضغط» على المرأة، مضيفة: «قيل لي إن عليّ في سن معينة أن أتزوج وأنجب أطفالاً». ولكن كانت لديها توجهاتها الخاصة بشأن متابعة مسيرتها المهنية، وتكوين أسرة عندما يناسبها ذلك. وتابعت: «كنت محظوظة بكوني عرفت بيئة بدا من الطبيعي فيها أن أقرر بنفسي»، وذلك بفضل الفترات التي قضيتها في الخارج أو العمل بمنظمة غير حكومية.

ولكن «في اليابان بأكملها، لا يبدو أن غالبية النساء لديهن هذه الإمكانية»، ويتم دفعهن، تحت تأثير الأعراف الاجتماعية، إلى الزواج وإنجاب الأطفال، بحسب تعبيرها. وينص القانون الياباني الذي يثير جدلاً واسعاً على أن تكون لكلا الزوجين الشهرة نفسها، وهو في الواقع دائماً تقريباً اسم عائلة الزوج. وقالت أكاني تاناكا شنايدر: «بتغيير اسمي، سيكون لدي انطباع بأنني حُرِمتُ من حياتي، ومن مسيرتي المهنية».

عالم سياسي ذكوري

ورأت كاوري إيشيكاوا (39 عاماً) وهي عضوة في حكومة محلية وأم لطفلين في مدينة هيتاشي الواقعة بمنطقة إيباراكي الريفية (شرق)، أن إحداث تغيير في اليابان يستلزم وجود مزيد من النساء في السياسة.

ونشأت كاوري في هيتاشي قبل أن تتابع تعليمها العالي بطوكيو. وبعد زواجها، عادت إلى هيتاشي ربة منزل، لكن والدها دفعها إلى العمل السياسي. وأشارت إلى أن «بلدية هيتاشي تشجّع النساء على تربية أطفالهن هنا، لكنني تساءلت عما إذا كانت أصوات الأمهات الشابات تصل إلى صانعي السياسات»، أم لا.

وتُعدّ إيشيكاوا التي انتُخِبت العام الماضي، ثاني أصغر أعضاء المجلس المحلي البالغ عددهم 24، ومعظمهم من الرجال المسنين، مثل أعضاء البرلمان المركزي الوطني. وأشارت إلى أن «نساءً كثيرات يعتقدن أن تربية أطفالهن أمر سلبي وسيمنعهن من مواصلة حياتهن المهنية»، إذ تتم ترقية زميلاتهن بدلاً منهن في غيابهن، ولا تحظى خبرتهنّ باعتراف «مع أن تربية الأطفال تعلّم الكثير».

تغيير عالم الأعمال

شدّد رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا تكراراً، على أن معدل المواليد المنخفض في اليابان هو «حالة طوارئ صامتة»، واعداً بجعل ساعات العمل أكثر مرونة بهدف تسهيل حياة العائلات. لكن بالنسبة للأجيال الشابة، فإن «الإجراءات المعتادة لدعم تعليم الأطفال ليست كافية لإقناعهم بالبقاء في مجتمعهم الأصلي» في الريف، بحسب الخبيرة في دراسات النوع الاجتماعي بجامعة إيواتي (شمال اليابان)، كيكو كايزوما.

وشدّدت على أن على الشركات تحقيق مساواة حقيقية بين الرجل والمرأة، من خلال منحهم فرص التقدم نفسها. ومن المعلوم أن عالم الأعمال الياباني مبني على «نظام الأقدمية الذي يتطلب بناء حياة مهنية للفرد داخل شركة واحدة»، وفق ما شرح الاقتصادي في جامعة صوفيا (طوكيو) تورو ناكازاتو.

ورأى ضرورة تغيير ذلك من أجل «تسهيل عودة النساء إلى سوق العمل من دون أن يتخلين عن حياتهن المهنية».