دعت إندونيسيا التي تترأس اجتماعات رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان)، الأربعاء، إلى حل سياسي للأزمة في بورما (ميانمار) وذلك خلال محادثات إقليمية أعلن خلالها موفد تايلاند أنه التقى الزعيم البورمية المخلوعة أونغ سان سو تشي الأسبوع الماضي.
تشهد بورما أعمال عنف أوقعت قتلى منذ انقلاب عسكري أطاح حكومة سان سو تشي قبل أكثر من عامين، وأعقبه قمع للمعارضة.
وكثيرا ما واجهت رابطة آسيان التي تضم عشر دول، اتهامات بالتقاعس، ولا تزال منقسمة إزاء مساع دبلوماسية لحل الأزمة من خلال صَوغ موقف موحد من الدولة التي تحكمها مجموعة عسكرية.
وقالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي أمام نظرائها في جلسة افتتاح اليوم الثاني من اجتماعات آسيان، «فقط حل سياسي من شأنه أن يؤدي إلى سلام دائم».
وفوجئ المجتمعون بكشف وزير خارجية تايلاند أنه التقى الزعيمة أونغ سان سو تشي بمفرده الأحد في العاصمة نايبيداو وقال إنها كانت «في صحة جيدة».
وقال الوزير دون برامودويناي إن أونغ سو تشي، التي لم تُشاهَد منذ اعتقالها عقب الانقلاب مطلع 2021، «شجعت على الحوار»، وذلك في تصريحات للصحافيين على هامش الاجتماع الوزاري.
وأعلن وزير خارجية الفيليبين إن دون أطلع وزراء آسيان على لقائه مع سو تشي، لكنه كرر أن أي جهود مستقلة لإعادة إطلاق عملية السلام يجب أن تكون طبقا لخطة من خمس نقاط توصلت إليها آسيان قبل عامين مع الجنرالات في بورما.
وكررت مارسودي موقف الكتلة بأن استئناف حوار بين الأطراف المتصارعة في بورما والتوصل إلى اتفاق سياسي عن طريق التفاوض، هما السبيل الوحيد لوضع حد لأكثر من عامين من الفوضى. وأضافت «ما زلنا نشعر بقلق كبير لرؤية استمرار أعمال العنف وتصاعدها في بورما. نحض بقوة جميع الأطراف على نبذ العنف لأن ذلك مهم جدا لبناء الثقة».
وتكتّل آسيان مقيّد بميثاقه الخاص الذي يفرض عليه الإجماع وعدم التدخل. لذا لا يزال الوزراء يحاولون التوصل إلى موقف مشترك إزاء بورما في اليوم الثاني من المحادثات، لكن من المتوقع أن يصدر بيان بنهاية الاجتماع الأربعاء، حسبما قال دبلوماسي من إحدى دول جنوب شرق آسيا لوكالة الصحافة الفرنسية.
خلال سبعة أشهر من رئاستها الرابطة، قامت جاكرتا بأكثر من 110 خطوة بشأن بورما، وفق الوزيرة مارسودي.
والخميس، من المقرر أن يعقد اجتماع وزاري لتكتل «آسيان زائد ثلاثة» الذي يجمع دول الرابطة مع اليابان وكوريا الجنوبية والصين، قبيل اجتماع الجمعة لـ«منتدى آسيان الإقليمي» الذي يضم 18 دولة بمشاركة واشنطن وبكين.
ووصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى جاكرتا الأربعاء لاجتماع ثلاثي لم يُعلن عنه مع مارسودي وأكبر مسؤول صيني للشؤون الدبلوماسية وانغ يي.
ويمثل وانغ بكين مكان وزير الخارجية تشين غانغ الذي يغيب عن الاجتماعات «لأسباب صحية»، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الصينية.