ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة بالتجربة الصاروخية الفضائية التي نفذتها كوريا الشمالية رغم فشلها، مذكراً بأن هذه التكنولوجيا تعد انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن. وهذا ما أكده أيضاً المسؤولون الأميركيون.
وكانت بيونغ يانغ أعلنت سريعاً وبصورة غير معتادة «إخفاق» محاولتها وضع أول قمر صناعي للتجسس في الفضاء، الأربعاء، عبر «الصاروخ الفضائي الجديد تشيوليما 1» الذي «تحطّم في البحر الغربي»، الاسم الكوري للبحر الأصفر، مبررة هذا الفشل «بتراجع في قوة الدفع بسبب خلل في بدء عمل محرك الطبقة الثانية بعد انفصالها عن الطبقة الأولى خلال تحليق طبيعي».
ويشكل هذا الفشل انتكاسة لجهود الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في تعزيز قدراته العسكرية مع تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. غير أنها تعهدت بإجراء عملية إطلاق ثانية، في مؤشر إلى عدم اكتراث كيم بالتحذيرات الغربية والأممية.
وأفاد الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان بأن «أي إطلاق للصواريخ باستخدام تكنولوجيا القذائف الباليستية يتناقض مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة»، علما بأن هذه القرارات تحظر على الدولة الشيوعية المعزولة إجراء أي إطلاق يعتمد على التكنولوجيا الباليستية. ويفيد مراقبون بأن إطلاق الأقمار الصناعية ساعد كوريا الشمالية في تحسين تكنولوجيا الصواريخ بعيدة المدى، حتى إنها باتت في السنوات الأخيرة قادرة على استهداف كل أنحاء الولايات المتحدة.
ونقل دوجاريك عن غوتيريش أنه يطالب كوريا الشمالية بـ«وقف مثل هذه الأعمال والاستئناف العاجل للحوار الهادف إلى تحقيق السلام الدائم وإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بشكل كامل يمكن التحقق منه».
تعليقاً على التجربة، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي آدم هودج في بيان، إن واشنطن «تدين بشدة» إطلاق كوريا الشمالية لأنها «استخدمت تكنولوجيا الصواريخ الباليستية المحظورة، وزادت التوترات وتهدد بزعزعة الأمن في المنطقة وخارجها». وأضاف أن «إطلاق هذا الصاروخ الفضائي المزعوم يستخدم تقنيات مرتبطة مباشرة بالبرنامج الكوري الشمالي للصواريخ الباليستية العابرة للقارّات». وأكد أن إدارة الرئيس جو بايدن «لا تغلق الباب أمام الدبلوماسية، لكن يتعيّن على بيونغ يانغ أن توقف فوراً استفزازاتها وأن تختار الحوار». وإذ دعا هودج «كل الدول» إلى إدانة عملية إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي، أكد أن الولايات المتحدة «ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان أمن الأراضي الأميركية وأمن حليفتيها كوريا الجنوبية واليابان». وكذلك ندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ بعملية الإطلاق، معتبرا أنها تشكل «انتهاكاً صارخاً لقرارات الأمم المتحدة».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» سو كيم أن «تصميم كيم لا يتوقف عند هذا الحد»، مشيراً إلى أن هذه العملية الأخيرة قد تنذر «باستفزازات أكبر بما في ذلك التجربة النووية التي نتكهن بها منذ فترة طويلة».