تنديد أممي وأميركي بالتجربة الصاروخية لكوريا الشمالية

غوتيريش يطالب كيم بعدم مخالفة قرارات مجلس الأمن

TT

تنديد أممي وأميركي بالتجربة الصاروخية لكوريا الشمالية

صورة لإطلاق صاروخ في كوريا الشمالية في 18 ديسمبر 2022 (أ.ب)
صورة لإطلاق صاروخ في كوريا الشمالية في 18 ديسمبر 2022 (أ.ب)

ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة بالتجربة الصاروخية الفضائية التي نفذتها كوريا الشمالية رغم فشلها، مذكراً بأن هذه التكنولوجيا تعد انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن. وهذا ما أكده أيضاً المسؤولون الأميركيون.

وكانت بيونغ يانغ أعلنت سريعاً وبصورة غير معتادة «إخفاق» محاولتها وضع أول قمر صناعي للتجسس في الفضاء، الأربعاء، عبر «الصاروخ الفضائي الجديد تشيوليما 1» الذي «تحطّم في البحر الغربي»، الاسم الكوري للبحر الأصفر، مبررة هذا الفشل «بتراجع في قوة الدفع بسبب خلل في بدء عمل محرك الطبقة الثانية بعد انفصالها عن الطبقة الأولى خلال تحليق طبيعي».

ويشكل هذا الفشل انتكاسة لجهود الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في تعزيز قدراته العسكرية مع تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. غير أنها تعهدت بإجراء عملية إطلاق ثانية، في مؤشر إلى عدم اكتراث كيم بالتحذيرات الغربية والأممية.

وأفاد الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان بأن «أي إطلاق للصواريخ باستخدام تكنولوجيا القذائف الباليستية يتناقض مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة»، علما بأن هذه القرارات تحظر على الدولة الشيوعية المعزولة إجراء أي إطلاق يعتمد على التكنولوجيا الباليستية. ويفيد مراقبون بأن إطلاق الأقمار الصناعية ساعد كوريا الشمالية في تحسين تكنولوجيا الصواريخ بعيدة المدى، حتى إنها باتت في السنوات الأخيرة قادرة على استهداف كل أنحاء الولايات المتحدة.

ونقل دوجاريك عن غوتيريش أنه يطالب كوريا الشمالية بـ«وقف مثل هذه الأعمال والاستئناف العاجل للحوار الهادف إلى تحقيق السلام الدائم وإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بشكل كامل يمكن التحقق منه».

تعليقاً على التجربة، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي آدم هودج في بيان، إن واشنطن «تدين بشدة» إطلاق كوريا الشمالية لأنها «استخدمت تكنولوجيا الصواريخ الباليستية المحظورة، وزادت التوترات وتهدد بزعزعة الأمن في المنطقة وخارجها». وأضاف أن «إطلاق هذا الصاروخ الفضائي المزعوم يستخدم تقنيات مرتبطة مباشرة بالبرنامج الكوري الشمالي للصواريخ الباليستية العابرة للقارّات». وأكد أن إدارة الرئيس جو بايدن «لا تغلق الباب أمام الدبلوماسية، لكن يتعيّن على بيونغ يانغ أن توقف فوراً استفزازاتها وأن تختار الحوار». وإذ دعا هودج «كل الدول» إلى إدانة عملية إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي، أكد أن الولايات المتحدة «ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان أمن الأراضي الأميركية وأمن حليفتيها كوريا الجنوبية واليابان». وكذلك ندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ بعملية الإطلاق، معتبرا أنها تشكل «انتهاكاً صارخاً لقرارات الأمم المتحدة».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» سو كيم أن «تصميم كيم لا يتوقف عند هذا الحد»، مشيراً إلى أن هذه العملية الأخيرة قد تنذر «باستفزازات أكبر بما في ذلك التجربة النووية التي نتكهن بها منذ فترة طويلة».


مقالات ذات صلة

زعيم كوريا الشمالية يقود تجارب باليستية جديدة

آسيا كيم جونغ أون يراقب إحدى التجارب الصاروخية (رويترز)

زعيم كوريا الشمالية يقود تجارب باليستية جديدة

قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية، إن كوريا الشمالية اختبرت صواريخ باليستية تكتيكية جديدة باستخدام رؤوس حربية ضخمة وصواريخ كروز معدلة.

«الشرق الأوسط» (سيول)
شؤون إقليمية تُظهر هذه الصورة المأخوذة من مقطع فيديو نشرته حسابات تابعة لـ«الحرس الثوري» إطلاق قمر اصطناعي إيراني صباح السبت (أ.ب)

واشنطن: إطلاق إيران للقمر الاصطناعي غطاء لأنشطة باليستية

اتهمت «الخارجية الأميركية» إيران بالسعي لتوسيع برنامجها للصواريخ الباليستية، بعدما أطلقت قمراً اصطناعياً بحثياً إلى مداره مستخدمة صاروخاً من صنع «الحرس الثوري».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
المشرق العربي فرق إطفاء إسرائيلية تخمد (الأحد) حريقاً قرب تل أبيب نشب جراء صاروخ أطلق من اليمن (أ.ف.ب)

إسرائيل تنفي رواية الحوثي: القبة الحديدية اعترضت الصاروخ

نفى الجيش الإسرائيلي الرواية التي قدمتها جماعة الحوثي بأنها قصفت إسرائيل بـ«صاروخ حديث» اخترق منظومتها الدفاعية، وادعى بأن مضادات «القبة الحديدية» اعترضته.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (يسار) ووزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي يخرجان من طائرتهما لدى وصولهما إلى مطار قاعدة أندروز المشتركة في العاصمة الأميركية واشنطن قبل محادثات مع الرئيس الأميركي جو بايدن (د.ب.أ)

لقاء بين بايدن وستارمر لمناقشة استخدام أوكرانيا أسلحة بعيدة المدى

وصل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى واشنطن حيث يجتمع مع الرئيس الأميركي جو بايدن لمناقشة السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد روسيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يصافح وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي بعد مؤتمرهما الصحافي المشترك في وارسو 12 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)

بولندا تستضيف بلينكن وتنضم لدعوات رفع قيود الأسلحة عن أوكرانيا

انضمت بولندا، اليوم (الخميس)، إلى الأصوات الداعية للسماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بصواريخ مقدمة من الغرب.

«الشرق الأوسط» (وارسو)

ارتفاع حصيلة الفيضانات في بورما إلى 293 قتيلاً

أدت الفيضانات والانهيارات الأرضية إلى مصمقتل رع العشرات  في بورما وفيتنام ولاوس وتايلاند (أ.ب)
أدت الفيضانات والانهيارات الأرضية إلى مصمقتل رع العشرات في بورما وفيتنام ولاوس وتايلاند (أ.ب)
TT

ارتفاع حصيلة الفيضانات في بورما إلى 293 قتيلاً

أدت الفيضانات والانهيارات الأرضية إلى مصمقتل رع العشرات  في بورما وفيتنام ولاوس وتايلاند (أ.ب)
أدت الفيضانات والانهيارات الأرضية إلى مصمقتل رع العشرات في بورما وفيتنام ولاوس وتايلاند (أ.ب)

أعلن المجلس العسكري الحاكم في بورما (ميانمار)، الخميس، أن حصيلة القتلى في أعقاب الإعصار «ياغي» وصلت إلى 293 شخصاً، مع فقدان 89 آخرين، في حين أفادت وسائل الإعلام الرسمية بوصول أولى المساعدات الأجنبية.

وضرب «ياغي» شمال فيتنام ولاوس وتايلاند وبورما، قبل أكثر من أسبوع، ما تسبَّب بفيضانات وانهيارات أرضية أسفرت عن مقتل 613 شخصاً في جميع أنحاء المنطقة، وفقاً للأرقام الرسمية.

وقال فريق المعلومات، التابع للمجلس العسكري الحاكم في بورما، إن 293 شخصاً قُتلوا وفُقد 89 آخرون، حتى صباح الخميس.

وكانت آخِر حصيلة للفيضانات الناجمة عن الإعصار 268 قتيلاً، و88 مفقوداً.

وقالت السلطات، الأربعاء، إن المياه غمرت نحو 270 ألف هكتار من الأرز والمحاصيل الأخرى، وأدت إلى نفوق أكثر من 100 ألف حيوان في المزارع.

ولفتت الأمم المتحدة إلى أن ما يصل إلى 630 ألف شخص قد يحتاجون إلى مساعدات في بورما، في أعقاب الإعصار.

وأتت هذه الكارثة لتُفاقم الأزمة الأمنية والإنسانية والسياسية التي تمرّ بها البلاد منذ انقلاب عام 2021 الذي أطاح بحكومة أونغ سان سو تشي المنتخَبة ديمقراطياً.

وكتبت صحيفة «غلوبال نيو لايت أوف ميانمار»، التي تديرها الدولة، الخميس، أن رئيس المجلس العسكري مين أونغ هلاينغ «أمر الجميع بتنفيذ مهام إعادة التأهيل للعودة إلى الوضع الطبيعي في غضون ستة أشهر».

وذكرت الصحيفة أن سفينة تابعة للبحرية الهندية سلّمت، الأربعاء، مساعدات، بما في ذلك الأطعمة الجافة والملابس والأدوية والخيام في ميناء ثيلاوا بيانغون، التي تُعدّ مركزاً تجارياً.