في ضربة جديدة لشبكات التهريب التابعة للحرس الثوري الإيراني، أعلنت قوات المقاومة الوطنية اليمنية عن إحباط عملية تهريب نوعية استهدفت إيصال شحنة من المواد الكيميائية والمهام العسكرية المتقدمة إلى الجماعة الحوثية، وذلك في عملية مشتركة مع القوات البحرية والاستخبارات العامة وخفر السواحل في مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية في العالم.
وأوضح بيان صادر عن الإعلام العسكري أن دوريةً مشتركةً من خفر السواحل (قطاع البحر الأحمر) والقوات البحرية، تلقت معلومات استخبارية دقيقة من شعبة الاستخبارات العامة حول قارب خشبي يشتبه بارتباطه بشبكات تهريب يديرها «الحرس الثوري» الإيراني. وعلى الفور تم اعتراض القارب بعد دخوله مضيق باب المندب وقطره إلى موقع آمن، حيث جرى تفريغ الشحنة وتخزينها تمهيداً للفحص والتحقيق.
وأضاف البيان أن الشحنة المضبوطة تضمنت 24 برميلاً من مادة «فينول + فورمالدهيد» البوليمرية، وهي من المواد الكيميائية المتقدمة التي تُستخدم في مقاومة الحرارة والعزل في تصنيع الصواريخ، كما تدخل في صناعة الهياكل الخفيفة للطائرات المسيّرة.

وتُستعمل مشتقات هذه المادة أيضاً - وفق البيان - في إنتاج مواد تمتص الموجات الكهرومغناطيسية لتقليل البصمة الرادارية للطائرات والسفن الحربية، ما يشير إلى طبيعة الدعم التقني والعسكري الذي تحاول طهران تزويد الحوثيين به.
كما احتوت الشحنة، حسب البيان، على ملابس وكمامات خاصة بالعمل في المعامل الكيميائية، إلى جانب كميات من المهام العسكرية الأخرى، ما يعزز المؤشرات على وجود مصانع أو ورش تصنيع عسكري يجري تجهيزها في مناطق سيطرة الحوثيين.
صفعة جديدة
في أول تعليق رسمي، أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن هذه العملية تمثل «صفعةً جديدةً للمشروع الإيراني في اليمن»، ودليلاً إضافياً على الانخراط المباشر لـ«الحرس الثوري» في تهريب المواد العسكرية للحوثيين.
وأضاف الوزير في تصريح صحافي أن طهران «تحاول تعويض خسائرها وتراجع نفوذها في سوريا ولبنان عبر تحويل الأراضي اليمنية إلى منصة لتهديد أمن المنطقة والممرات الدولية».
الحملة الأمنية المشتركة برأس العارة تضبط قاربا يحمل معدات طائرات مسيرة وأجهزة مراقبة وتجسس حوثيةضبطت قوات الحملة الأمنية المشتركة في سواحل مديرية المضاربة ورأس العارة محافظة لحج بقيادة العميد حمدي شكري قائد الفرقة الثانية عمالقة قارب يحمل شحنة معدات طائرات مسيرة وأجهزة مراقبة... pic.twitter.com/3MBOYK7fzU
— المركز الإعلامي ل ألوية العمالقة الجنوبية (@alamalikah) October 5, 2025
وأشار الإرياني إلى أن ضبط مواد تدخل في تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة يكشف مساعي إيران لتوطين صناعاتها الحربية داخل اليمن، وتحويله إلى قاعدة إنتاج بديلة لميليشياتها بعد تضييق الخناق على شبكات التهريب في المشرق العربي.
كما دعا الوزير المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً ضد إيران، وضرورة دعم قدرات الحكومة اليمنية وخفر السواحل في حماية السواحل والممرات البحرية الدولية من أنشطة التهريب وتمويل الميليشيات.
مواد مخدرة
في سياق أمني متصل، تمكنت قوات الحملة الأمنية المشتركة بقيادة العميد حمدي شكري، قائد اللواء الثاني عمالقة، من ضبط سيارة تحمل أكثر من ستة آلاف حبة من عقار «البريجابالين» المخدر في مديرية المضاربة ورأس العارة الساحلية بمحافظة لحج غرب عدن.
وذكرت مصادر أمنية أن العملية نُفذت بعد مطاردة دقيقة انتهت بإلقاء القبض على ثلاثة مهربين، وتحريز السيارة والمضبوطات تمهيداً لإحالتهم إلى الجهات المختصة.

تأتي هذه العمليات في ظل تصاعد الجهود اليمنية والدولية لقطع شرايين الإمداد الإيرانية للجماعة الحوثية التي تحاول عبر التهريب والتصنيع المحلي توسيع ترسانتها العسكرية، وتهديد الأمن الإقليمي والملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وسبق أن تمكنت القوات اليمنية خلال الأشهر الماضية من اعتراض العديد من شحنات الأسلحة المهربة إلى الجماعة الحوثية، شملت صواريخ وطائرات مسيرة ومعدات عسكرية متقدمة، كما شملت اعتراض شحنات من المخدرات على صلة بشبكات مرتبطة بالحوثيين.




