زيارة جديدة أجراها الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، لأديس أبابا، والتقى خلالها رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في مباحثات تناولت القضايا الثنائية وسط توترات على الحدود بين البلدين.
تلك التوترات تغذيها «تحركات حكومية صومالية لتغييرات إدارية في منطقة غدو بولاية غوبالاند الحدودية ذات العلاقات الجيدة مع أديس أبابا»، مع فشل محادثات شيخ محمود مع زعيم الولاية أحمد مدوبي مؤخراً، حسب خبير بالشأن الأفريقي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، متوقعاً زيادة التوترات المحلية الفترة المقبلة، ونقاشات جديدة بين أديس أبابا ومقديشو لمنع أي تدهور في العلاقات أو تدخل في الشؤون الداخلية.
وأفادت وكالة الأنباء الإثيوبية، الاثنين، بأن آبي أحمد التقى حسن شيخ محمود، وبحث معه القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ووصل شيخ محمود، الأحد، إلى أديس أبابا، وكان آبي أحمد في مقدمة مستقبليه، وناقشا سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتشجيع التعاون التنموي القائم على حسن الجوار والاحترام المتبادل، بما يتوافق مع المصالح المشتركة للبلدين، وسيادة كل منهما ووحدته، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الصومالية.
وأكد الرئيس الصومالي «أهمية الاستقرار الإقليمي وتوحيد الجهود للقضاء على الإرهاب، والتزام الصومال بضمان التعاون الإقليمي من أجل السلام وحسن الجوار وتعزيز الاستقرار».

ووفق الخبير في الشؤون الأفريقية، مدير «مركز دراسات شرق أفريقيا» في نيروبي، الدكتور عبد الله أحمد إبراهيم، فإن اللقاء لم يكن مقتصراً فقط على حديث الدولتين عن تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين وتشجيع التعاون، وإنما كانت هناك أهداف أخرى غير معلنة.
وأشار إلى أن هذه الزيارة التي استغرقت ثلاث ساعات تطرقت إلى الأزمة بين الحكومة الفيدرالية وإقليم غوبالاند، الذي تجمعه بأديس أبابا علاقات جيدة في ظل تطورات سياسية في جنوب الصومال وتحركات لتغييرات إدارية.
ووفق ما نشره إعلام صومالي، الاثنين، يأتي هذا الاجتماع في ظل تقارير عن تطورات في منطقة غدو بولاية غوبالاند في جنوب الصومال، حيث دارت مناقشات حول تغييرات إدارية محتملة تجريها الحكومة الفيدرالية لإنشاء إدارة مؤقتة جديدة في أجزاء من غوبالاند، في الأيام الأخيرة، عقب انهيار المحادثات بين الرئيس حسن شيخ محمود وزعيم غوبالاند أحمد مدوبي عقب لقاء أوائل الشهر الجاري.
وبدأت الحكومة الفيدرالية قبل نحو أسبوع، تحركات تهدف إلى تشكيل إدارة جديدة للولاية، وعقدت اجتماعات مغلقة مع شيوخ القبائل وممثلي المجتمع المدني في مدينة «بلدحاوه» لمناقشة الوضع الأمني ومستقبل الحكم في الولاية الجنوبية، حسبما نشر موقع «الصومال الجديد» آنذاك.
وحذر ممثلو ولاية غوبالاند في غرفتي البرلمان الفيدرالي الصومالي، الرئيس حسن شيخ محمود من التدخل في الشؤون السياسية للولاية.
وأعرب أعضاء البرلمان المنتخبون من غوبالاند في بيان أصدروه يوم الجمعة عن قلقهم العميق إزاء ما وصفوه بمحاولات لتقويض النظام الفيدرالي المنصوص عليه في الدستور الفيدرالي الانتقالي، محذرين من تدخل عسكري وسياسي للحكومة الصومالية يستهدف إدارة غوبالاند الإقليمية، كما حذروا من أي تحرك لتشكيل سلطة إقليمية موازية مما سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الولاية.
وسبق أن اتهمت الحكومة الفيدرالية الصومالية، في بيان نهاية عام 2024، إثيوبيا بالقيام بأعمال خبيثة في منطقة غدو، وعدت ذلك «جزءاً من تدخل أديس أبابا الأوسع، وتقويض سيادة الصومال ووحدته الوطنية»، ونفت الخارجية الإثيوبية وقتها صحة ذلك.
ولا يستبعد إبراهيم أن يشكل هذا التطور توترات أكبر الفترة المقبلة بين الحكومة الفيدرالية والولاية الصومالية في ظل الخلافات بينهما في ملفات بينها الانتخابات المقررة العام المقبل، متوقعاً حدوث مناقشات جديدة بين مقديشو وأديس أبابا لمنع اتساع الأزمات بالمنطقة، ومنع أي تدهور في العلاقات أو تدخل في الشؤون الداخلية.
وبعد توتر وقطيعة بالعلاقات لمدة عام، عقد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود اجتماعاً في أديس أبابا، في يناير (كانون الثاني) الماضي بعد وساطة تركية قبل شهر آنذاك، وتلاها تبادل الزعيمان اللقاءات بين البلدين والتأكيد على متانتها.









