60 قتيلاً بهجوم لـ«الدعم السريع» على مخيم للنازحين في الفاشر

«الصحة العالمية»: المستشفى الوحيد في المدينة تعرّض للهجوم 3 مرات هذا الشهر

ملجأ يحمي فيه النازحون أنفسهم من القصف في الفاشر بالسودان (رويترز)
ملجأ يحمي فيه النازحون أنفسهم من القصف في الفاشر بالسودان (رويترز)
TT

60 قتيلاً بهجوم لـ«الدعم السريع» على مخيم للنازحين في الفاشر

ملجأ يحمي فيه النازحون أنفسهم من القصف في الفاشر بالسودان (رويترز)
ملجأ يحمي فيه النازحون أنفسهم من القصف في الفاشر بالسودان (رويترز)

قُتل أكثر من 60 شخصاً، اليوم (السبت)، في هجوم بطائرة مسيّرة لـ«قوات الدعم السريع»، استهدف مخيماً للنازحين في مدينة الفاشر المحاصرة بشمال دارفور بالسودان، وفقاً لمنظمة محلية.

وقالت «تنسيقية لجان مقاومة الفاشر»، وهي مجموعة محلية معنية بتوثيق انتهاكات الحرب، في بيان: «للمرة الثانية صباح السبت، (قوات الدعم السريع) تقصف مركز إيواء... بحي درجة (في الفاشر)، وتَسبَّب القصف في قتل 30 شخصاً». وبحسب البيان الذي نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، ما زالت هناك جثث داخل خنادق حُفِرت للحماية. إلى ذلك، أشار مدير منظمة الصحة العالمية أدهانوم غيبريسوس، في تغريدة عبر موقع «إكس»، إلى أنه منذ بداية أكتوبر (تشرين الأول)، تعرَّض مستشفى الولادة السعودي، المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل في الفاشر، للهجوم 3 مرات، وأن تلك الهجمات أسفرت عن مقتل 6 أشخاص، بينهم طفل. كما أُصيب 12 شخصاً آخرين، بينهم طفلان وعامل صحي. وتضرَّرت غرفة العمليات والمرافق المجاورة.

ودعا مدير منظمة الصحة العالمية إلى «حماية المرافق الصحية فوراً، وكذلك توفير وصول المساعدات الإنسانية، حتى نتمكَّن من دعم المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة، والعاملين الصحيين الذين هم في أمس الحاجة إلى الإمدادات الصحية».

وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك، قال أول من أمس (الخميس)، إن القتال في مخيم للنازحين وما حوله في غرب السودان، أسفر عن مقتل 53 مدنياً على الأقل وإصابة أكثر من 60 آخرين على مدار 3 أيام هذا الأسبوع، وإن عدد القتلى آخذ في الارتفاع. وأفاد تورك بأن الضربات الجوية والمدفعية التي شنَّتها «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية في حيَّي أبو شوك ودرجة ومخيم النازحين في الفاشر، أسفرت عن مقتل 46 شخصاً.

في الأشهر الأخيرة «كثّفت قوات الدعم السريع» هجماتها في غرب وجنوب السودان بعدما أخرج الجيش مقاتليها من مدن رئيسية في وسط البلاد بينها الخرطوم، في النصف الأول من العام الحالي. وخلال الأسبوع الماضي، قُتل ما لا يقل عن 50 شخصاً في هجمات نُسبت لـ«الدعم السريع» على مسجد ومستشفى بالفاشر. وحذَّر بيان «تنسيقية لجان مقاومة الفاشر»، السبت، من أن «الجميع يموت إما بالقصف أو الجوع أو المرض يومياً». تحاصر «قوات الدعم السريع» الفاشر منذ مايو (أيار) 2024، مغلقةً الطريق على نحو 260 ألف شخص باتوا يقتاتون على علف الحيوانات لندرة الطعام. ويعاني مليون شخصاً في شمال دارفور من المجاعة، بحسب الأمم المتحدة، في ظل منع دخول المساعدات وقطع الطرق منذ أكثر من عام. وبحسب أرقام نشرتها الأمم المتحدة الثلاثاء، فرَّ أكثر من مليون شخص من الفاشر منذ اندلاع الحرب، أي ما يعادل 10 في المائة من إجمالي النازحين داخل البلاد. وتراجع عدد سكان المدينة وهي الأكبر في المنطقة، بنحو 62 في المائة، من أكثر من مليون نسمة إلى نحو 413 ألفاً، بحسب المنظمة الدولية للهجرة. ويفيد مدنيون بأن الضربات اليومية تجبرهم على تمضية معظم أوقاتهم تحت الأرض داخل مخابئ مؤقتة حفرتها العائلات في الباحات الخلفية لمنازلها.

نزاع على السيطرة

الفاشر هي عاصمة ولاية شمال دارفور وآخر مدينة كبيرة في الإقليم الشاسع لا تزال تحت سيطرة الجيش وحلفائه. وسبق للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية أن أكدت ارتكاب الطرفين «جرائم حرب على نطاق واسع ومنهجي» في الإقليم تستهدف بعض المجموعات العرقية. وتدفع «الدعم السريع» منذ أغسطس (آب) باتجاه المدينة في محاولة لإحكام السيطرة عليها، الأمر الذي يحذِّر مراقبون من أنه قد يؤدي لتقسيم البلاد بين منطقة غربية تسيطر عليها «قوات الدعم السريع» في حين يحكم الجيش الشمال والشرق. وتخشى المنظمات الإنسانية وقوع مجازر جماعية إذا سيطرت «قوات الدعم السريع» على الفاشر، علماً بأنها تستهدف خصوصاً المجموعات غير العربية، مثل قبيلة الزغاوة التي تُشكِّل العمود الفقري للقوات المشتركة المتحالفة مع الجيش. وأظهرت صور بالأقمار الاصطناعية حللها مختبر البحوث الإنسانية (هيومانيتاريان ريسيرتش لاب) في جامعة ييل الأميركية أن «قوات الدعم السريع» أقامت سواتر على امتداد 68 كيلومتراً حول الفاشر، تاركةً مَخرجاً وحيداً من المدينة عبارة عن ممر يتراوح طوله بين 3 و4 كيلومترات، يتعرَّض فيه المدنيون للابتزاز مقابل العبور.

وأفادت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، دنيز براون، وشهود عيان بتعرُّض المدنيين للقتل أو الخطف أو العنف الجنسي في أثناء محاولتهم الفرار من الفاشر. وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الخميس: «بعد أكثر من 500 يوم من الحصار المتواصل والقتال المستمر، الفاشر على شفا كارثة أكبر إن لم تُتَّخذ إجراءات عاجلة لفك الطوق المسلّح عنها وحماية المدنيين». ودعا إلى إقامة «ممرّ آمن» لكي يتسنّى لمَن يريدون المغادرة الرحيل «طوعاً»، مطالباً بإدخال المساعدات الإنسانية فوراً. أسفرت الحرب المتواصلة منذ أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش و«قوات الدعم السريع» عن مقتل عشرات الآلاف، ودفعت الملايين إلى النزوح داخل البلاد أو اللجوء خارجها، بينما بات نحو 25 مليون شخص يعانون الجوع الحاد. وقد أحدثت «أسوأ أزمة إنسانية في العالم» بحسب الأمم المتحدة.

ويعيش السودان في خضم صراع منذ عام 2023، عندما اندلعت الحرب بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني. وكانت دارفور في قلب الصراع.

وأودت الحرب في السودان بحياة أكثر من 40 ألف شخص، وأجبرت أكثر من 14 مليوناً على الفرار من ديارهم، وأُعلنت المجاعة في أجزاء من البلاد، بما في ذلك دارفور.

ولا تزال مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تحت الحصار منذ أكثر من عام. وتُحذِّر الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى، من أن 260 ألف مدني ما زالوا مُحاصَرين في المدينة. وفرَّ مئات الآلاف إلى طويلة، الواقعة على مشارف الفاشر.


مقالات ذات صلة

مصدر قريب من «الرباعية»: «منبر جدة» مفتوح أمام طرفَي الصراع السوداني

الخليج جانب من اجتماع سابق لـ«الرباعية» في نيويورك (الخارجية المصرية) play-circle

مصدر قريب من «الرباعية»: «منبر جدة» مفتوح أمام طرفَي الصراع السوداني

أكد مصدر وثيق الصلة بمفاوضات المجموعة «الرباعية الدولية» المعنيّة بالأزمة في السودان أن جهوداً تُبذل بهدف توقيع هدنة إنسانية وإطلاق حوار.

غازي الحارثي (الرياض)
العالم العربي المدير العام لمنظمة «الصحة العالمية» تيدروس أدهانوم غيبريسوس (د.ب.أ)

«الصحة العالمية»: مقتل 6 وإصابة 12 في هجوم على مستشفى بولاية كردفان السودانية

أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، اليوم (الأحد)، أن هجوماً على مستشفى في ولاية كردفان السودانية يوم 6 نوفمبر الحالي أدّى إلى مقتل 6 وإصابة 12 آخرين.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا عناصر «الدعم السريع» يحملون أسلحة في شوارع الفاشر السودانية (حساب القوات على تلغرام - أ.ف.ب)

خوف في مدينة الأبيض السودانية من هجوم محتمل لـ«قوات الدعم السريع»

أعرب سكان في الأُبيِّض بجنوب السودان عن خشيتهم مع ورود تقارير عن استعداد «قوات الدعم السريع» لشن هجوم على مدينتهم.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)
شمال افريقيا نازحتان في مدينة طويلة بولاية شمال دارفور بعد فرارها من الفاشر (أ.ف.ب)

تشديد مصري - روسي على رفض أي «كيانات موازية» في السودان

أعربت مصر وروسيا عن رفضهما إقامة «كيانات موازية» في السودان، وتوافق البلدان بشأن «ضرورة الحفاظ على وحدة البلاد».

أحمد جمال (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من الدمار الذي ألحقته في وقت سابق مسيَّرات «الدعم السريع» بمدينة الأُبيّض في إقليم كردفان (متداولة على وسائط التواصل الاجتماعي) play-circle

الخارجية السودانية: الحكومة لا ترفض الهدنة ولكن لديها مخاوف

أعلن المستشار الإعلامي بوزارة الخارجية السودانية، عمار العركي، أن «الحكومة السودانية لا تتحفظ على الهدنة بأبعادها الإنسانية». 

محمد أمين ياسين (نيروبي) «الشرق الأوسط» (لندن)

«الصحة العالمية»: مقتل 6 وإصابة 12 في هجوم على مستشفى بولاية كردفان السودانية

المدير العام لمنظمة «الصحة العالمية» تيدروس أدهانوم غيبريسوس (د.ب.أ)
المدير العام لمنظمة «الصحة العالمية» تيدروس أدهانوم غيبريسوس (د.ب.أ)
TT

«الصحة العالمية»: مقتل 6 وإصابة 12 في هجوم على مستشفى بولاية كردفان السودانية

المدير العام لمنظمة «الصحة العالمية» تيدروس أدهانوم غيبريسوس (د.ب.أ)
المدير العام لمنظمة «الصحة العالمية» تيدروس أدهانوم غيبريسوس (د.ب.أ)

أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم (الأحد)، أن هجوماً على مستشفى في ولاية كردفان السودانية يوم 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي أدّى إلى مقتل 6 وإصابة 12 آخرين.

وأوضح غيبريسوس، عبر منصة «إكس»، أن طفلاً عمره 12 عاماً كان من بين القتلى.

وجدّد مدير منظمة الصحة العالمية الدعوة لحماية جميع المرافق الصحية والمرضى والعاملين في الرعاية الصحية، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار بالسودان، قائلاً: «السلام هو خير علاج».

وسيطرت «قوات الدعم السريع» أواخر الشهر الماضي على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، بعد أن حاصرتها لمدة 18 شهراً، لتحكم قبضتها على إقليم دارفور، غرب السودان، فيما يسيطر الجيش على النصف الشرقي من البلاد.

واندلعت الحرب بين الجيش و«الدعم السريع» في أبريل (نيسان) 2023 بسبب صراع على السلطة خلال فترة انتقالية، كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للتحول نحو حكم مدني.


بسبب الطقس... هبوط 9 طائرات كويتية اضطرارياً في مطار البصرة

مطار البصرة الدولي شهد اليوم هبوط 9 طائرات كويتية اضطرارياً (أرشيفية - رويترز)
مطار البصرة الدولي شهد اليوم هبوط 9 طائرات كويتية اضطرارياً (أرشيفية - رويترز)
TT

بسبب الطقس... هبوط 9 طائرات كويتية اضطرارياً في مطار البصرة

مطار البصرة الدولي شهد اليوم هبوط 9 طائرات كويتية اضطرارياً (أرشيفية - رويترز)
مطار البصرة الدولي شهد اليوم هبوط 9 طائرات كويتية اضطرارياً (أرشيفية - رويترز)

أعلن العراق، الأحد، أن مطار البصرة الدولي استقبل 9 طائرات كويتية هبطت اضطرارياً لسوء الأحوال الجوية في الكويت.

وذكر بيان لوزارة النقل العراقية أن مطار البصرة الدولي شهد، الأحد، هبوط 9 طائرات كويتية اضطرارياً، وذلك استناداً إلى الحرية الثانية من حريات الطيران المدني، وتم استقبال الرحلات والمسافرين بانسيابية عالية، وبالتزامن مع الرحلات المجدولة، من خلال تنسيق عالٍ وجهود مشتركة بين أقسام المطار؛ مما يعكس جاهزية المطار وكفاءة الفرق في التعامل مع الحالات الطارئة.

وأوضح إن إدارة المطارات العراقية جاهزة لاستقبال الرحلات المجدولة والتي تهبط اضطرارياً، كما أن المطارات العراقية مهيأة للتعامل معها، فضلاً عن امتلاكها أجهزة ملاحية ذات مناشئ عالمية بما يضمن سلامة المسافرين، واستمرار الحركة الجوية بانسيابية تامة.


قتيل في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان

مقتل مواطن في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
مقتل مواطن في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

قتيل في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان

مقتل مواطن في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
مقتل مواطن في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم (الأحد)، مقتل مواطن في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان.

وقال مركز عمليات طوارئ الصحة، التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان صحافي اليوم، إن «غارة للعدو الإسرائيلي على طريق الصوانة - خربة سلم أدت إلى استشهاد مواطن».

ووفق «الوكالة الوطنية للإعلام»، «استهدف الطيران المسيّر المُعادِي بـ3 صواريخ سيارة بين الصوانة وخربة سلم».

يأتي ذلك بعد يوم من مقتل 3 مواطنين في سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب وشرق لبنان.