العليمي: الحوثيون ميؤوس منهم كشريك للسلام

الحكومة اليمنية جددت التزامها بمسار الإصلاحات

الحوثيون متهمون بالتهرب من السلام والرهان على القوة لتثبيت انقلابهم في شمال اليمن (أ.ف.ب)
الحوثيون متهمون بالتهرب من السلام والرهان على القوة لتثبيت انقلابهم في شمال اليمن (أ.ف.ب)
TT

العليمي: الحوثيون ميؤوس منهم كشريك للسلام

الحوثيون متهمون بالتهرب من السلام والرهان على القوة لتثبيت انقلابهم في شمال اليمن (أ.ف.ب)
الحوثيون متهمون بالتهرب من السلام والرهان على القوة لتثبيت انقلابهم في شمال اليمن (أ.ف.ب)

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي أن الجماعة الحوثية تحولت «حالة ميؤوس منها كشريك جاد لصناعة السلام»، داعياً إلى تشديد الضغوط الدولية عليها

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي أن الجماعة الحوثية تحولت «حالة ميؤوس منها كشريك جاد لصناعة السلام»، مشدداً على أن تشديد الضغوط الدولية عليها هو الخيار السلمي الأكثر واقعية لتحقيق الاستقرار في اليمن والمنطقة.

جاء ذلك خلال لقائه في الرياض سفيرة المملكة المتحدة عبدة شريف، حيث بحث معها العلاقات الثنائية ومستجدات الأوضاع المحلية، إضافة إلى التحديثات الخاصة ببرامج الدعم الدولي للإصلاحات الشاملة في البلاد، وفق ما ذكره الإعلام الرسمي.

العليمي أشاد بالمواقف البريطانية الداعمة مجلس القيادة والحكومة، والدور الذي تضطلع به لندن في مجلس الأمن باعتبارها «حاملة القلم» الخاص بالملف اليمني، فضلاً عن إسهاماتها الإنسانية والتنموية، ودعمها الاستقرار المالي والبناء المؤسسي. كما ثمَّن المبادرات المقترحة لتجويد المحتوى الإعلامي ومواجهة السرديات المضللة حول الوضع اليمني.

وأكد رئيس مجلس الحكم اليمني أن الحكومة في بلاده قطعت خطوات مهمة في تنفيذ برنامج الإصلاحات الاقتصادية والمالية، مشيراً إلى تشكيل لجنتي الموازنة وتنظيم الاستيراد بما يعزز الشفافية وزيادة الإيرادات العامة وتحسين موقف العملة الوطنية.

العليمي استقبل في الرياض السفيرة البريطانية لدى اليمن عبدة شريف (سبأ)

ولفت العليمي إلى استمرار التهديدات التي تمثلها الجماعة الحوثية على الأمن والسلم الدوليين بدعم من النظام الإيراني، بما في ذلك تدفق الأسلحة واستمرار أنشطة التهريب. وأشار إلى ما وصفه بـ«التخادم الصريح» بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية مثل «حركة الشباب» الصومالية، محذراً من المخاطر الأمنية المترتبة على ذلك.

كما انتقد رئيس مجلس القيادة اليمني استخدام الحوثيين للاقتصاد والتحويلات المصرفية أداةَ حربٍ ضد الشعب، داعياً المجتمع الدولي إلى توسيع العقوبات على قيادات الجماعة ومصادر تمويلها. وشدد بالقول: «لقد أثبتت هذه الجماعة أنها غير مؤهلة لتكون شريكاً في أي عملية سياسية جادة، ولا سبيل لتحقيق السلام إلا عبر ممارسة أقصى الضغوط عليها».

جهود حكومية

بالتوازي مع لقاء العليمي، عقد مجلس الوزراء اليمني اجتماعاً دورياً في العاصمة المؤقتة عدن برئاسة رئيس الحكومة سالم بن بريك، ناقش فيه التطورات السياسية والاقتصادية والخدمية والعسكرية، إلى جانب تقارير الأداء الحكومي وجهود مواجهة الكوارث الطبيعية.

واستعرض مجلس الوزراء اليمني – حسب الإعلام الرسمي - تقارير أولية عن الأضرار الناجمة عن السيول والأمطار الأخيرة في عدد من المحافظات، والتي خلفت خسائر بشرية ومادية وأضراراً بالبنى التحتية ومخيمات النازحين. وأقرَّ حزمة من الإجراءات العاجلة، منها الوقف الفوري للبناء العشوائي في مجاري السيول، وحماية الأودية، والشروع في تنفيذ مشروع الممر المائي في منطقة الوادي الكبير بعدن، إضافة إلى إنشاء مركز طوارئ لتوحيد جهود مواجهة الكوارث والتغيرات المناخية.

جانب من الاجتماع الدوري للحكومة اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن (سبأ)

وشدد المجلس على أن التغير المناخي أصبح «تحدياً وجودياً» يتطلب تعزيز قدرات الاستجابة الوطنية والتعاون مع المجتمع الدولي لتقليل آثاره، داعياً المنظمات الأممية والدولية إلى دعم خطط الإغاثة ومساندة الجهود الوطنية للتكيف مع المتغيرات المناخية.

كما ركز الاجتماع على متابعة جهود ضبط الأسواق وتخفيض أسعار السلع بما يتناسب مع التحسن الملحوظ في سعر صرف العملة الوطنية، محذراً من أي محاولات للتهرب أو الالتفاف على هذه التخفيضات. وأكد المجلس أن حماية المستهلك وتخفيف الأعباء عن المواطنين تمثل أولوية قصوى.

التزام اقتصادي وسياسي

شدد رئيس الحكومة اليمنية سالم بن بريك على أن استقرار سعر العملة مكسب جماعي يجب أن ينعكس على معيشة المواطنين، داعياً القطاع الخاص إلى القيام بدوره الوطني في هذه المرحلة الحرجة، ومؤكداً أن الحكومة تمضي في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والإدارية بالشراكة مع مجلس القيادة الرئاسي والبنك المركزي، بما يحمي الاستقرار المالي ويعزز ثقة الشركاء الدوليين.

ونقلت وكالة «سبأ» أن الاجتماع الحكومي وافق على الاستراتيجية الوطنية لتوطين صناعة الدواء 2025 – 2035، والتي تهدف إلى وضع رؤية واضحة لتطوير قطاع الأدوية وتوفير بيئة استثمارية ملائمة للنمو المحلي. كما جدد التزام الحكومة بتنفيذ خطة التعافي الاقتصادي والتدابير المالية المنسقة مع البنك المركزي لضمان استدامة الاستقرار النقدي والاقتصادي.

رئيس الحكومة اليمنية سالم بن بريك (سبأ)

وعلى الصعيد السياسي، استمع مجلس الوزراء اليمني إلى إحاطة من وزير الخارجية شائع الزنداني حول الموقف الدولي من الأزمة اليمنية، خاصة في ظل تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية. وأكدت الإحاطة وجود رسائل إيجابية من المجتمع الدولي تثمن الإصلاحات الاقتصادية والإجراءات الحكومية لضبط الاستقرار النقدي.

وحسب الإعلام الرسمي، جددت الحكومة اليمنية التزامها بخيار السلام العادل والدائم القائم على المرجعيات الثلاث، محذرة من استمرار الحوثيين في التصعيد ورفضهم كل مبادرات السلام.

وأكد مجلس الوزراء اليمني أن «معركة الشعب ضد الانقلاب الحوثي ومشروعه الإيراني هي معركة وجود ومصير، لا مجال فيها للمهادنة».


مقالات ذات صلة

«اتفاق مسقط» للمحتجزين يفتح نافذة إنسانية وسط تفاؤل يمني حذر

العالم العربي مخاوف يمنية من إفراغ الحوثيين اتفاق تبادل المحتجزين من مضامينه (إعلام حكومي)

«اتفاق مسقط» للمحتجزين يفتح نافذة إنسانية وسط تفاؤل يمني حذر

اتفاق مسقط لتبادل نحو 2900 محتجز ينعش آمال اليمنيين بإنهاء معاناة الأسرى وسط تفاؤل حذر ومطالب بضمانات أممية لتنفيذ «الكل مقابل الكل»

«الشرق الأوسط» (الرياض - صنعاء)
العالم العربي لوحة في عدن تعرض صورة عيدروس الزبيدي رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي» الداعي للانفصال (رويترز)

الرياض ترسم مسار التهدئة شرق اليمن... «خروج سلس وعاجل» لـ«الانتقالي»

يرسم البيان السعودي مسار التهدئة شرق اليمن، داعياً لانسحاب قوات «الانتقالي» من حضرموت والمهرة، وسط ترحيب رئاسي وحكومي وإجماع حزبي ضد التصعيد.

«الشرق الأوسط» (جدة)
وفد سعودي زار حضرموت ضمن مساعي التهدئة وخفض التوتر (سبأ)

حضرموت تتمسك بالشرعية وتحذر من تكلفة «التحركات الأحادية»

جددت سلطة حضرموت دعمها الكامل للشرعية، محذّرة من التحركات العسكرية الأحادية، ومؤكدة أن أمن المحافظة، والحوار السياسي هما السبيل للاستقرار، والتنمية

«الشرق الأوسط» (جدة)
العالم العربي العليمي مستقبلاً في الرياض السفيرة الفرنسية لدى اليمن (سبأ)

العليمي يرفض «تقطيع» اليمن ويؤكد حماية المركز القانوني للدولة

جدّد العليمي رفضه القاطع لأي محاولات لتفكيك الدولة اليمنية أو فرض وقائع أحادية خارج المرجعيات الحاكمة للمرحلة الانتقالية مؤكداً حماية المركز القانوني للدولة

«الشرق الأوسط» (جدة)
خاص نجاح صفقة تبادل الأسرى مرتبط بجدية الحوثيين والوفاء بالتزاماتهم (إعلام حكومي)

خاص «اتفاق مسقط» لتبادل المحتجزين اختبار جديد لمصداقية الحوثيين

يُشكّل الاتفاق الذي أبرمته الحكومة اليمنية في مسقط مع الحوثيين لتبادل 2900 محتجز من الطرفين اختباراً جديداً لمدى مصداقية الجماعة في إغلاق هذا الملف الإنساني

محمد ناصر (تعز)

رئيس هيئة الاستعلامات المصرية: نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

رئيس هيئة الاستعلامات المصرية: نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، اليوم الخميس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف رشوان في تصريحات لقناة تلفزيون «القاهرة الإخبارية» أن نتنياهو يعمل وفق اعتبارات انتخابية لصياغة تحالف جديد.

وتابع أن نتنياهو يسعى لإشعال المنطقة، ويحاول جذب انتباه ترمب إلى قضايا أخرى، بعيداً عن القطاع، لكنه أشار إلى أن الشواهد كلها تدل على أن الإدارة الأميركية حسمت أمرها بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة.

وحذر رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية من أن نتنياهو يريد أن تؤدي قوة حفظ الاستقرار في غزة أدواراً لا تتعلق بها.

وفي وقت سابق اليوم، نقل موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن نتنياهو سيُطلع ترمب على معلومات استخباراتية عن خطر الصواريخ الباليستية الإيرانية خلال اجتماعهما المرتقب قبل نهاية العام الحالي.

وأكد المصدر الإسرائيلي أن بلاده قد تضطر لمواجهة إيران إذا لم تتوصل أميركا لاتفاق يكبح جماح برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.


الصوماليون يصوتون في أول انتخابات محلية بنظام الصوت الواحد منذ 1969

حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)
حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)
TT

الصوماليون يصوتون في أول انتخابات محلية بنظام الصوت الواحد منذ 1969

حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)
حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)

أدلى الناخبون في الصومال، الخميس، بأصواتهم في انتخابات محلية مثيرة للجدل، تُعدّ الأولى التي تُجرى بنظام الصوت الواحد منذ عام 1969. ويقول محللون إن هذه الانتخابات تُمثل خروجاً عن نظام مفاوضات تقاسم السلطة القائم على أساس قبلي.

وقد نظمت الحكومة الاتحادية في البلاد التصويت لاختيار أعضاء المجالس المحلية، في أنحاء المناطق الـ16 في مقديشو، ولكنه قوبل برفض من جانب أحزاب المعارضة التي وصفت الانتخابات بالمعيبة والمنحازة.

يذكر أن الصومال انتخب لعقود أعضاء المجالس المحلية والبرلمانيين من خلال المفاوضات القائمة على أساس قبلي، وبعد ذلك يختار المنتخبون الرئيس.

يُشار إلى أنه منذ عام 2016 تعهّدت الإدارات المتعاقبة بإعادة تطبيق نظام الصوت الواحد، غير أن انعدام الأمن والخلافات الداخلية بين الحكومة والمعارضة حالا دون تنفيذ هذا النظام.

أعضاء «العدالة والتضامن» في شوارع مقديشو قبيل الانتخابات المحلية وسط انتشار أمني واسع (إ.ب.أ)

وجدير بالذكر أنه لن يتم انتخاب عمدة مقديشو، الذي يشغل أيضاً منصب حاكم إقليم بانادير المركزي، إذ لا يزال شاغل هذا المنصب يُعيَّن، في ظل عدم التوصل إلى حل للوضع الدستوري للعاصمة، وهو أمر يتطلب توافقاً وطنياً. غير أن هذا الاحتمال يبدو بعيداً في ظل تفاقم الخلافات السياسية بين الرئيس حسن شيخ محمود وقادة ولايتي جوبالاند وبونتلاند بشأن الإصلاحات الدستورية.

ووفق مفوضية الانتخابات، هناك في المنطقة الوسطى أكثر من 900 ناخب مسجل في 523 مركز اقتراع.

ويواجه الصومال تحديات أمنية، حيث كثيراً ما تنفذ جماعة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» هجمات دموية في العاصمة، وجرى تشديد إجراءات الأمن قبيل الانتخابات المحلية.

وذكر محللون أن تصويت مقديشو يمثل أقوى محاولة ملموسة حتى الآن لتغيير نظام مشاركة السلطة المعتمد على القبائل والقائم منذ أمد طويل في الصومال.

وقال محمد حسين جاس، المدير المؤسس لمعهد «راد» لأبحاث السلام: «لقد أظهرت مقديشو أن الانتخابات المحلية ممكنة من الناحية التقنية».


اجتماعات في مصر وتركيا... مساعٍ لتفكيك عقبات «اتفاق غزة»

فلسطينيون يسيرون وسط الملاجئ في مخيم النصيرات للنازحين بقطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يسيرون وسط الملاجئ في مخيم النصيرات للنازحين بقطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

اجتماعات في مصر وتركيا... مساعٍ لتفكيك عقبات «اتفاق غزة»

فلسطينيون يسيرون وسط الملاجئ في مخيم النصيرات للنازحين بقطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يسيرون وسط الملاجئ في مخيم النصيرات للنازحين بقطاع غزة (أ.ف.ب)

توالت اجتماعات الوسطاء لدفع اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، المتعثر حالياً، واستضافت القاهرة وأنقرة اجتماعين بشأن تنفيذ بنود الاتفاق، بعد لقاء موسع في مدينة ميامي الأميركية قبل نحو أسبوع بحثاً عن تحقيق اختراق جديد.

تلك الاجتماعات الجديدة في مصر وتركيا، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أنها بمثابة مساعٍ لتفكيك عقبات الاتفاق المتعثر، وشددوا على أن إسرائيل قد لا تمانع للذهاب للمرحلة الثانية تحت ضغوط أميركية؛ لكنها ستعطل مسار التنفيذ بمفاوضات تتلوها مفاوضات بشأن الانسحابات وما شابه.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان: «بتوجيه من رئيس الوزراء، غادر منسق شؤون الأسرى والمفقودين، العميد غال هيرش، على رأس وفد ضم مسؤولين من الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك)، والموساد إلى القاهرة».

والتقى الوفد الإسرائيلي مسؤولين كباراً وممثلي الدول الوسيطة، وركزت الاجتماعات على الجهود وتفاصيل عمليات استعادة جثة الرقيب أول ران غوئيلي.

وسلمت الفصائل الفلسطينية منذ بدء المرحلة الأولى لوقف إطلاق النار في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، 20 أسيراً إسرائيلياً أحياء ورفات 27 آخرين، فيما تبقى رفات ران غوئيلي الذي تواصل «حماس» البحث عن رفاته، وتقول إن الأمر سيستغرق وقتاً نظراً للدمار الهائل في غزة، فيما ترهن إسرائيل بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية من الاتفاق بتسلمها تلك الجثة.

وبالتزامن، أعلنت حركة «حماس»، في بيان، أن وفداً قيادياً منها برئاسة رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية، قد التقى في أنقرة مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في لقاء بحث «مجريات تطبيق اتفاق إنهاء الحرب على غزة والتطورات السياسية والميدانية».

وحذر الوفد من «استمرار الاستهدافات والخروقات الإسرائيلية المتكررة في قطاع غزة»، معتبراً أنها تهدف إلى «عرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق وتقويض التفاهمات القائمة».

وجاء اللقاءان بعد اجتماع قبل نحو أسبوعٍ، جمع وسطاء اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة ميامي الأميركية، وأفاد بيان مشترك عقب الاجتماع بأنه جارٍ مناقشة سبل تنفيذ الاتفاق.

ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور سعيد عكاشة، أن اجتماعي القاهرة وأنقرة يأتيان في توقيت مهم بهدف دفع تنفيذ الاتفاق وإنهاء العقبات بشكل حقيقي، والوصول لتفاهمات تدفع واشنطن لزيادة الضغط على إسرائيل للدخول للمرحلة الثانية المعطلة، مشيراً إلى أن مسألة الرفات الأخير تبدو أشبه بلعبة لتحقيق مكاسب من «حماس» وإسرائيل.

فالحركة تبدو، كما يتردد، تعلم مكانها ولا تريد تسليمها في ضوء أن تدخل المرحلة الثانية تحت ضغط الوسطاء والوقت وفي يدها ورقة تتحرك بها نظرياً، وإسرائيل تستفيد من ذلك بالاستمرار في المرحلة الأولى دون تنفيذ أي التزامات جديدة مرتبطة بالانسحابات، وفق عكاشة.

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، أن هذه الاجتماعات تبحث كيفية سد الفجوات، خاصة أن الجثة تمثل عقبة حقيقية، مشيراً إلى أن لقاء «حماس» في تركيا يهدف لبحث ترتيبات نزع السلاح ودخول القوات الدولية، خاصة أن أنقرة تأمل أن يكون لها دور، وتعزز نفسها وعلاقاتها مع واشنطن.

صورة عامة للمنازل المدمرة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

ولا تزال إسرائيل تطرح مواقف تعرقل الاتفاق، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، إن بلاده «لن تغادر غزة أبداً»، وإنها ستقيم شريطاً أمنياً داخل قطاع غزة لحماية المستوطنات، مشدداً على أنه يجب على «حماس» أن تتخلى عن السلاح، وإلا «فستقوم إسرائيل بهذه المهمة بنفسها»، وفق موقع «واي نت» العبري، الخميس.

فيما سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، إلى تحميل حركة «حماس» المسؤولية عن إصابة ضابط بالجيش الإسرائيلي في ‌انفجار عبوة ناسفة ‍في رفح، وانتهاك اتفاق ‌وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن الحركة الفلسطينية أكدت أن الانفجار وقع في منطقة تسيطر عليها إسرائيل بالكامل، ورجحت أن يكون الحادث ناجماً عن «مخلفات الحرب».

وجاء اتهام نتنياهو لـ«حماس» قبل أيام من لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الولايات المتحدة. ونقلت تقارير عبرية أن نتنياهو يريد إقناع ترمب بتثبيت «الخط الأصفر» حدوداً دائمة بين مناطق سيطرة إسرائيل و«حماس»؛ ما يعني احتلال إسرائيل لـ58 في المائة من مساحة القطاع.

ويتوقع عكاشة أن تعلن إسرائيل بعد لقاء ترمب أنها لا تمانع من دخول المرحلة الثانية، ولكن هذا سيظل كلاماً نظرياً، وعملياً ستطيل المفاوضات بجدولها وتنفيذ بنودها، ويبقي الضغط الأميركي هو الفيصل في ذلك.

ووفقاً لمطاوع، فإن إسرائيل ستواصل العراقيل وسط إدراك من ترمب أنه لن يحل كل المشاكل العالقة مرة واحدة، وأن هذه الاجتماعات المتواصلة تفكك العقبات، وسيراهن على بدء المرحلة الثانية في يناير (كانون الثاني) المقبل، تأكيداً لعدم انهيار الاتفاق.