مع وقوع هزات متكررة... هل يجب أن تتحسب مصر لـ«زلزال كبير»؟

«الهلال الأحمر» ينشر نصائح للمواطنين لتفادي الأضرار

فرق الهلال الأحمر المصري تتابع تطورات الأحداث المناخية والزلزالية في مصر (الهلال الأحمر)
فرق الهلال الأحمر المصري تتابع تطورات الأحداث المناخية والزلزالية في مصر (الهلال الأحمر)
TT

مع وقوع هزات متكررة... هل يجب أن تتحسب مصر لـ«زلزال كبير»؟

فرق الهلال الأحمر المصري تتابع تطورات الأحداث المناخية والزلزالية في مصر (الهلال الأحمر)
فرق الهلال الأحمر المصري تتابع تطورات الأحداث المناخية والزلزالية في مصر (الهلال الأحمر)

مع تسجيل محطات الرصد في مصر زلزالاً متوسط القوة، فجر الثلاثاء، جاء بعد عدة هزّات على فترات متقاربة، ثارت مخاوف من أن يكون ذلك تمهيداً لـ«زلزال مدمر»، أو أن تكون البلاد دخلت «حزام الزلازل»، خصوصاً مع قيام «الهلال الأحمر» المصري بتقديم نصائح للتعامل الأمثل وقت حدوث الزلازل.

وأعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر عن تسجيل محطات الرصد التابعة للشبكة القومية لرصد الزلازل هزّة أرضية بقوة 5.8 ريختر في تمام الساعة 2:17 صباح الثلاثاء بالتوقيت المحلي، وأنها كانت على عُمق 53 كيلومتراً تحت سطح البحر، وعلى بُعد 593 كيلومتراً شمال مطروح، وكان مركزها جنوب الحدود التركية.

وأشار المعهد إلى ورود بيانات تُفيد بأن السكان شعروا بالهزة، وقال إنها لم تُسفر عن خسائر في الأرواح أو الممتلكات.

ووفق بيان المعهد، فإن «حدوث الزلازل ظاهرة طبيعية، ومصر لم تدخل حزام الزلازل». وأضاف: «مركز الزلزال الأخير دولة تركيا الواقعة في منطقة نشطة زلزالياً».

ووجّه الهلال الأحمر المصري نصائح للمواطنين بتجنب الاقتراب من المباني القديمة أو التي تظهر عليها تشققات، والاتصال بالخط الساخن المخصص للإبلاغ عن أي حالات طارئة، ومتابعة التحديثات الرسمية عبر الصفحة الرسمية للهلال الأحمر المصري على «فيسبوك» حول رصد الزلازل.

إجراء احتياطي

وقبل زلزال الثلاثاء سجّلت مصر 3 هزات أرضية متفاوتة، الأحد، سبقها شعور سكان البلاد أيضاً بـ3 هزات متوسطة القوة على مدى الشهر الماضي، فضلاً عن هزات أخرى سجلتها أجهزة الرصد لم يشعر بها السكان؛ ما أثار مخاوف وتساؤلات بشأن ازدياد النشاط الزلزالي في مصر.

ويرى رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر، طه رابح، أنه «لا يوجد ما يدعو للقلق»، نافياً صحة ما يردده البعض عن أن «مصر دخلت حزام الزلازل»، وقال إن «معدل حدوث الزلازل في مصر لا يتخطّى 3 هزات ضعيفة يومياً لا يشعر بها الناس، في حين معدل حدوث الزلازل يومياً في العالم 350 هزة تتراوح قوتها من 1 إلى 6 ريختر».

وكشف رابح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن تجهيز المعهد ما تُسمى «طاولة اختبار الزلازل»، لتكون نموذجاً يجري تصميم المباني في مصر وفقاً له. وقال إن المعهد سيُخاطب الحكومة ليكون هذا النموذج ضمن تراخيص المباني، وأن تتم مراجعة التصميم مع المتخصصين بالمعهد لتحديد درجة مقاومة المبنى للهزات الأرضية.

لكنه أشار إلى أن هذا «إجراء استباقي للاحتياط، وليس معناه القلق من شيء؛ فالهزات التي تشعر بها مصر مراكزها في كريت باليونان أو في تركيا، وهذه مراكز بعيدة».

وكان زلزال قد تخطَّت قوته 6 درجات على مقياس ريختر قد وقع الخميس 22 مايو (أيار) الماضي، قبالة جزيرتي كريت وسانتوريني اليونانيتين؛ ما تسبَّب في هزات أرضية شعر بها سكان تركيا ومصر، وفق ما أفادت به «هيئة المسح الجيولوجي الأميركية».

ويؤكد رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء بمصر، إسلام أبو المجد، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن مصر ورغم شعورها بهزات متكررة هذه الفترة فإنها «خارج الحزام الزلزالي أو بعيدة نسبياً عن الأحزمة الشديدة أو المؤثرة».

ويتفق معه أستاذ الجيولوجيا البيئية والاستشعار عن بُعد بكلية العلوم جامعة طنطا، علاء مسعود، بأن مصر «آمنة زلزالياً»، لكنه قال لـ«الشرق الأوسط»: «قد تحدث طفرات غير متوقعة بسبب عوامل أخرى، مثل قوة انفجارات أو قنابل تدميرية مثل التي تستخدمها إسرائيل في حربها على غزة، وقد تؤثر على طبقات الأرض».

وشدد على أنه «بشكل عام، ينبغي للإنسان ألا يركن إلى الاطمئنان، خصوصاً مع تغيّر قوة الزلازل ومواقعها ومراكزها تحت سطح الأرض؛ إذ إن تكرار حدوثها قد يكون مؤشراً على احتمال وقوع هزة أقوى في المستقبل».

وبخلاف الزلازل التي شعر بها المصريون الشهر الماضي، جرى تسجيل عشرات الهزات الأرضية التابعة غير المحسوسة، وكانت مراكزها في جزيرة كريت، وفق المعهد القومي للبحوث الفلكية.


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يرى تقدماً محدوداً في مساعدات غزة رغم الاتفاق مع إسرائيل

المشرق العربي الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس تصل إلى الاجتماع الوزاري الخامس للاتحاد الأوروبي ودول الجوار الجنوبي في بروكسل ببلجيكا 14 يوليو 2025 (رويترز)

الاتحاد الأوروبي يرى تقدماً محدوداً في مساعدات غزة رغم الاتفاق مع إسرائيل

قال الاتحاد الأوروبي إن هناك مؤشرات على وصول المزيد من الشاحنات والإمدادات إلى قطاع غزة، لكن الاتحاد لا يرى تحسناً كافياً على الأرض.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم العربي كامل الوزير في إحدى جولاته الميدانية بقطاعات وزارة النقل (وزارة النقل)

ما حقيقة «تغيير» المسمى الوظيفي لوزير النقل المصري؟

أثار قرار الحكومة المصرية بشأن تعديل بعض أحكام قرار مرتبط بضوابط وإجراءات طرح تراخيص الصناعات الثقيلة جدلاً حول «تغيير» المسمى الوظيفي للفريق كامل الوزير.

أحمد عدلي (القاهرة)
العالم العربي «الداخلية المصرية» اتخذت الإجراءات القانونية اللازمة حيال القائمين على منصة «VSA» (وزارة الداخلية المصرية)

«الداخلية المصرية» تعلن تفكيك شبكة «احتيال إلكتروني» جديدة

قالت سلطات الأمن المصرية إنها تمكنت من ضبط «شبكة» نصب واحتيال إلكتروني واسعة النطاق استهدفت عشرات المواطنين بدعوى استثمار أموالهم نظير أرباح مالية مزعومة.

محمد عجم (القاهرة)
العالم العربي جيهان زكي (مقابلة تلفزيونية سابقة)

من هي البرلمانية المصرية التي منحها ماكرون أعلى وسام فرنسي؟

منح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون البرلمانية المصرية الدكتورة جيهان زكي وسام «جوقة الشرف»، وهو أعلى وسام مدني في الجمهورية الفرنسية، ضمن قائمة شخصيات دولية.

عصام فضل (القاهرة)
العالم العربي أدى حادث انهيار عقار بالإسكندرية صباح الأحد لمقتل مواطنين وإصابة 5 آخرين (محافظة الإسكندرية)

مصر: مطالبات بمراجعة دورية للبنايات مع تكرار حوادث الانهيار

جدد انهيار بناية في محافظة الإسكندرية في الساعات الأولى من صباح الأحد المطالبات بمراجعة دورية لحالة البنايات مع تكرار وقائع انهيارها.

أحمد عدلي (القاهرة)

احتجاجات في 3 محافظات يمنية ضد انتهاكات الحوثيين

مسلحون حوثيون على متن عربة أمنية في أحد شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
مسلحون حوثيون على متن عربة أمنية في أحد شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
TT

احتجاجات في 3 محافظات يمنية ضد انتهاكات الحوثيين

مسلحون حوثيون على متن عربة أمنية في أحد شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
مسلحون حوثيون على متن عربة أمنية في أحد شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

شهدت 3 محافظات يمنية خاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية احتجاجات رافضة لسياسات القمع وفرض الإتاوات والاختطافات، في وقت تزداد فيه مؤشرات الاحتقان الشعبي مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتراجع الثقة بوعود الجماعة.

ووفق مصادر محلية مطلعة، فقد شملت الاحتجاجات الأخيرة كلاً من العاصمة المختطفة صنعاء ومحافظتَي إب والجوف، وذلك على خلفية تراجع الحوثيين عن اتفاقات سابقة مع قبائل بشأن إطلاق سراح معتقلين، وتصعيدهم حملات ملاحقة مدنيين، وإغلاقهم أسواقاً تجارية دون مبررات واضحة.

في هذا السياق، نظم أبناء قبيلة قيفة من مديرية «ولد ربيع» بمحافظة البيضاء، في «ميدان السبعين» بصنعاء، اعتصاماً مفتوحاً للمطالبة بإطلاق سراح العشرات من أبناء قريتهم المختطفين منذ نحو عام، وذلك عقب حملة دهم نفذتها الجماعة الحوثية ضد قرية حمة صرار.

وأكد المشاركون في الاعتصام تمسكهم بمطالبهم ورفضهم مغادرة الساحة حتى الإفراج غير المشروط عن المعتقلين كافة، متهمين الحوثيين بنقض الاتفاقات السابقة والمماطلة المتكررة. وأكدوا أن سكان قريتهم تعرضوا لحملة بطش وتنكيل ممنهجة.

وقفة احتجاجية سابقة لأبناء إحدى القبائل اليمنية في العاصمة صنعاء (إكس)

ويحمّل المعتصمون جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عمّا وصفوها بـ«الانتهاكات الممنهجة» ضد أبناء القبائل المناهضة لمشروعاتها الطائفية، ملوّحين بخطوات تصعيدية في حال استمرار تجاهل مطالبهم.

ويعود أصل التوتر إلى أغسطس (آب) 2023، عندما فرضت الجماعة حصاراً عسكرياً مشدداً على قرية حمة صرار، عقب اشتباكات اندلعت بسبب مقتل اثنين من أبناء القرية على يد عناصر حوثية، ما أدى إلى مقتل 4 من عناصر الجماعة في رد فعل قبلي.

احتجاج تربوي في إب

في مدينة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) نظم عشرات المحتجين وقفة أمام مقر السلطة المحلية الخاضعة للجماعة الحوثية؛ للمطالبة بالإفراج عن التربويين علي الذيب وأحمد الدميني، اللذين اختُطفا قبل أيام في مديرية ريف إب.

وطالب المحتجون بالإفراج عن جميع المدنيين المختطفين في المحافظة، ومحاسبة المتورطين من قادة الجماعة ومسلحيها، في ظل تصاعد الانتهاكات وحملات الملاحقة والاعتقال التي تستهدف أبناء المحافظة من مختلف الفئات.

من احتجاج سابق لقبائل همدان في ريف صنعاء ضد تعسفات الحوثيين (فيسبوك)

وأشارت مصادر محلية إلى أن المدينة تشهد منذ أسابيع موجة اختطافات تطول تربويين ونشطاء وتجاراً، إلى جانب تصاعد لافت في جرائم القتل والسطو والابتزاز.

ويرى مراقبون يمنيون أن تصاعد هذه الاحتجاجات في أكثر من مدينة يمثل دليلاً على اتساع الهوة بين الجماعة الحوثية والمجتمع المحلي، وسط اتهامات للجماعة بمواصلة تقويض الحياة الاقتصادية والمدنية لمصلحة أذرعها الأمنية والمالية.

إضراب في الجوف

في محافظة الجوف (شمال شرقي صنعاء) أعلن تجار وأصحاب محالّ في سوق مديرية المتون إضراباً شاملاً؛ احتجاجاً على ممارسات الجماعة الحوثية، من بينها إغلاق مداخل السوق واستحداث سوق بديلة لمصلحة موالين لها.

وأكد التجار أن إجراءات الجماعة ألحقت شللاً كاملاً بالحركة التجارية في السوق، واتهموها بالتخطيط المسبق لتصفية السوق الأصلية واستبدال سوق أخرى بها، تحت سيطرة موالين، في إطار مساعيها للاستحواذ على مفاصل الاقتصاد المحلي.

جانب من إضراب تجار في الجوف رفضاً لممارسات الحوثيين (فيسبوك)

وقال «أمين»، وهو أحد التجار المتضررين، لـ«الشرق الأوسط»، إن الجماعة توقفت فجأة عن حملات الجباية منذ 3 أشهر، «في ما يبدو تمهيداً لتنفيذ خطة لإغلاق السوق نهائياً وتحويل النشاط التجاري إلى جهات موالية».

وطالب المحتجون الجماعة الحوثية بإلغاء قرارات الإغلاق والسوق البديلة، ومنحوها مهلة قبل التصعيد، داعين الجهات الحقوقية إلى التضامن معهم لحماية مصادر رزقهم.

وكانت الجماعة قد صعدت في الآونة الأخيرة من عمليات التجنيد وفرض الإتاوات بذريعة دعم معاركها الإقليمية، بينما يتسع نطاق السخط في المحافظات الخاضعة لها، نتيجة الانفلات الأمني، والتمييز الطائفي، والفساد المستشري.

ويحذر ناشطون بأن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى تفجر موجة كبرى من الغضب الشعبي، قد لا تستطيع الجماعة احتواءها، خصوصاً في ظل التدهور الاقتصادي وتآكل مصادر دخل المواطنين.