إسرائيل تعترض باليستيين حوثيين والجماعة تهدد بالمزيد

سماع دوي انفجارات غامضة في صنعاء

اعتراض صاروخ قال الجيش الإسرائيلي إنه أُطلق من اليمن شوهد من مدينة عسقلان (رويترز)
اعتراض صاروخ قال الجيش الإسرائيلي إنه أُطلق من اليمن شوهد من مدينة عسقلان (رويترز)
TT

إسرائيل تعترض باليستيين حوثيين والجماعة تهدد بالمزيد

اعتراض صاروخ قال الجيش الإسرائيلي إنه أُطلق من اليمن شوهد من مدينة عسقلان (رويترز)
اعتراض صاروخ قال الجيش الإسرائيلي إنه أُطلق من اليمن شوهد من مدينة عسقلان (رويترز)

فيما أبلغ سكان في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء عن دوي انفجارات وتصاعد الدخان بموقعين على الأقل قرب مطار المدينة، تبنت الجماعة الحوثية، الخميس، إطلاق صاروخين باليستيين وطائرتين مسيّرتين باتجاه إسرائيل، وتوعدت بالمزيد في سياق ما تقول إنه مساندة للفلسطينيين في غزة.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخين لم يشر إلى الطائرتين المسيرتين، وسط مخاوف يمنية من موجة تاسعة من الغارات الانتقامية رداً على هذه الهجمات.

وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين في بيانين منفصلين، الخميس، إن جماعته استهدفت في المرة الأولى مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخٍ باليستي اسمه «ذو الفقار».

وزعم المتحدث الحوثي أن العملية حققت هدفها، وأدت إلى هروب الإسرائيليين إلى الملاجئ، وأوقفت حركة المطار قرابة ساعة، كما زعم مهاجمة هدفين في تل أبيب وحيفا بطائرتين مسيرتين.

نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي «القبة الحديدية» اعترض مقذوفاً فوق مدينة نابلس بالضفة الغربية (إ.ب.أ)

وفي البيان الثاني، قال سريع إن جماعته استهدفت المطار نفسه بصاروخ باليستي فرط صوتي أدى إلى توقف حركة المطار والدخول إلى الملاجئ، متوعداً بمزيد من الهجمات حتى توقف إسرائيل حربها على غزة، وتسمح بدخول المساعدات.

من جهته، أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي باعتراض صاروخين أطلقا من اليمن في عمليتين منفصلتين، مشيراً إلى تفعيل صفارات الإنذار في عدد من المناطق الإسرائيلية، دون الحديث عن أي أضرار.

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الحوثيين لا تفيد الفلسطينيين في غزة، بقدر ما تستدعي إسرائيل لشن ضربات تدمر ما بقي من المنشآت الحيوية والبنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

انفجارات غامضة

بالتزامن مع الهجمات الحوثية الجديدة باتجاه إسرائيل سمع السكان في صنعاء دوي انفجارات قوية في الأنحاء القريبة من المطار، كما شاهدوا أعمدة من الدخان تتصاعد من أماكن الانفجارات.

ومع الاعتقاد للوهلة الأولى أن هذه الانفجارات ناجمة عن ضربات إسرائيلية جديدة، لم تتطرق الجماعة الحوثية إلى الأمر، كما لم تتبن أي جهة تنفيذ أي ضربات، وهو ما يرجح فرضية أن تكون الانفجارات ناجمة عن عمليات إطلاق فاشلة لصواريخ أو مسيّرات مفخخة.

انفجار في صنعاء يعتقد أنه جراء عملية فاشلة لإطلاق صاروخ حوثي (إكس)

وسبق أن هاجمت الجماعة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 نحو 100 سفينة، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أطلقت أكثر من 200 صاروخ ومسيّرة باتجاه إسرائيل حتى 19 يناير (كانون الثاني) الماضي.

ولم تحقق هجمات الحوثيين أي نتائج مؤثرة على إسرائيل، باستثناء مقتل شخص بطائرة مسيّرة ضربت شقته في تل أبيب 19 يوليو (تموز) 2024.

ومنذ انهيار الهدنة بين إسرائيل و«حركة حماس»، عادت الجماعة للهجمات الجوية، وأطلقت ابتداء من 17 مارس (آذار) الماضي نحو 27 صاروخاً باتجاه إسرائيل وطائرات مسيرة كثيرة.

وكان أخطر هذه الهجمات الأخيرة انفجار أحد الصواريخ قرب مطار بن غوريون في 4 مايو (أيار) الحالي، محدثاً حفرة ضخمة بعد أن فشلت الدفاعات الجوية في اعتراضه.

حطام طائرة مدنية في مطار صنعاء إثر ضربات إسرائيلية انتقامية رداً على هجمات الحوثيين (أ.ف.ب)

وفتح هذا الهجوم المجال لإسرائيل لشن ضربات انتقامية كثيرة دمرت بها ميناء الحديدة ومطار صنعاء ومصنعي أسمنت ومحطات كهرباء، قبل أن تشن الجمعة الماضي، الموجة الثامنة من هذه الضربات الانتقامية على الحديدة والصليف.

وتوّعدت إسرائيل باستمرار ضرباتها، وهددت على لسان وزير دفاعها بتصفية زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أسوة بما حدث مع زعيم «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، وقادة «حركة حماس».

ومن المرجح أن تستمر تل أبيب من وقت لآخر في ضرب المنشآت الخاضعة للحوثيين رداً على الهجمات، لكن يستبعد المراقبون للشأن اليمني أن تكون الضربات ذات تأثير حاسم على بنية الجماعة وقادتها وأسلحتها بسبب البُعد الجغرافي.


مقالات ذات صلة

مخاوف يمنية من انخراط الحوثيين في صراع إيران وإسرائيل

العالم العربي اجتماع لجنة الأزمات اليمنية في عدن برئاسة العليمي (سبأ)

مخاوف يمنية من انخراط الحوثيين في صراع إيران وإسرائيل

تتخوَّف الأوساط اليمنية على المستويين الرسمي والشعبي من تفاقم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية جراء انخراط الحوثيين في الصراع بين إيران وإسرائيل.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي اليمن يواجه أزمة مالية غير مسبوقة ويسعى لتحسين موارده (إعلام حكومي)

خطة يمنية لزيادة الدولار الجمركي على السلع غير الأساسية

تخطط الحكومة اليمنية لرفع سعر الدولار الجمركي بهدف زيادة الموارد لتغطية العجز الناتج عن توقف تصدير النفط، بسبب منع الحوثيين لذلك منذ أكثر من عامين

محمد ناصر (تعز)
الخليج المستشار منصور المنصور خلال المؤتمر الصحافي الأربعاء في الرياض (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يؤكد عدم استهداف التحالف مستشفى صرواح الريفي في 2015

أكد الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن أن مهمته إيضاح الحقائق بحيادية تامة ودون تحيز.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص عنصر حوثي خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

خاص مواقف متباينة في صنعاء حول الحرب الإيرانية - الإسرائيلية

أظهرت المتابعة للشارع اليمني الخاضع للحوثيين أن الحرب الإيرانية - الإسرائيلية الحالية أفرزت السكان والناشطين إلى ثلاث فئات متباينة في ردود الفعل والمواقف

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي إعادة فتح الطريق الرئيسي المغلق في الضالع سمحت بدخول البضائع والسلع من ميناء عدن (إكس)

قيود حوثية قاسية على طريق حيوي أعيد فتحه بين عدن وصنعاء

بعد إعادة فتح طريق حيوي بن عدن وصنعاء، بدأ الحوثيون فرض جبايات جديدة على السكان، وعلى مشترياتهم من مناطق سيطرة الحكومة، واستحدثوا جمارك جديدة.

وضاح الجليل (عدن)

«وزاري عربي» في إسطنبول يناقش فرص «الحلول السياسية» بالمنطقة

اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في بغداد (الجامعة العربية)
اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في بغداد (الجامعة العربية)
TT

«وزاري عربي» في إسطنبول يناقش فرص «الحلول السياسية» بالمنطقة

اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في بغداد (الجامعة العربية)
اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في بغداد (الجامعة العربية)

قالت مصادر دبلوماسية مصرية وعربية لـ«الشرق الأوسط»، الخميس، إن اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي يعقد في مدينة إسطنبول التركية، على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، مطلع الأسبوع المقبل، سوف يناقش «تأثيرات الحرب الإسرائيلية - الإيرانية الحالية، وسبل العودة إلى المسار الدبلوماسي وخفض التصعيد العسكري بالمنطقة».

وكان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، دعا إلى «عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، في إسطنبول، وحسب إفادة للخارجية العراقية، يستهدف الاجتماع «تنسيق المواقف العربية، إزاء التطورات المتسارعة ومواجهة التحديات الراهنة».

والعراق هو الرئيس الحالي للجامعة العربية، حيث تسلمت بغداد رئاسة الجامعة من البحرين، في القمة العادية التي عقدت في 17 مايو (أيار) الماضي.

وجاءت دعوة العراق للاجتماع الوزاري العربي، عقب اتصال هاتفي، جمع حسين، بنظيره المصري، بدر عبد العاطي، الأربعاء، حسب الخارجية العراقية.

وكانت الخارجية المصرية، أعلنت الأربعاء أن عبد العاطي أجرى اتصالات بنظرائه في العراق والسعودية والبحرين، «لبحث التطورات المتلاحقة في المنطقة، على إثر التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران وتداعياته على السلم والأمن الإقليمي والدولي».

وقال مصدر دبلوماسي عربي إن اجتماع وزراء الخارجية العرب، في إسطنبول، يستهدف مناقشة تداعيات المواجهات العسكرية الإسرائيلية - الإيرانية على المنطقة، موضحاً أن «الاجتماع ضمن الجهود المكثفة لتنسيق المواقف الإقليمية وتهدئة الأوضاع».

وتستضيف إسطنبول الاجتماع الحادي والخمسين، لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، يومي السبت والأحد المقبلين. وقالت وكالة «الأناضول» التركية إن «نحو ألف مشارك، من الدول الأعضاء في المنظمة، البالغ عددها 57 دولة، يحضرون الاجتماعات»، إضافة إلى «المؤسسات التابعة والدول المراقبة ومنظمات دولية أخرى».

واستبعد المصدر «عقد اجتماع عربي طارئ على مستوى القمة قريباً لمناقشة التطورات الإقليمية».

في حين أشار مصدر دبلوماسي مصري آخر إلى أن «اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي سيشهد عدة لقاءات أخرى على المستوى الثنائي والجماعي، بهدف تنسيق المواقف الإقليمية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «اجتماعات إسطنبول تستهدف العودة إلى المسار الدبلوماسي عبر المفاوضات».

وأوضح المصدر أن «مصر ودولاً عربية تكثف اتصالاتها الدبلوماسية، مع دول إقليمية وأطراف دولية، بهدف خفض التصعيد العسكري، ووقف إطلاق النار، وعدم اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط».

ويشكل موقف الدول العربية والإسلامية تكتلاً دولياً وإقليمياً مؤثراً، وفق أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة إكرام بدر الدين، الذي قال إن «تنسيق المواقف بين هذه الدول يمكن أن يكون له تأثير في مسار التصعيد القائم، ويدفع نحو مسار احتواء الصراع العسكري».

وحذّر بدر الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، من أن «عدم احتواء الصراع الإسرائيلي الإيراني سيؤدي إلى مخاطر عديدة بالمنطقة، قد تشمل انجراف أطراف دولية في الصراع، مثل الولايات المتحدة وروسيا وباكستان».